اعترافات جديدة لشبكة التجسس.. مؤامرات أمريكا لاستهداف التعليم في اليمن (فيديو)
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
يمانيون../
كشفت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن المؤامرات الأمريكية في استهداف اليمن في شتى المجالات، وفي مقدمتها قطاع التعليم.
وفيما يلي أبرز اعترافات الجواسيس في هذا الجانب:
الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن خلال فترة الثمانينات
اعترافات الجاسوس الأغبري:
منذ بداية الثمانينات استقطبوا عدداً كبيراً جداً من الوزراء والوكلاء وتم ارسال بعضهم إلى أمريكا لتحضير الماجستير والدكتوراة في تطوير المناهج وفي قياس المناهج وفي جودة المناهج، وفي كل ما يريده الأمريكيون.
تم تأهيل عدد كبير جداً إلى جانب عدد كبير من الطلاب في كلية التربية، حيث عملوا إدارة للوكالة الأمريكية في كلية التربية لاختيار عدد كبير جداً من الطلاب الخريجين، وتم ابتعاثهم إلى أمريكا ومصر والأردن على أساس، لتحضير الماجستير والدكتوراة وكان أكثرهم يذهبون إلى أمريكا، وبعد عودتهم تولوا قيادات في كلية التربية في جامعة صنعاء ووزارة التربية والتعليم.
اعترافات الجاسوس محمد المخلافي:
تم ترشيحي لمنحة إلى أمريكا، وتم الترتيب لي لأخذ لغة في معهد “يالي” حيث كان تخصصي لغة عربية، وكنت أتساءل: كيف أدرس لغة عربية في أمريكا لكنهم أقنعوني بأن علم اللغة متقدم في أمريكا، وأنني سأستفيد عن طريق الجمع بين اللغتين.
تم ترتيب عقد لقاء لي مع ديفيد أوست.
كان معنا في السفر مجموعة من أصحاب المعاهد العليا الذين درسوا الماجستير في أمريكا، لكن برنامجنا كان مختلفاً عنهم، وعند وصولنا استقبلنا هناك مندوب من الأمديست.
حصلت على الماجستير في عامين، وبدأت برنامج الدكتوراة، وتم ترشيح لي موضوع عن تطوير مقياس لتقدير مستوى مقروئية كتب القراءة المدرسية في المرحلة الابتدائية في اليمن، فكان موضوع الرسالة تطوير هذا المقياس.
في إطار الوزارة وفي قطاع التدريب والتأهيل أيضاً تم تسفير عدد من الكوادر من داخل الوزارة لحضور برامج تدريبية كانت لمدة سنة أو سنتين وهؤلاء عادوا إلى صنعاء، وكان لهم دور كبير في إطار الأنشطة والبرامج التي تنفذ داخل الوزارة.
اعترافات الجاسوس شايف الهمداني:
كان يتم استقطاب كبار الشخصيات والتأثير عليهم وبناء العلاقات معهم من خلال المشاركة في برامج تبادل الزيارات والحفلات الخاصة بالعيد القومي لأمريكا وإرسالهم في دورات تدريبية التي كانت تعقدها السفارة وبالتالي كان الغطاء بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها المنفذين يقومون بعملهم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية أيضاً مع أعلى مستوى في وزارة التربية والتعليم وتم إقامة وبناء علاقات وثيقة مع شخصيات في قيادة وزارة التربية والتعليم.
الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن من ( 1990-2000)
اعترافات الجاسوس محمد المخلافي:
في عام 1990، تم ابلاغي بوجود لقاء لمبتعثي الوكالة في السفارة الأمريكية، ووصلت إلى هناك، وكان أحد الأمريكيين جالساً معي في طاولة عشاء، وبعد أن تعرف علي، وعلى تخصصي، ذكر لي بأن الوكالة الأمريكية لديها دعم لتأليف كتب موحدة للصفوف الثلاثة الأولى في ثلاث مواد، ومن ضمنها مادة اللغة العربية التي هي تخصصي، ومن ضمن ما ذكر لي أن تواصل مع أحد الأكاديميين، فقلت له قد تواصل معي وأبلغني بهذا.
عملية تأليف الكتب من (1 – 3) كان المنفذ الـ EDC في الأردن ومنظمة الـ EDC هي منظمة أمريكية ومتعاملة مع المخابرات الأمريكية، وأيضاً خليل عليان الذي كان يمثلها هو أيضاً من ضمن المتعاونين مع المخابرات الأمريكية.
في عام 1991 تعرفت على عبد الحميد العجمي، الذي كان مع خليل عليان يتابعون سير عمليات التأليف ويعطون التوجيهات في كيفية سير العمل في هذه الكتب.
