بلومبيرغ: هل تنهي هاريس عصر الغطرسة الأميركية؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
قالت وكالة بلومبيرغ إن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن وعد ذات يوم وهو مرشح للرئاسة بسياسة خارجية "متواضعة" تجعل العالم يرحب بالولايات المتحدة، وعندما أصبح رئيسا، نفذ سياسة متغطرسة -عكس ما وعد- وشن حروبا فاشلة، لكن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قد تفعل ذلك في الاتجاه المعاكس.
وأوضح الموقع -في عمود بقلم كاتبه أندرياس كلوث- أن موضة المحافظين الجدد تلك، قادت إلى هذا التناقض المعرفي الذي يعيد التذكير بأنه يكاد يكون من المستحيل التنبؤ بكيفية تصرف السياسيين الذين يترشحون للمكتب البيضاوي بمجرد وصولهم إليه.
ولذلك قد نتكهن بالسياسات الخارجية المحتملة لكامالا هاريس أو للمرشح الجمهوري دونالد ترامب -يتابع الكاتب- لكنه من المرجح أن تنفجر هذه النظريات عند الاصطدام بتقلبات الأحداث العالمية، مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في حالة بوش.
عكس مسار بوشغير أن هاريس -كما يقول الكاتب- أظهرت علامات على أنها قد ترسم مسارا سيكون تقريبا عكس مسار بوش، ولكنها لا بد أن تظهر للجميع، أنّها ستكون قوية مثل ترامب، وتقول "بصفتي القائد الأعلى، سأضمن أن تمتلك الولايات المتحدة دائما أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكا في العالم"، كما وعدت في مؤتمر الحزب الديمقراطي.
ويزيد كلوث أنه يمكن استنتاج هذا من الأشخاص الذين اختارتهم لتقديم المشورة لها بشأن الأمن القومي، والذين من المرجح أن يشغلوا بعض مناصب السياسة إذا فازت، مثل الدبلوماسية والباحثة ريبيكا ليسنر، وفيليب غوردون الذي خدم في إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وتحدث كثيرا عن "الحاجة إلى إضفاء قدر معين من التواضع على فكرة وجود حل بسيط لأي من هذه التحديات الكبرى" في الشؤون العالمية.
وتشمل روايته بعض الإخفاقات والحماقات والعواقب غير المقصودة للتدخلات الأميركية في المنطقة، مثل الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق عام 1953، ومثل غزو بوش الخاطئ للعراق الذي أدى إلى ظهور تنظيم الدولة وأعطى نصرا لإيران، فضلا عن المغامرات غير المتوقعة في أفغانستان وسوريا وليبيا وأماكن أخرى، يشرح كلوث.
حدود القوة الأميركيةويتمتع غوردون -بحسب الكاتب- بنظرة ثاقبة للغرور الذي يصاحب غالبا الاستثنائية الأميركية، والاعتقاد الساذج بأن الولايات المتحدة، بحكم خصائصها الفريدة المفترضة، قادرة على إصلاح كل شيء وإنقاذ العالم، وهو يدرك حقيقة حدود القوة الأميركية، والحاجة إلى التواضع في عالم مجهول وغير معروف.
ومع ذلك، ليس غوردون خجولا بشأن تأكيد قوة الولايات المتحدة عند الضرورة، وخاصة أمام روسيا، ولكن بصفته ممارسا، فهو على دراية بالمشاكل غير المتوقعة، وقد ناقش الرئيس جو بايدن وهاريس في موضوع الانسحاب من أفغانستان عام 2021، وحذر على ما يبدو من الفوضى التي قد تنجم عنه، وحث على إبقاء وجود عسكري لمنع ذلك.
الانفتاح بدل الانعزاليةويضيف الكاتب أن ريبيكا ليسنر شرحت في كتاب لها موضوعات مماثلة، واستنتجت أن الولايات المتحدة تفتقر في الوقت الحاضر إلى الوسائل اللازمة لمراقبة العالم باعتبارها "قوة مهيمنة"، والدفاع عما يسمى "النظام الدولي القائم على القواعد"، وهي تفضل تقليص الإستراتيجية الأميركية الكبرى إلى أهداف أكثر قابلية للتحقيق مثل الحفاظ على قدر ضئيل من التبادل المفتوح الذي من شأنه أن يحافظ على ازدهار الولايات المتحدة.
ومثل بايدن، ستميل هاريس إلى "الدولية" بدلا من انعزالية ترامب، وستزرع التحالفات والمنظمات المتعددة الأطراف، في حين سيذهب ترامب إلى الأحادية والقومية، كما ستمزج هاريس بين الواقعية والمثالية، ولكن ترامب لن يتصرف بهذه الطريقة، بحسب الكاتب.
ويضيف كلوث أنه قد لا يقترب بايدن من غطرسة ترامب -كما يقول الكاتب- لكنه اكتسب مهاراته خلال عصر الغطرسة الوطنية، حيث دخل مجلس الشيوخ عندما كانت الولايات المتحدة قوة عظمى وانضم إلى لجنة العلاقات الخارجية عندما كانت لفترة وجيزة قوة عظمى في عالم أحادي القطب، وهو بالتالي معتاد على استعارة لغة الاستثنائية المسيحانية، واصفا أميركا بأنها "الأمة التي لا غنى عنها" و"منارة" للعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
لماذا قد يصوت الملونون لصالح ترامب على حساب هاريس في الانتخابات الأميركية؟
وسبب إقبال "الملونين" على ترامب يعود إلى عدة عوامل أساسية منها نجاحه في استغلال الانقسامات بين الأقليات نفسها التي يستهدفها مستفيدا من التوترات التاريخية بين المجتمعات السوداء واللاتينية.
ترامب لعب على وتر القومية لدى الأقليات وخاصة اللاتينيين وشجعهم على الاعتزاز بهويتهم الأميركية أولا وتجاهل العرق. وأظهرت دراسات أن تلك الدعوات أتت بنتائج مؤثرة واستغل ترامب التوجهات المحافظة لدى الأقليات العرقية بإعلانه دعم القيم التقليدية عن الدين والأسرة. كما اتهم الديمقراطيين بتفضيل قضايا المتحولين جنسيا على الوظائف والاقتصاد وساهم هذا في ظهور شريحة كبيرة من الناقمين على إدارة بايدن بين السود واللاتينيين الذين يرون أن الديمقراطيين لم يقدموا حلولا اقتصادية حاسمة على مدى عقود.
4/11/2024المزيد من نفس البرنامجلماذا تتكرر مجازر الاحتلال في مخيم جباليا؟play-arrowلماذا تقلق أوروبا من عودة ترامب للحكم؟play-arrowلماذا تستقبل بريطانيا جنودا أفغانا؟ وما المعلومات التي تحصلت عليها؟play-arrowلماذا تسعى روسيا إلى توسيع تجمّع بريكس؟play-arrowلماذا عطلت المجر قرض الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا؟play-arrowلماذا حُظر على غوتيريش دخول إسرائيل؟play-arrowهل يسمح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز طويلة المدى ستورم شادو؟play-arrowمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية