يشهد عالم العمل تحولات جذرية غير مسبوقة مدفوعة بالتقدّم التكنولوجى المتسارع، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى. هذه التطورات، وإن كانت تحمل فى طياتها فرصاً هائلة، إلا أنها تطرح تحديات جديدة على سوق العمل، حيث تتلاشى بعض الوظائف التقليدية وتظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات وقدرات مختلفة.

فقد أصبحت تطبيقات التكنولوجيا، لا سيما الأتمتة والذكاء الاصطناعى، المحرك الأساسى للتغيير فى سوق العمل، حيث تتّجه هذه التقنيات إلى تحويل الكثير من الوظائف التقليدية إلى وظائف تعتمد على الذكاء الآلى، مما يُثير تساؤلات حول مدى جاهزية القوى العاملة للتكيّف مع هذه التغيّرات؟ ومدى الجاهزية لمواجهة التحديات التى يفرضها التحول التكنولوجى؟ هل يمكن أن تحل الروبوتات محل الإنسان فى الكثير من الوظائف؟ أم أن هذه التقنيات ستفتح آفاقاً جديدة وتخلق فرص عمل لم تكن موجودة من قبل؟

حيث يتوقع الخبراء أن يكون للذكاء الاصطناعى تأثير عميق على الاقتصادات والمجتمعات، والذى يُعتبر بمثابة الثورة الصناعية الرابعة.

فمن جهة، يَعِد الذكاء الاصطناعى بزيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة، ومن جهة أخرى، يثير مخاوف بشأن استبدال الآلات للبشر فى الكثير من الوظائف.

تشير التقديرات إلى أن نحو 40% من الوظائف العالمية معرّضة للتأثير من الذكاء الاصطناعى، مع تفاوت فى التأثير بين الاقتصادات المتقدّمة والناشئة. ففى الاقتصادات المتقدّمة، حيث تنتشر الوظائف التى تعتمد على المهام المعرفية، قد يصل هذا التأثير إلى 60%. ورغم أن الاقتصادات الناشئة قد تكون أقل تأثّراً فى المرحلة الحالية، إلا أنها قد تواجه تحديات فى الاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعى، مما قد يؤدى إلى زيادة الفجوة الرقمية.

ومن المتوقع أن يؤدى الذكاء الاصطناعى إلى زيادة فى عدم المساواة فى الدخل والثروة. ففى حين يمكن أن يؤدى التكامل بين الذكاء الاصطناعى والعمل البشرى إلى زيادة كبيرة فى دخول العمال ذوى الأجور المرتفعة، إلا أنه قد يؤدى إلى زيادة البطالة بين العمال ذوى المهارات المتوسطة والمنخفضة.

كما يشهد العالم نمواً ملحوظاً فى استخدام الروبوتات الصناعية، التى تلعب دوراً محورياً فى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات. ومع ذلك، يثير هذا النمو مخاوف بشأن فقدان الوظائف فى القطاعات الصناعية، مما يتطلب إعادة تأهيل القوى العاملة وتطوير مهارات جديدة، وتُعتبر الروبوتات العسكرية ذاتية التشغيل من أحدث التطورات فى مجال الذكاء الاصطناعى، وهى تطرح تحديات أخلاقية وقانونية كبيرة. فمن جهة، يمكن لهذه الروبوتات أن تؤدى مهام خطرة بدلاً من الجنود، ومن جهة أخرى، تثير قضايا حول المسئولية والمساءلة فى حالة وقوع أخطاء.

إن الذكاء الاصطناعى والروبوتات يمثلان قوة تحويلية ستؤثر بشكل عميق على كل جوانب حياتنا، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا يجب على الحكومات والشركات والمجتمع الدولى العمل معاً لتطوير سياسات واستراتيجيات تضمن استخدام الذكاء الاصطناعى والروبوتات بشكل مسئول وأخلاقى.

