وزير الثقافة والسياحة يدعو إلى المساهمة في بناء منزل شاعر اليمن الكبير البردوني
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
وقال الوزير اليافعي خلال تدشينه بصنعاء اليوم، مشروع طباعة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر البردوني، وإطلاق الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للكتاب على شبكة الإنترنت، "إذا كان هناك شيء يمكن أن يقدمه رجال المال والأعمال للأدب والفكر اليمني، عليهم الاهتمام في بناء بيت البردوني وتحويله إلى متحف يضم كافة أعماله النثرية والشعرية".
وأكد في الفعالية التي نظمتها الهيئة العامة للكتاب، بالذكرى الـ25 لوفاة شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، أهمية الاهتمام بتاريخ وإرث الشاعر والأديب البردوني الأدبي والفكري باعتباره من أهم شعراء العرب ككل.
وأعرب عن شكره للقيادة الثورية والسياسية على اهتمامها بالشاعر عبدالله البردوني وإنتاجه الأدبي والفكري والتي تمثل روح الشعب اليمني في شماله وجنوبه وشرقه وغربه .. مبيناً أنه كان للبردوني روحا طافت اليمن شرقا وغرباً أدباً وشعراً، نثراً ونقداً، تعدى حدود الجهوية والمنطقة، والقرية، بل عمّ اليمن ككل، وتجاوز الحدود.
وأَضاف وزير الثقافة والسياحة "أديب اليمن وشاعرها عبدالله البردوني كان كالشمس تأتي كل صباح، وكلما أتى الليل يأتي الصباح مرة أخرى ليبدد ظلمة الليل ويعيد الأمل.
وتابع "إذا تمثل هذا الصباح بالأدب والشعر فهو يتمثل في الأستاذ عبدالله البردوني الذي كان في قلب كل يمني، خاصة منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم، والبردوني محل إجماع وسيظل خالداً في ذاكرة ووجدان كل يمني".
ولفت إلى أن الشاعر البردوني قرأ الأدب والشعر ولم يجد من يضاهيه وتجربته في اليمن والمنطقة العربية .. وقال "إذا كان هناك شاعر يستحق أن يكون ملكاً على الشعراء فهو البردوني".
وأوضح الوزير اليافعي أنه لا يمكن أن يكون هناك أديبا ولا مثقفاً ولا متعلما على مستوى اليمن، يتجاوز شعر البردوني .. مؤكداً أن البردوني كان معجزة في عالم الشعر جمع بين الاصالة والمعاصرة، ويحسب على كل الاجيال بدون منازع.
وأَضاف "قد يأتي الشاعر ويقلد الماضي، أو يمسخه الحاضر إلا البردوني، كان الشاعر والأديب الوحيد الذي مثل كل الأجيال والأزمان، مثل كل اليمن، والعرب والقضايا الوطنية والثورية، ومثل الفرح والحزن والسعادة".. مشيراً إلى المتابع لشاعر اليمن البردوني يلاحظ أنه كان سعيداً، بالرغم من أنه كان يحمل هم أمة بأكملها.
ونوه بتبني الهيئة العامة للكتاب، واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، لمشروع طباعة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر البردوني.
من جهته استعرض رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالرحمن مراد، الجهد الذي تم بذله في عملية التحقيق والبحث والتدقيق في جمع الأعمال الشعرية الكاملة لشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني ونتاجه الأدبي والفكري.
واستعرض عدداً من العناوين والنتاج الأدبي والشعري والفكري، الذي كشفت عنه أعمال البحث والتقصي في أعمال شاعر اليمن البردوني، والتي بينت أن إرث البردوني النثري لم يُنشر منها سوى النزر اليسير، فيما الكثير منه ما يزال حبيس صفحات الصحف والمجلات.
وأكد أن الشاعر والأديب الراحل البردوني مثل حالة فارقة في التاريخ الثقافي والسياسي والأدبي اليمني .. مشيراً إلى أنه كان يحمل مشروعاً ثقافياً وثورياً وسياسياً واجتماعياً تبعثرت أوراقه بين ما طُبع من أعماله وبين ما نُشر في الصحف والمجلات وما سمعه الناس عبر أثير إذاعة صنعاء عبر برنامجه الشهير مجلة الفكر والأدب.
وأشار مراد إلى أن البردوني كتب في كل الفنون وأحيا فنوناً لم ترد بخلد أحد مثل فكرة المستطرفات التي ظلت تعيش في ذاكرة الأدب زمناً طويلاً وما تزال، لافتاً إلى أن أعمال البحث والتدقيق في نتاج البردوني كشفت عن كتابا له في المستطرفات نشره على حلقات في صحيفة الوحدة وقامت الهيئة بجمع شذراته، علاوة على ما تم اكتشافه من فنون وطرق إبداعية ونقدية بغزارة غير مسبوقة لم يسبقه أحد إليها من معاصريه.
وأعرب عن الأم في أن تجد بقية الانتاجات الأدبية والفكرية طريقها للنور ويستفيد الباحث والمهتم منها قريباً، مؤكداً اهتمام الهيئة بطباعة كل منجز للبردوني.
وأفاد بأن إرث البردوني وطباعته مسؤولية جماعية مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص في ظل ظروف العدوان التي يعيشها اليمن، مبيناً أن البردوني لم يعد حالة يمنية خاصة فقد تجاوز هذا البعد إذ أصبح رمزاً ثقافياً عالمياً مما يضاعف من حجم المسؤولية الأخلاقية تجاه هذا الرمز الثقافي والفكري الكبير وأعماله.
