أساليب التربية الحديثة وتحديات المستقبل.. أولياء أمور يؤكدون أهمية الارتقاء بالقيم الإنسانية وتطوير مهارات الأبناء
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
◄ النحوي: التربية الحديثة توفر بيئة تعليمية أكثر شمولية
◄ البحرية: التغيرات العالمية المتسارعة تتطلب إعادة تقييم أساليب التربية
◄ الكلبانية: مفهوم التربية الحديثة يشمل جميع المتغيرات التي شهدتها السنوات الماضية
الرؤية- براءة القرنية
يُؤكد عدد من أولياء الأمور والمواطنين أن أساليب التربية الحديثة باتت أمرا ضروريا في ظل التطور الرقمي الذي يشهده العالم، واستخدام كثير من الأبناء لمنصات التواصل الاجتماعي وقضاء ساعات طويلة في تصفحها، مشددين على ضرورة تبني وسائل تساهم في تعزيز مهارات الأبناء حتى يكونوا قادرين على مُواجهة تحديات المستقبل.
ويرى سعيد النحوي أن مفهوم التربية الحديثة يقصد به القيم التربوية التي تلبي متطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين ومهارات المستقبل، مثل التفكير النقدي والابتكار والاستقلالية والمهارات الخاصة بالتطوير الرقمي والاجتماعي، إذ تختلف أساليب التربية الحديثة عن التربية التقليدية كونها تعتمد على التعلم النشط بدلاً من التلقين.
ويوضح أن الأساليب الحديثة في المجتمع العماني قد بدأت تجد لها مكانًا واهتمامًا كبيرًا من أولياء الأمور والباحثين والجهات الحكومية بشكل عام، والمعلمين بشكل خاص، كما ركزت وزارة التربية والتعليم بشكل فعال على تكثيف الدورات والبرامج الاستراتيجية التي تعزز من مهارات المعلمين في مجال التعلم النشط، وهنا ستصبح هذه المهارات سمة للطلبة بشكل عام، مما ينمي هذه المهارات في المستقبل.
ويذكر النحوي أن التربية الحديثة توفر بيئة تعليمية أكثر شمولية وملائمة للعصر الحالي، مقارنة بالتربية التقليدية التي كانت تعتمد على التلقين والحفظ، سواء في سلطنة عُمان أو في العالم، وذلك نظرا للحاجة إلى التفكير الإبداعي وحل المشكلات وتحمل المسؤولية والمهارات الرقمية التي تتناسب مع رؤية عمان 2040.
ويتابع قائلاً: "شخصيًا، أوصي جميع أولياء الأمور بانتهاج أساليب التربية الحديثة والاطلاع عليها من خلال المصادر المتنوعة، لتساعدهم في تنشئة الأبناء وأفراد الأسرة ليكونوا أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل والمهارات الضرورية القادمة، ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل القيم الإيجابية في التربية التقليدية، مثل الانضباط واحترام القيم المجتمعية والإسلامية والتقاليد الأصيلة، التي أرى أنها أسس تكمل عليها التربية الحديثة وليست بديلة عنها".
وتوضح آصال البحرية أنَّ التربية الحديثة تُعد محورا أساسيا من محاور الاهتمام في مجتمعاتنا المعاصرة، إذ تقتضي التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بإعادة تقييم أساليب التربية والتعليم، لافتة إلى أن التربية ليست مجرد عملية نقل للمعرفة بل هي عملية شاملة تهدف إلى تطوير الفرد في جميع أبعاده.
وتضيف أنَّ أهمية التربية الحديثة تبرز في عدة جوانب، منها مواكبة متطلبات العصر، إذ إن العالم اليوم يعيش في عصرٍ يتسم بالمعلوماتية والتكنولوجيا، مما يستدعي تجهيز الأفراد بمهارات جديدة تواكب متطلبات سوق العمل المتجددة، ولذلك يجب أن تركز أساليب التربية الحديثة على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداع والتعاون وتعزيز القيم الإنسانية، بحيث لا تقتصر هذه الأساليب على الجانب الأكاديمي فحسب، بل تشمل أيضا غرس القيم الإنسانية السامية كالتسامح والاحترام والمساواة، والتي تساهم في بناء مجتمع متماسك ومتسامح.
