لجريدة عمان:
2025-03-14@15:35:27 GMT

دروس الحرب لعالم على شفى الهاوية

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

دروس الحرب لعالم على شفى الهاوية

استعاد العالم أمس ذكرى اندلاع الحرب العالمية الثانية التي انطلقت رصاصتها الأولى في الأول من سبتمبر 1939 في لحظة يقول بعض الخبراء إنها تشهد إرهاصات أولية لما يمكن أن يكون حربا عالمية ثالثة بدأ دمارها على الأرض والبشر قبل أن تكون حربا عالمية. لقد أدت تلك الرصاصة التي أطلقها هتلر في بولندا وسَمع صداها العالم أجمع إلى دمار اجتاح كل مكان، وأزهق أرواح الملايين، وترك ندوبًا لا تمحى على الإنسانية وعلى مسارها الحضاري.

ورغم تلك الندوب والويلات والمآسي التي ما زال الكثير منها ماثلا في الذاكرة الإنسانية إلا أن العالم لم يستطع تجاوز الحرب، أو حتى التعلم من دروسها وعبرها في بناء السلام والوئام الإنساني. تذكرنا الحرب الروسية الأوكرانية بفصول تلك المرحلة التاريخية ومآسيها. أما الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية فإنها تعيد رسم صورة ما كان يحدث في جميع جبهات الحرب العالمية الثانية، رغم أن المأساة الفلسطينية ظلت طوال العقود السبعة الماضية تذكرنا بنتائج الحرب العالمية الثانية وتداعياتها والتي كان بينها قيام «كيان» إسرائيل. لكن الموت الذي تصنعه الحرب ينتشر في هذه اللحظة التي يستعيد العالم فيها ذكرى الحرب العالمية الثانية في أماكن كثيرة من العالم، فإضافة إلى غزة وعموم المدن الفلسطينية فإن آلة الموت تحصد أرواح الأبرياء في السودان واليمن ولبنان وأوكرانيا وتنذر بويلات كبرى في الشرق الأوسط إذا ما تصادم الغرب مع إيران، وفي بحر الصين الجنوبي وفي عمق أفريقيا التي تحاول أن تنهي آخر فصول السيطرة والهيمنة الغربية عليها ببناء الدولة الوطنية كاملة الاستقلال.

إنه الموت الذي يذكرنا بتلك الحرب المجنونة التي أوقد نارها البشر وغذوا اشتعالها طويلا، الموت قرين الحرب ونتيجتها الأولى إلى جوار الدمار: دمار الأرض ودمار الداخل الإنساني الذي يصعب ترميمه.

إن الصراعات التي نشاهدها اليوم، سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو أوروبا، تعكس صورة عالم يكافح مظالم ما زالت عالقة منذ الحرب العالمية الثانية أو هي نتيجة أو بعض نتيجة لتلك الحرب، إضافة إلى صراعات القوة التي شكلتها الحرب العالمية الثانية، والتفاعل المعقد بين القومية والإيديولوجية والاقتصاد.

كل هذه المشاهد سواء التي نستعيدها من ذاكرة الحرب العالمية الثانية في ذكراها الـ 85 أو التي نعيشها اليوم، وهي بالمناسبة لا تقل قسوة أو مأساوية، تذكرنا بفشل البشرية في الاستفادة من دروس الحرب لبناء عالم يسوده السلام، لكنها أيضا، تحذرنا من خطر الانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة إذا ما وقعت بكل تفاصيلها فإنها قد تهدد بإبادة الجنس البشري من على هذه الأرض.. وخطر الحرب النووية ماثل الآن أكثر من أي وقت مضى في التاريخ.

يقول الفيلسوف الأمريكي جورج سانتايانا «الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم تكراره»، وحتى لا تتكرر الحرب العالمية الثانية مرة أخرى يحتاج العالم أن يجدد التزامه بالدبلوماسية والحوار والحل السلمي للنزاعات.. والإيمان بأن تجنب الحرب ليس علامة ضعف، إنما هو علامة حكمة وقوة.

أما استعادة ذكرى الحرب، سواء العالمية الأولى أم الثانية أو أي حرب دموية أخرى، فيمكن أن يكون لها جدوى حقيقية بالسعي الجاد نحو السلام والمساهمة في بناء عالم تسوده المحبة والعدل ويحتكم إلى الأخلاق الإنسانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثانیة

إقرأ أيضاً:

شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة

حظي مقطع فيديو متداول للفنان السوداني المعروف طه سليمان, بتفاعل كبير من قبل جمهوره ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن الفنان الشهير عرف عنه خلال الحرب, وقوفه مع أهله وجيرانه والبقاء معهم رغم الظروف الصعبة التي عاشوها بسبب الحرب.

وظهر الفنان الملقب بالسلطان, داخل أحد المساجد بمسقط رأسه بمدينة بحري, حيث قام باستجلاب معدات صوت جديدة لخدمة مساجد المدينة.

ووفقاً لما شاهد محرر موقع النيلين, فقد ظهر المطرب وهو يختبر معدات الصوت الجديدة بالتهليل والتكبير داخل المسجد مستعيناً بصوته الجميل.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ترامب لبوتين: أنقذ أرواح الأوكرانيين لتجنب مجزرة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية
  • علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة
  • الدولار يستقر بعد تأثير تصاعد الحرب التجارية العالمية
  • الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
  • لوبوان: هذا ما كان يعتقده الفرنسيون قبل الحرب العالمية الثانية
  • الطب يتحدى الموت.. أول شخص في العالم يحصل على قلب صناعي
  • عمالقة التكنولوجيا يقودون الأسواق العالمية في تسارع
  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • جون ويندهام.. رائد الخيال العلمي الذي تنبأ بكوارث المستقبل