السهل الممتنع فى فكر د. سمير فرج
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
يتمتع الدكتور سمير فرج بحس صحفى فريد، جعله من أبرز المفكرين الاستراتيجيين والمحللين، لكونه يقدم فكره وتحليله فى سياق بسيط يستوعبه المواطن العادى، بعيداً عن الجمل والمفردات التى تبدو فيها نبرة استعلاء على القارئ.
وعندما قرر الدكتور سمير فرج الانتقال إلى وسيلة أخرى من وسائل النشر وهى الكتب، فقد استخدم أيضاً اللغة البسيطة نفسها، ولذلك أصبح المهتمون بشأن دوائر الأمن القومى المصرى والعربى والعالمى والاستراتيجيات، ينتظرون من وقت لآخر أن يطل عليهم بعمل إبداعى جديد؛ لذا فمؤخراً أصدر كتابه الجديد: "الاستراتيجية والأمن القومى وجهان لعملة واحدة".
حيث يتناول الفصل الأول من الكتاب المفاهيم الخاصة بالاستراتيجية بشكل عام والاستراتيجية والتخطيط العسكرى والسياسى بشكل خاص والوسائل التى تسعى من خلالها الدول لتحقيق استراتيجيتها، أما الفصل الثانى فيتناول القضايا المتعلقة بالأمن القومى والمفاهيم الخاصة به والمجالات الخاصة بالأمن القومى لأى دولة، كما يتناول الأدوات والوسائل المختلفة التى تلجأ إليها الدول من أجل تحقيق أمنها القومى ونطاقات الأمن القومى للدولة، وعناصر تهديد الأمن القومى التى تواجهها الدول، سواء على المستوى الداخلى أو المستوى الخارجى من تهديدات سياسية واقتصادية وعسكرية وإجتماعية وكذلك تهديدات التطرف الدينى.
أما الفصل الثالث فيتناول بشكل موسع دوائر الأمن القومى المصرى والتهديدات التى تواجهها على المستويين الخارجى والداخلى، وكذلك شرح متكامل لدوائر الأمن القومى المصرى المختلفة، بداية من الدوائر البعيدة التى تضم العديد من الدول الهامة، على رأسها الولايات المتحدة، ودول أوروبا وروسيا والدوائر القريبة، مثل دائرة البحر المتوسط والدائرة العربية والدائرة الأفريقية التى تحمل أهمية خاصة لمصر ليتناول التفاصيل الخاصة بقضايا تلك الدائرة بما تمثله من أهمية خاصة لمصر وما مرت به تلك العلاقة من مسارات مختلفة على مدار ستين عاماً، بداية من تاريخ الدعم الذى قدمته مصر لحركات التحرر فى أفريقيا فى الستينات، ثم ما تلا ذلك من تباعد على مدار سنوات مختلفة، وصولاً إلى الجهود التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيس منذ بداية توليه لإعادة مصر إلى أفريقيا وإعادة أفريقيا إلى مصر، لتتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى بعد سنوات من تعليق عضويتها.
أما الفصل الرابع والذى جاء تحت عنوان: «قصة الإرهاب»، فجاء ليتناول واحداً من أهم مهددات الأمن القومى العالمى والمصرى، والتعرف على جذور الإرهاب فى العصر الحديث وكيف تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من القضاء على واحد من أهم أعدائها، ومن الأسماء التى ساهمت بشكل كبير فى تغلغل الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط ألا وهو أسامة بن لادن الذى تمكن الكاتب من التعرف على قصة القضاء عليه من وزير الدفاع الأمريكى السابق «ليون بانتيا» فى لقاء جمعهما بالقاهرة.
كما تناول الفصل الحرب التى شنتها مصر على الإرهاب فى كافة أنحاء مصر وخاصة فى شمال سيناء، والجهود التى قامت بها الدولة المصرية من أجل إعادة إعمار وتنمية سيناء بعد معاناتها لسنوات من هجمات الإرهاب الغاشم.
أما الفصل الخامس والأخير والذى جاء بعنوان: «الحرب والتسليح فى ضوء مفاهيم الأمن القومى» فجاء من أجل أن يساهم فى معاونة القارئ على فهم الأبعاد المختلفة لقضايا الأمن القومى والتى يعد التسليح واحداً منها خاصة فى ظل تسارع الأحداث والصراعات على مختلف الأصعدة العالمية والإقليمية، ليقدم الكاتب شرحاً وافياً عن الحرب وأنواعها المختلفة وأساليب التسليح، بداية من الحروب التقليدية إلى حروب الجيل الرابع وحروب الفضاء والحروب الذكية، كما تناول الفصل قضايا سباق التسلح فى العالم، وأحدث الأسلحة التى بدأت فى الظهور، مثل الطائرات المسيرة، والقنابل العنقودية والقنابل القذرة، وشرح ما تمتلكها من قدرات تدميرية فتاكة.
