كتب- محمد شاكر:
كثيرة هي الأساطير التي يتم نسجها اعتماداً على وله الناس بالحضارة المصرية القديمة، وغموضها وسحرها البراق، ومن ثم فكل ما يرتبط بها ينال جانبا من جاذبيتها.

وفي هذا الصدد فقد حظيت الكثير من المومياوات خلال الفترة الأخيرة، والأعوام الماضية بالكثير من الاهتمام العلمي، لكشف خباياها بشكل دقيق، بعد عشرات الروايات التي يتداولها الناس ولم يتم التحقق منها بشكل ملموس، وباتت أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقيقة.

وخلال السطور التالية سوف نتناول أحدث الأبحاث العلمية التي أجريت على المومياوات، كما سنتعرض إلى أبرز الحكايات التي يتداولها الناس حول هذا الشأن..

بعد أيام من إثارة المومياء الصارخة، جدلا واسعا في الأوساط العلمية والأثرية، وتصدرها مواقع البحث الإلكترونية، بسبب وضعيتها الغريبة والتي تم تحنيطها مفتوحة الفم، وكأنها تصرخ، إذا بمومياء جديدة تخطف الأنظار من جديد، بعد أن

ولعل أحدث ما أثير حول المومياوات هو ما وثقته دراسة جديدة نشرت في دورية "العلوم الأثرية والأنثروبولوجية"، قامت بدراسة وضعية مومياء مصرية، في متحف الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا بجامعة تورينو في إيطاليا، وظهرت في حالة تأهب، وكأنها تستعد لعمل ما.

وظهرت هذه الوضعية الغريبة في الأشعة المقطعية التي أجريت على المومياء، حيث عمد الباحثون إلى الكشف عن هذه الرسومات من خلال طريقة التنظيف المبتكرة المعتمدة على الليزر، والتي تم استخدامها لإزالة طبقة الغبار المضغوطة من ضمادات الكتان.

كما كشفت الأشعة عن إزاحة غريبة في عظام الصدر والحوض، تشير إلى أن الشخص كان في حالة تأهب.

إلى جانب هذه الوضعية الغريبة والنادرة التي كشفت عنها الدراسة، فإن المومياء توفر أيضاً بيانات جديدة عن الممارسات الجنائزية التي تم إجراؤها خلال عصر الدولة القديمة في منطقة الجبلين بالصعيد.

ولفت الباحثون في مقدمة الدراسة إن المومياء التي كشف التأريخ بالكربون المشع انتمائها للأسرة الرابعة، هي أقدم حالة ظهر فيها استنساخ ملامح الوجه من خلال الرسومات على ضمادات الوجه

أما الدراسة التي أجريت على المومياء الصارخة فقد أثبتت أنها وجدت في موقع دفن عائلة سنموت مهندس الملكة حتشبسوت في الدير البحري حيث قامت الدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة عضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي بوزارة السياحة والآثار المصرية، بالتعاون مع الدكتورة سامية الميرغني المدير الأسبق لمركز بحوث وصيانة الآثار بوزارة السياحة و الآثار المصرية وذلك باستخدام أحدث تقنيات الأشعة والفحوصات العلمية، وكشفت هذه الدراسات أن السيدة كانت محنطة بشكل جيد باستخدام مواد ثمينة ومستوردة وتفترض أن فم المومياء المفتوح ربما يكون بسبب التقلص المصاحب بموت مؤلم وتحت مشاعر قوية.

وأكدت الباحثتان أن حالة حفظ المومياء الجيدة نتيجة استخدام مواد التحنيط على سطح الجسد مما يدحض الاعتقاد السائد بأن عدم إزالة الأحشاء الداخلية يعني سوء التحنيط، وتدعم هذه الدراسة وجود تجارة لجلب مواد التحنيط في مصر القديمة.
ظروف الوفاة..
لم توضح الفحوصات سببا واضحا للوفاة، وبالتالي لم يظهر السبب في تعبير وجه المومياء الصارخ على هذا النحو، ويظل وجود مواد التحنيط تستعبد أن عملية التحنيط تكون رديئة أو أن المحنطين قد أهملوا إغلاق فم المرأة أثناء التحنيط.
وذلك فتح المجال وتحليل تعبيرات وجه المومياء الصارخة على أن المرأة ربما ماتت وهي تصرخ من العذاب أو الألم، وأن تشنج الجثة بعد الموت حفظ تعابير وجهها. والتشنج الجثثي هو شكل نادر من تصلب العضلات الذي عادة ما يرتبط بالوفيات العنيفة في ظل ظروف جسدية قاسية وعاطفية شديدة.

