بوابة الوفد:
2024-09-15@01:44:43 GMT

السهل الممتنع فى فكر د. سمير فرج

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

يتمتع الدكتور سمير فرج بحس صحفى فريد، جعله من أبرز المفكرين الاستراتيجيين والمحللين، لكونه يقدم فكره وتحليله فى سياق بسيط يستوعبه المواطن العادى، بعيداً عن الجمل والمفردات التى تبدو فيها نبرة استعلاء على القارئ.

وعندما قرر الدكتور سمير فرج الانتقال إلى وسيلة أخرى من وسائل النشر وهى الكتب، فقد استخدم أيضاً اللغة البسيطة نفسها، ولذلك أصبح المهتمون بشأن دوائر الأمن القومى المصرى والعربى والعالمى والاستراتيجيات، ينتظرون من وقت لآخر أن يطل عليهم بعمل إبداعى جديد؛ لذا فمؤخراً أصدر كتابه الجديد: "الاستراتيجية والأمن القومى وجهان لعملة واحدة".

حيث يتناول الفصل الأول من الكتاب المفاهيم الخاصة بالاستراتيجية بشكل عام والاستراتيجية والتخطيط العسكرى والسياسى بشكل خاص والوسائل التى تسعى من خلالها الدول لتحقيق استراتيجيتها، أما الفصل الثانى فيتناول القضايا المتعلقة بالأمن القومى والمفاهيم الخاصة به والمجالات الخاصة بالأمن القومى لأى دولة، كما يتناول الأدوات والوسائل المختلفة التى تلجأ إليها الدول من أجل تحقيق أمنها القومى ونطاقات الأمن القومى للدولة، وعناصر تهديد الأمن القومى التى تواجهها الدول، سواء على المستوى الداخلى أو المستوى الخارجى من تهديدات سياسية واقتصادية وعسكرية وإجتماعية وكذلك تهديدات التطرف الدينى.

أما الفصل الثالث فيتناول بشكل موسع دوائر الأمن القومى المصرى والتهديدات التى تواجهها على المستويين الخارجى والداخلى، وكذلك شرح متكامل لدوائر الأمن القومى المصرى المختلفة، بداية من الدوائر البعيدة التى تضم العديد من الدول الهامة، على رأسها الولايات المتحدة، ودول أوروبا وروسيا والدوائر القريبة، مثل دائرة البحر المتوسط والدائرة العربية والدائرة الأفريقية التى تحمل أهمية خاصة لمصر ليتناول التفاصيل الخاصة بقضايا تلك الدائرة بما تمثله من أهمية خاصة لمصر وما مرت به تلك العلاقة من مسارات مختلفة على مدار ستين عاماً، بداية من تاريخ الدعم الذى قدمته مصر لحركات التحرر فى أفريقيا فى الستينات، ثم ما تلا ذلك من تباعد على مدار سنوات مختلفة، وصولاً إلى الجهود التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيس منذ بداية توليه لإعادة مصر إلى أفريقيا وإعادة أفريقيا إلى مصر، لتتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى بعد سنوات من تعليق عضويتها.

أما الفصل الرابع والذى جاء تحت عنوان: «قصة الإرهاب»، فجاء ليتناول واحداً من أهم مهددات الأمن القومى العالمى والمصرى، والتعرف على جذور الإرهاب فى العصر الحديث وكيف تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من القضاء على واحد من أهم أعدائها، ومن الأسماء التى ساهمت بشكل كبير فى تغلغل الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط ألا وهو أسامة بن لادن الذى تمكن الكاتب من التعرف على قصة القضاء عليه من وزير الدفاع الأمريكى السابق «ليون بانتيا» فى لقاء جمعهما بالقاهرة.

 كما تناول الفصل الحرب التى شنتها مصر على الإرهاب فى كافة أنحاء مصر وخاصة فى شمال سيناء، والجهود التى قامت بها الدولة المصرية من أجل إعادة إعمار وتنمية سيناء بعد معاناتها لسنوات من هجمات الإرهاب الغاشم.

أما الفصل الخامس والأخير والذى جاء بعنوان: «الحرب والتسليح فى ضوء مفاهيم الأمن القومى» فجاء من أجل أن يساهم فى معاونة القارئ على فهم الأبعاد المختلفة لقضايا الأمن القومى والتى يعد التسليح واحداً منها خاصة فى ظل تسارع الأحداث والصراعات على مختلف الأصعدة العالمية والإقليمية، ليقدم الكاتب شرحاً وافياً عن الحرب وأنواعها المختلفة وأساليب التسليح، بداية من الحروب التقليدية إلى حروب الجيل الرابع وحروب الفضاء والحروب الذكية، كما تناول الفصل قضايا سباق التسلح فى العالم، وأحدث الأسلحة التى بدأت فى الظهور، مثل الطائرات المسيرة، والقنابل العنقودية والقنابل القذرة، وشرح ما تمتلكها من قدرات تدميرية فتاكة.

