عواصم " وكالات": نقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف القو اليوم الأحد إن روسيا ستدخل تعديلات على عقيدتها النووية ردا على تصرفات الغرب بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولم يوضح ريابكوف ما الذي سيترتب على هذه التغييرات.

وتنص العقيدة النووية الروسية الحالية، وفقا لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية في حالة وقوع هجوم نووي من قبل عدو أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة.

وتتهم روسيا الغرب باستغلال أوكرانيا لشن حرب ضدها بالوكالة، وقالت في السابق إنها تدرس إدخال تغييرات. ويعد تصريح ريابكوف الأكثر حسما حتى الآن بشأن المضي قدما في هذه التغييرات.

ونقلت وكالة تاس عن ريابكوف القول "العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات".

وقال إن القرار "مرتبط بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون" فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.

احباط هجوم اوكراني واسع النطاق

من جهة ثانية، أعلنت روسيا اليوم الاحد إحباط هجوم واسع النطاق شنّته كييف باستخدام أكثر من 100مسيّرة استهدفت 14 منطقة والعاصمة موسكو، وذلك بعد أيام من ضربات روسية بالصواريخ والطائرات بدون طيار استهدفت أوكرانيا.

وغالبا ما تعلن كييف شنّ ضربات ضد أهداف عسكرية أو مواقع تساهم في المجهود الحربي الروسي ردا على تدخلها في أراضيها من قبل موسكو اعتبارا من فبراير 2022، والرد على ضربات روسية تستهدف بنى تحتية مدنية.

وأتت استهدافات اليوم بعد نحو أسبوع من إطلاق روسيا ما يناهز 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الأوكرانية، في إحدى أكبر الهجمات منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد عبر فيسبوك إن "ردّ الأوكرانيين على الإرهاب الروسي بكل الوسائل الضرورية لوضع حد له، هو أمر مبرّر بالكامل".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 158 مسيرة فوق 15 منطقة ليلا، بينها اثنتان فوق موسكو التي تبعد زهاء 500 كلم عن الحدود مع أوكرانيا.

وأفادت هيئات الانقاذ الروسية، وفق ما نقلت عنها وكالات أنباء محلية، باندلاع "حريق" في منشأة كابوتنيا لتكرير النفط الواقعة في جنوب شرق موسكو.

وقال رئيس بلدية العاصمة سيرغي سوبيانين عبر تلغرام إن "طائرة مسيّرة ثانية تم إسقاطها تسببت بأضرار في مبنى تقني" في الموقع ذاته، مشيرا الى أن ذلك أدى لاندلاع "حريق موضعي".

وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الحالات الطارئة أنه تمت "السيطرة" عليه.

وأفاد مسؤول محلي في العاصمة بأن ثلاث مسيّرات كانت تستهدف محطة كاشيرا العاملة بالفحم لانتاج الكهرباء، من دون تسجيل "ضحايا أو أضرار".

وهي ليست المرة الأولى تستهدف هجمات أوكرانية موسكو ومنطقتها، على رغم أن ضربات كهذه تبقى نادرة. وأعلنت السلطات الروسية في 21 أغسطس إسقاط 11 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا باتّجاه العاصمة، في ما اعتبره رئيس بلديتها في حينه "إحدى أكبر المحاولات لمهاجمة موسكو" بطائرات مسيّرة.

وفي مايو 2023، أعلنت السلطات الروسية إسقاط طائرتين مسيّرتين على مقربة من الكرملين. وفي صيف العام ذاته، تمّ تدمير مسيّرات في أجواء حي الأعمال في العاصمة الروسية.

هجوم كبير بالمسيرات على منطقة بريانسك

من جهتها، قالت وزارة الدفاع اليوم الأحد إن العدد الأكبر من المسيّرات، وهو 122، أسقطت فوق مناطق كورسك وبريانسك وفورونيج وبلغورود المحاذية لأوكرانيا.

وقال الحاكم الإقليمي ألكسندر بوغوماز إن "مدافعينا يتصدون لمحاولة هجوم كبير بالمسيرات على أراضي منطقة بريانسك".

وأكد "عدم وقوع ضحايا أو أضرار" مضيفا أن الكهرباء لا تزل تصل الزبائن "بشكل سليم".

في منطقة بلغورود قال الحاكم فياتشسلاف غلادكوف إن "زجاج ثلاثة مبان سكنية في بلغورود تضرر. وفي منزل خاص دُمر مرفق خدمات بالكامل".

ويأتي الهجوم من كييف بعد أيام على استهدف بنى تحتية أوكرانية للطاقة بأكثر من 200 من المسيرات والصواريخ الروسية في هجوم كبير مماثل أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل.

ويأتي الهجوم الأوكراني بعد قرابة شهر على إطلاق كييف عملية برية واسعة في منطقة كورسك الروسية رغم مواصلة قوات موسكو تقدمها في شرق أوكرانيا.

وتواصل القوات الروسية تقدمها باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعد محورا لوجستيا مهما بالنسبة الى كييف وتشكّل هدفا رئيسيا لموسكو. وأعلنت روسيا خلال الأيام الماضية، السيطرة على عدد من القرى قرب بوكروفسك.

