الجزيرة:
2025-02-16@22:46:28 GMT

بلومبيرغ: هل تنهي هاريس عصر الغطرسة الأميركية؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

بلومبيرغ: هل تنهي هاريس عصر الغطرسة الأميركية؟

قالت وكالة بلومبيرغ إن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن وعد ذات يوم وهو مرشح للرئاسة بسياسة خارجية "متواضعة" تجعل العالم يرحب بالولايات المتحدة، وعندما أصبح رئيسا، نفذ سياسة متغطرسة -عكس ما وعد- وشن حروبا فاشلة، لكن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قد تفعل ذلك في الاتجاه المعاكس.

وأوضح الموقع -في عمود بقلم كاتبه أندرياس كلوث- أن موضة المحافظين الجدد تلك، قادت إلى هذا التناقض المعرفي الذي يعيد التذكير بأنه يكاد يكون من المستحيل التنبؤ بكيفية تصرف السياسيين الذين يترشحون للمكتب البيضاوي بمجرد وصولهم إليه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الغارديان: هؤلاء "ثلاثي شر القرن الـ21"list 2 of 2موقع بريطاني: هكذا تعمل منصة إكس على تأجيج الحرب في السودانend of list

ولذلك قد نتكهن بالسياسات الخارجية المحتملة لكامالا هاريس أو للمرشح الجمهوري دونالد ترامب -يتابع الكاتب- لكنه من المرجح أن تنفجر هذه النظريات عند الاصطدام بتقلبات الأحداث العالمية، مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في حالة بوش.

عكس مسار بوش

غير أن هاريس -كما يقول الكاتب- أظهرت علامات على أنها قد ترسم مسارا سيكون تقريبا عكس مسار بوش، ولكنها لا بد أن تظهر للجميع، أنّها ستكون قوية مثل ترامب، وتقول "بصفتي القائد الأعلى، سأضمن أن تمتلك الولايات المتحدة دائما أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكا في العالم"، كما وعدت في مؤتمر الحزب الديمقراطي.

ويزيد كلوث أنه يمكن استنتاج هذا من الأشخاص الذين اختارتهم لتقديم المشورة لها بشأن الأمن القومي، والذين من المرجح أن يشغلوا بعض مناصب السياسة إذا فازت، مثل الدبلوماسية والباحثة ريبيكا ليسنر، وفيليب غوردون الذي خدم في إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وتحدث كثيرا عن "الحاجة إلى إضفاء قدر معين من التواضع على فكرة وجود حل بسيط لأي من هذه التحديات الكبرى" في الشؤون العالمية.

وتشمل روايته بعض الإخفاقات والحماقات والعواقب غير المقصودة للتدخلات الأميركية في المنطقة، مثل الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق عام 1953، ومثل غزو بوش الخاطئ للعراق الذي أدى إلى ظهور تنظيم الدولة وأعطى نصرا لإيران، فضلا عن المغامرات غير المتوقعة في أفغانستان وسوريا وليبيا وأماكن أخرى، يشرح كلوث.

حدود القوة الأميركية

ويتمتع غوردون -بحسب الكاتب- بنظرة ثاقبة للغرور الذي يصاحب غالبا الاستثنائية الأميركية، والاعتقاد الساذج بأن الولايات المتحدة، بحكم خصائصها الفريدة المفترضة، قادرة على إصلاح كل شيء وإنقاذ العالم، وهو يدرك حقيقة حدود القوة الأميركية، والحاجة إلى التواضع في عالم مجهول وغير معروف.

ومع ذلك، ليس غوردون خجولا بشأن تأكيد قوة الولايات المتحدة عند الضرورة، وخاصة أمام روسيا، ولكن بصفته ممارسا، فهو على دراية بالمشاكل غير المتوقعة، وقد ناقش الرئيس جو بايدن وهاريس في موضوع الانسحاب من أفغانستان عام 2021، وحذر على ما يبدو من الفوضى التي قد تنجم عنه، وحث على إبقاء وجود عسكري لمنع ذلك.