عبد الحميد العجمي هو الذي صارحني بالعمل مع المخابرات الأمريكية، وأنه يعمل للمخابرات الأمريكية وأن المعلومات التي سأقدمها له هو سيقدمها للمخابرات الأمريكية.
لما بدأنا أول مشروع لتأليف الكتب من (1 – 3) كان الهدف هو مساعدة الوزارة على تأليف كتب موحدة لكن الأهداف الخفية كانت أن هذه الكتب التي ستؤلف ستكون بطريقة لا تؤدي إلى أن تمكن المتعلمين من إتقان عملية القراءة.
كانت النتيجة أنه مجرد توليف موضوعات أُلفت ليس فيها بنية ترابطية صحيحة تؤدي إلى تعلم صحيح وتعلم جيد فهذه أبرز الأضرار في هذا الكتاب أنه لم يكن بنية مترابطة، فاضطر الفريق لاعتماد الطريقة التي كانت مستخدمة في الكتابين في الشمال والجنوب والكتاب الذي في الشمال هو ألّفه خبير مصري الوكالة كان لها دور في إرسال هذا الخبير وتأليف هذا الكتاب حتى تسير الأمور وفق ما يريدون، وهو إنه إيجاد جيل لا يتمكن من تعلم القراءة.
من ضمن الأضرار في الكتب التي أُلفت هذه المرة أنه بحكم أن البيئة وبالذات مثلاً في سوريا وفي مصر وفي الأردن البيئة الثقافية مختلفة عن البيئة الثقافية لدينا والعادات والتقاليد، فأحيانا يعني ربما تكييف بعض الدروس من كتب هذه الدول لا يخدم البيئة ولا يتناسب مع البيئة وهذا أيضاً ضرر آخر كان في تأليف هذه الكتب.
مشروع استثمار التعليم؟
كان الهدف العام من هذا المشروع هو تمكين الموارد البشرية المتمثلة في طلبة التعليم العام في مدارس التعليم العام وتمكينهم من أن يكونوا مؤهلين للإسهام في تنمية مجتمعهم، أما الأهداف الخفية للمشروع فتتمثل في الآتي:
إضلال من يستمع إلى عنوان المشروع باستثمار التعليم بينما في الواقع مكونات المشروع لا تختلف عن مكونات مشاريع البنك الدولي الأخرى.
الهدف الثاني أيضاً إغراق البلد بالمزيد من القروض.
الهدف الثالث أيضاً تضمين مكونات أثناء إعداد المشروع تخدم الممولين الرئيسيين طبعا الممولين الرئيسيين هم البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية.
الهدف الآخر من الأهداف الخفية هو جمع معلومات استخباراتية من خلال ممثلي التنفيذ.
هذا المكون الذي كان متأخراً، و هو مكون المناهج الذي تضمن إعداد مناهج العلوم والرياضيات واللغة العربية للصفوف من (4 – 6) ، وإعداد المناهج يتمثل بالكتب مع الأدلة ، كذلك أيضاً إعداد أدلة لكتب الصفوف (1 – 3) لأنه في المشروع الأول لم تعد هذه الأدلة، فأعدوا أدلة لتلك الصفوف، وكذلك أيضاً إعداد وثيقة المناهج للصفوف من (1 – 12) وثيقة متكاملة للمواد الثلاث.
الجاسوس محمد المخلافي يقول:
أبرز الأضرار في هذا المشروع أولاً أن الأهداف الخفية في آثار مترتبة عليها، فهذا أول ضرر الآثار المترتبة على الأهداف الخفية، كذلك أيضاً برامج التدريب كانت برامج ضحلة، فالجانب العملي فيها غير واضح، ومتابعة أثر التدريب منعدم، ولا تؤدي الأهداف المتوخاة من عملية التدريب سواءً كان التدريب للموجهين أو تدريب للمعلمين.
أضرار المناهج:
تسريب مواقف وموضوعات وصور متعلقة بما يسمى من قبل الأمريكيين وهو “نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف والإرهاب” طبعا فيما يتعلق بالذات عند الحديث عن نشر ثقافة السلام ومواجهة التطرف والإرهاب.
يتطرقون حتى للحساسية من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن أن تضمن في المناهج فيكون في توجيه من خلال الخبراء على استبعاد مثل هذه الآيات التي تحث على الجهاد.
كذلك أيضاً من ضمن المفاهيم التي حرصوا على عدم أو على تسريب مواقف تؤيدها هي مسألة فصل الدين عن الدولة، ونشر مبادئ النوع الاجتماعي.