على جانب آخر كشف فحص أثري لمومياء مصرية قديمة في مجموعة المتحف الوطني في العاصمة البولندية وارسو، عن أول حالة معروفة في لمومياء حامل.

وتم اكتشاف أن المومياء، التي كان يُعتقد في البداية أنها جثة الكاهن حور جيهوتي، كانت أنثى في الواقع، وأظهر بحث جديد أجراه فريق من العلماء البولنديين أن المرأة في الضمادات، هي حامل.

اللافت أن الدراسات المصرية وعلماء الآثار والتشريح المصريون، أثبتوا بعد ذلك استحالة هذا الطرح لتنافيه مع علم التنحيط.

أما القصص الخيالية والأساطير التي تناقلها الناس حول المومياوات، فمن أبرزها حكاية المومياء الناطقة في مقبرة منتومحات، وتدور حول ما رواه عمال التنقيب والترميمات الأثرية في قرى ونجوع منطقة القرنة، غرب مدينة الأقصر التاريخية لمومياء تحدثت إلى العمال طالبة منهم أن يغطوا ما تعرى من جسدها.

وهناك المومياء المعلقة في منطقة سقارة، والتي تترك تابوتها لعدة ساعات في كل يوم لتطير في الهواء ثم تعود لترقد في التابوت ثانية، والتي كانت حكايتها مثار بحث لعلماء مصريات من بلدان عدة.
وكان قدماء المصريين يحرصون على دفن موتاهم، ويعتقدون أن الروح يمكنها العيش في خلود بعد الموت، طالما ظل جسد الإنسان في حالة جيدة من الحفظ، ولذلك فقد حرصوا على حفظ الجسد وحمايته من التآكل من خلال تحنيطه.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حادث طابا هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان التحنيط المومياء الحضارة المصرية القديمة

إقرأ أيضاً:

بعدسة الأمير الصغير.. صورة لكيت ميدلتون تدعم دور الطبيعة في التعافي من السرطان!

#سواليف

نشرت أميرة ويلز، #كيت_ميدلتون، صورة تشير إلى إيمانها بالقوة العلاجية التي تحملها الطبيعة، بالتزامن مع اليوم العالمي للسرطان.

وفي الصورة الساحرة، التي التقطها الأمير لويس، البالغ من العمر ست سنوات، تظهر كيت ميدلتون واقفة بثبات على جذع شجرة في #غابة شتوية ضبابية، ما يعكس انغماسها في الطبيعة وإيمانها بفوائد “الاستحمام في الغابة” (forest bathing). 

View this post on Instagram

A post shared by The Prince and Princess of Wales (@princeandprincessofwales)

مقالات ذات صلة انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم! 2025/02/05

وقد رافق الصورة اقتباس ملهم على خلفية من السرخس المغطى بالصقيع، وقعت عليه كيت شخصيا، جاء فيه: “لا تنس الاعتناء بكل ما يكمن وراء المرض”. 

وكانت الأميرة البالغة من العمر 43 عاما، داعية لفكرة “الاستحمام في الغابة” منذ فترة طويلة، حتى قبل أن يتم الكشف عن تشخيصها المفاجئ بالسرطان في مارس من العام الماضي.

وهذه الممارسة التي نشأت في اليابان تحت اسم shinrin-yoku، تعتمد على المشي ببطء والتأمل في #الغابات، مع التركيز على استشعار كل ما يحيط بك، من روائح وأصوات ومشاهد وملمس #الطبيعة. 

وتشير بعض الأدلة إلى أن هذه الممارسة التأملية يمكن أن تساعد في تحسين صحة القلب، بل وقد تساهم في مكافحة السرطان.

وتشير التقارير إلى أن كيت استخدمت الاستحمام في الغابات كمصدر إلهام لتصميم حديقة ساعدت في ابتكارها في معرض “تشيلسي للزهور” عام 2019. تحت شعار “العودة إلى الطبيعة”، كانت الحديقة التي تضم جسرا فوق جدول متدفق ومنزل خشبي غريب، تهدف إلى إبراز جهود كيت في تعزيز فوائد قضاء الوقت في الهواء الطلق لصحة الجسم والعقل.

وقالت كيت في ذلك الوقت: “أعتقد أن قضاء الوقت في الهواء الطلق خلال مرحلة الطفولة يمكن أن يلعب دورا في وضع الأساس ليكون الأطفال بالغين سعداء وأصحاء”. 

