أنا لست ضعيفة.. أفغانيات يتحدين قوانين طالبان بالغناء
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
نشرت نساء أفغانيات مقاطع فيديو لهن، وهن يرددن أغنيات وأهازيج بمواقع التواصل الاجتماعي، في تحدٍ لسلطات طالبان التي نشرت ضوابط جديدة تحظر أصوات النساء في الأماكن العامة، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
ونشرت حركة طالبان أواخر الشهر الماضي، وثيقة من 35 مادة، كأول إعلان رسمي لقوانين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منذ عودة طالبان للسلطة في 2021، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وتهدف الوثيقة "لمكافحة الرذيلة وتعزيز الفضيلة"، وتصنف أصوات النساء باعتبارها أدوات محتملة للرذيلة، وتنص على أنه لا يجوز للنساء الغناء، أو القراءة بصوت عالٍ في الأماكن العامة.
وقالت فتاة تبلغ من العمر 23 عاماً، بعد أن نشرت مقطع فيديو لها وهي تغني: "لا يمكن لأي نظام أو رجل أن يغلق فم امرأة أفغانية".
وأظهر الفيديو الذي تبلغ مدته 39 ثانية، الفتاة وهي تغني في الهواء الطلق، بأغنية تتحدث عن الاحتجاج والقوة، قائلة: "أنا لست ضعيفة.. أنا من أفغانستان".
Women in Afghanistan are singing to protest the Taliban’s new “morality decree”. This decree is yet another brazen attack on human rights and must be immediately revoked. pic.twitter.com/ft6BeH7vdL
— Amnesty International (@amnesty) August 29, 2024
وفي مقطع فيديو آخر، قيل إنه تم تسجيله في العاصمة كابل، ظهرت امرأة تغني وهي تخفي وجهها، قائلة: "لقد أسكتوا صوتي.. لقد سجنتني في منزلي بتهمة كوني امرأة".
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى نساء في أفغانستان يغنين بمفردهن، أو في مجموعات صغيرة، في احتجاج على ما وصفه مسؤولون بالأمم المتحدة بأنه "تمييز قائم على النوع الاجتماعي".
وسرعان ما انضمت إلى الحملة آخريات من مختلف أنحاء العالم.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن هدى خاموش، وهي أفغانية تعيش في النرويج، قولها "نحن لا نستخدم السلاح، ونستخدم صوتنا"، مشيرة إلى أنها نشرت مقطع فيديو خاصا بها، "لإظهار أن النساء ليس مجرد عدد قليل من الأفراد يمكن محوهن".
وكانت طالبان أنشأت وزارة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد الاستيلاء على الحكم.
وتمنح القوانين الوزارة حق شن حملات على السلوك الشخصي، وأن تفرض عقوبات مثل التحذيرات أو الاعتقالات في حال انتهاكها.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إلى إلغاء الوثيقة، ووصفتها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مذكرات امرأة
وداد الإسطنبولي
ظاهرة صحية تتجسد في الأشخاص الذين لا يستطيعون ذكرك إلا بطريقة لاذعة أو يختارون طرقاً متعرجة ليبثوا ما في دواخلهم بطريقة عكسية يكاد يتأثر بها الآخرون، ويحلِّقون حولك وكأنك طفلٌ صغيرٌ تحتاج إلى الرعاية أو كمن يقف بجانبك دون أن تدري إن كان سيقف معك أو ضدك.. لا أدري لماذا الشكر أصبح من طرف اللسان دون أن تشعر بمذاق حلاوته؟ أو يلمس شيئاً بداخلك! ولماذا لا يعبِّر الآخرون بصدق عن فرحتهم لك وهم يعلمون أن الخطوة لا تأتي هكذا "باردة مبردة" كما يقولون وإنما بعد جهد جهيد، لا أدري لماذا نتفاجأ بالأشخاص الذين نكن لهم أثرا طيبا في أرواحنا حين يتركون أثرا سيئاً لا يُمحى في أرواحنا!
ماذا نقول لهم؟
مسيرة حياتنا متقلبة وخطواتنا وإن كانت صغيرة فهي تُحاول العبور كما عبرت سلفا، والنهوض كما نهضتم، وتحلق للتحقيق والتحليق كما كنتم محلقين في سماء الإبهار، لا أحد يشبه أحدا ولا نُخفي أنَّ الاختلاف يصنع التجديد؛ فلماذا نضم كفوفنا ولا نبسطها للآخرين لتُنير دربهم ونأخذ بيدهم ونكون بجوار بعض لتتفانى تلك الروح العطشى في نفوسهم للوصول إلى القمم.
ولنرجع بكم للوراء لتتذكروا دروبكم التي لم تفرش بالورد فلا بد أن الأشواك أحاطت بكم أيضاً وجاهدتم للصمود.
فهل نعيد ترتيب أولوياتنا؟ فهذه الرسائل ربما مؤشرات لترتيب مساراتنا؛ فلا شيء يأتي صدفة أو هباء، وإنما صفحات مكتوبة ومعلومة ليحيكها القدر؛ ليعلمنا شيئا لم نكن ندركه.
الحياة صغيرة، نهايتها حفرة عميقة، فهل تريد أن تختفي فيها دون أثر! لماذا لا تملأها حبورا، وتكمل تلك الفراغات بومضات لامعة؟
كلما زادت تلك الظاهرة الصحية تأكد لن تكون إلا مرآة عاكسة لنهوض الطموح، تشعل روح التحدي في دواخل نفسٍ لن تخمد، وستفك القيود للركض بسرعة نحو المبتغى، وسيكون الآخر ممتناً لك دائماً، فاستعد لتلقي تلك الرسائل التي لا تهاجم إلا الشجرة المُثمرة، فالتجارب تُعلم النضج؛ لكي لا يكون الآخر تلميذًا لأحد، فنحن لا نُخلد، ولكن نبحث عن الأثر الخالد.
رابط مختصر