ويكشف الجواسيس أن الأمريكيين لديهم قاعدة التدرج، فهم يبدؤون خطوة خطوة، وبالذات فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي، حيث يتم تسريب المعلومات، حتى الوصول إلى أهدافهم، حيث كان المنفذ لهذا المكون هو
الـ EDC والـ EDC منظمة أمريكية والعاملين فيها كلهم مرتبطين بالمخابرات الأمريكية، فوثيقة المناهج التي شارك في إعدادها أحد الدكاترة، والدكتورة سميرة حرفوش، وهي من العاملين في مكتب الـ EDC في أمريكا فلسطينية أمريكية وطبعا تعمل معهم أيضاً في المخابرات ودكاترة آخرين، وهذه الوثيقة لم تتح فرصة للوزارة لمناقشتها وإبداء الملاحظات عليها وإنما سُلمت لهم كوثيقة نهائية بدون مراجعتها.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/22_%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_%D9%85%D9%86_%D8%AA%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/21_%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A91.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/20_%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D9%861.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/18_%D9%87%D8%AF%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D9%86_%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1_%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%AA1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/17%20%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC%20%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%B5%D9%81%D8%B1%20%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84~1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/16_%D8%A3%D9%86%D8%B4%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%AA1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/15_%D8%AC%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA_%D8%AA%D8%AD%D8%AA_%D8%BA%D8%B7%D8%A7%D8%A1_%D8%AA%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3_1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/12_%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1_%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%841.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/11_%D8%B7%D8%B1%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1_%D8%AE%D9%85%D8%B3%D8%A9_%D8%B3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%A11.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/10%20%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84%20%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9~1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/09%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1%20%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%A9~1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/07_%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC_%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A_%D8%AA%D9%85_%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%861.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/05_%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%A8_%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A8%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/04_%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%A7_%D9%85%D9%86_%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7_%D9%88%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%A7_%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA_1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/02%20%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-~1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/01%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%A8%20%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9~1.mp4 https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/01%20%20%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85~1.mp4المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المخابرات الأمریکیة اعترافات الجاسوس إلى أمریکا فی أمریکا فی الیمن من خلال من ضمن
إقرأ أيضاً:
الإمارات إذ ترى في الضربات الأمريكية فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام بواحدة من أكثر حملاتها الجوية ضراوة على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثي في الجزء الشمالي من اليمن، التي تساند فيها واشنطن حليفتها تل أبيب، وسط تصريحات غير متماسكة من الجانب الأمريكي بشأن الأهداف النهائية لهذه الحملة الجوية، باستثناء تصريح يتيم صدر عن مساعد وزير الدفاع يتبنى هدف تفكيك جماعة الحوثي، وسط جهد إماراتي استثنائي لاستثمار فائض القوة الأمريكية التدميرية لصالح أجندتها ونفوذها المتعثر في اليمن.
حتى الآن لم يتضح بعد حجمُ الأضرار التي أحدثتها الضربات الأمريكية في القوام القيادي والقوة المقاتلة للجماعة، لكن هناك أضرار لا شك، فهذه الضربات ليست عمياء بل تستند إلى معلومات وبنك أهداف، يجري تحديثها بفضل القدرات الاستخبارية، وبفضل معلومات يجري تبادلها ربما في إطار التعاون اللوجستي مع الدول الإقليمية، وخصوصا المعلومات التي توفرت خلال العمليات الجوية لتحالف دعم الشرعية.
تتوازى هذه الضربات مع جهد إماراتي استثنائي أنتج خارج إرادة السلطة الشرعية اليمنية الضعيفة، بنية تحتية لوجستية شملت مطارين على الأقل؛ أحدهما في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة أرخبيل سقطرى على المحيط الهندي، والثاني في جزيرة ميون التي تتوسط مضيق باب المندب، يمكن أن تكون قواعد محتملة لنشاط جوي أمريكي طويل الأمد في المنطقة
تتوازى هذه الضربات مع جهد إماراتي استثنائي أنتج خارج إرادة السلطة الشرعية اليمنية الضعيفة، بنية تحتية لوجستية شملت مطارين على الأقل؛ أحدهما في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة أرخبيل سقطرى على المحيط الهندي، والثاني في جزيرة ميون التي تتوسط مضيق باب المندب، يمكن أن تكون قواعد محتملة لنشاط جوي أمريكي طويل الأمد في المنطقة.