مَن يعرف الدكتور سمير فرج لن يندهش أن يتم اختياره سنة 1975 من الجيش المصرى، وهو برتبة رائد ليمثله فى مناظرة تاريخية بين مصر وإسرائيل حول الحرب بينهما نظّمتها هيئة الإذاعة البريطانية «البى بى سى» وأذيعت على التلفزيون البريطانى. ولا شك أن ذلك الحدث كان إشارة لافتة لما يتمتع به الرجل من قدرة على النقاش، والإقناع، والحديث بمنطق، وعلم، ودراية، حيث انتهت المناظرة لصالح ممثل جيش مصر بثمانى نقاط مقابل أربع نقاط فقط للجنرال آرييل شارون، ممثل جيش إسرائيل.

هذا هو الدكتور سمير فرج.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الدكتور سمير فرج وسائل النشر الدکتور سمیر فرج الأمن القومى أما الفصل

إقرأ أيضاً:

الدكتور منجي على بدر يكتب: نتائج قمة «منتدى الصين»

انعقدت قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى لعام 2024 فى بكين، خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2024، بنجاح كبير، وشارك فيها معظم زعماء الدول الأفريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلون عن أكثر من 30 منظمة دولية وأفريقية إقليمية.

وتوصَّل الجانبان الصينى والأفريقى إلى توافقات فى شأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا، واعتمدا بالإجماع وثيقتين مهمتين هما: إعلان بكين وبرنامج بكين.ومنتدى التعاون الصينى-الأفريقى (FOCAC) هو منصة مهمة تجمع الصين ودول القارة الأفريقية لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى.

وقد أسفرت الدورات المتعاقبة لهذا المنتدى منذ عام 2000 وحتى تاريخه عن نتائج إيجابية عديدة على المستويين الإقليمى والدولى، أهمها:- زيادة الاستثمارات الصينية فى أفريقيا فى العديد من القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية، الطاقة، الزراعة، والتعدين.

وقد أسهم ذلك فى تحفيز النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل جديدة، كما حققت التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا رقماً قياسياً بلغ 282.1 مليار دولار فى عام 2023، بزيادة نحو 11% مقارنة مع عام 2021، وما زالت الصين أكبر شريك تجارى لأفريقيا لمدة 15 عاماً على التوالى.

- ساهمت الاستثمارات الصينية فى بناء العديد من المشاريع الضخمة للبنية التحتية فى أفريقيا مثل الطرق والسدود والموانئ، مما أسهم فى تحسين الاتصال والتواصل داخل القارة، وركز المنتدى على دعم التنمية المستدامة فى أفريقيا من خلال المشاريع التى تسهم فى حماية البيئة وتوفير الطاقة المتجددة.

- تبادل الخبرات والتكنولوجيا: استفادت الدول الأفريقية من الخبرات والتكنولوجيا الصينية فى العديد من المجالات، مما أسهم فى تطوير قدراتها الإنتاجية.هذا، وقد تعهّد الرئيس الصينى بتقديم دعم مالى لأفريقيا بقيمة 50 مليار دولار على مدار الأعوام الثلاث المقبلة، وتعزيز التعاون العسكرى فى إطار سعيه لتعميق علاقات الصين مع أفريقيا التى تُعد مفتاحاً لطموحاته الجيوسياسية، ويشمل التعاون المالى خط ائتمان بقيمة 30 مليار دولار، و10 مليارات دولار ضمن فئة المساعدات المتنوعة، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.

كما تعهدت الصين بإعفاء الواردات القادمة من 33 دولة أفريقية تُعد من الاقتصادات الأقل نمواً من الرسوم الجمركية، فضلاً عن توسيع الوصول إلى سوق الصين، وتقديم مساعدات عسكرية لأفريقيا بقيمة مليار يوان لتدريب 6000 عسكرى و1000 ضابط شرطة ومسئول أمنى فى أفريقيا.

ومن الجدير بالذكر أنه مع تزايد الحروب التجارية بين الصين والدول الغربية أصبحت الصين بحاجة إلى شركاء جدد لفتح أسواق جديدة أمام صادراتها، ولكن أعرب بعض القادة الأفارقة خلال المنتدى عن مخاوفهم من استمرار اختلالات الميزان التجارى مع الصين.

وقد أشار الرئيس الصينى، خلال المنتدى، إلى أن الصين قامت بترقية علاقاتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع 30 دولة أفريقية، وأن هناك 6 رؤى للجهود الصينية الأفريقية المشتركة لتحقيق التحديث الذى يتسم بالعدالة والإنصاف، والانفتاح والنفع للجميع، والتنوع والشمول، والسلام والأمن، ويضع الشعب فوق كل الاعتبارات، ويكون صديقاً للبيئة، وهو ما يحظى بتأييد واسع النطاق من القادة الأفارقة، وسيترك تأثيرات مهمة وعميقة على قيادة «الجنوب العالمى» لتسريع وتيرة التحديث فى العالم.

واستفادت الدول الأفريقية من مبادرة «الحزام والطريق» فى مجالات الطب والصحة، والحد من الفقر والتنمية الزراعية، وتعزيز التجارة والاستثمار، والابتكار الرقمى، والتنمية الخضراء وبناء القدرات، وخطوط السكك الحديدية، وشق الطرق وبناء المستشفيات ومراكز المؤتمرات والملاعب.

هذا، ومع تسارع الأحداث إقليمياً ودولياً، وتغيير موازين القوى العالمية وتوقع انتقال العالم من نظام أحادى القطبية إلى ثنائى القطبية وجهود الصين وروسيا معاً لحصار نفوذ الدولار عالمياً وتململ الدول النامية من الهيمنة والعنجهية الغربية، نشير لعدد من النقاط البحثية المهمة فى موقف الصين من الشأن الدولى:

أولاً: المعجزة الاقتصادية الصينية ومدى استمراريتها فى ظل تكشير الأنياب من قبَل الدول الغربية ضدها، وكيف تنتهى الحرب التجارية بخصوص الرقائق الإلكترونية (Chips)، وكذا مدى التنافس فى التقدم الحادث فى مجال الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات ومن سيحسمه فى النهاية.

ثانياً: استمرار التعاون الاستراتيجى بين الصين وروسيا الاتحادية وهل سيكون فى صالح العالم أم البلدين فقط أو سيكون تعاوناً لإلحاق الضرر بالقوى الغربية أو هو الخيار الأفضل للصين وروسيا لتحقيق مصالح شعبيهما.

ثالثاً: منتدى التعاون الصينى الأفريقى، هل سيساعد على ريادة الصين لدول الجنوب وموقف البرازيل ومصر وجنوب أفريقيا وإندونيسيا من التوجه الصينى.

رابعاً: هل تستمر الصين فى دعمها الإيجابى للدول الأفريقية وهل ستنجح فى إزاحة الغرب عن الريادة، وذلك بالتنسيق مع دول الجنوب وروسيا والهند، أم ستنجح الدول الغربية فى عرقلة مسيرة الصين الشاملة؟

خامساً: إذا نجحت الصين فى قيادة دول الجنوب، هل ينعكس ذلك على تجمع البريكس إيجاباً وينتقل «البريكس» من مجرد تجمع اقتصادى إلى منظمة دولية فاعلة مما يسرع بعملية ازدواج النظام العالمى وإزاحة الولايات المتحدة عن قيادة العالم بحيث تنتقل لتكون إحدى القوى العالمية فقط؟

سادساً: إذا انتقلت الريادة العالمية للشرق، هل ستستمر الصين فى سياسة المشاركة العادلة مع الدول أم ستحاكى نموذج السيطرة الغربية، وهل ستستمر اليابان فى المعسكر الغربى رغم وجودها فى الشرق؟

سابعاً: هل الحرب الروسية الغربية على أرض أوكرانيا هى آخر الحروب فى القارة العجوز أم تحضير لحرب عالمية جديدة، وهل أخطأ الغرب عندما أجبر روسيا على الارتماء فى أحضان الصين بموقفه من الصراع فى أوكرانيا وأيضاً هل يمكن للغرب التغلب على الصين ومعها روسيا، أم يعيد الغرب ترتيب أولوياته مع روسيا الاتحادية.وتدور الأيام دورتها وتفرض الأقدار سلطانها وتجتهد الشعوب فى المنافسة ومن يتخلف من الدول خرج من دائرة التاريخ.

مقالات مشابهة

  • ”قهر الشعب أو الفصل من الوظيفة”.. الحوثيون يواصلون إذلال الموظفين في مناطق سيطرتهم!
  • صدور قرار بتعيين الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين وعلوي عقيل في السلطة القضائية
  • المحكمة الدستورية في الجزائر: عبد المجيد تبون يفوز بولاية رئاسية ثانية بحصوله على 84.30% بعد الفصل في الطعون
  • بشار الأسد يصدر مرسوما بتكليف الدكتور محمد غازي بتشكيل حكومة جديدة في سوريا
  • فتح باب التقديم المباشر لطلاب الثانوية العامة ببرامج جامعة الزقازيق الأهلية
  • فاعليات تنس الطاولة للمشروع القومى للموهبة بجنوب سيناء
  • الدكتور منجي على بدر يكتب: نتائج قمة «منتدى الصين»
  • لتجنب أضرار الخريف على البشرة.. اتبع هذه النصائح
  • الفلاح المصرى عصب مصر
  • بحضور الدكتور عبد السند يمامة.. "وفد كفر الشيخ" يُكرم أوائل الثانوية العامة