الانفتاح بدل الانعزالية

ويضيف الكاتب أن ريبيكا ليسنر شرحت في كتاب لها موضوعات مماثلة، واستنتجت أن الولايات المتحدة تفتقر في الوقت الحاضر إلى الوسائل اللازمة لمراقبة العالم باعتبارها "قوة مهيمنة"، والدفاع عما يسمى "النظام الدولي القائم على القواعد"، وهي تفضل تقليص الإستراتيجية الأميركية الكبرى إلى أهداف أكثر قابلية للتحقيق مثل الحفاظ على قدر ضئيل من التبادل المفتوح الذي من شأنه أن يحافظ على ازدهار الولايات المتحدة.

ومثل بايدن، ستميل هاريس إلى "الدولية" بدلا من انعزالية ترامب، وستزرع التحالفات والمنظمات المتعددة الأطراف، في حين سيذهب ترامب إلى الأحادية والقومية، كما ستمزج هاريس بين الواقعية والمثالية، ولكن ترامب لن يتصرف بهذه الطريقة، بحسب الكاتب.

ويضيف كلوث أنه قد لا يقترب بايدن من غطرسة ترامب -كما يقول الكاتب- لكنه اكتسب مهاراته خلال عصر الغطرسة الوطنية، حيث دخل مجلس الشيوخ عندما كانت الولايات المتحدة قوة عظمى وانضم إلى لجنة العلاقات الخارجية عندما كانت لفترة وجيزة قوة عظمى في عالم أحادي القطب، وهو بالتالي معتاد على استعارة لغة الاستثنائية المسيحانية، واصفا أميركا بأنها "الأمة التي لا غنى عنها" و"منارة" للعالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

أمريكا اللاتينية تواجه ضغوطاً للاختيار بين الولايات المتحدة والصين

أصبحت أمريكا اللاتينية ساحة صراع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والصين، متعرضة لضغوط من واشنطن تدفعها لاختيار أحد الطرفين.

وحتى الآن، فضلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة العصا على الجزرة في استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، والذي تعتبره تهديداً للأمن القومي والاقتصاد الأمريكي.

美国还是中国?拉丁美洲面临选边站的压力 https://t.co/oMU5eN7wo3

— 美国之音中文网 (@VOAChinese) February 14, 2025

وهدّد  ترامب مراراً "باستعادة" قناة بنما التي شقّتها الولايات المتحدة، إذا لم تعمل بنما على الحد من النفوذ الصيني المفترض في هذا الممر المائي، الذي تمر عبره نحو 40% من حركة الحاويات الأمريكية.

وإلى ذلك تعد الصين هدفاً غير مباشر للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم من دول حليفة مثل المكسيك. ويؤكد البيت الأبيض أن المنتجين الصينيين يستغلون اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، من خلال شحن الألومنيوم إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك من دون رسوم جمركية.

وندّدت الصين بـ "عقلية الحرب الباردة" التي تعتنقها واشنطن، واتهمت الولايات المتحدة باستخدام "الضغط والإكراه لتقويض" استثماراتها في أمريكا اللاتينية.

Latin America has emerged as a key battleground in U.S. President Donald Trump's confrontation with China, and the region is coming under pressure from Washington to choose a side.https://t.co/ATbHdd1seo

— The China-Global South Project (@ChinaGSProject) February 14, 2025

وقال أرتورو ساروخان الذي شغل منصب سفير المكسيك لدى الولايات المتحدة من 2006 إلى  2013، إنه "ليس هناك شك في أن إدارة ترامب ترى في وجود الصين في الأمريكيتين تهديداً لأمنها القومي ومصالحها في السياسة الخارجية".

وأضاف أن "هذا يفسر بشكل أساسي الترهيب الدبلوماسي الذي يمارسه الرئيس ترامب على بنما، وسياسته التجارية القائمة على مبدأ أمريكا أولاً... وتهديداته بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية".

منافسة شرسة 

واعتبرت الولايات المتحدة خلال قرنين من الزمن، أن أمريكا اللاتينية جزء من دائرة نفوذها، لكن تمكنت الصين من تحقيق اختراقات فيها. وانضم ثلثا دول أمريكا اللاتينية إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية للبنى التحتية، وباتت الصين الشريك التجاري الأكبر للبرازيل والبيرو وتشيلي وعدة دول أخرى في المنطقة متقدّمة على الولايات المتحدة.

