أعلنت مصر، الأحد "توجيه خطاب إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن تطورات سد النهضة الإثيوبي"، أكدت فيه أن سياسات أديس أبابا سيكون لها "آثار سلبية" على دولتي المصب مصر والسودان.

جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية، وسط توتر منذ أكثر من عقد بين القاهرة وأديس أبابا بسبب خلافات حول الملء والتشغيل للسد ورفض إثيوبيا توقيع اتفاق تقول مصر إنه سيحفظ حقوقها المائية (55.

5 مليار متر مكعب سنويا)، وبعد أيام من انتقادات إثيوبية للتعاون المصري العسكري مع الصومال.

ووفق البيان، "وجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إثر التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول المرحلة الخامسة من ملء سد النهضة".

وأضاف أن تصريحات آبي أحمد حول حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي "تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلاً للدولة المصرية، وتمثل استمراراً للنهج الإثيوبي المثير للقلاقل مع جيرانها والمهدد لاستقرار الإقليم".

وأكد عبد العاطي "رفض مصر القاطع للسياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي".

وأوضح أن "انتهاء مسارات المفاوضات بشأن سد النهضة بعد 13 عاماً من التفاوض بنوايا مصرية صادقة، جاء بعدما وضح للجميع أن أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل لحل".

ولفت وزير الخارجية المصري في خطابه لمجلس الأمن إلى أن "السياسات الإثيوبية غير القانونية سيكون لها آثارها السلبية الخطيرة على دولتي المصب مصر والسودان".

وأوضح أنه "بالرغم من أن ارتفاع مستوي فيضان النيل في السنوات الأخيرة وكذلك الجهود المصرية الكبيرة قد أسهما في التعامل مع الآثار السلبية للتصرفات الأحادية لسد النهضة في السنوات الماضية فإن مصر تظل متابعة عن كثب للتطورات ومستعدة لاتخاذ كافة التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه".

وكانت اللجنة العُليا لمياه النيل اجتمعت الأسبوع الماضي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، و"أكدت حق مصر في الدفاع عن أمنها المائي واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك على مختلف الأصعدة"، وفق بيان الخارجية.

ومنذ سنوات تطالب القاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد الذي بدأ بناؤه في 2011، ولاسيما في أوقات الجفاف؛ لضمان استمرار تدفق حصتيهما من مياه نهر النيل. وهو ما ترفضه أديس أبابا وتقول إن السد مهم لجهود التنمية، وخاصة عبر توليد الكهرباء، ولن يضر بمصالح أي دولة أخرى، مما أدى إلى تجميد المفاوضات لمدة 3 أعوام، قبل أن تُستأنف في 2023.

وفي 17 و19 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أجرت إثيوبيا ومصر والسودان الجولة الرابعة من المفاوضات الثلاثية في أديس أبابا.

وأعلنت القاهرة بعدها انتهاء مسار المفاوضات دون تحقيق أي نتائج، متهمة إثيوبيا برفض أي حلول وسط، ومؤكدة التمسك بحقها في الدفاع عن أمنها المائي.

وتشهد عمليات ملء السد السنوية منذ 2020، رفضا مصريا متكررا، سبق أن قادها لتقديم طلب لمناقشة أضرار السد في مجلس الأمن عام 2021، وتلاه صدور بيان رئاسي من المجلس يحث على إبرام اتفاق

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

التصعيد في جبهتين!

مازالت محاولات جر مصر نحو التصعيد مستمرة.. فرغم أن مصر معروفة برزانتها وصبرها وعدم إثارة الأزمات أوالدخول في أنفاق مظلمة و شأن خارجي، إلا أن المخططات الخبيثة التي تحاك ضد الدولة لاتتوقف.

