الجزيرة:
2024-09-15@01:34:38 GMT

متى بدأ هوس الإنسان بالنحافة والحميات الغذائية؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

متى بدأ هوس الإنسان بالنحافة والحميات الغذائية؟

تروي الكاتبة الأميركية نعومي وولف في كتابها "أسطورة الجمال" (The Beauty Myth)، كيف ارتفعت معدلات اضطرابات الأكل وتضاعف الإنفاق الاستهلاكي وأصبحت الجراحات التجميلية أسرع التخصصات نموا في العقود الأخيرة، لدرجة أن قرابة 33 ألف امرأة أميركية قلن إنهن يفضلن فقد 10 إلى 15رطلا (6.8 كيلوغرامات) من وزنهن عن تحقيق أي هدف آخر.

كما تؤكد الكاتبة أن المزيد من النساء أصبحن يملكن المال والقوة والنفوذ والاعتراف القانوني أكثر من أي وقت مضى، "إلا أنه من ناحية شعورنا حيال أنفسنا جسديا فقد نكون أسوأ حالا من جداتنا (غير المحرّرات)".

الحديث عن الرشاقة يبدو حديثا لا ينقطع لفرط ما تنشغل به النساء تحديدا؛ عشرات الأنظمة الغذائية وربما مئات التوصيات للحصول على "الوزن المثالي"، والذي يكون غالبا تحقيق حلم النحافة، كمعيار للجمال في عصرنا الحديث.

لكن متى بدأت النحافة في احتلال ذلك المكان كهدف لأغلب الحميات الغذائية؟ وهل كانت معيارا للصحة أم مقياسا للجمال؟

النظام الغذائي والصحة

ظهرت كلمة "دايت" (النظام الغذائي) منذ آلاف السنين، وتعود أصولها إلى اللغة اليونانية، حين كانت تشير إلى العادات ونمط الحياة بشكل عام، وليس فقط النظام الغذائي كما تحولت الآن.

وكان الطبيب اليوناني أبقراط يشير في نصائحه إلى أن "طعامك يكون دواءك" ولا تزال بعض نصائحه تقدم إرشادات مختلفة لعلاج السمنة، ومن بينها أداء بعض التمارين الشديدة قبل تناول الطعام.

بدأ مفهوم "السعرات الحرارية" يحظى بشعبية كبيرة في نهاية القرن الـ19 فاستبعدت بعض الأطعمة من الأنظمة الغذائية (غيتي)

وفق موقع "إل إسبانيول"، اعتقد قدماء اليونانيين أن تناول الكثير من الطعام يمكن أن يتسبب في الإصابة بالأمراض، وقدم الطبيب جالينوس نصائح بطعام أقل وممارسة رياضة الجري لتخفيف الوزن، وشهدت فترة ما قبل الميلاد توصيات مماثلة ونصائح تتعلق بالغذاء، كتلك التي كُتبت على بردية مصرية تشير إلى أن الخضراوات تقوّي القلب وتفيد الجسم أكثر من طبق شهي آخر، وتؤكد أن قطعة صغيرة تكفي.

وكان التركيز حتى ذلك الحين على التأثير الضار للدهون، كما أشار أبقراط مثلا، أما في الفن فظهرت تماثيل النساء في العصور القديمة ممتلئة، في إشارة إلى نموذج الجمال الأنثوي آنذاك.

أما في العصور الوسطى، فارتبطت السمنة برقة وجمال المرأة، كما يشير موقع "لابنغوارديا"، والذي أشار إلى أن أبناء الطبقة المتوسطة كانوا حينها يحصلون بالكاد على ما يقيم أودهم ويسمح لهم بأداء الأعمال اليدوية.

كما يشير موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أن الفلاحين اتبعوا نظاما غذائيا متوازنا اعتمد على الحبوب، دون أن تتوفر لهم "رفاهية" تناول الدهون. كما لم يكن السكر قد ظهر بعد، في حين توفرت الأغذية المتنوعة على موائد الأثرياء وحدهم.

