بوابة الوفد:
2025-01-22@18:00:11 GMT

إصلاح ما أفسده الإصلاح

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

فى ضوء الشائعات والتساؤلات حول الوضع الاقتصادى، طمأن الدكتور «مصطفى مدبولى» المصريين بأن الأوضاع مستقرة، وأشار سيادته خلال المؤتمر الصحفى بمدينة العلمين الجديدة الخميس الماضى، إلى تقرير «صندوق النقد الدولى» الذى أشاد بالاقتصاد المصرى، مؤكداً نجاح الحكومة بالرغم من كل التحديات من وضع الاقتصاد على المسار الصحيح، وأكد سيادته أن الحكومة لا تتدخل مطلقاً فى سعر الصرف بل تتركه طبقاً لآليات العرض والطلب.

الجيد فى هذا السياق، تأكيدات الدكتور «مدبولى» بأن الحكومة تضع كل السيناريوهات فى الاعتبار، والاستعداد لأية ظروف أو صدمات وكيفية التعامل معها، مع وضع خطط التحرك لمواجهة أسوأ السيناريوهات التى يمكن أن تحدث نتيجة للأوضاع الإقليمية المحيطة.

السيئ فى هذا السياق، أنه ربما تكون فاتورة أسوأ السيناريوهات الناتجة عن الأحداث الإقليمية والتوترات الدولية، هى الأقل كلفة وتأثيراً على حياتنا ودوائر معيشتنا من سياسات «صندوق النقد الدولى» ومنهجه الإصلاحى، فالتاريخ الأسود لسياسات «الصندوق» مع البلدان التى تعاملت معه، وقام بوضع روشتة الإصلاح الاقتصادى له، بداية من تحرير سعر الصرف وتخفيض قيمة العملة، كانت هى الداء الذى فتك بتلك البلدان.

وأظن، وبعض الظن إثم، أن سياسات تحرير الصرف التى أشار إليها الدكتور «مدبولى» وما شاهدناه من انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، هى السبب الرئيس فى غلاء أسعار الخضراوات وليس فاصل «العروات» فقط كما أشار سيادته خلال المؤتمر.

تلك السياسات هى السبب الرئيس فى ارتفاع أسعار السلع وارتفاع أسعار الأدوية وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، تلك السياسات الداعمة لرفع الدعم عن الطاقة والوقود هى السبب الرئيس فى معاناة الناس وشكواهم اليومية وفقدان القدرة الشرائية للكثير منهم، وليس خافياً على حكومتنا هذا التاريخ الأسود للصندوق وآلياته التى كانت وما زالت وستظل آلات تعذيب للدول والشعوب، تحت شعار الإصلاح الاقتصادى وما يرادفه من مصطلحات براقة.

ليس خافياً على حكومتنا هذا التاريخ الأسود لـ«الصندوق»، وما فعلته سياساته الإصلاحية فى البلدان التى طلبت منه الدعم لحل أزماتها، فزادت نسبة الفقر والبطالة، وفقدت الأجور قيمتها، وتدهورت سلاسل الإنتاج فيها، لتبدأ عجلة الفقر فى الدوران، وزادت الضربات القاسمة للأسواق واحدة تلو الأخرى من الكساد والإغلاق ثم إعلان الإفلاس أحياناً.

ليس خافياً على حكومتنا هذا التاريخ الأسود لـ«الصندوق» وشروطه، وما فعلته وصفاته من تدمير الاقتصاد الإندونيسى فى نهاية تسعينيات القرن الماضى وغيرها من الدول والأمثلة كثيرة، وما يفعله هذا «الصندوق» لصالح المضاربين والمتلاعبين، هؤلاء المتلاعبون الذين وصفهم رئيس وزراء ماليزيا «مهاتير محمد» بالمجرمين الدوليين، فعندما اتخذ «مهاتير محمد» بعض الإجراءات لتقييد حركة حرية إخراج الأموال المضاربة لبلاده، وجُهت إليه اتهامات بأنه أقدم على إجراءات طائشة ضد التجارة الحرة، وأشار عليه المضاربون من خلال «صندوق النقد الدولى» الناطق الرسمى باسمهم: بأنه إذا أراد حل مشاكل ماليزيا فعليه إطلاق العنان لقوى السوق، الأمر الذى سيحقق أحلام هؤلاء بحدوث الهزات العنيفة فى بنية الاقتصاد الماليزى، ولكن رئيس الحكومة الماليزى شن هجوماً عنيفاً على «الصندوق»، ووصف المضاربين بالمجرمين الدوليين.

الخلاصة: إن «صندوق النقد الدولى» ليس جمعية خيرية إصلاحية أو طبيباً للاقتصاد العالمى، وأن مناهجه وسياساته ليست وحياً من السماء، وأن وصفاته ستدفع الكثير من الأسر إلى براثن الفقر وستغرقهم شروطه فى بئر الحرمان وضيق المعايش، وعلينا إصلاح ما أفسده هذا الإصلاح.

فى النهاية: لا كرامة لجائع ولا حرية لمديون.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الوضع الاقتصادي مصطفى مدبولي المؤتمر الصحفى مدينة العلمين الجديدة صندوق النقد الدولى

إقرأ أيضاً:

البحرين تتطلع للاستفادة من تجربة صندوق مكافحة الإدمان لخفض الطلب على المخدرات

أعرب وزير التنمية الاجتماعية في البحرين أسامة بن صالح العلوي، والوفد المرافق له، عن تطلعه للاستفادة من خبرات المراكز العلاجية، خلال زيارته أحد المراكز العلاجية النموذجية التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق، وكان في استقبالهم الدكتور ‏‎عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.