وبناءً عليه أصدر المنتدى الاقتصادى العالمى تقريره حول مستقبل الوظائف العالمى لعام 2023، الذى يتوقع حدوث تحولات هيكلية فى سوق العمل بمعدل 69 مليون وظيفة جديدة وتراجع نحو 83 مليون وظيفة فى المقابل، وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.

وحسب ما أكده تقرير المخاطر العالمية لعام 2024، فإن سوق العمل تشهد تحولات عميقة فى السنوات القليلة المقبلة. فبينما تتراجع أهمية بعض الوظائف الروتينية واليدوية، تظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات عالية فى مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى، ومن المتوقع أن يولد ملايين الوظائف الجديدة فى السنوات القليلة القادمة. إلى جانب تحليل البيانات، حيث تعتمد الشركات على البيانات لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. ومع تزايد الوعى بأهمية حماية البيئة، ستزداد الحاجة إلى إخصائيى الاستدامة الذين يعملون على تطوير حلول مستدامة.

* مدير الإدارة العامة للدراسات المستقبلية - مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوظائف الخضراء التغيرات المناخية توفير 7 ملايين فرصة عمل بحلول 2030 التحولات الرقمية الذکاء الاصطناعى من الوظائف سوق العمل إلى زیادة

إقرأ أيضاً:

فرص عمل في السعودية بمرتبات تصل لـ8 آلاف ريال شهريًا

أعلنت وزارة العمل، عن فتح باب التقديم على 21 وظيفة فى "التسويق والمبيعات والشيفات"، للعمل فى أحد المؤسسات السعودية، وذلك بواقع 7 وظائف لكل مجال من هذه المجالات الثلاثة.

ويتم تقديم طلبات التقديم لشغل تلك الوظائف، من الساعة الثامنة صباحا، حتى الثالثة مساء، وذلك فى مقر الإدارة العامة للتشغيل بمقر وزارة العمل القديم "3 شارع يوسف عباس ـ مدينة نصر ـ القاهرة".

وأوضحت أن الأوراق المطلوبة، هي: صورة جواز سفر سارى، صورة المؤهل، السيرة الذاتية، والخبرة.

أما الشروط المطلوبة بالنسبة لوظيفتى "التسويق والمبيعات"، فهى:
- أن يكون المتقدم حاصل على مؤهل عالى مناسب.

- وجود خبرة سابقة فى مجال الدعاية والإعلان.

وحول شروط التقديم على وظيفة الشيفات، فهى:

- أن يكون المتقدم حاصل على مؤهل عالى مناسب ويفضل فى مجال السياحة والفنادق.

- أن يكون للمتقدم الموهبة فى تقديم المحتوى الإعلامي.

وأوضحت وزارة العمل، أن الأجور فى هذه الوظائف تتراوح ما بين 3000 إلى 8000 ريال كل شهر، ومن مزايا تلك الوظائف: عقود عمل سنوية، وتذكرة طيران ذهاب وعودة بعد السنة الأولى فى حالة التجديد، ووجود سكن ملائم.

مقالات مشابهة

  • خبراء: الذكاء الاصطناعي سيقود مستقبل الرعاية الصحية
  • منال الشرقاوي تكتب: هل النص السينمائي لبنة أولى أم كيان مكتمل؟
  • وظائف للمهندسين والمؤهلات المتوسطة برواتب تصل إلى 20 ألف جنيه| إليك 310 فرص عمل
  • «مستقبل وطن» يوقع بروتوكول تعاون لتوفير 250 ألف شهادة تدريبية مجانية
  • النائب أحمد عاشور: مشروع قانون العمل عالج كافة مشكلات العمال
  • التخطيط القومي يناقش «الذكاء الاصطناعي وآثاره على مستقبل التنمية في مصر»
  • الذكاء الاصطناعي ومستقبل التكنولوجيا: نقاشات موسعة في معرض "Cairo ICT 2024"
  • فرص عمل في السعودية بمرتبات تصل لـ8 آلاف ريال شهريًا
  • منى أحمد تكتب: أرزة لبنان
  • قمة المعرفة 2024 تستشرف مستقبل المهارات واقتصاد الذكاء الاصطناعي