السكر في المتناول

وفي القرن الـ18 الميلادي، زاد التنوع الغذائي في المجتمع، وأصبح للفقراء القدرة على اتخاذ بعض القرارات حول طعامهم، ولم يعد ذلك "الترف" قاصرا على الأثرياء. كما تضاعف استهلاك السكر، وانخفضت جودة الأنظمة الغذائية من الناحية الصحية، وكثرت توصيات الأطباء بتناول كميات أقل من الطعام، وممارسة الرياضة.

وبحلول القرن الـ19، اتجه المجتمع للاهتمام بالمظهر على حساب القيمة الصحية؛ فأصبحت زيادة الوزن مصدرا للقلق، وظهرت الإعلانات حول علاجات تساعد في نقص الوزن أو تقليل الشهية، وكان لبعضها آثار جانبية خطيرة، كما يشير موقع "بي بي سي".

ظهرت في ستينيات القرن الماضي شركات تدعم ذوي الوزن الزائد وتساعدهم في إنقاص الوزن من خلال الأنظمة الغذائية (غيتي)

بدأ الأمر إذن حين تعددت خيارات الطعام المتاح، فتعرف الإنسان على أثر الغذاء على الجسم والشكل. ومع ظهور آثارها الصحية، لم تعد السمنة تصنف فقط على أنها "مرض" وفق منظمة الصحة العالمية، بل حملت السمنة -وفي المقابل النحافة- مجموعة معقدة من الأفكار والاعتقادات إلى ثقافاتنا.

هوس النحافة

في نهاية القرن الـ19، بدأ مفهوم "السعرات الحرارية" (محتوى الطاقة في الغذاء) يحظى بشعبية كبيرة، واستبعدت بعض الأطعمة من الأنظمة الغذائية لهذا السبب. وفي القرن الـ20، تزايد عدد الأدوية التي تعالج السمنة وتعنى بخفض الشهية، وبدأ تأثير المشاهير من هوليود على الشباب يأخذ شكله في تحويل النحافة إلى هوس.

وفي الستينيات، ظهرت شركات تدعم ذوي الوزن الزائد وتساعدهم في نقص الوزن من خلال الأنظمة الغذائية والمجموعات الداعمة. وبحلول السبعينيات، أصبحت صناعة الأنظمة الغذائية راسخة بالفعل وقدمت باستمرار طرقا جديدة ومتنوعة لتخفيف الوزن، وراجت الكتابات التي تقدم أنظمة غذائية بعضها يسهم في نقص الوزن سريعا دون الاهتمام بالتغذية المتوازنة.

أما في القرن الـ21، فأصبحت النحافة هدفا واضحا. ورغم تزايد معدلات السمنة العالمية -بحيث تضاعفت وفق بيانات منظمة الصحة العالمية 3 أضعاف منذ عام 1975-، فإن الهوس بنقص الوزن يمثل سوقا تقدر بملايين الدولارات، كما يشير موقع "لابنغوارديا".

ونجحت صناعة الأنظمة الغذائية على مدار العقود الماضية في تحقيق الاستقرار والتكيف وتقديم التنوع  في المنتجات والأدوية لتحقيق الهدف: حل سريع لتخفيف الوزن!

"قيد الأنوثة"

وبالعودة إلى كتاب "أسطورة الجمال"، تشير نعومي وولف إلى "سر خفي" يسمم حريات النساء العاملات، يتعلق بمفاهيم الجمال، ويتمثل في هواجس جسدية ورعب من الشيخوخة

ظهرت تماثيل النساء في عصور ما قبل التاريخ ممتلئة في إشارة إلى نموذج الجمال الأنثوي آنذاك (غيتي)

وتؤكد الكاتبة الأميركية ميل صور الجمال الأنثوي لـ"القسوة والوحشية" بالتزامن مع تزايد معدل تجاوز النساء لـ"العراقيل المادية والاجتماعية" وانخراطهن في التعليم العالي، ثم في العمل في العقود الماضية.

وتفسر نعومي ما يحدث بأن المجتمع لم يعد يقيس القيمة الاجتماعية للمرأة بناءً على تحقيقها للحياة الأسرية السعيدة، فقامت بالتالي "أسطورة الجمال" بقياس قيمة المرأة من خلال تحقيقها لـ"الجمال الفاضل"، إلى جانب بُعد اقتصادي يزيد من استهلاكيتها.