خفض الطلب على المخدرات

وأوضح بيان صادر عن صندوق مكافحة الإدمان، أنّ الوزير اطلع على تجربة صندوق مكافحة الإدمان وبحث أوجه الاستفادة من خبرات الصندوق في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان، تأكيدا لأهمية الدور الرائد الذي يؤديه الصندوق في التعامل مع قضية تعاطي المخدرات بأبعادها المختلفة، خاصة وأنّه يتم توفير أوجه الرعاية الكاملة لمرضى الإدمان وإعادة دمجهم في المجتمع مرة أخرى بعد علاجهم بالمجان وفي سرية تامة.

زيارة إلى مراكز علاج الإدمان

وتضمنت الزيارة جولة تفقدية داخل المركز برفقة الدكتور عمرو عثمان، حيث يضم مساحات خضراء وقاعات تأهيل ودعم نفسي ‏وصالة للألعاب الرياضية وغيرها من المكونات التي تُضاهي أفضل مراكز علاج الإدمان في ‏العالم، حيث جرى إعداده وفقا للمعايير الدولية في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان، ويقدم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان على مستوى العيادات الخارجية والحجز الداخلي‏‎، كما يتضمن المركز ملعب كرة قدم خماسي، وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال وأيضا للسيدات وقاعة موسيقى ومسرح ومكتبة ومطعم وورش تدريب مهني للرجال والسيدات لتعليمهم حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج «العلاج بالعمل» في إطار تقديم خدمات ما بعد العلاج. 

كما التقى وزير التنمية الاجتماعية في البحرين والوفد المرافق له، مجموعة من المتعافين من الإدمان داخل المركز، حيث يتم توفير الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفي سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية، إضافة إلى برامج التأهيل الاجتماعي والدعم النفسي، وسبق استعانت العديد من الدول بتجربة الصندوق وبدأت نقل التجربة إليها لما يتم تقديمه من خدمات ما بعد العلاج المجاني والدمج المجتمعي للمتعافين وعودتهم كأفراد نافعين في المجتمع.

واطلع وزير التنمية الاجتماعية على الحملات الإعلامية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان «أنت أقوى من المخدرات»، بمشاركة تطوعية من النجم العالمي محمد صلاح، حيث ساهمت الحملات في زيادة الطلب على العلاج من الإدمان 500% من خلال الخط الساخن «16023»، كما أن الحملة أحدثت صدى على المستوى الدولي، وتم تكريمها من جانب الأمم المتحدة في عدة محافل دولية كما حصدت إحدى جوائز مسابقة دبي لينكس الدولية للأعمال الإبداعية.

واستعرض الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق، أهم محاور عمل الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان 2024-2028، والتي انطلقت فعالياتها برعاية رئيس الجمهورية، وجار تنفيذها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية من منظور عالمي، حيث تتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة «الوقاية والاكتشاف المبكر» مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تُعزز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطي المواد المخدرة واستثمار المؤسسات الدينية بشكل فاعل في تصحيح الثقافة المغلوطة حول تعاطي المواد المخدرة مع التركيز على التعريف بالخدمات المجانية لعلاج الإدمان خاصة في المحافظات الأقل طلبا لتلك الخدمات.

وأشار إلى أهمية تطبيق برامج الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان وأثره على تحسين جودة الحياة لديهم، مشيرا إلى تقديم خدمة العلاج بمراكز العزيمة التابعة للصندوق وفق المعايير الدولية وبما يتفق مع حقوق مريض الإدمان، حيث تشير دراسة تطبيق برامج الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان التي أعدها الصندوق إلى ارتباط وثيق بين المخدرات وضعف الكفاءة الإنتاجية وعدم القدرة على العمل خلال فترة الإدمان النشط، لذلك يُنفذ الصندوق برنامجا متكاملا للدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان، وتضمن هذا المكون برامج تدريب مهني على حرف يحتاجها سوق العمل، حيث أنشأ الصندوق ورشا للتدريب المهني في المراكز العلاجية التابعة له واستفاد منها نحو 8420 ألف متعافٍ خلال 2024 ويُشارك المُتعافون تجهيز كافة المراكز العلاجية الجديدة وتأثيثها، كما يوفر الصندوق من خلال بنك ناصر الاجتماعي قروض المشروعات الصغيرة للمتعافين . 

 من جانبه، أشاد أسامة بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية بالبحرين بالمركز العلاجي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والحملات الإعلامية والأنشطة التوعوية التي ينفذها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي تحت شعار «أنت أقوى من المخدرات» لحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان وخدمات علاج وتأهيل مرضى الإدمان وفقا للمعايير الدولية مجانا وفي سرية تامة، معربا عن تطلعه في استفادة بلاده من تجربة الصندوق في خفض الطلب على المخدرات باعتبارها من التجارب الرائدة على مستوى الوطن العربي.

مقالات مشابهة

  • البحرين تتطلع للاستفادة من تجربة صندوق مكافحة الإدمان لخفض الطلب على المخدرات
  • وزير الشؤون الاجتماعية يلتقي ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان
  • مادورو: فنزويلا ليست مستعمرة للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي
  • إبراهيم عيسى: قدرات مصر السياسية برزت في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي
  • باكستان: وافقنا على شروط قرض جديد بمليار دولار
  • الجزيرة : 15% نسبة تلف مؤسسات صندوق رعاية الطلاب
  • مصر.. توقعات بنمو الاقتصاد 4% بفضل إصلاحات صندوق النقد
  • محافظ أسوان يتابع أنشطة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان
  • صندوق مكافحة الإدمان ينتهي من تدريب 8420 متعافيًا بنهاية عام 2024
  • المركزي اليمني يعلن بدء الاجتماعات السنوية مع صندوق النقد الدولي في عمّان