وتلفت البحرية إلى أن أساليب التربية الحديثة في المجتمع تواجه عدة تحديات تؤثر على فعالية التعليم وتشكيل شخصية الأجيال الجديدة مثل التكنولوجيا، إذ إنه رغم أهمية التقنيات الحديثة إلا أنها تفرض تحديات تتعلق بالإدمان والتشتت، كما أنها تسبب نوعا من الانفتاح الثقافي الكبير، كما تواجه أساليب التربية الحديثة تحديات في الحفاظ على القيم والمبادئ التقليدية وسط تأثيرات ثقافية مختلفة قد تتعارض مع العادات والتقاليد المحلية، إلى جانب الضغوط الأكاديمية المتزايدة التي تزيد من تعقيد المشهد التربوي، مبينة: "الفجوة بين الأجيال ونقص الدعم الأسري والضغوط الاقتصادية تشكل عوائق أمام تحقيق أهداف التربية الحديثة، وكل هذه التحديات تتطلب من المعلمين والآباء والمجتمع ككل بذل جهود مضاعفة لتطوير أنظمة تعليمية فعالة قادرة على مواجهة متطلبات العصر".
وتقول البحرية: "التربية الحديثة تمثل ضرورة ملحة في عالم يتغير بسرعة، فمن خلال التركيز على تطوير المهارات الحياتية وتعزيز القيم الإنسانية يمكن أن نساهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ويتطلب ذلك تعاون جميع الأطراف المعنية من معلمين وأولياء أمور ومجتمعات لتحقيق أهداف التربية الحديثة".
من جهتها، تبيّن ليلى الكلبانية أن مفهوم التربية الحديثة يتشعب ويتوسع ليشمل جميع المتغيرات التي طرأت في الآونة الأخيرة، بعكس التربية التقليدية والتي كانت محصورة بسلوكيات معينة تشمل الأسرة والمدرسة والحارة فقط.
وتضيف: "التربية الحديثة تتأرجح ما بين الدين والعادات ورياح التكنولوجيا المتغيرة والمتجددة بمختلف وسائلها وأشكالها، ولقد أضافت وسائل التواصل الحديثة الكثير من الناحية التعليمية فقد سهلت بشكل كبير الحصول على المعلومة وقربت المسافات وفتحت العقول أمام كم هائل من البحوث والدراسات والفرضيات والنظريات، ولكنها تعتبر مصدر إرباك لولي الأمر، كما أن هذه التقنيات لديها جوانب سلبية مثل الإنترنت المظلم والألعاب الإلكترونية التي يقضي أمامها الطفل ساعات نهاره مما يؤثر على قدراته العقلية والسلوكية فيميل للانطواء والانزواء مما يؤدي إلى خلخلة علاقاته الاجتماعية بأسرته وبأقرانه".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تصاعد الصراع العسكري وتحديات إنسانية على خلفية السيطرة على الخرطوم| إليك التفاصيل
توقع تقرير أمريكي، صدر أمس السبت، تصاعد وتيرة الصراع في السودان بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية على العاصمة الخرطوم.
تصاعد الصراع في السودانوأشار التقرير إلى أن القتال من المرجح أن يتصاعد في مدينة الفاشر في دارفور، حيث تسعى ميليشيا الدعم السريع المتنافسة إلى ترسيخ سيطرتها على هذه المنطقة الاستراتيجية.
قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الأفريقية، إن سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري في السودان تؤكد تمكن القوات المسلحة السودانية تقريبا من السيطرة على العاصمة، خاصة القصر الجمهوري باعتباره رمز السيادة، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستشهد وجود مجلس السيادة لإدارة شؤون الدولة من العاصمة في القريب العاجل.
وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن حققت القوات المسلحة السودانية سلسلة من النجاحات البارزة في عدة مواقع وولايات، كان أبرزها في العاصمة الخرطوم. ففي هذه المدينة، تمكن رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من دخول القصر الجمهوري، وهو حدث يُعد علامة فارقة في سياق تطور الوضع العسكري في البلاد، كما استمر الاعتراف الرسمي بالبرهان ممثلا للدولة السودانية، مما يعكس دعم المؤسسات المختلفة لقيادته في هذه المرحلة الحساسة.
وأكد حليمة، أن القوات المسلحة السودانية حققت إنجازات أخرى مهمة في ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان، حيث تم إحراز تقدم ملحوظ في المعارك التي دارت في تلك المناطق. كما كانت هناك نجاحات لافتة في دارفور، حيث دارت معارك عنيفة في الفترة الأخيرة، مما يعكس قدرة القوات المسلحة على توسيع دائرة تأثيرها في مختلف أرجاء البلاد.
وأشار حليمة، إلى أن هذه النجاحات تؤكد أن القوات المسلحة السودانية ماضية في تعزيز تقدمها العسكري وتوسيع نطاق الانتصارات على مختلف الأصعدة، مما يعزز من قوتها ووجودها في الساحة السياسية والعسكرية.
توقعات بانتقال الحرب إلى الفاشروذكر مركز "ستراتفور" الأمريكي في تقريره أن اتساع رقعة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر قد يؤدي إلى زيادة خطر امتداد العنف إلى دولة تشاد المجاورة، مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وتعد مدينة الفاشر من المناطق الحيوية في دارفور، حيث تسعى ميليشيا الدعم السريع إلى تعزيز نفوذها فيها.
وفي مارس الماضي، أعلن القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أن الجيش قد تمكن من استعادة السيطرة على الخرطوم من قوات الدعم السريع.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة مزيدا من المكاسب العسكرية للقوات المسلحة السودانية في العاصمة وحولها، مما دفع قوات الدعم السريع إلى سحب وحداتها إلى غرب نهر النيل في أواخر مارس.
تمركز قوات الدعم السريع وتواصل المعاركورغم الهزيمة التي تكبدتها قوات الدعم السريع في الخرطوم، أصر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان "حميدتي"، في 30 مارس الماضي، على أن قواته قد أعادت تمركزها بشكل تكتيكي خارج الخرطوم.
كما تعهد بمواصلة القتال ضد القوات المسلحة السودانية. ومنذ انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم، استمرت الاشتباكات بين الجانبين في مدينة أم درمان، التي تقع بالقرب من العاصمة.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من النزوحأعربت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، عن قلق بالغ إزاء التقارير التي أفادت بنزوح أعداد كبيرة من المدنيين من الخرطوم بسبب العنف المستمر والمخاوف من عمليات القتل خارج نطاق القانون.
وقد أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى ضرورة حماية المدنيين وعدم استهدافهم بأي حال من الأحوال.
ووفقا لتقارير من العاملين في المجال الإنساني، فقد وصل نحو 5000 نازح إلى منطقة جبرة الشيخ في ولاية شمال كردفان خلال الأسبوع الماضي، معظمهم من الخرطوم، كما نزح آخرون إلى منطقة أم دخن في وسط دارفور، مما يعكس تزايد المعاناة الإنسانية في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
في تطور آخر، أعلنت الولايات المتحدة، يوم السبت، عن نيتها إلغاء جميع التأشيرات التي يحملها حاملو جوازات سفر من جنوب السودان.
وجاء هذا القرار بعد أن أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى أن دولة جنوب السودان لم تحترم مبدأ قبول الدول لعودة مواطنيها في الوقت المناسب، وهو ما يعيق جهود ترحيلهم من قبل دول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأوضح روبيو في بيانه أن وزارة الخارجية الأمريكية ستتخذ إجراءات لإلغاء التأشيرات الحالية لحاملي جوازات سفر جنوب السودان ومنع إصدار المزيد منها، وذلك بهدف منع دخولهم إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أنه سيتم مراجعة هذه الإجراءات في حال تعاون جنوب السودان بشكل كامل في المستقبل.