مَن يعرف الدكتور سمير فرج لن يندهش أن يتم اختياره سنة 1975 من الجيش المصرى، وهو برتبة رائد ليمثله فى مناظرة تاريخية بين مصر وإسرائيل حول الحرب بينهما نظّمتها هيئة الإذاعة البريطانية «البى بى سى» وأذيعت على التلفزيون البريطانى. ولا شك أن ذلك الحدث كان إشارة لافتة لما يتمتع به الرجل من قدرة على النقاش، والإقناع، والحديث بمنطق، وعلم، ودراية، حيث انتهت المناظرة لصالح ممثل جيش مصر بثمانى نقاط مقابل أربع نقاط فقط للجنرال آرييل شارون، ممثل جيش إسرائيل.
هذا هو الدكتور سمير فرج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الدكتور سمير فرج وسائل النشر الدکتور سمیر فرج الأمن القومى أما الفصل
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يهنِّئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد الشرطة
تقدَّم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتَّهنئة إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجموع الشعب المصري، ووزارة الداخليَّة المصريَّة، بمناسبة عيد الشرطة، وذكرى ثورة 25 يناير.
مستشارة شيخ الأزهر تدعو الوافدات لزيارة معرض الكتاب شيخ الأزهر يستقبل وزير السياحة والآثار السابق
وأعربُ الأزهر عن خالص تقديرِه واعتزازِه بتضحيات أبطال الشَّرطة ورجالها البواسل، الذين قدَّموا ملحمة بطوليَّةً في الذَّود عن أرضنا العزيزة بدماء نفيسةٍ فداءً لحريتها في مواجهة احتلال غاصب بمدينة الإسماعيلية الباسلة، التي يمر اليوم على ذكراها ثلاثة وسبعون عاما.
كما ذكر الأزهر بأن ثورة 25 يناير، كَتبت بدماء شهدائها وعزائم شبابها، فصلًا جديدًا في تاريخ النضال المصريِّ والسعي نحو النهوض بالوطن، سائلًا المولى -عز وجل- أن يهيِّئ لمصرنا كلَّ أسباب الرخاء والاستقرار، وأن يرحم شهداءَ مصر الأبرار، وأن يحفظَ وطنَنا العزيزَ من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وأن يديم عليه الأمن والأمان والسلامة والازدهار والسلام.
نقيب الأشراف: رجال الشرطة يقدمون ملاحم وطنية لحفظ أمن واستقرار الوطنوفي سياق متصل، هنأ السيد الشريف نقيب السادة الأشراف، اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ووزارة الداخلية، قيادةً وضباطًا وأفرادًا، والشعب المصري، بمناسبة العيد الـ٧٣ للشرطة المصرية، الذي يوافق ٢٥ يناير كل عام.
وقال السيد محمود الشريف، إن جهود وزارة الداخلية نجحت في كشف الكثير من المخططات التي تنفذها الجماعات والتيارات الإرهابية لضرب استقرار الوطن ونشر الفوضى والعنف في كل مكان، وضربت أورع الأمثلة في التضحية والفداء، في ظل توجيهات القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكد نقيب السادة الأشراف، أن عيد الشرطة مناسبة غالية على كل مصري مما يدعونا جميعًا للاصطفاف والتكاتف والتعاون مع رجال قواته المسلحة والشرطة، للقضاء على قوى الإرهاب والشر.
وأشاد نقيب السادة الأشراف، بما قدمه ويقدمه رجال الشرطة المصرية من مَلاحم وطنية جسدوا فيها روح الوفاء والفداء للوطن، لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد، مقدمًا خالص التحية والاعتزاز والتقدير لأرواح شهداء الوطن من رجال الشرطة البواسل، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد جميع شهداء الوطن بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
ودعا نقيب السادة الأشراف، المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمتي الأمن والأمان وأن يحفظ أهلها وجيشها ورجال أمنها من كل مكروه وسوء، وأن يعم الأمن والسلام على العالم أجمع.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد شارك في احتفالات عيد الشرطة، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
ورأس الرئيس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، وحضر الاحتفال السنوي الذي تنظمه وزارة الداخلية بهذه المناسبة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين، وقد ألقى الرئيس كلمة خلال الاحتفال. جاء نصها على النحو التالي:
السادة أعضاء هيئة الشرطة..
