"أبوظبي للصيد والفروسية" يحتفي بالتراث البيئي
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
يعد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، وجهة مثالية للتعرف على التراث البيئي والثقافي في الدولة، والتفاعل مع التقاليد الغنية للمنطقة واستكشاف مستقبل الاستدامة، وجهود المحافظة على البيئة.
ويوفر المعرض منصة للزوار للاستكشاف والتعلم والتواصل مع الماضي، وتبني الابتكار من أجل المستقبل.
وتشمل أهم مميزاته تركيزه على الاستدامة، حيث يعرض معدات الصيد البري وصيد الأسماك والرياضات الخارجية الصديقة للبيئة.
وفي إطار احتفاء المعرض بالتراث الثقافي، أتاح للزوار حضور عروض حية، وورش عمل تستعرض مجموعة من الحرف والمهارات التقليدية، مثل صناعة المراكب الشراعية والغوص لصيد اللؤلؤ.
ويتضمن المعرض أجنحة لهيئة البيئة - أبوظبي، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، تقدم فعاليات متنوعة حول استراتيجيات المحافظة على النظم البيئية في دولة الإمارات.
كما يعرض متحف زايد الوطني، إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مجال التراث والحفاظ على البيئة والاستدامة.
ويقدّم الأرشيف والمكتبة الوطنية كنزاً من الوثائق التاريخية، والمخطوطات النادرة، والمعروضات متعددة الوسائط، لتعزيز الارتباط بالتراث الثقافي للدولة.
ويقع في قلب المعرض نادي صقاري الإمارات، الذي يقدّم جناحاً جذاباً، مخصصاً لتقاليد الصقارة الراسخة في الدولة.
ويمثّل الجناح مركزاً لهواة ومحترفي الصقارة، للتواصل والتعلم والاحتفاء بذلك الجانب المرموق من عادات دولة الإمارات.
ومن أبرز العارضين، هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، الراعية البلاتينية للمعرض، التي تقدم للزوار فرصة استكشاف التنوع البيولوجي الزاخر، وجهود الحفاظ على البيئة، داخل إحدى أكبر المحميات الطبيعية في السعودية.
كما تؤدي مؤسسات محلية، ومنها الغدير للحرف الإماراتية، دوراً أساسياً في المحافظة على الهوية الثقافية، ويعرض جناحها مجموعة من المنتجات التي تمزج بين التقنيات التقليدية، والتصاميم الحديثة، مع إبراز جهود المحافظة على الحرف التراثية، مثل السدو والخوص والتيلي والفخار، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاستدامة الاقتصادية للمجتمع المحلي.
ويعرض "السهم الرياضي" معدات الصيد والرماية، والتجهيزات الخارجية عالية الجودة، التي تشتهر بموثوقيتها ومتانتها، كما يقدّم المعرض، إلى جانب عدد من فعاليات الفروسية، رؤى متميزة في تاريخ وفن رياضات الفروسية.
ويتيح معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية لزواره، فرصة التدريب العملي على آليات المحافظة على التراث، واكتساب المعرفة من الخبراء، واكتشاف كيف يمكن للابتكار الحديث التعايش مع التقاليد العريقة في المنطقة.
ويولّد المعرض لدى زواره، تقديراً دائماً لالتزام دولة الإمارات بتراثها الثقافي والبيئي، بدءاً من استكشاف ممارسات الصيد المستدام، ووصولاً إلى الاطلاع على كيفية المحافظة على الحرف، والتفاعل مع العروض الغامرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات المحافظة على
إقرأ أيضاً:
مواقف الإمارات ومحنة السودان
منذ تفجر الصراع الدامي في السودان، كان لدولة الإمارات مواقفها الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التشويه وتزييف الحقائق، والشاهد على ذلك دعواتها المتكررة إلى نبذ العنف، وحقن دماء أبناء البلد الواحد، والعمل مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي، فيما لم تتوقف أذرعها الإنسانية عن تقديم المساعدات الإغاثية لتخفيف تداعيات الحرب المدمرة على الشرائح المتضررة، ولا سيما ملايين المهجرين والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال ومرضى.
هذه الحرب الملعونة، كانت قاسية على الشعب السوداني الشقيق، وشهدت فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكثير من هذه الجرائم والانتهاكات مرتبط بالقوات المسلحة، وهي فظائع تستوجب المساءلة ضمن أطر القانون الدولي، وندّدت دولة الإمارات بهذه التجاوزات، وحثت على حماية المدنيين ومحاسبة الذين أجرموا من أي جهة كانت، وذلك ضمن موقفها المحايد والمساند لتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام، وفي مستقبل لا يكون فيه دور للطرفين المتحاربين اللذين جلبا على السودان أسوأ حرب تكاد تنسف وجود هذا البلد العربي، وتلقي به في مهاوي التجزئة، والتقسيم والحروب الأهلية.
من المؤسف أن مواقف دولة الإمارات لم ترُقْ إلى بعض الأطراف، وخصوصاً القوات المسلحة السودانية، التي ما فتئت تناور وتصطنع المعارك الوهمية، لصرف الانتباه عن دورها ومسؤوليتها عن الفظائع واسعة النطاق في هذه الحرب. وبدل تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء، تحاول أن تتنصل من كل ذلك، ولم تجد من سبيل إلا إطلاق ادعاءات حاقدة ضد دولة الإمارات دون أي سند واقعي أو قانوني، ومحاولة استغلال بعض المنابر الدولية للترويج لاتهامات زائفة تحاول عبثاً تشويه دور الإمارات، وعلاقتها التاريخية بالشعب السوداني، الذي يعيش عدد كبير من أبنائه معززين مكرّمين داخل الدولة وكأنهم في بلدهم الأم.
ما تريده دولة الإمارات وتأمله صدقاً، أن تنتهي هذه الحرب الخبيثة، من أجل حماية ما تبقى من موارد للسودان والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، وهذه المهمة لن تكون سهلة في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، وتفكك المؤسسات وضعف الوحدة الوطنية، التي تضررت كثيراً بفعل الصراع العبثي على السلطة. وإعادة البناء والنهوض الناجحة تتطلب قوى سياسة مدنية مسؤولة تعبر عن تطلعات السودانيين، ولم تتورط في سفك دماء الأبرياء سعياً إلى تحقيق مصالح ضيقة.
كما تتطلب أيضاً توافقاً إقليمياً ودولياً، من شروطه الالتزام بالحوار والحل السلمي نهجاً لإنهاء الأزمات، واحترام حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في جرائم القتل الجماعي للسكان، هذه الشروط ضرورية وحاسمة في إعادة بناء الدول التي تمر بحروب أهلية مريرة.
مستقبل السودان لا يأتي معلباً من الخارج، بل يصنعه أبناؤه إذا توفرت لهم الإرادة، وتوافقوا على حسن إدارة بلد كبير وواسع الخيرات، كان إلى وقت قريب يوصف بسلة غذاء العالم العربي، ولكنه اليوم تعصف به المجاعات، ويعاني الملايين من أبنائه من سوء تغذية، وأمراض ذات علاقة بنقص الغذاء. ومن هنا يكون الدرس والعبرة، والسودان عليه أن ينهض وينفض عنه غبار الحرب ويتحرّر من ميليشيات النهب والفساد، ويطوي صفحات الصراعات الدامية والأنظمة العسكرية إلى غير رجعة.