بالتهجير والقنص وقطع المياه .. الاحتلال يمعن بانتقامه من سكان جنين
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
سرايا - لم تكن ليلة سهلة تلك التي عاشتها عائلة عثيمة، الجمعة الماضي، في منزلهم بالحارة الشرقية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. إذ لم يستطع أحد منهم النوم طيلة الليل جراء إطلاق النار وعمليات التجريف والتدمير التي يجريها جيش الاحتلال في محيط البيت.
وتخضع الحارة الشرقية لحصار شديد منذ بدء العملية العسكرية على مدينة جنين منتصف ليل الأربعاء الماضي، حيث فرضت خلالها قوات الاحتلال حظر التجول، وشرعت بأعمال تجريف وتدمير واسعة للشوارع والبنية التحتية، مما أدى إلى تضرر شبكات المياه وانقطاع الكهرباء عن الحي وأجزاء واسعة من المدينة.
وطوال 3 أيام، لم تصل "قطرة مياه واحدة إلى الحي" بينما استنفد السكان كل مخزون المياه المتوفرة في بيوتهم، ورغم محاولات الدفاع المدني إيصال كميات من المياه المعدنية فإن شهادات الأهالي تؤكد النقص الشديد في كميات الماء المتوفرة في الحي بأكمله.
ساحة حرب
وقال عثيمة إنه منذ اليوم الأول للاقتحام، دخلت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة إلى الحي الشرقي، وبدأت الجرافات بتدمير كل شيء فيه واقتحم الجنود العديد من المنازل، وتم احتجاز بعض العائلات في غرفة واحدة بينما تحولت بقية المنازل إلى ثكنة عسكرية.
واستولت قوات الاحتلال على عدد كبير من منازل المواطنين في الحي، ونشرت القناصة على أسطح البنايات المطلة عليه، بينما يتنقل الجنود من منزل إلى آخر عبر استحداث فتحات في جدرانها.
وحسب عثيمة، لجأ بعض الناس إلى الحمامات لتجنب رصاص الجيش وقناصته، ويؤكد المواطن أنهم يعيشون وسط ساحة حرب منذ 4 أيام وحتى الآن لا يمكنهم التوقع متى ينهي جيش الاحتلال عملياته.
وكانت قوات الاحتلال اتخذت من مسجد خالد بن الوليد نقطة عسكرية، وجرفت محيطه، وحطمت نوافذه، ودمرت الشوارع الواصلة إليه، ويقول السكان إن المسجد يوجد على تلة مرتفعة تكشف عمق الحي، وهو ما دفع قوات الاحتلال إلى التمركز فيه ونشر القناصة داخله.
وليلة أمس، أطلق قناص من جيش الاحتلال 9 رصاصات باتجاه مسن فلسطيني (82 عاما) كان يسير في الشارع المقابل للمسجد، مما أدى لاستشهاده على الفور.
نزوح عبر الجبال
وعبر طرق جبلية وعرة كان عدد من الأطفال، لا تتجاوز أعمارهم 5 أعوام رفقة ذويهم، ينزحون من منازلهم التي استطاعوا الخروج منها، في محاولة منهم للوصول إلى منطقة آمنة.
وقال عبد أبو ريا وهو أحد النازحين "مشينا ساعة كاملة متسلقين الجبال، لم يسمحوا لنا بالخروج إلى مركز المدينة، قالوا إن الخروج من الحي ممنوع، لذا سلكنا هذه الطرق، معنا أطفال يطلبون الماء، ولا نملك أن نوفره لهم، نمشي في جبال السويطات حتى نصل إلى الشارع لعلنا نجد من يقلنا".
وأضاف أنه يمكنهم الصبر على الجوع، لكن الناس لا يمكن أن تعيش بدون ماء، خاصة مع وجود أطفال، وأنهم يعيشون في خوف وقلق، كما أن الطعام بدأ ينفد من المنازل. ويتابع "الأطفال يبكون طالبين الطعام والماء، بعض العائلات بحاجة لحليب لأطفالها، عدا مرضى السكري والضغط، كل هؤلاء لا يستطيعون التحرك، الجيش هددنا وقال لنا إن مصيرنا سيكون الموت إن لم نتخل عن ما سماه الإرهاب".
وبحسب سكان الحي، فإن ما يقوم به جيش الاحتلال هو عقاب للأهالي وليس للمقاومين الذين لا يوجدون بالمنازل بل في الميدان، وهو تدمير ممتلكاتهم وتجويعهم وترهيبهم كمدنيين.
وكان جيش الاحتلال علق منشورات على جدران بعض المنازل التي انسحب منها قال فيها "لا تسمحوا للمجرمين بالتحكم في مستقبلكم، حيث مستقبلكم بين أيديكم".
ويوم أمس، انتشرت شهادات مواطنين هجّرهم الاحتلال من منازلهم بشكل إجباري، مفادها أن الجنود أخبروهم بعدم التمكن من العودة قبل 10 أيام، وهو ما طرح تساؤلات لديهم بشأن مدة استمرار العملية العسكرية.
ورغم خروج بعض مقاطع الفيديو، صباح أول من أمس والتي توثق حجم الدمار الكبير بالحي الشرقي، فإن الأهالي العالقين يؤكدون أن الوضع على الأرض "أكثر كارثية" وأن عدد المنازل التي أصبحت غير صالحة للسكن كبير.
ومنذ عدة أشهر، كثف الاحتلال من اقتحام الحي الشرقي من مدينة جنين بموازاة الاقتحامات المتكررة لمخيمها، بزعم أن مقاومين ينشطون فيه.
