إعلام إسرائيلي: نتنياهو يقدم الأسرى قربانا على مذبح فيلادلفيا
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
هاجمت صحيفتا هآرتس ويديعوت أحرونوت تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا رغم تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية بعدم أهميته الإستراتيجية، ورغم أن ثمن تعنته هو تعطيل الصفقة وإطالة الحرب وعودة مزيد من الأسرى جثثا هامدة.
وقالت هآرتس -في مقال افتتاحي بعنوان "إصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا قد يفشل الصفقة والوسطاء يبحثون عن حل آخر"- إن مجلس الوزراء الأمني المصغر صوّت لصالح البقاء في المحور ولم يعترض عليه إلا وزير الدفاع يوآف غالانت الذي نُقل عنه قوله ساخطا في اللقاء: "يستطيع رئيس الوزراء اتخاذ قرار قتل كل المحتجزين"، خاصة أن الانسحاب من المعبر لن يكون -حسبه- إلا لـ6 أسابيع تستطيع بعدها إسرائيل استئناف القتال في أي مكان من قطاع غزة، بما فيه المحور نفسه.
وقالت هآرتس إن تصويت المجلس الوزاري لصالح البقاء في المحور حتى قبل عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، لا يحتمل إلا معنى واحدا وهو أن قرار نتنياهو غير مبني على الوقائع، وما هو إلا مناورة سياسية تهدف لتأخير المفاوضات.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن موقف غالانت يثبت أن الجيش الإسرائيلي ليس من يصر على البقاء في محور فيلادلفيا، إذ لا يراه ضروريا، وذلك على عكس موقف نتنياهو وشركائه وأنصاره الذين تحركهم اعتبارات غير أمنية، وباتوا يرون في المحور مكسبا إستراتيجيا يساعد في إفشال الصفقة.
وتقول هآرتس إن المنظومة الأمنية ترى أن مسودة الاتفاق الحالية كافية، ونقلت عن مصادر إسرائيلية وأجنبية قولها إن نتنياهو بات عقبة قد تدمر المفاوضات. كما نقلت عن دبلوماسيين أجانب قولهم مؤخرا إن نتنياهو سيستصعب التراجع عن تصريحاته العلنية بخصوص البقاء على طول محور فيلادلفيا، وهو ما جعل الوسطاء يفكرون في حلول تتجاوز تعنته.
وتقول هآرتس إن هناك من يرجح في إسرائيل رغبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفعلية في صفقة، وإن الوسطاء قد يطرحون خلال بضعة أيام مسودة نهائية غير قابلة للتفاوض هدفها تجاوز تعنت نتنياهو، بحيث لا تشمل "موقفا إسرائيليا مُعلنا" بخصوص البقاء في المحور، بما يسمح لنتنياهو بأن يزعم أنه ينوي مواصلة الاحتفاظ بقوات على طول المحور لوقت طويل ويسمح لحماس بأن تعلن أن الاتفاق لا يخول هذا الانتشار العسكري ولا يشمل ترتيبا له.
من جهتها، انتقدت أسر الأسرى موقف نتنياهو، وفق الافتتاحية، متهمة إياه بالانصياع لدوافع "سياسية إجرامية"، بدلا من اعتبارات أمنية حقيقية، وقالت العوائل إن تصرفات نتنياهو تجعل من محور فيلادلفيا "مقبرة جماعية" للأسرى.
وقالت هآرتس إن "موقف نتنياهو مشين من جميع النواحي"، إذ كانت إعادة الرهائن أحد الهدفين الرئيسيين للحرب، ولم يكن غزو غزة أو احتلالها أحدهما، ناهيك عن ترسيخ الوجود الإسرائيلي فيها وجعلها "مرتعا للمستوطنين".
قربان على مذبح فيلادلفياوفي مقال رأي لاذع بصحيفة يديعوت أحرونوت بعد استعادة جثث 6 أسرى إسرائيليين، قال الكاتب رعنان شاكيد إن إسرائيل أخلّت بالتزاماتها نحو مواطنيها بعد أن تقاعست عن نجدة الأسرى وضحت بهم قربانا على مذبح محور فيلادلفيا.
