الرجوع عن الخطأ فضيلة.. جعجع: على الحزب أن يتحمل وحده المسؤولية وعواقب هذه الحرب
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أنه تعب الجميع من الخطابات الرنانة والحروب المستمرة والتي أوصلت إلى اهتراء الدولة وإلى فساد مُستشرٍ، وإلى انهيار اقتصادي لم يشهد له لبنان مثيلًا، وإلى ضياع تعب وعرق الناس من خلال ضياع ودائعهم، وإلى فقر وعوَز وتعتير اجتماعي قل نظيره سابقا في لبنان، حتى بات لبنان يُصنّف، في جميع المجالات، الآخر إذا لم يكن الأخير في أسفل قائمة دول العالم مع الصومال وفنزويلا بعد أن كان سويسرا الشرق.
وقال جعجع في قداس بذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، إن لبنان يتعرض حاليا لأبشع خطة لافراغ وجودنا من مضموننا وتعطيل مؤسسات دولتنا فعلينا أن نكون أكثر صلابة وتصميما ونشاطا من أي وقت مضى. ونعيش في واقع اصطناعي قائم على سيطرة مفترضة من قبل محور الممانعة، ولا يعتقدن أحد بأن الواقع الذي نعيشه الان يمثل حقيقة لبنان واللبنانيين. ولفت إلى أن "الوضع الذي نحن فيه في الوقت الحاضر هو نتاج تراكمات سلبية وبفعل تسلّط إيران والنظام السوري، وبفعل بعض المجموعات السياسية الداخلية الفاسدة". وأضاف: "للذي يقول لنا "أصبحتم قليلي العدد" فنقول له "قليلو العدد كثيرو الفعل والإنتاجِ والخدمة العامّة كثيرو الإشعاعِ في التربية والتعليم والطّبّ والفنّ والثقافة والحضارة والاقتصاد". وكل من يتكلم بلغة الاعداد فيقول علنا أنه يريد تعديل الدستور، فلننتخب رئيسا وفقا للدستور وبعدها ندعو إلى طاولة حوار في قصر بعبدا حيث يتركز النقاش على عنوان "اي لبنان نريد"؟. وتابع، "بما خصّ محور الممانعة وحلفاؤه، فلقد رأينا ما كانت نتيجة تحكّمه بزمام الأمور وهو لا يصلح إطلاقًا لا هو ولا حلفاؤه لليوم التالي ولا يتوقَّعنّ أحد أن يكونوا هم عنوان المرحلة المقبلة، واليوم التالي في لبنان هو لنا لأنّنا أولاد الغد نحمل لُغته ومفاهيمه وخططه وبرامجه منذ الآن مُتحلّين بكلّ ما يلزم من أخلاق واستقامة وشفافيّة. واعتبر رئيس "القوات"، أن "محور الممانعة يزجّ بلبنان في حرب عبثيّة لا أفق لها وحرب يرفضها اللبنانيون، وفُرضت عليهم فرضًا، إذ كيف يُعقل أن يكون لبنان الدولة العربيّة الوحيدة المتورّطة في هذه الحرب؟"، مضيفا: "كل شيء يجب أن يعاد النظر به في لبنان بعد الحرب ما عدا الحدود ووحدته". وشدد على أنه "يجب نشر الجيش اللبناني على كافة الحدود اللبنانية، وحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية"، طالبا من الحكومة أن "تدعو حزب الله إلى وقف الحرب العبثية، وأن يفعلها الحزب متأخرًا أفضل من ألا يفعلها مطلقًا".
وقال: "اللبنانيون لا يريدون الحرب فهي لا تخدم لبنان ولا تخفف على غزة وطأة الحرب، فهي فُرضت عليهم ولا تخدم إلا مخططات خارجية، وتساءل: "كيف يسمح حزب الله لنفسه أن يأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون؟ ومن أجاز له بأن يحتكر قرار السلم والحرب؟". وأكمل جعجع: "على حزب الله أن يتحمل وحده المسؤولية وعواقب هذه الحرب، وعليه التحلي بالشجاعة واتخاذ الموقف الوطني الصحيح و"الرجوع عن الخطأ فضيلة".