وثمن دور القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على ما أولوه من دعم واهتمام ورعاية بالبردوني وإنتاجه الأدبي والفكري.
من جهته، أشار نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء الشاعر جميل مفرح، إلى حالة الحضور الدائمة لشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني في الذاكرة الجمعية والوجدان الشعبي الوطني على الدوام التي لا يمكن أن تغادر الذاكرة بعد مرور 25 سنة على رحيله.
وقال :"نحاول أن نتذكره، ولكن كيف ننساه لنتذكره؟ وكأننا لابد اليوم أن نحتفي بيوم يأبي الرحيل، يأبى إلا أن يظل معنا في كل نافذة ومنحنى وباب، يلقي علينا كل حين تحيته في شكل قصيدة أو بيت شعر وحكمة وإعجاز وقراءة وفلسفة، يبدو وكأنه هذا الصباح يلقي علينا تحية كما يلقي علينا تحية كل مساء، يبدو وكأنه يظهر مبتسماً، يبدو منفعلاً، يبدو ساخراً من كل شيء، حتى ممن لم يعطوه حقه من القراءة".
وأعرب الشاعر مفرح عن سعادته بالعمل ضمن لجنة المراجعة والتدقيق لأعمال شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، باعتباره علماً من أعلام اليمن، وصفحة من صفحاته المشرقة، علاوة على أنه كان أحد مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي كان موحدا قبل الوحدة.
تخلل التدشين تحت عنوان "ربع قرن من الغياب .. ربع قرن من الحضور المكثف" قصائد شعرية مختارة من دواوين الأديب والشاعر عبدالله البردوني، ألقاها إلى جانب الشاعر أحمد المرتضى، كاتب الراحل البردوني عبد الاله القدسي.
وقدم في التدشين الذي حضره قيادات وزارة الثقافة والسياحة والهيئات والمؤسسات التابعة لها وكوكبة من الأدباء والكتاب اليمنيين والمهتمين، عرض لمحتوى موقع الهيئة الالكتروني، من الأقسام والتفرعات وما يمكن أن يوفره عبر صفحاته الغنية للباحثين والمهتمين من معلومات منذ بداية القرن العشرين حتى اليوم حول تاريخ اليمن الثقافي والفكري والأدبي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العامة للکتاب یمکن أن أنه کان إلى أن
إقرأ أيضاً:
مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة
دأب كثير من الشعراء والأدباء في العصور الأخيرة، على جمع أعمالهم الشعرية والأدبية النثرية وإصدارها كاملة في مجلّدات، بهدف حفظها من التشتُّت والضياع من جهة، وحتى تكون في متناول أيدي الباحثين والدارسين والقراء عن قرب من جهة ثانية، وهي فكر لها دلالاتها ومستهدفاتها الهادفة.
وأذكر أنني عند صدور كتابي (قراءة في شعر د. عبدالله باشراحيل) قبل بضع سنوات، والذي احتوى على قراءات متفرقة نشر معظمها في مجلة المنهل، وجريدة الندوة، ومجلة الثقافة السورية، وغيرها من الصحف والمجلات الأخرى، ولمكانة الشاعر وتعدد دواوينه الشعرية وكتبه النثرية، فقد اقترحت عليه جمعها وإصدارها في مجلدات كغيره من الشعراء والأدباء، للفائدة، وحرصاً عليها من التشتُّت، فاستحسن الفكرة، ومرت سنوات، ولكن لكثرة مشاغله وتشعبها، تأخر تحقيق الفكرة آنذاك.
وقبل أيام، فاجأنا بصدور أعماله الكاملة تحقيقاً للفكرة القديمة المتجدِّدة المتمثلة في (7) مجلّدات خمسُُ منها احتوت على دواوينه الشعرية بدايةً من ديوان (معذبتي) وانتهاءً بديوان (قرابين الوداع)، والمجلدان السادس والسابع، يحتويان على مقالات وأحاديث ذات صلة بهموم الحياة والناس، وكان لهذا العمل الأدبي صداه الواسع في الوسط الثقافي، ولدى محبي ومقدري شعره وأدبه.
إن فكرة الشاعر في جمع أعماله الشعرية والنثرية وإصدارها في مجلدات، تتماشى مع النهضة الأدبية السعودية، وتمثل إضافة جديدة للمكتبة السعودية في مجالها يستفيد منها حاضر الأجيال وقادمها، فكرة وجيهة وداعمة للأدب السعودي حاضراً ومستقبلاً بإذن الله .
وأختم هذه الإضاءة الأدبية عن الأعمال الكاملة للشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل بقصيدة (معذبتي)، وهي من أوائل قصائد أول ديوان صدر له والموسوم باسمها ص (19) من المجلد الأول :
معذّبتي ألا يكفيك ظلماً
ودنيانا أليسَ لها قرارُ
ملكت القلب حتى حرت فيه
ومالي يا منى قلبي خيارُ
فأنت حبيبتي وإليك شجوي
معذبتي لقد طال انتظارُ
وأعياني على الأيام هم
وأعياني على الوجد اصطبارُ
فراق لم يكن لي فيه ذنب
فللأقدار أحداث تدارُ
حياتي كلها شوق ووجد
فلا لليل يريح ولا نهارُ