وبينما يعرف عن المشي فوائده الصحية الواضحة، تشير بعض الدراسات إلى أن “الاستحمام في الغابة” على وجه الخصوص له فوائد صحية إضافية، بل ويجادل البعض بأنه يجب أن يدرج ضمن خدمات التأمين الصحي. 

فوائد صحية مثبتة

تشير الدراسات إلى أن قضاء وقت هادئ في الغابات يمكن أن يساعد على تنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتحسين المزاج، بل وتعزيز جهاز المناعة.إقرأ المزيد

وأظهرت أبحاث من كلية نيبون الطبية في طوكيو أن “الاستحمام في الغابة” يمكن أن يكون له تأثير مباشر على جهاز المناعة، وخاصة الخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells)، التي تحمينا من الفيروسات وتكوين الأورام. 

ووجدت الدراسات أن نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية يزداد بشكل ملحوظ في الأسبوع الذي يلي زيارة الغابة، مع استمرار الآثار الإيجابية لمدة شهر بعد ذلك.

كما أشارت أبحاث أخرى إلى أن هذه الممارسة يمكن أن تكون مفيدة لمرضى السرطان، خاصة في مساعدتهم على التعافي من صعوبات العلاج. 

وفي دراسة أخرى أجراها خبراء من جامعة تشيبا اليابانية، تم قياس مستويات هرمون الإجهاد، الكورتيزول، وضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى متطوعين خلال يوم قضوه في المدينة، ثم تم تكرار الاختبارات خلال زيارة غابة استمرت 30 دقيقة، وتوصلوا إلى أن التواجد في الغابة كان له تأثير إيجابي على المشاركين. وهذا يشير إلى أن الطبيعة، وخاصة الغابات، يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين الصحة الجسدية والنفسية.

ويشير المؤيدون إلى أن إدراج اليابان لـ”الاستحمام في الغابة” في برنامجها الصحي الوطني هو جزء من أسباب انخفاض معدلات أمراض القلب في البلاد.إقرأ المزيد

كما وجدت دراسة أخرى أن “جرعة” مدتها ساعتان أسبوعيا كافية للمساعدة على تقليل التوتر لدى المرضى. 

وما زال العلماء يستكشفون ما إذا كانت هناك خصائص فريدة في “الاستحمام في الغابة” وراء هذه الفوائد الصحية. وإحدى النظريات تشير إلى أن المركبات العضوية “الفيتونسيد”، أو “المبيدات النباتية” (phytoncides)، التي تطلقها الأشجار لحماية نفسها من الطفيليات والأمراض، يمكن أن تفيد البشر من خلال التأثير على جهاز المناعة لديهم. 

وتقدم تفسيرات أخرى نظرة أبسط، مفادها أن البشر تطوروا في بيئات طبيعية، ولم تصبح المناطق المبنية مثل المدن هي المعيار إلا في القرون القليلة الماضية. ووفقا لهذا المنطق، فإن “العودة إلى الطبيعة” من خلال “الاستحمام في الغابة” تعمل بمثابة إعادة ضبط لمصانعنا البيولوجية الداخلية إلى الإعدادات التطورية الافتراضية.   

ومن خلال مشاركتها هذه الصورة والاقتباس الملهم، تؤكد كيت ميدلتون مرة أخرى على أهمية الطبيعة ودورها في الشفاء والتعافي، خاصة في مواجهة التحديات الصحية الكبيرة مثل السرطان.

مقالات مشابهة

  • شائعات الانفصال تطارد جاستين بير وزوجته مجددا.. صورة تكشف السر
  • حصاد «معرض الكتاب».. صورة مُشرفة للثقافة المصرية
  • «ساحرة».. عمر خيرت يستعد لحفله الموسيقي في الرياض «صورة»
  • بعدسة الأمير الصغير.. صورة لكيت ميدلتون تدعم دور الطبيعة في التعافي من السرطان!
  • خبير أمن المعلومات يوضح طريقة عمل صور مفبركة من خلال مواقع الانترنت
  • كانييه ويست يرد بطريقته على منتقدي إطلالة زوجته المثيرة في الغرامي
  • رعاية السيدة الحامل
  • في ذكرى وفاتها.. نادية لطفي أيقونة السينما المصرية التي لا تغيب (بروفايل)
  • القوة الناعمة المصرية بين الصعود والتراجع!
  • من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