عقاب قطع الماء
ويوم أمس، سُجلت في قرى محافظات جنين حملات لجمع التبرعات الخاصة بطرود الطعام، وكراتين المياه المعدنية والخبز، لإرسالها لأهالي المدينة والمخيم، غير أن هذه الحملات اصطدمت بمنع الاحتلال السكان من دخول الحي الشرقي وحارات الدمج والفلوجة والحواشين في المخيم.
وفي الجهة المقابلة للحي، حاصر الاحتلال مستشفى جنين الحكومي، ولليوم الرابع على التوالي تمنع الآليات العسكرية المتمركزة أمام مداخله الرئيسية الدخول والخروج إليه إلا بعد تفتيش دقيق.
ويعاني هذا المستشفى الوحيد، الذي يخدم قرابة 400 ألف مواطن بمحافظة جنين، من انقطاع المياه فيه بعد نفاد الخزانات الاحتياطية، وعمدت إدارته إلى الاستعانة بكميات المياه -التي تم التنسيق مع الدفاع المدني- ونقلها يوميا إلى قسم الكلى وخزانات المياه فيه.
وقال مدير المستشفى الدكتور وسام بكر إن الدفاع المدني نقل -خلال الأيام الثلاثة الماضية- 300 كوب من الماء إلى المستشفى بمعدل 100 كوب يوميا.
وتتمثل المعضلة الأكبر حسب بكر في قسم غسل الكلى بالمستشفى الذي يحتاج لكميات مياه كبيرة كل يوم، ويحاولون أن يستمر القسم في العمل لخدمة مرضاه بالمحافظة "لكن إذا استمر الحصار أياما إضافية قد نضطر لوقف الغسل في المستشفى".
ومنعت قوات الاحتلال، أمس صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من نقل المياه إلى خزانات المستشفى الحكومي، وفي الصباح، نشرت كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين أن مقاوميها "أوقعوا عددا من جنود الاحتلال في كمين محكم، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والإصابات في صفوفهم".
وعلى الفور، دفع الاحتلال بتعزيزات من حاجز الجلمة إلى مداخل الحي الشرقي والبلدة القديمة، ومحيط المستشفى إضافة للمخيم، بينما اشتدت الاشتباكات، وسماع دوي إطلاق النار، وتواصلت نداءات المواطنين ومناشدتهم ضرورة تجنيبهم انتقام الاحتلال.-(وكالات)
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: قوات الاحتلال جیش الاحتلال الحی الشرقی
إقرأ أيضاً:
3 شهداء إثر قصف إسرائيلي في جنين وطوباس بالضفة
استشهد 3 مواطنين فلسطينيين، اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، في عمليات قصف إسرائيلية لأهداف في طوباس وجنين بالضفة الغربية.
حيث استشهد مواطنان، بقصف مسيرة اسرائيلية موقعاً في قرية مثلث الشهداء جنوب مدينة جنين.
وقال الدكتور فواز كميل مدير مستشفى الرازي، أن شهيداً يبلغ من العمر ٤٠ عاماً وصل إلى المستشفى بعد إصابته بشظايا صاروخ اطلق من طائرة مسيرة إسرائيلية ما ادى لاستشهاده.
فيما اكد الدكتور وسام بكر مدير مستشفى جنين الحكومي، أن المستشفى استقبلت شهيد ثانٍ لم يتأكد من هويته حتى الآن.
وكانت مسيرة إسرائيلية قصفت موقعاً في قرية مثلث الشهداء، خلال العدوان المتواصل على بلدة قباطية ومحيط القرية، ما ادى لاستشهاد مواطنين.
ويواصل الاحتلال عدوانه على بلدة قباطية منذ أكثر من ٧ ساعات، ويدفع بتعزيزاته العسكرية الى مداخل البلدة، فيما تجري اشتباكات عنيفة على دوار الشهداء عند المدخل الرئيس للبلدة.
كما استشهد، اليوم، شاب في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس.
وأفادت مصادر طبية، بأن طواقم الهلال الأحمر نقلت شهيداً من بلدة طمون، بعد حصاره داخل أحد المنازل في البلدة.
وكانت قوات الاحتلال، حاصرت منزلا في طمون، وقصفته بقذائف "الأنيرجا"، قبل انسحابها من محيط المنزل، لتنتشل الطواقم الطبية شهيداً "أشلاء" لم تعرف هويته.
وفي وقت سابق، قصفت طائرة مسيرة بأكثر من صاروخ في منطقة "الرفيد" في بلدة طمون، لكن دون تسجيل إصابات.
وتزامن اقتحام قوات الاحتلال لبلدة طمون مع اقتحام مماثل لمخيم الفارعة جنوب طوباس، حيث أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم بالعديد من الدوريات العسكرية برفقة جرافة مجنزرة (D9)، بعد خروجها من حاجز الحمرا العسكري.
وتمركزت آليات الاحتلال على الشارع الرئيس المؤدي إلى المخيم من الجهة الجنوبية لأكثر من ساعة قبل اقتحامه، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع المسيرة، فيما الحقت الجرافة أضرارا في الشارع الرئيس.
وتحدثت مصادر محلية عن تعمد قيام قوات الاحتلال بتدمير البنية التحتية في المخيم، بما في ذلك تجريف خطوط المياه، سيما في سوق المخيم وشارع المدارس.
كما قامت قوات الاحتلال بمداهمة العديد من منازل المواطنين داخل المخيم، وأطلقت الرصاص داخل الأزقة.
المصدر : وكالة سوا