قال علي شبدار، المدير الإقليمي لشركة زوهو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن التحول الرقمي يساهم في تمكين الشركات من خفض بصمتها الايكولوجية وتبني ممارسات أكثر استدامة، بما يعزز من حماية البيئة، حيث يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمبادرات التحول الرقمي في تحسين الكفاءة والانتاجية عبر كافة أو معظم العمليات التجارية للشركات.

وهذا ينطوي على تقليص الهدر عبر العمليات إلى جانب خفض استهلاك الطاقة وتعزيز تخصيص الموارد".


ولفت إلى أن التحول الرقمي يعمل على تحسين تجارب الموظفين والعملاء على حدّ سواء، وزيادة الأرباح وتقليص التكاليف، إضافة إلى حماية الكوكب من خلال تقليل الهدر وخفض استهلاك الطاقة. وهذا ينسجم تماماً مع الأهداف الشاملة للممارسات المستدامة. ومن بين الأمثلة على ذلك التبني والترويج الواسع النطاق للمدفوعات غير النقدية، التي تعمل تدريجياً على إلغاء الحاجة لاستخدام الأوراق عند إجراء المعاملات. وفي هذا السياق، فإن رواد التحول الرقمي هم رواد في مجال الاستدامة أيضاً، فهم يساهمون في حماية البيئة". 


وحول أفضل الطرق التي تعزز من خلالها التقنيات الرقمية التطور الاجتماعي والشمولية للمجتمعات المتنوعة، أكد "شبدار" أن "التكنولوجيا ساعدت بطرق عديدة على تحسين إمكانية الوصول والشمولية. فعلى مرّ السنين، أوجدت التكنولوجيا فرص عمل، حيث ساهمت منصات العمل الحر، على سبيل المثال، في طرح نماذج جديدة لأماكن العمل "عن بعد / والهجينة"، وتبسيط العمليات التشغيلية للمساعدة على توفير خدمات بصورة أسرع للمستهلكين والشركات، ودعم المدن في الأزمات وتحسين اقتصاد الدول المزدهرة".

أشار إلى أن "الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة تضع الرقمنة وتبني التكنولوجيا على رأس أولويات أجندتها من أجل دفع عجلة النمو المستدام والازدهار الشامل. بينما تراهن الشركات على التقنيات الرقمية لتبسيط أنشطة التسويق والمبيعات وإدارة علاقات العملاء، إضافة إلى إدارة الموظفين وسلسلة الإمداد على نحو أفضل وأكثر فاعلية، ومواكبة اتجاهات السوق والحفاظ على المرونة والقدرة على التكيّف في أوقات الأزمات".
وأوضح أنه "منذ جائحة "كوفيد 19"، تحول مكان العمل كما نعرفه إلى نموذج "هجين" جديد، في حين اختارت بعض الشركات العمل "عن بعد" بشكل كامل، مع تيقنها بأن التطور الراهن في التكنولوجيا الرقمية سيجعل الانتقال سلساً. ولا تسهم التكنولوجيا الرقمية في إتاحة إمكانية الوصول والاتصال فحسب، وإنما أيضاً تعزيز الشمولية. فقد أصبح مورّدو الأجهزة والمعدات والأدوات الذكية أكثر وعياً على نحو متزايد بضرورة تلبية متطلبات المستهلكين الأقل حظاً مثل أصحاب الهمم، مما أدى إلى توفير تقنيات وحلول مخصصة لتمكين ذوي الإعاقات السمعية والبصرية من القراءة والكتابة". 


وأفاد أنه "خلال الوباء تمكنت الشركات، التي طبقت عملية التحول الرقمي على عمليات الاتصالات والتعاون لديها، من الانتقال بسلاسة إلى نماذج العمل عن بعد ومن ثم العودة إلى النماذج الهجينة. ونحن في زوهو نتبنى نموذج مكان العمل الموزع على مدار العقد الماضي، بينما يعمل أكثر من 12 ألف موظف عبر القارة في بيئة هجينة". 


وقد تمكنت العلامات التجارية ضمن قطاع البيع بالتجزئة، التي طورت جاهزيتها الرقمية بشكل كامل من حيث البنية التحتية والأمن والسياسات والخدمات اللوجستية، من دمج قنوات التوزيع وخدمات التسويق والمبيعات وتجربة العملاء رقمياً في عملياتها عندما أرغم الوباء العديد من المتاجر المادية على وقف عملياتها لأنها لم تكن جاهزة رقمياً. حيث تشكل مواقع التجارة الإلكترونية وقنوات الاتصال على وسائل التواصل الاجتماعي وخدمة العملاء الرقمية، ركائز للنجاح لأي شركة توفر منتجات وخدمات لعملائها. 