ويبدو أن الاهتمامات الفورية لإدارة ترامب تتركز على النفوذ الصيني في محيطها، وخصوصاً في بنما، وفي المكسيك أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

وزادت الاستثمارات الصينية في المكسيك بشكل كبير منذ ولاية ترامب الرئاسية الأولى (2017-2021)، عندما نقلت شركات في قطاعات مستهدفة بالرسوم الجمركية الأمريكية أجزاء من سلاسل توريدها إلى المكسيك.

ورداً على إعلان واشنطن بأنها أقرت اتفاقية تجارة حرة "مع المكسيك، وليس الصين"، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عن خطط لتقليص الواردات الصينية مع تعزيز الإنتاج المحلي من السيارات والمنسوجات وغيرها من السلع.

كما تشارك الصين بشكل عميق في اقتصاد بنما، وتملك شركة من هونغ كونغ امتيازاً لإدارة اثنين من موانئ قناة بنما الـ 5 ما يثير مخاوف واشنطن. ورأى المدير الأول لمركز أمريكا اللاتينية التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن، جيسون ماركزاك، أن أجزاء من البلاد "أغرقها الصينيون الذين يحلون محل رواد الأعمال البنميين المحليين".

وهنا أيضاً يبدو أن تكتيكات الضغط التي تنتهجها واشنطن تؤتي ثمارها: انسحبت بنما من مبادرة "طرق الحرير الجديدة" الصينية بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى البلاد.
ويتوقع الخبراء منافسة شرسة في أمريكا الجنوبية، حيث استثمرت الصين بكثافة في معادن استراتيجية مثل النحاس والليثيوم.

وقبل وصوله إلى السلطة في العام 2023، وعد الرئيس الأرجنتيني الليبرالي المتطرف خافيير ميلي الذي يتوق إلى إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، بأنه "لن يتعامل تجارياً مع الصين أو مع أي (دولة) شيوعية". وبعد مرور عام واحد، أشاد ميلي بالصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، واصفاً إياها بأنها شريك تجاري "مثير للاهتمام جداً"، ولا يطلب أي شيء في المقابل.

US or China? Latin America under pressure to pick a side https://t.co/E4xeLk0dOb

— Inquirer (@inquirerdotnet) February 14, 2025 إلى أحضان بكين

ومن جانبها، تحافظ البرازيل على علاقات وثيقة مع كل من واشنطن وبكين. ورأى السفير المكسيكي السابق ساروخان أن تهديدات دونالد ترامب واستفزازاته لدول أمريكا الجنوبية "قد تدفعها أكثر إلى أحضان بكين".

وعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو عن خطط لتعزيز العلاقات مع الصين، بعدما هدّد ترامب بوغوتا بعقوبات ورسوم جمركية، عقب رد بيترو  في البداية طائرتين عسكريتين أمريكيتين تحملان مهاجرين تم ترحيلهم.

وقال ماركزاك "لا تريد أي دولة أن تكون في خضم معركة جيوستراتيجية عالمية من نوع (إما نحن أو هم)، ولكن عندما تُمنح الخيار، وبحكم التوافق مع القيم الأمريكية والغربية، فإن الاستثمار الأمريكي هو المفضل".

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تنشر استراتيجية لتعزيز قطاع الصلب وسط تهديد الرسوم الجمركية الأميركية
  • عرض استحواذ مفاجئ.. هل تخضع تيك توك لسيطرة الحكومة الأميركية؟
  • بلومبيرغ: قرارت ترامب قابلتها 74 دعوى قضائية
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض قيود على استيراد الغذاء من الولايات المتحدة
  • ترامب يعود بمفاجآت .. هل تصبح نوكيا وإريكسون ملك الولايات المتحدة؟
  • CNN: ماسك أصبح أقوى موظف حكومي غير منتخب في تاريخ الولايات المتحدة
  • كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بتهديد الأمن العالمي
  • أمريكا اللاتينية تواجه ضغوطاً للاختيار بين الولايات المتحدة والصين
  • الصين تدعو الولايات المتحدة لخفض نفقاتها العسكرية
  • تحذيرات من أن خطة ترامب لأوكرانيا تضعف الناتو وتقوض الحماية الأميركية لأوروبا