ألقت الشرطة المغربية، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس السبت، القبض، على ستة أشخاص، بينهم قاصر، وذلك للاشتباه في تورّطهم في نشر أخبار زائفة ومحتويات رقمية تُحرّض على تنظيم الهجرة غير المشروعة.

وجاء إلقاء القبض على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و31 سنة، عقب رصد مصالح اليقظة المعلوماتية للأمن الوطني، منشورات ومحتويات رقمية تزعم التحضير القبلي لاقتحام السياج الأمني، الواقع بين مدينة الفنيدق ومدينة سبتة، كما تُحرّض مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي على الهجرة غير المشروعة.



وتم تحديد هويات المُشتبه فيهم، وتوقيفهم بالمدن المغربية: تطوان والدار البيضاء وسوق الأربعاء والقصر الكبير وطنجة. فيما سوف يتم إخضاعهم لإجراءات البحث القضائي الذي يتم تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن "الخلفيات الكامنة وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية".

وفي الوقت الذي لا تزال الأبحاث والتحرّيات مُتواصلة لـ"توقيف باقي المشاركين والمُساهمين في فبركة ونشر هذه المحتويات والأخبار الزائفة"؛ كانت "عربي21" قد نشرت تقريرا، رصدت فيه عدّة صفحات تحظى بتفاعل مُتسارع، تُحرّض بالصوت والصورة، على هجرة القاصرين، نحو الضفّة الأخرى، سباحة. 

وأشارت جُملة المقاطع التي تم رصدها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" إلى ضرورة تعلّم السباحة، مُبرزة أن مسافة 6 كلم، الفاصلة بين الضفّتين، من السّهل عبورها؛ مُتغافلين كون المسافة نفسها، باتت تُعدّ "مقبرة الشّباب" بحسب وصف أهالي المنطقة أنفسهم.

كذلك، أوضحت المقاطع التي عرفت تداولا مُتسارعا وسط القاصرين، إلى أن "بلوغ سن الرشد في سياق الهجرة السرية، يعقّد الوضع الاجتماعي للشّباب؛ وأن القانون يعامل القاصرين بتسامُح نسبي، حيث يتم إدماجهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتقديم الحماية لهم".

وتحدّثت المقاطع نفسها، على أن: "سن الثامنة عشر، يُشبه العدّ العكسي لهروب الشباب من واقعهم؛ والنهاية لأحلامهم بالهروب إلى: الفردوس المفقود"، ما يدفعهم لرمي أجسامهم الصغيرة في البحر، في رحلة غالبا ما تنتهي بالموت، أو مُطاردة مع الأمن، والعودة مرّة أخرى للمغرب، بحُلم محطّم وآمال خائبة.


إلى ذلك، عاشت المنطقة، ليلة الأحد 25 آب/ أغسطس، على إيقاع مُطاردات بين قوات الأمن بمدينة الفنيدق، ومئات الشباب (مغاربة وجنسيات أخرى أتت للمغرب بحثا عن فرصة للهجرة السرّية)، حيث أحبطت مُحاولاتهم للهجرة السرية، سباحة؛ فيما كانوا يُحاولون استغلال كثافة الضّباب وتوافد الزوار الذي تشهده المدينة، لمباغتة القوات المكلفة بحراسة الشواطئ والارتماء في البحر.

وبحسب معلومات توصّلت بها "عربي21" تم ضبط أكثر من 700 مرشح للهجرة السرية، فيما تم نقل القاصرين منهم نحو مركز الرعاية الاجتماعية، المتواجد في مدينة مرتيل، ناهيك عن تفعيل المتابعة القضائية بحق الراشدين، خاصّة الذين ثبتت في حقهم حالة "العود" (تكرار المُحاولة).

وجرّاء ما حدث، كانت سلطات المنطقة قد وضعت حواجز حديدية، مع توزيع عدد مُتزايد من العناصر الأمنية على طول الشاطئ، لمنع استمرار محاولات الهجرة السرية، أو إعلام البحرية الملكية المغربية في حالة وقوع أيّ اختراقات.

وكانت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان (غير حكومية)، قد استنكرت ما وصفته بـ"الصمت الحكومي" إثر الوضع الذي عاشته المنطقة، وبثّ الخوف في قلوب الأمّهات؛ معتبرة أن "الأوضاع التي يعيشها الشباب المغربي هي التي دفعت به إلى محاولة الهجرة نحو الضفة الأخرى". 