 
وأضاف: "يمكن للشركات تحقيق الموازنة بين الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على نحو فعّال من خلال جهود تبني التحول الرقمي، حيث إن تطبيق برنامج سليم للتحول الرقمي يتضمن مشاريع محددة بعناية ويكون قائماً على التحسين المتواصل من شأنه أن يغطي الركائز الثلاث للاستدامة وهي: الأشخاص والكوكب والأرباح. إذ يتم الاعتناء بالأشخاص من خلال الارتقاء بتجربة العميل والموظف على حد سواء إلى جانب تطبيق برامج فعّالة للمسؤولية المجتمعية المؤسسية تهتم بالفعل بصحة الموظفين والمجتمع. بينما يتم الاعتناء بالكوكب بشكل أفضل من خلال تطبيق حلول وأنظمة رقمية تساعد في ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل النفايات والحد من إضاعة الموارد، فيما يأتي الربح كمنتج ثانوي لما سبق من خلال الحفاظ على المواهب والعملاء، وتحسين كفاءة العمليات وترشيد استهلاك الموارد، إلى جانب القدرة على اتخاذ قرارات مبنية على حقائق ومدعومة بالبيانات والذكاء لدفع الايرادات". 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التحول الرقمى التحول الرقمی من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي منذ بداية العمل البيئي في مصر

بحثت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اليوم خلال استقبالها السفيرة أنجيلينا ايخورست رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة والوفد المرافق لها، سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي في تحقيق التحول الأخضر، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف، تامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولي، الدكتور حازم الطنان مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، هبة حسنين مدير عام بالإدارة المركزية للتعاون الدولي وأحمد عبد الرحيم ممثل وزارة الخارجية.

وثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد التعاون التاريخيّ والممتد بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال العمل البيئي، حيث ساهم في بناء القدرات الوطنية في مصر لفهم افضل الطرق للتعامل مع البيئة وآليات تطبيق قانون البيئة، وأيضا كان شريكا في دعم مصر في صون محمياتها الطبيعية ووضع الاطار الاستراتيجي لها، و إعلان محمية رأس محمد اول محمية طبيعية في مصر، من خلال مساهماته المميزة في مجال التنوع البيولوجي وإدارة المناطق المحمية، في الوقت الذي أعطت دول قليلة اهتماما لملف التنوع البيولوجي.

وأشارت فؤاد إلى أن إعلان الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجال التحول الأخضر يأتي في قلب التعاون المشترك، والذي بدأ بالفعل منذ سنوات من خلال التعاون في مجالات هامة ومنها الحد من الانبعاثات الصناعية، من خلال الشراكة في مشروع التحكم في التلوث الصناعي، لمساعدة المنشآت الصناعية على التوافق مع قانون البيئة، وصولا الى تعزيز دعمها لتتخذ خطوات أكبر نحو التوافق البيئي بميزانيات منخفضة، من خلال مشروع الصناعة الخضراء GSI الذى سيبدأ تنفيذه قريبا، وقد قدم هذا الدعم قصص نجاح ملهمة، ومنها تعزيز قدرة المصانع على التوسع والتوافق البيئي بما ساعدها على تصدير قدر كبير من منتجاتها للخارج.

ولفتت وزيرة البيئة أيضا إلى التعاون المثمر من خلال البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة بمراحله المختلفة بالتعاون مع الجانب الألماني، والذي أثمر عن الخروج بأول قانون للمخلفات في مصر يقوم على فلسفة الاقتصاد الدائري في 2020، ويتم التطبيق الفعلي يوما بعد يوما، حيث هيأ المناخ الداعم لإشراك القطاع الخاص، لتظهر قصصا ملهمة في توسيع قاعدة أصحاب المصلحة في الاستثمار في تدوير المخلفات، فمثلا دخلت مصانع الاسمنت هذا المجال من خلال انتاج الوقود البديل.

وشددت وزيرة البيئة على استكمال التعاون لتحقيق التحول الأخضر العادل في مصر، والذي مهد له حرص القيادة السياسية على وضع البيئة والاستدامة في قلب عملية التنمية، من خلال خلق المناخ الداعم الشامل ومشاركة مختلف أصحاب المصلحة كالقطاع الخاص و الشباب و المرأة كجزء من الاستراتيجية الوطنية للتحول الأخضر، والخروج بمجموعة من السياسات الداعمة خلال السنوات الماضية والتركيز على التداخل بين المجالات المختلفة.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر حرصت على عدم التعامل مع التحديات البيئية بطريقة منعزلة، فخلال استضافتها مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 في 2018 نيابة عن القارة الأفريقية قادت على مدار 3 سنوات وضع مسودة الاطار العالمي للتنوع البيولوجي، وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة التآزر بين مسارات اتفاقيات ريو الثلاث ( المناخ، التصحر، التنوع البيولوجي) والتي تحتل أولوية لدى العالم حاليا، كنظام متكامل لاستعادة النظام البيئي لحماية الكوكب، ومهدت مصر لربط حقيقي بين ملفات المناخ والتنوع البيولوجي فخرج الاطار العالمي للتنوع البيولوجي في قلبه المناخ واستضافت مصر مؤتمر المناخ COP27 وفي قلبه التنوع البيولوجي وخرج بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار.

