الشارقة في 10 أغسطس/ وام/حذرت "إدارة سلامة الطفل" بالشارقة من مخاطر ترك الأطفال في المركبات المغلقة خاصة خلال فترة الصيف، وكشفت لأولياء الأمور أثر ذلك على حياة الصغار وحتى البالغين من مختلف الأعمار، حيث أجرت لأول مرة في الإمارات والمنطقة، تجربة اجتماعية تحت شعار "تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم"، تبيّن بالاختبار العملي ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من مخاطر في مثل هذه الحالات، تصل إلى الوفاة الحتمية، وارتفاع ضغط الدم، وتباطؤ دقات القلب، وبلوغ مستويات عالية من الجفاف في أعضاء الجسم خلال فترة زمنية قصيرة.

وجاءت التجربة التي نفذتها الإدارة، ضمن استراتيجيتها في رفع الوعي بما يهدد سلامة الأطفال البدنية، والنفسية، والذهنية، وفي إطار دعمها لتوجهات وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على صحة الصغار، حيث استضافت عدداً من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والمتطوعين لتجربة ما يمر به الأطفال في حال تركوا في مركبات مغلقة في الصيف، وذلك تحت إشراف طبي وفريق من المتخصصين ورجال الدفاع المدني لتسجيل قراءات المؤشرات الحيوية مع بيان واضح بموافقة المتطوعين على المشاركة في التجربة.

وكشفت التجربة التي أقيمت على مدار 8 ساعات متواصلة، مدى قدرة المشاركين على تحمل البقاء لمدة عشر دقائق داخل مركبة مغلقة من دون تكييف وفي ظل حرارة تتراوح بين 40 - 45 درجة مئوية، وتزداد بمقدار 20 درجة خلال 10 دقائق داخل المركبة المغلقة.

وأظهرت نتائج التجربة، التي جاءت بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة وهيئة الشارقة للدفاع المدني، أن معظم المشاركين شعروا بالدوار والإجهاد والصداع والغثيان، وانخفاض كبير في مستوى الأوكسجين في الدم لديهم في مؤشر على خطورة مثل هذا الموقف في حال تعرض له الأطفال لوقت أطول دون إنقاذ.

وقالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة: "التحذيرات وحدها لا تكفي عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال، خاصة عند الحديث عن مواقف يصعب على ذويهم وأولياء أمورهم تخيّل وتقدير حجم خطورتها، لهذا استندنا إلى البرهان العملي والتجربة الحية، لنرفع وعي المجتمع بخطورة المواقف والسلوكيات التي يمارسونها بقصد أو بإهمال ويمكن أن تهدد سلامة الأطفال، وتودي بحياتهم أو تضر بصحتهم البدنية أو النفسية أو الذهنية، فما يغيب عن ذهن الكثير أن مثل هذه الحوادث قد لا يظهر تأثيرها المباشر على صحة الطفل، إلا أنها قد تشكل له أزمة نفسية تجاه الضيق والشعور بالاختناق في الأماكن المغلقة، وقد تسبب تلفاً في خلايا دماغه، في حال تزايدت درجات الحرارة إلى مستويات عالية".

وأكدت: "كانت هذه التجربة صعبة للغاية، وقد أصريت على اختبارها بنفسي لتخيل مدى المعاناة التي تواجه أي إنسان يتعرض لهذا الموقف، لهذا رسالتنا في إدارة سلامة الطفل لكل ولي أمر ومسؤول عن التعامل مع الأطفال، ألا يستهين بممارساته تجاه الأطفال، وأن يظل يقظاً ومتنبهاً لكل سلوك يقوم به برفقة الصغار، فلا مجال للسهو أو النسيان أو التغافل، ونقول لكل واحد منهم: (تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم)".

من جانبه، أكد مدير فرع التوعية والإعلام المروري في شرطة الشارقة، النقيب سعود الشيبة، أن مشاركة شرطة الشارقة في التجربة يأتي استكمالاً لجهود وزارة الداخلية لرعاية الأطفال في الدولة، مشيراً إلى تخصيص عدد كبير من البرامج التدريبية الخاصة للتعامل مع الأطفال في الإدارات الميدانية، لمكافحة كل ما من شأنه أن يشكل خطورة على سلامة الأطفال وحالتهم الصحية والنفسية. في حين أشار الشيبة إلى أن المشاكل والقضايا المتعلقة بسلامة الطفل باتت تشهد انخفاضاً مستمراً بفضل زيادة الوعي بين أفراد المجتمع، حيث أن مهام الأجهزة الحكومية لا تقتصر على مكافحة المظاهر والسلوكيات السلبية بل زيادة التوعية بمخاطرها والعمل على تلافيها بشكل استباقي.