وبشأن فلسطين، قال جعجع: "للشعب الفلسطيني كل الحق في أن يعيش بكرامة وأن يكون له دولة، ونحن مع القضية الفلسطينية على أساس الحق والعدل ونحن متضامنون مع الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟
ذكر موقع "Business Insider" الأميركي أن "لبنان انتخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر، منهياً فراغاً رئاسياً دام أكثر من عامين. وبعد أيام قليلة، عُيِّن نواف سلام، الذي كان يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية، رئيساً للوزراء. وشكلت هذه التحركات تحولاً دراماتيكياً في ميزان القوى في لبنان، وسلطت الضوء على الحالة الضعيفة لحزب الله، أحد أقوى اللاعبين السياسيين في البلاد".
وبحسب الموقع، "يأتي التغيير السياسي في لبنان في أعقاب الصراع المكلف الذي خاضه حزب الله مع إسرائيل. ولكن الحزب دخل في حالة من الفوضى بعد أن اغتالت إسرائيل أمينه العام حسن نصر الله، وأصابت الآلاف من عناصره بتفجيرات أجهزة البيجر. وبعد دخول اتفاق وقف النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في تشرين الثاني، تعرض الحزب لضربة كبيرة أخرى بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا في الشهر التالي. كانت سوريا قد عرضت على إيران خط أنابيب مهما يمكنها من خلاله نقل الأسلحة والإمدادات إلى حزب الله، لكن سقوط الأسد قطع هذا الطريق فعليًا".
وتابع الموقع، "لقد شكلت هذه الأحداث ضربات موجعة لحزب الله، حيث أدت إلى استنزاف موارده وتقليص قدرته على فرض نفوذه في السياسة اللبنانية. أضف إلى ذلك، قد يؤدي تعيين عون وسلام إلى تعقيد موقف حزب الله أكثر. فكان عون يُنظر إليه باعتباره المرشح المفضل لكل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، التي أمضت سنوات في محاولة إنهاء الجمود السياسي في لبنان. وفي حين قد يساعد عون في تأمين انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، فإن قواته قد تشكل عقبة جديدة أمام حزب الله".
وأضاف الموقع، "قال ويل تودمان، نائب المدير والزميل البارز في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إذا وسع الجيش وجوده في المناطق التي كانت تحت سيطرة حزب الله في السابق، فسوف يصبح من الصعب على الحزب إعادة بناء قدراته". وأضاف: "وإذا كان الفضل يعود إلى الرئيس عون وحده في تأمين التمويل الدولي لإعادة الإعمار، فقد يعزز ذلك الشعور بأن حزب الله تخلى عن أنصاره أثناء الصراع مع إسرائيل وبعده". ومع ذلك، قد يتردد عون في استفزاز حزب الله في سعيه إلى تحقيق الاستقرار في بلد غارق في أزمة اقتصادية ودمرته الضربات الإسرائيلية".
وبحسب الموقع، "كتب نيكولاس بلانفورد، وهو زميل غير مقيم في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "لا شك أن حزب الله سيراقب عن كثب تحركات الرئيس الجديد في الأشهر المقبلة. عون شخص عملي ومن غير المرجح أن يثير مواجهة مع حزب الله الذي، على الرغم من تلقيه ضربات في الحرب الأخيرة، لا يزال قوياً محلياً وخطيراً إذا شعر بالتهديد". ورغم أن حزب الله لم يعارض ترشيح عون، فإن تعيين سلام رئيساً للوزراء يقال إنه أغضب الحزب. من جانبه، تعهد سلام بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بالصراع الإسرائيلي مع حزب الله، والذي ينص جزئياً على أن حزب الله لا ينبغي أن يكون له وجود مسلح بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وتابع الموقع، "لكن المحللين يقولون إن سلام من غير المرجح أن يخاطر باستفزاز الحزب كثيرا في حين يميل إلى تلبية احتياجات أكثر إلحاحا. وقال ديفيد داوود، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، "من غير المرجح إلى حد كبير أن يوفق سلام بين معركته الشاقة لإخراج لبنان من الانهيار شبه الكامل في حين يصطدم، سياسيا أو غير ذلك، مع واحدة من أقوى الفصائل اجتماعيا وسياسيا في البلاد". من جانبه، قال سلام إن تشكيل حكومة جديدة لن يتأخر، وأن يديه "ممدودتان للجميع"، وأنه ملتزم ببدء "فصل جديد" في لبنان "متجذر في العدالة والأمن والتقدم والفرص"، بحسب رويترز". المصدر: خاص "لبنان 24"