سالي أحمد عاشور تكتب: مستقبل الوظائف.. تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
يشهد عالم العمل تحولات جذرية غير مسبوقة مدفوعة بالتقدّم التكنولوجى المتسارع، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى. هذه التطورات، وإن كانت تحمل فى طياتها فرصاً هائلة، إلا أنها تطرح تحديات جديدة على سوق العمل، حيث تتلاشى بعض الوظائف التقليدية وتظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات وقدرات مختلفة.
فقد أصبحت تطبيقات التكنولوجيا، لا سيما الأتمتة والذكاء الاصطناعى، المحرك الأساسى للتغيير فى سوق العمل، حيث تتّجه هذه التقنيات إلى تحويل الكثير من الوظائف التقليدية إلى وظائف تعتمد على الذكاء الآلى، مما يُثير تساؤلات حول مدى جاهزية القوى العاملة للتكيّف مع هذه التغيّرات؟ ومدى الجاهزية لمواجهة التحديات التى يفرضها التحول التكنولوجى؟ هل يمكن أن تحل الروبوتات محل الإنسان فى الكثير من الوظائف؟ أم أن هذه التقنيات ستفتح آفاقاً جديدة وتخلق فرص عمل لم تكن موجودة من قبل؟
حيث يتوقع الخبراء أن يكون للذكاء الاصطناعى تأثير عميق على الاقتصادات والمجتمعات، والذى يُعتبر بمثابة الثورة الصناعية الرابعة.
تشير التقديرات إلى أن نحو 40% من الوظائف العالمية معرّضة للتأثير من الذكاء الاصطناعى، مع تفاوت فى التأثير بين الاقتصادات المتقدّمة والناشئة. ففى الاقتصادات المتقدّمة، حيث تنتشر الوظائف التى تعتمد على المهام المعرفية، قد يصل هذا التأثير إلى 60%. ورغم أن الاقتصادات الناشئة قد تكون أقل تأثّراً فى المرحلة الحالية، إلا أنها قد تواجه تحديات فى الاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعى، مما قد يؤدى إلى زيادة الفجوة الرقمية.
ومن المتوقع أن يؤدى الذكاء الاصطناعى إلى زيادة فى عدم المساواة فى الدخل والثروة. ففى حين يمكن أن يؤدى التكامل بين الذكاء الاصطناعى والعمل البشرى إلى زيادة كبيرة فى دخول العمال ذوى الأجور المرتفعة، إلا أنه قد يؤدى إلى زيادة البطالة بين العمال ذوى المهارات المتوسطة والمنخفضة.
كما يشهد العالم نمواً ملحوظاً فى استخدام الروبوتات الصناعية، التى تلعب دوراً محورياً فى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات. ومع ذلك، يثير هذا النمو مخاوف بشأن فقدان الوظائف فى القطاعات الصناعية، مما يتطلب إعادة تأهيل القوى العاملة وتطوير مهارات جديدة، وتُعتبر الروبوتات العسكرية ذاتية التشغيل من أحدث التطورات فى مجال الذكاء الاصطناعى، وهى تطرح تحديات أخلاقية وقانونية كبيرة. فمن جهة، يمكن لهذه الروبوتات أن تؤدى مهام خطرة بدلاً من الجنود، ومن جهة أخرى، تثير قضايا حول المسئولية والمساءلة فى حالة وقوع أخطاء.
إن الذكاء الاصطناعى والروبوتات يمثلان قوة تحويلية ستؤثر بشكل عميق على كل جوانب حياتنا، ولتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا يجب على الحكومات والشركات والمجتمع الدولى العمل معاً لتطوير سياسات واستراتيجيات تضمن استخدام الذكاء الاصطناعى والروبوتات بشكل مسئول وأخلاقى.
وبناءً عليه أصدر المنتدى الاقتصادى العالمى تقريره حول مستقبل الوظائف العالمى لعام 2023، الذى يتوقع حدوث تحولات هيكلية فى سوق العمل بمعدل 69 مليون وظيفة جديدة وتراجع نحو 83 مليون وظيفة فى المقابل، وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.
وحسب ما أكده تقرير المخاطر العالمية لعام 2024، فإن سوق العمل تشهد تحولات عميقة فى السنوات القليلة المقبلة. فبينما تتراجع أهمية بعض الوظائف الروتينية واليدوية، تظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات عالية فى مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى، ومن المتوقع أن يولد ملايين الوظائف الجديدة فى السنوات القليلة القادمة. إلى جانب تحليل البيانات، حيث تعتمد الشركات على البيانات لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. ومع تزايد الوعى بأهمية حماية البيئة، ستزداد الحاجة إلى إخصائيى الاستدامة الذين يعملون على تطوير حلول مستدامة.
* مدير الإدارة العامة للدراسات المستقبلية - مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوظائف الخضراء التغيرات المناخية توفير 7 ملايين فرصة عمل بحلول 2030 التحولات الرقمية الذکاء الاصطناعى من الوظائف سوق العمل إلى زیادة
إقرأ أيضاً:
مسلسل طريق إجباري يتصدرالنقاش والترند في اليمن وحجاب النجمة سالي حمادة يثير تساؤلات حول رمزية العمل
تصدر مسلسل "طريق إجباري" باكورة إنتاج قناة بلقيس اليمنية قائمة الترند في اليمن، بعد أن احتل أكبر مساحة جدل بين أكثر من 20 مسلسلًا منافسًا تُعرض على قنوات محلية، خاصة ورسمية، تبث من عدن وصنعاء ومناطق يمنية أخرى، ومن خارج اليمن.
وأشعل البرومو التشويقي الذي عرض للفنانة اليمنية الشهيرة سالي حمادة، التي عادت بعد فترة انقطاع، النقاش حول موضوع الحجاب الذي كانت ترتديه في المشهد الأول، مما أثار تساؤلات حول العلاقة بين الشخصية التي تجسدها وتوكل كرمان، الناشطة البارزة والحائزة على جائزة نوبل للسلام.
المسلسل الذي سيعرض في رمضان على شاشة قناة بلقيس اليمنية ومنصاتها، يعد من تأليف الكاتبة يسرى عباس، وإخراج المخرج المصري عبد العزيز حشاد، وإنتاج قناة بلقيس، بالتعاون مع شركة روما ميديا، وتنفيذ شركة النبيل للإنتاج الفني.
وشارك في بطولة العمل نخبة من نجوم الدراما اليمنية، من بينهم النجوم نبيل حزام، نبيل الآنسي، نجيبة عبدالله، حسن الجماعي، عبدالله الكميم، وسحر الأصبحي.
إقرأ أيضا: إزاحة الستار عن مسلسل طريق إجباري على قناة بلقيس بقصة فريدة وأشهر النجوم
وتكشف معلومات حصل عليها "الموقع بوست" من فريق عمل المسلسل أن القصة مستوحاة من الواقع اليمني، لكنها لا تجسد شخصيات محددة بصورة مباشرة.
وتعرب شخصيات في فريق العمل عن أملها أن يكون المسلسل مصدر إلهام للمنتجين، والمخرجين، ومنتجي الدراما في اليمن، وتتوقع أن يفتح مسلسل طريق إجباري الباب واسعًا على التطرق لمشاكل المجتمع ومعالجتها، معتبرة هذا هو دور الفن السامي.
ويشير مسؤولين في عملية الإنتاج إلى أن المسلسل يطرح قضايا اجتماعية حساسة غالبًا ما يغفل عنها الإعلام والفن اليمني، ويسعى إلى فتح حوار مجتمعي حولها، مما قد يلهم صناع الدراما في السنوات القادمة لتناولها بجرأة وموضوعية.
ومن وجهة نظر القائمين على عملية الإنتاج، فإن الحجاب الذي ظهرت ترتديه الشخصية الرئيسية في المسلسل سالي حمادة وربطه بشخصية ما، ليس له أي ارتباط، ويضيفوا في حديثهم للموقع بوست أن الكثير من الناس والمشاهدين قد يشعرون بعد مشاهدة أي مسلسل بأن العمل يعبر عن شخصية أو قضية ما، معتبرين أن الفن هو مرآة الواقع، والواقع مليء بهذه القضايا، وحتى الخيال يلجأ كثيرًا إلى الاقتباس من الواقع ويطوره، وفقا لتعبيرهم.
إقرأ أيضا: هجوم وحملة تحريض وتسريبات تسبق عرض مسلسل طريق إجباري ونجومه يوضحون
ويقول فريق العمل لـ"الموقع بوست أن الهدف الأسمى هو تقديم عمل درامي يرتكز على قيم العدالة والحرية، ويسهم في إشعال فتيل النقاش حول قضايا طالما تم تجاهلها.
ورغم التشابه في بعض رموز العمل مع شخصيات نراها يوميا في الواقع، يؤكد الفريق أن الفن، بطبيعته، يعكس الواقع ويعمل على تطويره، مما يجعل كل عمل فني بوابة لإعادة النظر في الواقع وتحسينه.
ويعتبر بعض النقاد أن العمل رغم الجدل حول رمزيته، يحمل رؤية فنية جريئة تسعى إلى صياغة الوعي الاجتماعي، ومعالجة بعض القضايا الهامة التي يواجهها المجتمع اليمني.
واستحوذ طريق إجباري على اهتمام المشاهدين بفضل ما أثير حول تناوله لقضايا الظلم الاجتماعي والفساد وتهميش المرأة، ويتوقع كثيرون أن يكون طريق إجباري تجربة فنية جريئة، تحمل في طياتها العديد من التساؤلات حول مستقبل الدراما اليمنية، ودوره في معالجة القضايا الاجتماعية، مما يجعله أحد أبرز الأعمال التي يُترقب تأثيرها في الساحة الفنية في اليمن لموسم 2025.
ومن المتوقع أن يشهد المسلسل إقبالاً جماهيريًا كبيرًا عند عرضه، خاصةً مع اقتراب شهر رمضان، حيث تُعتبر فترة ذروة العرض الدرامي في اليمن.
ومع استمرار النقاش حول رمزية الحجاب ودلالاته، يبقى السؤال المطروح: هل سيظل الجمهور مقتنعًا بأن الفن مرآة تعكس واقعًا متعدد الأبعاد، أم أن الجدل حول الرموز والشخصيات سيطغى على محتواه الدرامي؟