وفي مقاله بعنوان "العقد مختل والدولة لن تبذل قصارى جهدها"، كتب أن "الأسرى القتلى ليسوا ضحايا حماس فقط، بل أيضا ضحايا إسرائيل، وعلى تل أبيب أن تسأل الآن من يعتقدون أنهم يملكون الجواب: كيف يؤثر الضغط العسكري في غزة عليهم وعلى بقية المواطنين؟".
وقال شاكيد إن على إسرائيل أن تدرك أنها باتت وقود حرب لحكومة لا تتورع مطلقا عن التضحية بهؤلاء المواطنين لخدمة سياسة تقوم على التهرب من المسؤولية وتحاشي التوصل إلى صفقة.
واختتم مقاله بأن إسرائيل خرقت التزامها نحو مواطنيها بموجب عقدها الاجتماعي، ورغم ذلك يطلب من هؤلاء المواطنين التسليم بكل شيء وفق عقد بات من طرف واحد، حسب وصفه، قائلا إن أي خيار آخر سيكون أفضل من الحكومة الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محور فیلادلفیا البقاء فی فی المحور هآرتس إن
إقرأ أيضاً:
هآرتس: ترامب سيزيح نتنياهو لارتفاع تكلفة “صيانته”
#سواليف
قال كاتب إسرائيلي إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد #ترامب لن يهدر أي فرصة في محاولة إزاحة بنيامين #نتنياهو الذي يحتاج إلى “صيانة عالية”، وذلك رغم صداقة جمعتهما سابقا.
وفي مقال رأي بصحيفة هآرتس الإسرائيلية يعتقد الكاتب إران ياشيف أن من مصلحة ترامب إزاحة نتنياهو من السلطة لأنه شخص يحتاج إلى اهتمام ورعاية ودعم مستمر، مشيرا إلى أن رأيه ليس تنبؤا دقيقا بل تحليل لموقف ترامب “المتقلب وغير القابل للتنبؤ”، مع مراعاة الاعتبارات الاقتصادية في المقدمة.
ويقول ياشيف وهو محاضر في #الاقتصاد إن نتنياهو بنظر الأميركيين يحتاج إلى “صيانة عالية” حيث تلقت إسرائيل ما يقرب من 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة على مدار العام الماضي.
مقالات ذات صلة صفارات الإنذار تدوي في 50 مستوطنة وإسرائيل تقصف بلدات لبنانية 2024/11/08وأعرب ترامب عن رغبته في عدم إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على الصراعات الخارجية، سواء في أوكرانيا أو إسرائيل، وتصرف بناء على ذلك؛ حيث إن دعم #الاضطرابات المستمرة في #الشرق_الأوسط ليس على أجندته.
ويتساءل ياشيف هل لدى ترامب التزام تجاه نتنياهو؟ ليجيب “بلا”، حيث يعتَبر أن ترامب يحتقر نتنياهو ويستاء من علاقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأميركي جو #بايدن. والآن بعد أن تحرر من الاعتبارات الانتخابية، فإن وعود حملته الانتخابية لا تحمل قيمة تذكر، وفق تعبيره.
ويضيف الكاتب الإسرائيلي تساؤلا جديدا كيف يمكن لترامب “إزاحة” نتنياهو؟ ليجيب أنه وفقا لرأيه فإن ذلك يتم بطريقتين الأولى بإرساله رسالة إلى الأحزاب الإسرائيلية، وخاصة الأحزاب المتشددة، مفادها أن “مسيرة نتنياهو انتهت” ومن المرجح أن يمتثلوا بسرعة، بحسب تعبيره.
ثانيا، والكلام لياشيف، من خلال ممارسة الضغوط المالية واستخدام نهج “العصا والجزرة” مع نتنياهو وحزبه الليكود ومن سماهم “سماسرة السلطة الآخرين” وفي أفضل الأحوال، سيخرجه من السلطة بسهولة.
وكان مكتب نتنياهو قال الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث مع ترامب لتهنئته بفوزه في #الانتخابات، وأضاف أن المحادثة كانت “دافئة وودية”، وأنهما ناقشا “التهديد الإيراني”، وضرورة العمل معا من أجل أمن إسرائيل.
وكتب نتنياهو على موقع إكس: “عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة، وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
من جهته أشار ترامب إلى أن محادثته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت “جيدة جدا”.