وترى المؤلفة أن الصورة النموذجية السائدة للجمال، تدمر النساء جسديا وتستفزهن نفسيا، "وإذا ما أرادت النساء التحرر من هذا الثقل فلن يكون الطريق صناديق الاقتراع أو جماعات الضغط، كما حدث في الماضي حين تعلق الأمر بالتعليم أو بالعمل، بل سيكون ببساطة طريقة جديدة للنظر إلى الأمور".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأنظمة الغذائیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أشرف زكى وأسر ياسين أبرزهم.. نجوم القوى الناعمة يحتفلون بإطلاق "غايا" الإبداعى

احتفل مجموعة من نجوم القوى الناعمة بتدشين المشروع المبتكر "غايا" الهادف إلى انتاج ألوان ابداعية مختلفة وإثراء المحتوى الفنى والفكرى العربى المرئى والمسموع والمكتوب من خلال استثمار الوسائط التكنولوجية الحديثة الى جانب اكتشاف وتقديم جيل جديد من النابغين، وجاء ذلك وسط فعاليات كرنفالية مبهجة تنوعت بين الفن التشكيلي والعزف الموسيقى.

تعرف على برنامج عروض أسبوع أفلام جوته في القاهرة والإسكندرية (القائمة الكاملة) نجوم القوى الناعمة يحتفلون بإطلاق غايا الإبداعى

خلال الاحتفالية بمركز الهناجر للفنون تم تكريم نخبة من رموز قوى مصر الناعمة اسم الاديب الرائد يحيى حقى وتسلمتها ابنته، والفنانة القديرة سميحة ايوب وتسلمها عنها د. أشرف زكي الذى تم تكريمه ايضا، كما تسلم تكريم الفنانة سميرة عبدالعزيز ، بالإضافة الى مدير التصوير السينمائى سعيد شيمى، واسم الاديب ابراهيم اصلان، ورائد التصوير الفوتوغرافى محمد بكر، والفنان صبرى فواز ، والفنان آسر ياسين، والاعلامية سحر عبدالرحمن.

قبل التكريم تم الإعلان عن اطلاق مسابقات فى مجالات القصة القصيرة للمصريين والعرب وتحمل دورتها الاولى اسم يحيى حقى، وقدمها الفنان صبرى فواز، والتصوير الفوتوغرافى للمصريين وتحمل الدورة الاولى اسم الفنان محمد بكر، وقدمها رائد التصوير السينمائى سعيد شيمى، والجائزة العربية فى صناعة المحتوى وخصصت الدورة الاولى للقراءة وتحمل اسم الاديب الكبير إبراهيم أصلان وقدمتها الاعلامية سحر عبد الرحمن.

 الكاتب والاديب مراد ماهر رئيس مجلس ادارة مؤسسة غايا قال فى كلمته: نحمل إليكم حلمًا قديمًا مؤجلًا، آملين في صناعة جسرٍ حقيقي بين الأمنيات والواقع، بين المثاليات والتطبيق الاحترافي المُتقَن، بين الجمال ومتتبعيه، والنور ومريديه، والقيمة وصُنّاعها، وبين كل هذا وبين الباحثين عن ذواتهم في نبت الموهبة والتميز.

جئت إليكم ومن أمامي ومعي قامات إبداعية اجتمعت على عشق الجمال وتقدير احتراف صناعته، حاملين حرفًا جديدًا يُضاف إلى أبجدياتنا، ولحنًا موازيًا لمُطرِبات الروح، وفرشاة رسم تنتقي ملامح النور لتعبر به إلى حيث اللامألوف.

جئنا إليكم من قرى مصر وربوعها، مُشبَعين بإرث الآباء والأجداد، من معين إبداعٍ تفجر منذ بدء عد السنين وتقويم التاريخ وما يزال حتى يومنا هذا يتجدد دون نضوب، ويُجَدد دون إخلالٍ أو تهميش لماضيه.

