جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@03:23:23 GMT

إن أردت أن تُؤالِف.. فلا تُخالف

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

إن أردت أن تُؤالِف.. فلا تُخالف

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

في زماننا ترى اختلافات كثيرة خارجة عن المألوف والمنطق والنهج والذوق العام وبعضها خارج عن الدِين والقِيم والمبادئ، فتستنكرها في نفسك وذاتك التي لا تقبل إلا الطيب في الأفعال والأقوال قدر المُستطاع، وهي تندرج في قول المصطفى صلوات اللّه وسلامه عليه: "من رأى منكم مُنكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، وهو نوع من صفاء قلب الإنسان في الفعل والقول والاستنكار والنية الصادقة، أو كما ورد في الحديث الشريف إلى آخره في المعنى والتوجيه من رسولنا الكريم، فترى وتسمع في بعض المجالس أو المجموعات كثيرا من تلك المخالفات غير المُبررة لفعلها وقولها إلّا إنها أصبحت دارجة عند البعض من البشر، فتستوقفك تلك المشاهد بنية الإصلاح والتغيير بالنصح والإرشاد وليس بها نية تعكير لصفو الجَمع والحضور.

غير أنَّ نيتك تلك تجدها قد أزعجت بعض الذين اعتادوا عليها وتأتي ردة فعلهم تجاهك بالسخط والزعل والتذمر وتجدهم ينفرون منك ويُغيرون سيرتهم السابقة تجاهك رغم الذي قلته على حق وليس به ما يستنكر ويخالف المنطق والذوق العام غير مخالفته لتوجههم الذي هم ماضون به والذي اعتادوا عليه.

في جَمع من البشر اعتاد البعض على استحواذ نصيب الأسد من الشيء الطيب لهم وينسون الباقين، بينما يوزعون الذي لا تستهويه أنفسهم ولا يرغبون فيه على العامة، وعندما استنكر البعض فِعلهم ذلك وناقشهم فيه زعلوا منه وخاصمه بعضهم وبعضهم صار ينظر إليه نظرات يملأها الاستحقار بمجرد أنه قال كلمة الحق، وآخر تحدث في مجموعة من الناس عن الفضائل التي كان السلف الذين سبقوهم فيها يفعلونها وينتقون أحسنها ويمضي عليها الجميع، بينما اختلف الوضع في عهدهم الحالي وأصبح الجميع يختلف في كثير من تلك الفضائل التي مضى عليها السلف السابق، وبنفس المعاملة عُومل بها هذا الذي تحدث في هذه المجموعة وأيضًا بالاستنكار لحديثه بمجرد أنه خالف بعض توجههم بالتذكير بما كان عليه سَلفهم.

إذن.. الأمر ليس في التوجيه ونوعيته؛ بل هو في عملية التغيير للوضع الأفضل والذي أزعج البعض كونه سيُغير الفكرة السائدة ولو كانت مُخالفة، فإن لم تزعجهم برأيك ذلك لبقيت على محبتهم وودهم لك وودوا لو بقيت مُغمض العينين وتسير خلفهم كالأعمى.

نستخلص من حديثنا في هذا الأمر، أنك إن أردت أن تعيش في مجموعة من البشر مُسالمًا ومُسايرًا لهم على الود والوئام ولو كانت تمضي تلك المجموعة على خطأ فلا تُحاول تغيير أمرها ولو كان بالنصح والإرشاد، وإلّا نعتوك بالمتزمّت الذي يسعى لزعزعة استقرار تلك المجموعة وليس لإصلاحها، وقد تفتح على نفسك بابًا من الكراهية والبغضاء بحديثك بعدما كنت بصمتك محبوبًا ومعشوقًا لديهم، وصدق القائل عندما قال: إن أردت أن تؤالِف فلا تُخالف.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: الإسراء والمعراج معجزة لا تُقاس بمقاييس البشر

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن رحلة الإسراء والمعراج رحلة إلهية ومعجزة نبوية لا تُقَاس بمقاييس البشر المخلوقين وقوانينهم المحدودة بالزمان والمكان، بل تُقَاس على قدرة مَن أراد لها أن تكون وهو الخالق جل جلاله، فإذا اعتقدنا أنَّ الله قادرٌ مختار لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ سهل علينا الإيمان بأنه لا يمتنع عليه أن يخلق ما شاء على أي كيفية.

الإفتاء: عذاب القبر ونعيمه من الأمور الغيبية تعرف بالوحي فقط الإفتاء: آيات القرآن الكريم وضعت في أماكنها بمعرفة النبي محمد أحداث رحلة الإسراء
 

وأوضحت دار الإفتاء أن أحداث الرحلة تتلخص في أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم سار ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا البراق، وهو دابة يضع قدمه عند منتهى بصره، وقد كان معه جبريل عليه السلام، أو كان معهما ميكائيل عليهم السلام، فأخذ سمت الطريق إلى المدينة، ثم إلى مدين، ثم إلى طور سيناء حيث كلم الله موسى عليه السلام، ثم إلى بيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام، ثم انتهى إلى بيت المقدس، وقد جاء في روايات ضعيفة أنه نزل في كل موضع من هذه المواضع وصلى بإرشاد جبريل عليه السلام.

وقد أطلعه الله تعالى أثناء ذلك المسير على أعاجيب شتى من الحكم والحقائق التي ينتهي إليها ما يجري في عالم الظاهر من شؤون الخلق وأحوال العباد.

وكان يسأل جبريل عن مغازيها فيجيبه عنها، ولمَّا انتهى به السير إلى بيت المقدس دخله فجمع الله له حفلًا عظيمًا من عالم القدس من الأنبياء والمرسلين والملائكة، وأُقيمت الصلاةُ فصلَّى بهم إمامًا، وفي قول: أنَّ صلاته بهم كانت بعد رجوعه من السماء.

أحداث رحلة المعراج

وأشارت دار الإفتاء إلى أن ما يخصّ المعراج: فيتلخص في أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صعد إلى السموات السبع واخترقها واحدة فواحدة، حتى بلغ السابعة، وفي كل واحدة يلتقي واحدًا أو اثنين من أعلام الأنبياء، فلقي في الأولي آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام، حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى ما فوقها إلى مستوى سَمِع فيه صريفَ الأقلام تجري في ألواح الملائكة بمقادير الخلائق التي وكلوا بإنفاذها من شؤون الخلائق يستملونها من وحي الله تعالى، أو يستنسخونها من اللوح المحفوظ الذي هو نسخة العالم، وبرنامج الوجود الذي قدره الله سبحانه وتعالى.

ثم كلَّمه الله في فريضة الصلاة، وكانت في أول الأمر خمسين، فأشار عليه موسى عليه السلام بمراجعة ربه وسؤاله التخفيف، فما زال يتردد بينهما ويحط الله عنه منها حتى بلغت خمسًا، فأمضى أمر ربه ورضي وسلم.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: الإسراء والمعراج معجزة لا تُقاس بمقاييس البشر
  • اندهاش سارة الودعاني بسبب غيرة ابنها عليها
  • الحواط: ممارسات البعض يدل على أن زمن الأول بعدو ما تحوّل
  • سلام من دون سلام؟
  • القانونية النيابية توضح بشأن قانون العفو العام: مراجعة الأحكام وليس عفوًا
  • في ذكرى ميلاده.. قصة كلبة نجيب الريحاني الذي مات حرنا عليها
  • وساوس شيطانية
  • افتتاح معرض "ربع تون" للفنان نصير شمة غداً
  • مشهد مروع لفتاة كادت تفقد حياتها في حادث مروري بسبب شاب مُخالف .. فيديو
  • ماذا بعد عروض الذبح والرقص برءوس البشر !!