ليس من قبيل الصدفة أن يجري تجهيز مطاري ميون وعبد الكوري في نفس الفترة، أي مع نهاية شهر شباط/ فبراير وبداية شهر آذار/مارس من هذا العام، ليصبحا جاهزين لنشاط عسكري جوي شامل، يتناسب مع التصعيد الأمريكي الكبير والخطير ضد جماعة الحوثي، على نحو يسمح للمراقب بتوقع أن أبوظبي -التي عرضت عبر نائب حاكمها طحنون بن زايد في البيت الأبيض استثمارات في الولايات المتحدة، تصل قيمتها إلى تريليون ونصف من الدولارات- قد تنجح في تمرير فكرة الشراكة العسكرية بين البلدين في المجال الجغرافي الحيوي السيادي لليمن.
في المدى الطويل ترمي الإمارات من وراء استثماراتها العسكرية السخية في جغرافيا دولة مستقلة ذات سيادة هي اليمن، وتجيير جزء من هذه الاستثمارات لصالح المجال الحيوي الأمريكي، إلى ضمان تحقيق أهدافها تحت المظلة الأمريكية، وبالتحديد تأسيس نفوذ جيوسياسي مهيمن في أهم المواقع الحيوية لليمن، خصوصا في أرخبيل سقطرى ودعم وجهة نظرها في تحويل باب المندب إلى منطقة نفوذ دولية وإقليمية مشتركة، وهو مخطط يراد تحقيقه بشكل واضح ليس فقط على حساب السيادة اليمنية، بل على حساب وجود الدولة اليمنية نفسها.
تحت وطأة الفشل الذريع للمشروع الإماراتي في السودان، الذي مثل أحد جولات الصراع غير المعلنة مع السعودية وبصورة أقل حدة مع مصر المنحازة للجيش السوداني، يبدو أن أبو ظبي تُمسك ببعض الأوراق المهمة في جنوب اليمن على وجه الخصوص، تريد أن تستخدمها لإحراز مكاسب على حساب السعودية، حيث يتسيَّد المشروع الانفصالي بأدواته السياسية والعسكرية، لكن بتركة ثقيلة من الفشل -لا يمكن فهمه- متمثلة في عجزه عن تأسيس أنموذج إداري وخدمي واقتصادي ومعيشي قابل للتأييد الشعبي.
الضربات الأمريكية على أهداف في اليمن، سواء في عهد الرئيس السابق جو بايدن أو في عهد خلفه ترامب، تقدم الولايات المتحدة، باعتبارها "بلطجي" متسلح بإمكانيات هائلة ونفوذ دولي واسع، ويسعى لتحقيق غايات عدائية واضحة أهمها أضعاف المنطقة وإسناد جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة
تستميت الإمارات في دفع اليمن إلى مرحلة من الفوضى العارمة المعززة بالأدوات الميدانية الجاهزة، وفرض الفراغ السيادي الذي يسمح بعرض خياراتها العدائية الخطيرة، ومنها تمرير المشروع الانفصالي، في مقايضة قد تجد تفهما من جانب إدارة ترامب، لإمكانية استباحة المواقع السيادية اليمنية لأغراض عسكرية وجيوستراتيجية، وهو أمر قد يجد طريقه إلى التنفيذ في ظل التوجهات المتهورة للسياسات الأمريكية الجديدة، وفي خضم هذه الفوضى، والتمكين الممنهج للكيانات السياسية والعسكرية الطارئة على الساحة اليمنية، ولمشاريعها السياسية المهدد للكيان القانوني للجمهورية اليمنية.
لم تكمن الضربات الأمريكية على أهداف للحوثيين في اليمن ذات قيمة حيوية، ويكفي أن نعلم أنها تستهدف تقريبا نفس السلاح الذي حرصت الولايات المتحدة على وضعه تحت تصرف الحوثيين بعد إسقاط صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وهو أمر يفند ادعاءات واشنطن بأنها تهدف إلى حماية الملاحة البحرية.
إن الضربات الأمريكية على أهداف في اليمن، سواء في عهد الرئيس السابق جو بايدن أو في عهد خلفه ترامب، تقدم الولايات المتحدة، باعتبارها "بلطجي" متسلح بإمكانيات هائلة ونفوذ دولي واسع، ويسعى لتحقيق غايات عدائية واضحة أهمها أضعاف المنطقة وإسناد جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة.
وها هي الإمارات تحاول من جهتها أن توجه جزءا من فائض القوة العظمى لهذا البلطجي لدعم أهدافها في اليمن، التي تتعارض حتما مع عملية سياسية تدعمها الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب والانقلاب واستعادة الدولة اليمنية وفرض سلطتها السيادية على كامل التراب الوطني.
x.com/yaseentamimi68