دراسة بحثية تُوصي بإظهار دور المؤسسات الدينية في وضع علاج لمواجهة الأفكار منحرفة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
ناقش قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة قناة السويس، رسالة دكتوراه بعنوان:" أثر اليأس والقنوط على الضروريات الخمس ودور المؤسسة الدينية في علاجهما"والمقدمة من الباحث محمد إسماعيل حرى، بمديرية أوقاف الشرقية.
تناولت الرسالة علاج مشكلة اليأس والقنوط التي يعاني منها كثير من البشر اليوم، إذ استفحل اليأس بصوره المختلفة، وشمل العديد من جوانب الحياة، فجعل الناس في حالة من الفتور والخوف الذي يطارد النفوس ليلا ونهارًا، فأفرز فقدان الثقة، والعزوف عن العمل والإنتاج والإتقان والإبداع، وليست هذه المشكلة وليدة اليوم أو الأمس بل عرفتها البشرية منذ القدم، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية في أكثر من موضع، وبين أسبابها، وحذر من عواقبها، وبين الفقهاء أهمية علم المقاصد وأنه من أهم علوم هذه الشريعة الإسلامية الغراء التي لا يستغنِي عنها مسلم بحال، لأن الشريعة الإسلامية جاءت بما يصلح الإنسان في الدنيا والآخرة، فالهدف الأسمى للشريعة الإسلامية هو سعادة الإنسان وإصلاح دنياه ونجاته في الآخرة.
كما تناولت الرسالة: دراسة موضوع اليأس والقنوط في الشريعة وما لهما من آثار على المقاصد الضرورية للشريعة، وسبل معالجة هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمع الإسلامي في عصرنا الحاضر، أهمية كبري نستخلصها من تحذير القران والسنة من عواقب التمادي في اليأس والقنوط، وما لمقاصد الشريعة الإسلامية من أهمية كبرى تتناول جميع الجوانب اليومية للفرد والمجتمع، وإضافة لما سبق ما جاء في نصوص الشريعة الإسلامية من وسائل مختلفة لعلاج آثار اليأس والقنوط والحفاظ على مقاصد الشريعة بجميع صورها.
و تهدف الدراسة: بيان صلاحية الشريعة الإسلامية السمحة لكل زمان ومكان، واهتمام الإسلام بقضايا المجتمع، والقدرة على علاجها، مع مراعاة أحوال الناس، و تسليط الضوء على بعض الظواهر الخطيرة الناتجة عن اليأس والقنوط، وبيان الأسباب والدوافع والعواقب وكيفية العلاج من خلال دور المؤسسة الدينية المصرية في ذلك والمتمثلة في الأزهر -ـحفظه الله- منارة الإسلام والعلم في العالم الإسلامي، ووزارة الأوقاف المصرية من خلال الدور الأساسي للخطباء في المساجد، ودور دار الإفتاء المصرية لبيان أن رسالة الإسلام هي إصلاح الدنيا بالدين.
وخلال المناقشة طالب الباحث، بضرورة الاهتمام بدراسة المقاصد الشرعية لاسيما الضروريات الخمس والتوسع في ذلك لعلاقتها الوثيقة بالكثير من النوازل والحوادث والمستجدات ومعالجتها، والدفاع عن الدين وما يحاك له من مدعي التنوير والحداثة، بكشف الشبهات والرد عليها، ومواجهة حملات الاستهزاء المتعمدة بالنصوص الشرعية والطعن في علماء الأمة وحملة لواء الدين، والتوجيه الدائم بكفالة الإسلام لحق الحياة الإنسانية والعناية بها، وإقامة المؤتمرات التي تندد بانتهاك حق الإنسان في حياة آمنة مطمئنة، وإظهار دور المؤسسات الدينية في وضع العلاج النافع لما يتعرض له المجتمع من قضايا وأفكار منحرفة، وقيام أجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها بالدور المنوط بها حيث إرشاد الناس وتوجيههم إلى خطر اليأس والقنوط وما يترتب عليهما من آثار مضرة بالفرد والمجتمع، و بث ونشر روح التفاؤل والأمل في النفوس وانتزاع اليأس والتشاؤم تحقيقًا لسلامة وأمن المجتمع.
وأشار الباحث في رسالته لدور علماء الأزهر والأوقاف في علاج أثر اليأس والقنوط على الضروريات الخمس من خلال المؤتمرات والخطاب والمواعظ الأسبوعية وإصدار الفتاوى بجانب المقالات والكتابات المنشورة في مجلة الأزهر والصحف القومية.
هذا وتكونت لجنة الإشراف والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ محمد حسن، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بالكلية، ووكيل الكلية للدراسات العليا الأسبق (مناقشًا ورئيسًا)، الدكتور الحسيني سليمان جاد، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق (عضوًا ومناقشًا)، الدكتور حسنين السعيد حسنين أستاذ الدراسات الإسلامية ووكيل معهد الدراسات الأفروأسيوية (مشرفًا وعضوًا)، الدكتور حسن محمود غنايم، أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة قناة السويس (مشرفًا وعضوًا).
و منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، حضر المناقشة لفيف من علماء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة قناة السويس الشرقية الدراسات الإسلامية رسالة دكتوراة أوقاف الشرقية الشریعة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
غدا.. انطلاق مؤتمر كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر حول بناء الإنسان
تنظم كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، غدًا السبت، الموافق 26 أبريل 2025، مؤتمرها العلمي الدولي الخامس تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
ويأتي ذلك بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبمشاركة لفيف من علماء وقيادات الأزهر وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
ويعد المؤتمر منصةً استثنائيةً تجمع خبراء وباحثين ومتخصصين في مجالات الشريعة، والقانون، والاقتصاد، والتعليم، لطرح رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، حيث يهدف المؤتمر إلى إبراز مرونة الشريعة الإسلامية واستيعابها لكافة المستجدات والنوازل ومعالجتها بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد، ومناقشة دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.
كما يهدف مؤتمر كلية الشريعة والقانون إلى تسليط الضوء على المبادئ الشرعية والقانونية التي تهدف إلى الاستفادة من مكتسبات التقنية الحديثة والحماية من مخاطرها، إضافة إلى الوقوف على تحديات التنمية، ومعرفة سبل معالجتها وتشجيع آليات البناء والإعمار في كافة المجالات التنموية، وتفعيل آليات بناء الإنسان في شتى المجالات من أجل واقع أفضل ومستقبل مشرق، وترسيخ أسس السلام والتعايش السلمي وقبول الآخر، بجانب تعزيز جهود التنمية المستدامة والمساهمة بفاعلية في بناء الوطن وحمايته من المخاطر.
وتدور محاور مؤتمر «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة» حول «ميادين بناء الإنسان وصناعة الحضارة في الشريعة الإسلامية»، و«بناء الإنسان في ضوء المبادئ التي أقرها الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية»، و«بناء الإنسان في ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والبيئية»، و«تطوير البنية التشريعية وتعزيز المنظومة التعليمية وأثرهما في بناء الإنسان»، و«الحقوق والحريات الأساسية وأثرهما في بناء الإنسان»، و«التطور التقني وأثره في بناء الإنسان من حيث الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومكتسبات الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية».