هاجم الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش الإسرائيلي حكومة بنيامين نتنياهو على وقع أخبار استعادة جيش الاحتلال 6 من الأسرى جثثا هامدة من قطاع غزة، متسائلا بشأن تجنيد أحفاده في "الجيش الذي سيتخلى عنهم".

ولم يتمالك الجنرال احتياط يسرائيل زيف نفسه عن البكاء، خلال مقابلة أجرتها معه القناة الـ12 الخاصة -ونقلت صحيفة معاريف العبرية ملخصا عنها- قائلا "هذا صباح فظيع.

. ترون وجوه هؤلاء الذين كانوا على قيد الحياة حتى يوم أو يومين".

وأضاف "في السابع من أكتوبر كان هناك فشل رهيب، ويمكن تفسيره بطريقة أو بأخرى، ولكن ما التفسيرات التي يمكن أن تسوّغ الفشل الذي يجري اليوم، بعد أن كانت مؤسسة الجيش بأكملها ووزير الدفاع يقولان بوضوح لأكثر من شهر إن استمرار الحرب في الوقت الحالي يعرض حياة المختطفين للخطر؟".

كيف تتحدث الأوساط الإسرائيلية والأمريكية بشأن العثور على جثث الأسرى الستة من قطاع #غزة واحد منهم أمريكي؟ التفاصيل مع مدير مكتب الجزيرة وليد العمري ومحمد البقالي#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/Mas3vFgb2i

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 1, 2024

وتنقل الصحيفة عن المسؤول العسكري السابق أن "هناك أزمة خطيرة للغاية. لقد تم كسر المحرمات هنا، محرمات الثقة الأساسية بين المواطن والجندي والدولة.. ما الذي يجب أن يفكر فيه جندي أو طيار بموقف حكومته عندما يتم إرساله غدا لمهاجمة إيران أو في عمق سوريا وتسقط طائرته".

وأضاف "هل ستتخذ هذه الحكومة الأعذار حتى لا تعيده إلى المنزل؟! أين ثقة كل واحد منا كمواطنين في حكومة تتخذ بوعي قرارا غير أخلاقي وغير مسؤول؟ إنه أمر فظيع".

كما انتقد الجنرال احتياط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا "إذا كان هناك من ثقة في هذه الحكومة، فقد تلاشت هذا الصباح. ليس لهذه الحكومة الحق في الاستمرار في الوجود واتخاذ القرارات التي كانت بالفعل إشكالية للغاية من الناحية المهنية. لا توجد إستراتيجية، لكن في النهاية تقول إن هناك أسرى نريد تحريرهم.. لقد ثبت هذا الصباح أنهم لم يعودوا موجودين".

"حكومة غير أخلاقية"

وفيما يتعلق بمسألة محور فيلادلفيا، قال زيف: "هل تعتقد حقا أننا يجب أن نشرح لنتنياهو أن الأعذار التي تسوقها الحكومة للاستمرار في المحور ليست حقيقية"، وقال "لقد علقوا علما مزعجا (علم إسرائيل) على طريق ترابي (يقصد محور فيلادلفيا)، رئيس الوزراء يكذب على الجمهور وهو يعرف ذلك.

واستشهد زيف بشهادة سابقة من الجنرال المتقاعد إسحاق بريك حينما قال إن نتنياهو أخبره صراحة أن الاستمرار في احتلال المحور لا يعني شيئا. "رئيس الوزراء يعرف ذلك".

وزاد الجنرال احتياط يسرائيل زيف في هجومه على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، مؤكدا أن هناك مشكلة حقيقية تتمثل في حكومة "غير أخلاقية ورئيس وزراء غير أخلاقي" لا تتماشى اعتباراتهما مع قيادة هذا الشعب".

وختم المسؤول المتقاعد المقابلة بالقول "إنها ليست مجرد مشكلة لعائلات المختطفين، إنها مشكلتي. أحتاج إلى تجنيد أحفادي قريبا. ما الجيش الذي سأجندهم فيه؟ الجيش الذي سيتخلى عنهم؟ يجب على إسرائيل هذا الصباح أن تعيد حساباتها.. لقد تم كسر قواعد اللعبة هنا، وأقترح أن يقوم الجميع بالبحث عن الذات بشكل جيد".

 

وتتعالى أصوات قادة عسكرين سابقين في إسرائيل تهاجم حكومة نتنياهو وطريقة إدارة الحرب في قطاع غزة والمفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل تعيد الأسرى من غزة، ويبرز اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقدمة تلك الأصوات.

فقد قال بريك -في مقال نشرته له صحيفة معاريف العبرية الثلاثاء الماضي أن الجيش الإسرائيلي فشل في قطاع غزة وتحول إلى أشلاء، محذرا من أن انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار سيقود تل أبيب إلى الهاوية.

كما حذر في وقت سابق الشهر الماضي -في مقال نشره بصحيفة هآرتس- من أن إسرائيل ستنهار في غضون عام واحد إذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني.

واليوم، تصاعد حجم الغضب وحدة الانتقادات في إسرائيل ضد نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال العثور على جثث 6 محتجزين داخل نفق بقطاع غزة، وذهب بعض معارضيه إلى القول إنه "سيؤخر صفقة الأسرى حتى يموت الجميع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الذی

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: نتنياهو يرفض إنهاء الحرب لأن مستقبله معلق بنتائجها

إسرائيل – أعلن المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم رفضه أي تحليلات من عسكريين أو سياسيين في تل أبيب تدعي أن حركة الفصائل الفلسطينية لم تعد تتمتع بالقوة أو غير قادرة على حكم قطاع غزة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع بن مناحيم، المدير العام السابق لهيئة البث العبرية الرسمية، كشف فيها عن توقعه بأن تستمر الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة لمدة طويلة، أملا في تحقيق إنجازات تحيل دون سقوط حكومة بنيامين نتنياهو.

وقال: “المعلومات الاستخبارية تشير أنه ما زال هناك 500 كيلومتر من الأنفاق في قطاع غزة، وإن هناك 20 ألف مسلح يتبعون لحركة الفصائل في غزة”.

وعليه، اعتبر بن مناحيم هذه الأرقام بمثابة “فضيحة” لنتنياهو، وتعني أن الأخير “لم يحقق فعليا إنجازات في الحرب ” الدائرة منذ 19 شهرا ضد القطاع الفلسطيني.

ورأى أن تحقيق نتنياهو لإنجازات في قطاع غزة هو الأساس الوحيد الذي يمنحه فرصة الفوز بالانتخابات القادمة، المقررة نهاية العام المقبل.

** مسألة وقت

ورجح بن مناحيم أن المعطيات على أرض الواقع تشير إلى أنه “بقى من عمر حكومة نتنياهو رسميا سنة واحدة”.

وأضاف: “إذا لم تتمكن الحكومة خلال هذه الفترة من إسقاط الحركة بالكامل في قطاع غزة، فإن حكومة نتنياهو حتما ستسقط في الانتخابات”.

وتابع: “بالنسبة لنتنياهو فإن مستقبله الشخصي متعلق بنتائج هذه الحرب، فمن ناحية فإن فشله يعني سقوط الحكومة”.

وأعرب بن مناحيم عن اعتقاده بأنه لن تحدث أزمة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب على غزة.

وقال: “سيقول نتنياهو لترامب إنه من ناحية سياسية لن يكون قادرا على وقف الحرب لأن من شأن ذلك أن يسقط حكومته، وبالمقابل فإن ترامب باعتباره رجل سياسة يفهم هذا الكلام جيدا”.

وتشكلت الحكومة الإسرائيلية الحالية نهاية 2022، وبموجب القانون فإن فترة ولايتها تستمر حتى نهاية العام المقبل، ما لم تجر انتخابات مبكرة.

ولا تلوح بالأفق انتخابات مبكرة في إسرائيل، في ظل تماسك الحكومة الحالية ورفض نتنياهو إجراء انتخابات في ظل استمرار الحرب.

** دوافع شخصية

وفي السياق، نوه بن مناحيم، الذي كان لسنوات مقربا من رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون إلى أن نتنياهو “يفكر بشخصه فقط، إذ يفكر بالانتخابات وما بعدها وتأثير ذلك عليه بصفة شخصية”.

واعتبر المحلل أن نتنياهو “يستخدم ضغوط اليمين المتشدد عليه لتبرير المواقف المتشددة” التي يتخذها في مسار حرب الإبادة ضد قطاع غزة، ولاسيما استمرارها.

واستدرك: “يفكر نتنياهو بشركائه الحاليين في الحكومة (في إشارة لليمين المتطرف) ويريد أن يكونوا إلى جانبه بعد الانتخابات القادمة، وبناء عليه أعتقد أن الحرب ما زالت طويلة ما لم تحدث مفاجئات”، دون مزيد من التفاصيل.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن نتنياهو “ينصاع” لمطالب زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بـ”مواصلة الحرب، وحتى احتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري إسرائيلي عليه”.

وقال للأناضول: “تريد قطاعات كبيرة في الحكومة فرض حكم عسكري في غزة، ولتحقيق ذلك سيكون على إسرائيل احتلال القطاع”.

ولكنه في المقابل، نوه إلى أن “احتلال قطاع غزة سيكون مكلف ماليا لإسرائيل سواء فيما يتعلق بالمسؤولية عن إدارة الحياة اليومية، أو من ناحية خسائر الجيش نتيجة الهجمات المتوقعة”.

وفي السياق ذاته، رأى بن مناحيم، الذي يعمل حاليا باحثا في مركز القدس للشؤون العامة (مركز يميني غير حكومي) أنه “على الرغم من ارتفاع تكلفة عملية احتلال غزة، إلا أنه من غير المقبول أن تبقى حماس مسيطرة على القطاع”.

وتحدث بن مناحيم عن “تهديدات من وزير الأمن القومي ووزير المالية بإسقاط الحكومة في حال عدم احتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري إسرائيلي فيها”.

وبشأن ما يتردد عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة، قال: “بتقديري لن تكون هناك عملية برية واسعة النطاق وإنما عملية تدريجية”.

وعلى مدار الإبادة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بغزة منذ 19 شهرا، تحاول تل أبيب فرض سيطرتها الكلية على قطاع غزة عبر تقطيع أوصاله وتهجير سكانه، فضلا عن محاولتها القضاء على “حماس” واستعادة الأسرى في غزة.

لكن لم تتمكن إسرائيل من إنجاز تلك الأهداف كاملة علي مدار شهور الحرب، ما عرض حكومة نتنياهو لانتقادات سواء من اليمين المتطرف الذي يريد تضييق الخناق على القطاع أو اليساريين الطامحين لاستعادة الأسري من غزة حتى لو كان المقابل وقف الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

** المساعدات الإنسانية سلاح

وفي معرض الحديث عن الخلافات في الداخل الإسرائيلي بشأن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال بن مناحيم: “هناك معارضة لإدخالها، ويعتبرون أن هذا جزء من الضغط على الحركة للقبول بالشروط الإسرائيلية للتبادل ووقف إطلاق النار”.

وأضاف للأناضول: “البعض في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) يقولون إنه في حالة السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة فيجب أن يشرف الجيش على توزيعها، وعلى ما يبدو فإن الجيش يرفض القيام بهذه المهمة”.

وتعليقا على هذا الطرح، لفت بن مناحيم إلى أنه “طُلب من رئيس أركان الجيش إيال زامير تقديم خطة يقوم بموجبها الجيش بتوزيع المساعدات”، دون تفاصيل إضافية.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

وعلى صعيد آخر، قلل بن مناحيم من تأثير المظاهرات والاحتجاجات والعرائض المطالبة بإعادة الأسري الإسرائيليين عبر وقف الحرب، على نتنياهو وقراراته.

وقال: “في أفضل الأحوال فإن أكبر مظاهرة نظمت في إسرائيل في الأشهر الماضية لم يتعد عدد المشاركين فيها عن 200 ألف من أصل 8 ملايين إسرائيلي”.

واعتبر أن هذه الاحتجاجات “لديها صدى في الإعلام ولكن لا صدى لها على الشارع الإسرائيلي”.

وتابع: “هذه التظاهرات تجري في مدينة تل أبيب وأحيانا قبالة الكنيست ومقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، ولكن لا وجود لها في باقي المدن الإسرائيلية، ولذلك فإن تأثيرها على نتنياهو معدوم”، على حد قوله.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • عاجل - ترامب يفاجئ نتنياهو: "كونوا طيبين مع غزة.. الناس هناك يتألمون"
  • خبير إسرائيلي: نتنياهو يرفض إنهاء الحرب لأن مستقبله معلق بنتائجها
  • قنيدي: تشكيل حكومة موحدة هو المطلب الذي تؤيده الأغلبية
  • خلافات كبيرة بين حكومة الاحتلال والأجهزة العسكرية.. أزمة داخلية تُهدد نتنياهو
  • النائب السابق لرئيس الموساد: هناك رفض للأوامر ويجب عدم ترك إسرائيلي بالأسر
  • سموتريتش يهدد باسقاط “حكومة نتنياهو” في حال دخول أي مساعدات الى غزة 
  • الأعذار انتهت .. لابيد يصف حكومة نتنياهو بـالعاجزة
  • هذا هو البابا الفقير الذي تكرهه إسرائيل
  • لابيد يصف حكومة نتنياهو بـ"العاجزة".. الأعذار انتهت
  • سموتريتش يُهدّد مجددا بإسقاط حكومة نتنياهو