وأوضح الطبيب الذي راقب سلامة المشاركين أثناء التجربة أن تعرض جسم الإنسان لدرجة حرارة عالية يتسبب في فقدان السوائل والأملاح نتيجة للتعرق، ما يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الكهروكيميائي للخلايا، ويتسبب في تسارع نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم، ما يؤدي إلى الإغماء وقد تصل إلى الاختناق والوفاة.

وتأتي التجربة الجديدة لسلامة الطفل ضمن حملاتها التوعوية، "سلامتهم أولاً" المستمرة على مدار العام، واستكمالاً للتجربة وتحقيق أكبر فاعلية مجتمعية منها، نشرت "سلامة الطفل" فيلماً توعوياً تضمن مشاهد من التجربة، وإرشادات لأولياء الأمور للتنبيه إلى أهمية تجنيب أطفالهم التعرض لأي خطر مماثل.

اسلامه الحسين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: سلامة الأطفال الأطفال فی

إقرأ أيضاً:

أجهزة الأمن تكشف حقيقة خطف الأطفال بالقليوبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضبطت الأجهزة الأمنية بالقليوبية، عامل ادعى قيام شخص آخر بتخدير وخطف الأطفال بإحدى قرى مركز القناطر الخيرية في محافظة القليوبية، وذلك بعد نشره شكوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثارت الذعر بين الأهالي.

البداية عندما تقدم عامل، بدائرة مركز شرطة القناطر الخيرية، بشكوى رسمية عبر الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على فيسبوك، يدعي فيها إن شخصًا مجهولًا يقوم بتخدير وخطف الأطفال داخل القرية، مما أثار حالة من القلق والخوف بين سكان المنطقة.

انتقلت أجهزة الأمن للتحقق من صحة الادعاء، حيث تم بحث السجلات الرسمية، والتأكد من عدم وجود أي بلاغات رسمية أو محاضر محررة تتعلق بهذه الادعاءات وبعد عمليات البحث والتحرى تم تحديد هوية الشخص المشكو في حقه، وتبين انه عاطل وله معلومات جنائية وبضبطه ومواجهته أنكر ما نسب اليه، مؤكدًا أنه لم يتورط في أي أعمال خطف أو تخدير للأطفال، ولم تصدر عنه أي تصرفات مشبوهة من هذا النوع.

جرى على الفور استدعاء الشاكي نفسه للتحقيق، وبتضييق الخناق عليه اعترف أنه قام بنشر هذه المعلومات المغلوطة بسبب خلافات عائلية بين المشكو في حقه وأحد أقاربه ” نجل عمه ”.

وعند سؤال نجل عمومة المشكو في حقه، أكد أن هذه الشكوى كيدية، وأن الهدف منها إثارة الرأي العام ضد الشخص المتهم زورًا، ومحاولة جذب انتباه أهالي القرية وتشويه سمعته.

وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الشاكي، وذلك لنشر أخبار كاذبة وإثارة الذعر بين المواطنينواكد وزارة الداخلية على التعامل بحزم مع البلاغات الكاذبة التي قد تثير الفوضى في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • متى يبدأ الطفل صيام رمضان؟ إليك نصائح الخبراء وآراء الأطباء
  • أسطول حافلات كهربائية بالشارقة لتعزيز التنقل الأخضر
  • توقعان مذكرة تفاهم لحماية وتعزيز حقوق الطفل في اليمن
  • خطوات علمية وعملية لغرس حب القراءة لدى الأطفال
  • طبيب: العمر المناسب للبدء في الصيام للطفل من 14 عام
  • «الثقافي العربي» يناقش الرؤية الفكرية في أدب الطفل
  • ورشة حول «اعتماد المخططات وإجازة البناء» بالشارقة
  • أجهزة الأمن تكشف حقيقة خطف الأطفال بالقليوبية
  • “الغارديان” تكشف تفاصيل إعدام جيش الاحتلال للطفل أيمن الهيموني في الخليل
  • الغارديان تكشف تفاصيل استشهاد طفل فلسطيني بالخليل