وأوضحت الرابطة المغربية، عبر بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه: "اليأس وانسداد الأفق للشباب المغاربة أمام السياسة الحكومية التي تكرس الفقر والتهميش والفوارق الاجتماعية وغياب برامج الإدماج والتأهيل والمواكبة للشباب من أبناء الأسر الفقيرة". 

"تابعت محاولة مئات الشباب المغاربة ومن جنسيات أخرى، الهجرة سباحة من الفنيدق إلى مدينة سبتة المحتلة، حيث تم ضبط أكثر من 700 مرشح للهجرة السرية، من بينهم عدد مهم من القاصرين" يضيف البيان نفسه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المغربية سبتة الهجرة السرية المغرب سبتة الهجرة السرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

في عيد الشرطة الـ73.. قصة الشهيد الذي أحب كرداسة وأحبته

في ذكرياتهم التي كانت مليئة بالحب والأمل، تظل صورة اللواء مصطفى الخطيب، مساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، حية في قلب زوجته "سحر يوسف"، التي لا تملك إلا أن تردد: "لن أنساه أبداً، رغم الغدر الذي اغتاله." هي الكلمات التي تخرج من قلبها المثقل بالحزن، ففي تلك اللحظة الفارقة، وفي مكان مقدس، اغتيل حبها وحياة زوجها على يد من كانوا يظنون أنهم مأمنوه.

مرت الأيام، لكنها لم تمحُ من ذاكرتها ذلك الوداع الأخير، حين كان زوجها يشع بشوشًا، يذهب إلى مركز كرداسة في مهمة قد تكون عادية بالنسبة له، لكنها كانت آخر مهماته الحياتية.

"حاولت الاتصال به مراراً، لكنه رد بصوت مشوب بالقلق: "فيه اشتباك، اقفلي"، كانت هذه الكلمات هي آخر ما سمعته قبل أن يتلقف الموت جسده ويترك قلبها معلقًا بين ذكرى الشجاعة وألم الخيانة.

منذ زواجهما عام 1986، عاشا معًا في رحلة طويلة مليئة بالتضحية والوفاء، وقد شهدت "سحر" كيف كان زوجها رجلًا متفانيًا في عمله، فحتى بعد ترقيته إلى مساعد مدير أمن الجيزة، لم ينسَ أبدًا تلك القرية التي عشقها، ولم يملّ من تقريب وجهات النظر بين الأهالي والشرطة.

وكانت تلك البسمة التي لم تفارق وجهه، حتى حين كان يصلي بالمواطنين في المسجد القريب من المركز، هي ما جعل منه رجلاً محبوبًا من الجميع.

اليوم، ونحن نحتفل بعيد الشرطة الـ73، نقف احترامًا للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، وفي مقدمتهم الشهيد مصطفى الخطيب، الذي سقط في معركة لم تكن فقط مع الموت، بل مع الخيانة التي لا يمكن أن تمحيها الأيام.

 


ابنة الشهيد مصطفى الخطيب مع والدها

 


الشهيد مصطفى الخطيب

 


زوجة الشهيد مصطفى الخطيب





مشاركة

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني:إلقاء القبض على المجرم الذي قتل ضابط وشرطي في النجف
  • السلطات المغربية ترحل ثلاثة إسبان من الداخلة بسبب نشاط مشبوه
  • القبض على أشخاص نشروا أو أعادوا نشر أو علّقوا على منشورات تحمل الفتنة والإساءة وإثارة النعرات
  • شرطة البصرة تلقي القبض على متهم قتل شقيقيه
  • القبض على 9 أشخاص ارتكبوا 33 حادثة احتيال مالي بالرياض
  • الاستخبارات العسكرية تلقي القبض على 11 متهماً بينهم إرهابي في ثلاث محافظات
  • في عيد الشرطة الـ73.. قصة الشهيد الذي أحب كرداسة وأحبته
  • أحدهم إيراني.. القبض على 5 أشخاص نبشوا مقبرة أثرية في دهوك
  • تعرّف على العوامل السياسية والاقتصادية التي تشجع الإسرائيليين على الهجرة
  • القبض على 4 أشخاص بتهمة سرقة مركبتين