وأعلنت السلطات الروسية اليوم السيطرة على بلدتين إضافيتين في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، تبعد إحداهما نحو 20 كلم عن بوكروفسك.

وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأحد أن الوضع الميداني "صعب" في هذه المنطقة، مشيرا الى أن القوات الروسية تتفوق "بالعديد والعتاد".

والى الشمال من بوكروفسك، أعلنت سلطات منطقة خاركيف الأوكرانية أن 11 شخصا أصيبوا بجروح جراء ضربات روسية مساء السبت وخلال ليل السبت الأحد.

قائد الجيش الأوكراني: الوضع صعب في مواجهة الهجوم الروسي

في هذه الاثناء، قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم الأحد إن الوضع "صعب" في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي الذي يتركز في شرق أوكرانيا، لكن جميع القرارات اللازمة يجري اتخاذها.

ولم يشر سيرسكي بشكل محدد إلى موقع الهجوم الروسي الرئيسي، لكن في وقت سابق قال هو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تستهدف مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية.

وذكر سيرسكي عبر تيليجرام "الوضع صعب في مواجهة الهجوم الرئيسي للعدو. لكن يجري اتخاذ جميع القرارات اللازمة على كل المستويات دون تأخير".

وصرح سيرسكي الأسبوع الماضي بأنه أمضى عدة أيام على الجبهة الشرقية بالقرب من بوكروفسك ووصف القتال هناك بأنه "صعب للغاية".

وتستمر روسيا، التي استولت على مساحات واسعة من شرق أوكرانيا منذ أن شنت تدخلا شاملا في فبراير 2022، في التقدم ببطء هناك خلال قتال عنيف.

وتتواصل المكاسب منذ توغل أوكراني مباغت في منطقة كورسك غرب روسيا في السادس من أغسطس آب يهدف على ما يبدو لتشتيت الموارد الروسية وتعزيز موقف كييف في أي مفاوضات في المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شرق أوکرانیا الیوم الأحد فی منطقة مسی رات

إقرأ أيضاً:

حال تنفيذ ضربات العمق.. روسيا تحذر الناتو من "عواقب وخيمة"

هددت موسكو، الجمعة، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالحرب إذا سمح الغرب لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى. 

وقال مندوب روسيا بالأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إن "حلف الأطلسي سيكون طرفا مباشرا في أعمال حربية ضد قوة نووية أعتقد أنه لا ينبغي لكم أن تنسوا ذلك وعليكم أن تفكروا في العواقب"، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وأبلغ مندوب روسيا مجلس الأمن أنه "إذا سمح الغرب لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ طويلة المدى فإن دول حلف الأطلسي ستكون حينئذ في حرب مباشرة مع روسيا".

من جانبه، قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب في البرلمان الروسي)، الجمعة، إن حلف شمال الأطلسي طرف في العمل العسكري في أوكرانيا، وأشار إلى أن الحلف يشارك بالفعل بشكل كبير في صنع القرار العسكري.

وجاءت تعليقات فولودين، الحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين، بعد يوم من تحذير الرئيس الروسي من أن الغرب سيكون قد دخل في قتال مباشر مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بقصف الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع، وهي خطوة قال إنها ستغير طبيعة الصراع.

واتهم فولودين، الذي لم يشر لأدلة موثقة لدعم تعليقاته، الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا في اختيار المدن الروسية التي يتم استهدافها، والموافقة على تحركات عسكرية بعينها، وإصدار أوامر لكييف.

 

وكتب فولودين على قناته الرسمية على تيليجرام "تناقش الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا إمكانية توجيه ضربات (من قبل أوكرانيا) باستخدام أسلحة بعيدة المدى على أراضي بلدنا، هذه ليست سوى محاولة لإخفاء مشاركتهم المباشرة في العمل العسكري".

وأضاف: "في الواقع، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها منح أنفسهم الإذن لتنفيذ أعمال عدائية بالصواريخ ضد روسيا".

مقالات مشابهة

  • واشنطن تخشى احتمالية شن روسيا هجمات على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا
  • روسيا تحقق في استخدام أوكرانيا للاسلحة في مقاطعة كورسك
  • مدفيديف: موسكو لديها الأسباب الموجبة لاستخدام الأسلحة النووية مع كييف
  • موسكو: نعرف أن الغرب قرر بالفعل ضرب روسيا في عمقها
  • «الدفاع الروسية» تعلن السيطرة على منطقة جيلان بيرشي شرقي أوكرانيا
  • حال تنفيذ ضربات العمق.. روسيا تحذر الناتو من "عواقب وخيمة"
  • الخارجية الروسية: موسكو لن تتسامح مع أنشطة موظفي المخابرات البريطانية في روسيا
  • الدفاعات الجوية الروسية تدمر 20 طائرة بدون طيار أوكرانية فوق 6 مناطق الليلة الماضية
  • روسيا تتهم الغرب بالتحضير لحرب في آسيا على نمط أوكرانيا
  • موسكو تحذر واشنطن من "رد عاصف" بسبب احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى