لجريدة عمان:
2025-02-06@07:38:17 GMT

ملاحظات بشأن فعاليات عودة الماضي

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

يا زمن قاسي روف بي ..

لا تبكيني بلا سبب

الورد والياسي مر بي ..

هو نظر عيني والهدب

هذه شلة الرزحة الجميلة والمشهورة -وهي على ما اعتقد رزحة قصافي- أعجبَت العديد من الناس فغنوها في عُمان وخارجها دون أن يعرف أحد صاحبها، وأضاف المطربون عليها أبياتا شعرية جديدة وغنوها بصيغ إيقاعية مختلفة. يوجد الكثير من هذه القصافيات الجميلة التي ستعجب جمهور مرتادي فعاليات عودة الماضي، وسيكون عرض الرزحة شيقًا أيضًا عندما يتخلله العازي الشهير وارتجالات شعرية تنافسية بين شعراء لهم جمهورهم الواسع وبمصاحبة مؤدين متمكنين للرزحة الكبيرة.

ومن المعلوم كذلك أن المبارزات الشعرية التنافسية أهم مرحلة أداء فني في عدد من فنون الغناء التقليدي في ظفار كالزامل (الهبوت) والدانادون ولا قيمة فنية لها دون هذا المحفّز الفني الأساسي وهو بمثابة الروح الذي يبث فيها الحياة. ومن الملاحظ أنه في الوقت الذي تتجدد فيه ألحان الرزحة ويبدع المبدعون الجديد منها، ظلت الزوامل الظفارية جامدة يتوارث الناس عددًا قليلًا من ألحانها القديمة دون اهتمام بابتكار ألحان جديدة، وهذا ربما يعود لضعف التنافسية الفنية وتراجع دورها.

كل الاحترام والتقدير للجهات المنظمة والمشرفة وجميع الموسيقيين والموسيقيات المشاركين والمشاركات في فعاليات «عودة الماضي» في هذا العام موسم خريف ظفار السياحي 2024، وقد كانت بشكل عام فعالية مميزة لاقت استقبالًا حسنًا من الجمهور، وعليه يتطلع الكاتب إلى أن تكون ملاحظاته الواردة في هذا المقال معززة لهذا التميز الفني والتنظيمي ومفيدة لتطوير هذه الفعالية الجميلة التي من شأنها -مع بعض التعديلات والتحسينات- أن تكون مهرجانًا موسيقيًا تقليديًا عُمانيًا رفيع المستوى، يبرز ليس التراث الغنائي العُماني فحسب بل وكذلك الأغنية العُمانية التقليدية.

ملاحظتي الأولى على المكان المخصص للموسيقيين العازفين؛ وأملي ألا يكون ذلك هو التصور النهائي وأنه سيتم تحسينه بحيث يمكّن الموسيقيين من الأداء في جميع الظروف المناخية ولا يتعرضون وآلاتهم للمطر أو هجير الشمس، فالآلات الموسيقية الجلدية والخشبية والإلكترونية حساسة لجوء المكان كالرطوبة والمطر وتتأثر سلبًا به. وعليه أرى أهمية بل وضرورة تصميم أو إعادة تصميم المكان تصميمًا فنيًا كصرح فني يراعي تقلبات الأجواء ويجمع بين المتعة الفنية، وجمال المكان الذي يحتفظ بالجمهور أطول مدة ممكنة. وبشكل عام الفنون جميلة وهذه غايتها ورسالتها، فلا يناسبها إلا المكان الجميل.

والملاحظة الثانية، أتطلّع إلى أن يعمل المنظمون بشكل جدي على موضوع الجودة الفنية للمؤدين كما هو الحال مع المكان والتجهيزات اللوجستية، بحيث تستقطب فعاليات عودة الماضي أفضل المؤدين من الفنّانين والشعراء المتمكنين من جميع محافظات سلطنة عمان، وأدعو ألا تُستسهل هذه الفنون الغنائية التقليدية، لا من قبل المنظمين ولا من الممارسين أنفسهم، وقد شاهدت الكثير من الفوضى وضعف الكفاءة الفنية للمؤدين، بحيث وصل الغناء في بعض الحالات إلى ما يشبه الصراخ، فلا لحن جيد ولا أداء حسن.

الموسيقى التقليدية روح هذا البلد وتراثها العريق، والمجيدون فيها كثر، واستغلال هذه الفعاليات لإظهار القوة الناعمة للموسيقى التقليدية لحنًا وغناءً وشعرًا وأداء أمر مهم وضروري في هذا الموسم السياحي المميز وكل المواسم. من هنا أتطلع إلى أن تستقطب هذه الفعالية الطاقات الفنية العُمانية العالية المستوى التي يعتبر حضورها كفيلًا بتجويدها كعلامة ثقافية وتراثية في الموسم السياحي من جهة وتحقيق الإشباع الفني والجمالي للزوار من جهة أخرى. ويبدأ التجويد الفني وبلوغ الأثر الجمالي باختيار المشاركين بعناية وعمل الدعاية الإعلامية للبارزين منهم على الأقل كالمطرب عمر جبران آخر عمالقة الأغنية الحضرية التقليدية والذي أرجو ألا تمر حفلاته دون تسليط الضوء عليها وترويجها بشكل واسع كنجم في هذا المجال. وبطبيعة الحال هناك أسماء أخرى بارزة من جميع المحافظات تقريبًا، وفي ظفار يوجد عدد من الأسماء المهمة في مجال الأغنية العودية التقليدية مثل (لا الحصر): مسلم العريمي، ومسلم كيهود، وهيثم المعشني وغيرهم الذين يشتغلون على صناعة أغنية عودية جديدة بطابعها التقليدي العُماني الأصيل، وأغانيهم امتدادا للماضي أو عودة فنية له.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عودة الماضی فی هذا

إقرأ أيضاً:

ملاحظات لا بدّ منها برسم الرئيس المكّلف

سواء تشكّلت الحكومة العتيدة خلال 24 ساعة أو لم تتشكّل فإن ثمة ملاحظات سريعة لا بدّ منها توضع أمام الرئيس المكّلف القاضي نواف سلام، الذي يُفترض أن يكون صدره رحبًا وواسعًا ليتلقّى به ما يُقال له في السرّ أو في العلن، فيترك ما هو مسيء لحكم التاريخ، ويتفاعل مع ما هو مفيد وجيد، والذي يُقصد به الخير العام بعيدًا عن التجريح أو الإساءة بالشخصي وغير ذلك من انتقادات طابعها مصلحي أكثر مما تهدف إلى إصلاح بعض الاعوجاج.

ومن بين هذه الملاحظات، التي توقفت عندها أوساط سياسية مراقبة، والتي استشفتها من كلام الرئيس المكّلف عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ثلاث:

أولى هذه الملاحظات تتعلق بمسألة توزير حزبيين. وقد سُجّل له نصف تراجع عن موقف سابق رافض في المطلق هذه المسألة، لكنه أدرك هذه المرّة "أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية"، بل أكد أنه "من المؤمنين بأن بلا احزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أي بلد"، لكنه "في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية، اخترت تغليب فعالية العمل الحكومي على مخاطر التجاذبات الحزبية داخل الحكومة". وهذا يعني في المنطق الأولي أن وجود الأحزاب داخل مجلس النواب مثلًا من شأنه أن يعطّل الحياة البرلمانية، ولذلك فإنه وفق منطق الرئيس المكّلف استبعاد الأحزاب عن المجلس النيابي والاتيان بأشخاص لا علاقة لهم بالأحزاب السياسية، وذلك خوفًا من تعطيل عمل المجلس النيابي، الذي توافق على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى تسميته رئيسًا مكّلفًا لتشكيل حكومة العهد الأولى على رغم التباينات بين أعضائه والخلافات بينهم، والتي أدّت إلى تعطيل الرئاسة الأولى سنتين وشهرين.

ولكن وعلى رغم هذه الخلافات فإن من بين بديهيات الأمور أن تعالج هذه الخلافات داخل المؤسسات الدستورية وليس خارجها بالطبع. وقد رأينا ما كانت نتيجة تفاعل الخلافات بين اللبنانيين في الشارع، ونحن على مقربة إحياء ذكرى مرور خمسين عامًا على بداية الحرب الأهلية وغير الأهلية على أرض لبنان.

ولتبيان أهمية وجود وزراء حزبيين داخل السلطة التنفيذية يمكن التوقف عند مسألة في غاية الأهمية، وهي تتعلق بجدول أعمال جلسات مجلس الوزراء، الذي يوزّع على الوزراء قبل 48 ساعة، والذي يتضمّن في الحالات العادية بنودًا كثيرة تحتاج إلى دراستها والتمحيص فيها الوقت الكافي لكي يستطيع أي وزير أن يكون على اطلاع وافٍ وكافٍ في أي قرار قد يتخذ في شأن هذه البنود الموضوعة على جدول الأعمال، وهو يفوق قدرة شخص واحد على القيام بما يفترض القيام به لكي تبنى القرارات على دراسة معمقة ومشبعة درسًا، وهو أمر متعذّر، ولكنه ممكن بالنسبة إلى الوزراء الحزبيين، الذين يتكلون على اللجان المختصة داخل أحزابهم، التي تنكب على دراسة هذا الجدول بالتفصيل والخروج بخلاصات تساعد كثيرًا في أن يكون الوزير الحزبي على بينة مما يجري حوله وخلفه وأمامه.

ثاني هذه الملاحظات تتعلق بما قاله الرئيس المكّلف، الذي طمأن إلى "أنني أعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها، ومتلزمة مبدأ التضامن الوزاري، وهذا الأمر ينسحب على كل الوزراء من دون استثناء، وأكرر من دون استثناء". والمقصود بتكرار كلمة "من دون استثناء" هم الوزراء الذين سماهم كل من "الثنائي الشيعي" وحزب "القوات اللبنانية". فالتضامن الوزاري والانسجام بين الوزراء بأعلى درجة لا يعني تخّلي الوزراء عمّا يرونه مناسبًا لتقويم الاعوجاج، وهذا الأمر يقود حتمًا إلى تضارب في الآراء وإلى التناقض في المقاربات؛ وهو أمر يجب ألا يخيف، بل هو ظاهرة صحية، خصوصًا إذا أدّت النقاشات إلى خلاصات تصب في خانة المصلحة الوطنية. وهذا ما اعترف به نواب ووزراء من "القوات اللبنانية"، يتوافقون مع نواب ووزراء في "الثنائي الشيعي" على أمور كثيرة. ولعل أهم ما توافقوا عليه هو تمديد تسريح قائد الجيش لمرتين.

أمّا الملاحظة الثالثة، وهي شكلية أكثر منها جوهرية، وتتعلق بالعمل الإعلامي. ويُفترض بالرئيس المكّلف أن يكون على دراية تامة بـ "مهنة المتاعب" كون عقيلته السيدة سحر بعاصيري لا تزال تحّن إلى الأسرة الإعلامية، التي تنتمي إليها طوعًا وعفويًا أكثر من أي مهمة أخرى تولتها بعد اقترانها بالقاضي نواف سلام.

فالإعلاميات والاعلاميون الذين يؤدّون دورهم بكل حرفية ومهنية عالية وينتظرون ساعات في مكان الحدث للحصول على "سكوب" صحافي يستحقون أن يُعاملوا بتقدير واحترام، وعدم اعتبارهم صندوقة بريد. فمن حقهم الطبيعي أن يسألوا، ومن حق المسؤول أن يجيب أو لا يجيب، ولكن هذا الأمر لا ينفي ما يمكن أن يُستنتج من عملية السؤال والجواب من معلومات تتمظهر من خلال الأجوبة العفوية، التي تختلف ظاهريًا عن البيانات المعدّة سلفًا.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • ملاحظات لا بدّ منها برسم الرئيس المكّلف
  • وزير الخارجية الأمريكي: عرض ترامب بشأن غزة هو التدخل وتنظيف المكان من الدمار
  • البيت الأبيض: خطة الرئيس ترامب بشأن السيطرة على غزة تاريخية
  • البيت الأبيض: نتنياهو كان على علم بتصريحات ترامب بشأن غزة مسبقا
  • وزير الثقافة: نواصل تنظيم فعاليات ثقافية تثري المشهد الفني في مصر
  • طلاب ورشة «ذاكرة المكان» يصورون أفلامهم بالقاهرة ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية
  • ناسا تستجيب لطلب ترامب بشأن تعجيل عودة رائدي الفضاء العالقين
  • تعرضت لهجوم في يوليو الماضي.. قناة السويس تشهد عبور ناقلة البترول CHRYSALIS
  • قناة السويس تشهد عبور ناقلة البترول CHRYSALIS في رحلتها الأولى منذ يوليو الماضي
  • ( 4 ) ملاحظات جوهرية على سُلف متقاعدي الضمان.!