وأكدت فؤاد أن المضي نحو الانتقال العادل في مصر ينبع من دورها الإقليمي والعربي في توحيد الجهود، كما قادت خلال رئاستها لاتفاقية حماية البحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا) في السنتين الأخيرتين إعادة هيكلة الشق المؤسسي للاقتصاد الأزرق والفرص الواعدة له وكيفية دعم صغار الصيادين، والعمل على الخروج بأفكار مبتكرة لجذب مزيد من استثمارات القطاع الخاص في مجال صون الموارد الطبيعية، مشددة على التطلع للتعاون مع الاتحاد الأوروبي انطلاقا من دورها الإقليمي لإثبات مصداقية العمل متعدد الأطراف.

كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على حرص مصر على تعزيز موقف الدول النامية في اجتماعات اتفاقية البلاستيك INC5، وأن مصر بدأت بنفسها في إطلاق جلسات تشاورية مع مختلف أصحاب المصلحة لتعريفهم بالمشكلة الحقيقية للتلوث البلاستيكي وتأثيره وكيفية مواجهته، من خلال خلق بدائل مناسبة، كما اتخذت عددا من الإجراءات ومنها قرار مواصفات الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتبني نظام المسؤولية الممتدة للمنتج كخطوات مهمة نحو التحول الأخضر برغم الأوضاع الاقتصادية والحراك المجتمعي.

من جانبها، أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن التطلع للتعاون مع مصر في تحقيق التحول الأخضر والذي يعد من المجالات ذات الأولوية للاتحاد الأوروبي، في ظل الشراكة الاستراتيجية المشتركة، خاصة مع تبني الصناعة بالفعل لإجراءات التحول الأخضر، وأيضا التعاون في وضع المؤشرات الخاصة بالانتقال الأخضر العادل، لتقديم رسالة مهمة للعالم في كيفية إثبات مصداقية النظام متعدد الأطراف، والبناء على التعاون الممتد مع مصر في عدد من المجالات التي تمهد للتحول الأخضر ومنها توافق الانبعاثات الصناعية وإدارة المخلفات، والاقتصاد الأزرق.

وتناول اللقاء أيضا مناقشة التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الأزرق والتنوع البيولوجي، خاصة مع عمل وزارة البيئة على الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق واستضافة اتفاقية برشلونة للحد من التلوث في البحر المتوسط نهاية هذا العام، وإمكانية التعاون من خلال مشروع جديد يختص بصون التنوع البيولوجي والسياحة البيئية ودعم المجتمعات المحلية ومكافحة التلوث البلاستيكي، حيث اشارت الوزيرة إلى إمكانية الاستفادة من مخرجات المشروعات المنفذة مع شركاء التنمية ومنها مشروع السياحة البيئية ومشروع حماية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر ووحدة البلاستيك بالوزارة ومشروعاتها.

كما ناقشت وزيرة البيئة أولويات التعاون المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي كفرص واعدة، وعلى رأسها مجال التكيف، باعتباره يمس الأمن الغذائي والحياة اليومية للمواطن، مشيرة إلى إمكانية مساهمة الاتحاد الأوروبي في صندوق الطبيعة الذى تعمل الوزارة على تأسيسه والذي يخدم مجال السياحة المستدامة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في صون الطبيعة والسياحة البيئية، خاصة مع العمل على الانتهاء من الخطة الوطنية للتكيف، وخريطة تفاعلية لقطاعات مختلفة متضمنة الزراعة والمياه، وترجمة خطة المساهمات الوطنية لفرص استثمارية، بالإضافة إلى تحويل مشروعات التكيف لفرص استثمارية أسوة بقصة نجاح الطاقة المتجددة من خلال تدخل شركاء التنمية لتقليل مخاطر الاستثمار ونشر التكنولوجيا قليلة التكلفة ودخول القطاع الخاص.

اقرأ أيضاًوزيرة البيئة تحذر كبار السن وأصحاب الأمراض الصدرية من الرياح المثيرة للأتربة اليوم وغدا

وزيرة البيئة تشارك أقباط مصر الاحتفال بعيد القيامة المجيد بالكاتدرائية بالعباسية

وزيرة البيئة تشهد فعاليات المؤتمر الختامي لاتفاقية برنامج التنمية المجتمعية

مقالات مشابهة

  • «العدل» تنظم ورشة حول التحول الرقمي للمنظومات القضائية
  • التحول الرقمي ودوره في محو الأمية الإلكترونية.. انطلاق أعمال مؤتمر الخدمة المدنية ببورتسودان
  • التحول الرقمي.. إما أن تواكب أو تتلاشى!
  • وزيرة البيئة: الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي منذ بداية العمل البيئي في مصر
  • وزيرة البيئة تبحث مع وفد الاتحاد الأوروبي سبل التعاون لتحقيق التحول الاخضر
  • وزير الإسكان يلتقي مسئولي منصة مصر العقارية لاستعراض ملف التحول الرقمي
  • متحدث الإسكان: التحول الرقمي سيحقق نقلة نوعية في مجال العقارات
  • 300 خبير يناقشون التحول الرقمي للخدمات المالية في الإمارات
  • محمد الفيومي: منح العقار رقما قوميا يسهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنظومة
  • الفيومي: مشروع قانون إنشاء قاعدة بيانات الرقم القومي الموحد للعقارات يستهدف تحقيق التحول الرقمي