السيدات والسادة الكرام،
يطيب لى، بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لعيد الشرطة المصرية، أن أتوجه بأسمى كلمات التهنئة للشرطة، نساء ورجالا الذين يقفون دوما، فى طليعة صفوف الجبهة الداخلية، مدافعين عن أمن واستقرار وطننا الحبيب، ويشكلون درعا حصينا، أمام كل التهديدات والمخاطر الأمنية، التى تستهدف أرض مصر الطاهرة وشعبها الأصيل.
وفى هذه المناسبة الجليلة، نقدم تحية رفيعة، لشهداء الشرطة المصرية، الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن، وبرهنوا بدمائهم الزكية، على شجاعتهم وإقدامهم فى مواجهة الأعداء والإرهابيين، أعداء الوطن والدين .. وهذا النموذج المشرف من الأبطال، يبث فى نفوسنا على الدوام، شعور الفخر والاعتزاز .. وعلى أساسه، تقف الدولة المصرية، بكل مؤسساتها بجانب أسر أبطالنا.. وإننى أعتبر أبناء هؤلاء الأبطال وأسرهم، جزءا من عائلتى الكبيرة .. متمسكا بالعهد الذى قطعناه معا، بتقديم كل الدعم والرعاية لهم، فى مختلف مناحى الحياة، لتعويض جزء مما كان يقدمه الأبطال الشهداء نحوهم.
وهنا اسمحوا لي أن أقول لكم أنه مهما قمنا به لن نعوض الشهيد أبدا… نحاول الوقوف بجانب أسرهم في هذا التوقيت الصعب… نحاول أن نبني منهج حياة.. لن ننسي شهدائنا وأسرهم أبدا….
الإخوة والأخوات،
إن احتفالنا هذا العام، يأتى فى وقت يمر فيه العالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها .. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى؛ ثم بالجهود الدءوبة التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات .. بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصـور، واحـة للامن والســلام فى المنطقة .. فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، ملاذا آمنا لهم، اقتداء بقول الله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" .. حيث تستضيف مصر، ما يزيد على تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية الخدمات التى يحصل عليها المصريون .. كونهم ضيوفا كراما لدينا، فى إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية.
وفى السياق ذاته، وبحكم مسئوليتها التاريخية، ووضعها الإقليمى والتزاماتها الدولية، تسعى مصر بكل طاقاتها وجهودها المخلصة، إلى نبذ العنف والسعى نحو السلام. ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، شاهدا حيا على هذه الجهود الدءوبة، والمساعى المستمرة التى تبذلها مصر.. إلى جانب شركائها فى هذا الشأن ..وسوف ندفع بمنتهى القوة، فى تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلا للحياة، ومنع أى محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة.. لأنه الأمر الذى ترفضه مصر بشكل قاطع، حفاظا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.
شعب مصر العظيم،
إن التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف، لن يجد فى مصر بيئة حاضنة له، أو متهاونة معه .. وحدتنا هى درعنا الحصين ضده، وأى محاولات لزرع الخلاف بيننا.. ستبوء بالفشل، بإذن الله تعالى. فالشعب المصرى يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله، ويفتخر بهويتــــــــــــــه الوطنية الراسخة .. ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة، ونشر الشائعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم .. والتجارب أثبتت أن يقظة القوات المسلحة والشرطة، ووعى المواطنين ووحدتهم.. كانت ومازالت حائط الصد، الذى تكسرت أمامه هذه المحاولات الخبيثة.
ومن خلال احتفالنا اليوم، أوجه رسالة طمأنة للشعب المصرى الأبى، بأن الدولة المصرية، تسير فى الطريق الصحيح، رغم كل التحديات .. وهو طريق يتطلب منا جميعا، العمل والتفانى للنهوض بأمتنا، وجعلها فى المكانة التى تستحقها .. ونسعى بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة، لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشـة المواطـن المصــرى .. ونؤكد على استمرار عزيمتنا القوية وإرادتنا الراسخة، للتغلب على كافة التحديات، لنصنع مستقبلا مشرقا لمصرنا الحبيبة، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها؛ من خلال الحرص على مقدرات الوطن وتنميتها وحسن استغلالها، والحكمة فى اتخاذ القرارات.. التى تتعلق بالمصلحة العليا لمصرنا العزيزة.
وختاما، أتوجه إلى أعضاء هيئة الشرطة مجددا، بالتهنئة بمناسبة عيد الشرطة .. وأؤكد لكم أن مصر، ستظل فخورة بعملكم فى حفظ الأمن والأمان، وكفالة سيادة القانون، لكى من يعيش على أرض مصر، فى أمان واطمئنان.
وفقكم الله ورعاكم..
وكل عام وحضراتكم بخير،
ودائما وأبدا:
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.