جئنا اليوم لنذكر أنفسنا ونتذكر معكم -إن كانت مفردات تفاصيل الحياة قد غافلتنا.. فأنستنا-.لنتذكر قدْرنا وقدَرنا، لنتذكر أن حياة العادي من بيننا تبدأ بالإبداع وتنتهي إليه، حتى أطفالنا يبتكرون طفولتهم الخاصة، ألعابهم، قلاعهم الهشة في وجه الأيام، فنبدع في توثيق تفاصيل الحياة التي قد تبدو اعتيادية المظهر، ونبدع كذلك في حبنا للجمال والاختلاف والنور، فنزين عقولنا كما جدراننا بالقيمة المُنبثقة من معين الجمال الأصيل.

لا أُخفيكم سرًا، كنت قد خططت بأن أبرز في كلمتي نماذجًا من الإبداع المصري منذ بدء التأريخ وحتى يومنا هذا، فامتلأت الصفحات وكنت لم أخرج بعد من عتبات السنوات المائة الأولى، وأعلم ضيق وقت الحفل ووقت حضراتكم، فقررت أن أذكر نماذج من مبدعينا مكتفيًا بالمائة سنة الأخيرة، فوجدت الأمر أكثر رحابة، فقررت ترك المُتغير والمثول أمام الثابت.

الشجرة العتيقة قِدم السماء والأرض، تؤتي أُكُلها كل حين، تنمو الأوراق على أجنحتها حقبةً وراء أخرى، ثم يحين الحين فتتساقط تاركةً أثرها وتأثيرها، فتنمو على ظلالها أوراقٌ أكثر إبداعًا وزهوًا وتناغًما.

ومن هنا جاءت غايا.. الإلهة الأم عند الإغريق وإلهة الأرض التي تُشكِّل ملامحها وتبث فيها الحياة.

هكذا مصر التي أودعها الخالق خزائن الجمال والإبداع لتنثره على باقي البلاد، ضمانة سماوية لمنع نضوب القيمة والنبوغ على الأرض في سنينها العجاف.

هي مصر القافية السائرة، والجملة الساحرة، المقالة الثائرة، والفكرة العطرة.. منها خرج إدريس أول من خاط وخط الحرف.. على أرضها تصادقت السماوات بأديانها، وتناغمت الثقافات على اختلافها، ومنها كانت ولاتزال خير أمة علمت الدنيا علم الجمال.

من هنا، ومن فوق مسرحٍ من أهم منصات الإبداع على أرض مصر نعلن لحضراتكم إطلاق مؤسسة غايا للإبداع.

وكانت الاحتفالية قدمتها الفرقة الفنية 3 اخوات وكان عبارة عن سكتش مسرحي غنائي وتضمنت اغاني "هنا القاهرة" للفنان منير مراد قام بأدائها محمد تامر وأغنية "الف ليلة وليلة" قامت بأدائها حور تامر وأغنية "اعتزلت الغرام" قامت بادئها ماسة تامر وأغنية قاسي قاسي قاسي للفنان حكيم قام الثلاثة بأدائها وأغنية الحفل اغنية عافر اداء الثلاثة والحان محمد تامر.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن مخاطر محتملة للأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات على المدى الطويل
  • دراسة تكشف العلاقة بين نظام الكيتو والإصابة بمرض السكر
  • حملة تنمر قاسية على ملكة جمال تركيا الجديدة
  • دراسة تحذر من تسبب نظام كيتو في المرض بالسكري
  • بريطانيا تتخذ إجراءات صارمة لمحاربة السمنة عند الأطفال
  • أشرف زكى وأسر ياسين أبرزهم.. نجوم القوى الناعمة يحتفلون بإطلاق "غايا" الإبداعى
  • بفعاليات كرنفالية مبهجة.. نجوم القوى الناعمة يحتفلون باطلاق "غايا" الابداعى
  • منح الأطفال من عمر الـ6 سنوات لقاح ضد السمنة ببريطانيا
  • الخضراوات تحسن الصحة وتقلل من مخاطر السمنة على المدى الطويل
  • استشاري : لا يوجد دليل أن الشمندر يمنع السمنة والسرطان