ولعل الجميع يعلم أن مصر منذ نشأتها وبزوغ فجر التاريخ، تترفع عن الصغائر، وتفرض احترام وثقة الكبير والصغير، القريب والبعيد، عدو وصديق، وهذا ليس ضعفا ولكنها عقيدة راسخة، ولا يغيب عن الكثيريين أن هناك من يحاول فرض واقع بالقوة متصورًا أن الترفع والتفرغ  لارتفاع مستوى معيشة شعب ضعف، والابتعاد عن النزاعات الإقليمية أهم من إظهار العضلات والاستقواء على الآخر.
و البعض يتصور أن التحذير والإحاطة والتنبيه منطقة محظورة يجب عدم الاقتراب منها لأنها مناطق حساسة وقد تُفهم بأنها دعوة للحرب.
وفرق بين التحذير والتنبيه، وبين دُعاة الحرب والدمار.
والتصريحات الأخيرة القادمة من " أبيب" و أبابا" أقصد تل أبيب و أديس أبابا متشابهة في الهدف والأسباب والرغبة لفرض هذا  الواقع الجديد.
وهناك خيط طويل متواصل، وطرفي مقص يتجذبان ويتحدان استراتيجيا بين" تل أبيب وأديس أبابا"، الأولى تحاول إضعاف قوة مصر التي تقف حجر عثرة في طريق أحلامها، و من خلال تغيير واقع العالم كله يعلمه بأن محور فيلادليفيا منطقة فاصلة وعازلة وليس لإسرائيل حق التواجد فيه، وقادة إسرائيل" سياسيين وعسكريين " يؤكدون في كل مناسبة هذه الحقيقة ،ماعدا نتنياهو بهدف الحفاظ على محور ائتلافه والشطط المتطرف لـ سموتريتش وبن غفير
وهو يضرب عصفورين بحجر الرد على مصر لإفشال خطة  التهجير القسري للفلسطينيين نحو سيناء وإشغال وقتها وجهدها والنيل من اقتصادها بشكل غير مباشر.
وهو نفس هدف الإثيوبيين بقيادة آبي أحمد الذي جاءت تصريحاته الأخيرة كاشفة عما يحمله من ضغينة لمصرمتوعدًا بأن بلاده ستذل أي دولة تهدد سيادتها، في إشارة لـ القاهرة ، وسبق أبي أحمد، تصريحات رئيس أركان جيشه الذي اعتبر مصر هي العدو التاريخي لإثيوبيا في إشارة صريحة معبرة عن الألم الإثيوبي، والهدف الضغط على مصر لتغيير مواقفها في دلالة على الشعور المؤلم لخطوة مصر التي جاءت في توقيتها بإرسال قوات مصرية إلى الصومال لمساعدتها في مواجهة التفتيت والتقسيم، وسد أطماع وتهديد أمن مصر من خلال منفذ استراتيجي على البحر الأحمر. 
قد يتأخر الخيار هنا وهناك، لكنه لن يغادر الاستراتيجية الإسرائيلية عند أول فرصة، أوتهاون.
و حرب المياه قد تكون حتمية بغض النظر عن نتائجها، وتعقيداتها رغم عدم الرغبة في الوصول إلى النقطة الكارثية خاصة بعد تدخل بعض الدول، التي رسخت سد النهضة رسوخا ولم يخجل وزير الخارجية الإثيوبي حينما قال " بات السد أمرا واقعا.!
كل ذلك يتطلب السير في خطين، سياسي قوي يختصر الطريق، وآخر جاهزية غير تقليدية في عالم الذكاء الاصطناعي لساعة الصفر..!
رغم أن  الروائي "باو نينه " أحد قدامى الحرب في الجيش الفيتنامي "، ومؤلف رواية "حزن الحرب" قال: "في الحرب لا يفوز أحد أو يخسر.. لا يوجد سوى الدمار"!!

مقالات مشابهة

  • وزير يمني يحذر من تصعيد وشيك على إثر تعثر المفاوضات
  • الصومال يحتج على أديس أبابا ويهدد بدعم متمردي إثيوبيا
  • عاجل| وزير الخارجية الصومالي يكشف حقيقة المزاعم بشأن نقل صراع سد النهضة الإثيوبي إلى بلاده
  • الجيش الإثيوبي يسيطر على مطارات جنوبي الصومال
  • التصعيد في جبهتين!
  • مسؤولة أممية لمجلس الأمن: ادعاءات الحوثيين بشأن العامين في المجال الإنساني كاذبة
  • في إحاطة لمجلس الأمن.. غروندبرغ: خطر العودة إلى حرب شاملة في اليمن لا يزال قائماً
  • “غروندبرغ” لمجلس الأمن: التصعيد الإقليمي المرتبط بغزة يعقد جهود حل النزاع باليمن
  • إعلان للمبعوث الأممي قبيل جلسة لمجلس الأمن بشأن اليمن
  • الأردن..القائمة العامة تصعد بـالإسلاميين إلى صدارة انتخابات البرلمان