وصايا الرسول: 8 حقوق للمسلم تجاه أخيه
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف، تقدم بوابة الوفد الإلكترونية، سلسلة يومية لوصايا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من سنته الشريفة مع الصحابة وأهل بيته، فنبي الله هو خير، لِما اتصف به من صفات الكمال البشري.
ومن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في وصاياه لحقوق المسلم على المسلم، حديثة الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه)).
1- فالتَّحاسُد يكون بأن يحسد كلُّ واحدٍ الآخر، يعني: يتمنى زوال النعمة عن أخيه، هذا هو الحسد، فالحسد أن يتمنى زوال النعمة عن أخيه أو يسعى في ذلك.
2- ولا تناجشوا: التناجش معناه: أنَّ كلَّ واحدٍ يزيد على الآخر في السلعة وهو لا يريد شراءها، لكن يرفع ثمنها عليه إمَّا بُغْضًا له، وإما محبَّةً لصاحب السلعة حتى يزداد الثمنُ له، هذا هو التناجش، أن يزيد في السلعة وهو لا يريد الشراء، إنما قصد إيذاء الذين يسومونها ويرغبون فيها، أو نفع صاحبها.
3- ولا تباغضوا: لا تتعاطوا أسبابَ البغضاء، من الغيبة، والنميمة، وغير هذا من أسباب البغضاء.
4- ولا تدابروا: لا تفعلوا الأشياء التي تُوجب ذلك، فالبغضاء والإيذاء والضَّرر والظلم كل هذا يُوجب التَّدابر والبغضاء.
5- ولا يبع بعضُكم على بيع بعضٍ: هذا أيضًا مما يُوجب التباغض، كونه يبيع على بيع أخيه أو يشتري على شراء أخيه، يبيع على بيعه مثل: إنسان اشترى سلعةً بمئةٍ، فيجيء آخرُ ويقول للمشتري: عندي سلعة مثلها أو أحسن منها بأقل من المئة، هذا هو البيع على بيعه.
6- وكونوا عباد الله إخوانًا في كلِّ شيءٍ، إخوانًا في كل شيءٍ: في دفع الضَّرر، وفي تعاطي ما ينفع.
7- المسلم أخو المسلم: والله يقول في كتابه العظيم: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10]، ثم أكَّد هذا بقوله ﷺ: المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يكذبه، ولا يخذله، التقوى هاهنا وأشار إلى صدره، يعني: في القلب، فمتى صلح القلبُ استقام البدن، وأشار إلى صدره ثلاث مراتٍ، يعني: إلى القلب، يعني: متى صلح القلب استقامت الجوارح، ومتى فسد القلبُ وخبث فسدت الجوارحُ، كما في الحديث الصحيح: ألا وإنَّ في الجسد مُضْغَةً إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب.
8- كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه، وقبلها: بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، يعني: يكفيه من الشر أن يحقر أخاه ويستصغر أخاه؛ لأنَّ هذه مجلبة للشر إذا حقره وحسده وظلمه واغتابه، وغير هذا من أنواع الظلم.
كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمه، وماله، وعرضه كلمة جامعة، ويقول ﷺ: لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه هذا من كمال الإيمان، ومن تمام الإيمان: أن يُحبَّ لأخيه ما يُحب لنفسه، كما تُحب لأخيك الصحة والسمعة الحسنة، وأن يكون طيبًا في دينه، سليمًا من العاهات، فأنت تحب ذلك لأخيك؛ لأن المسلم أخو المسلم، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه كلمة جامعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسلم صلى الله عليه وسلم المولد النبوي الشريف الرسول الله المسلم على المسلم
إقرأ أيضاً:
ظلم الناس وأكل حقوقهم.. خطيب المسجد النبوي يحذر من الإفلاس يوم القيامة
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله تعالى، والمسارعة إلى مرضاته، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
وقال الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ: "أن من التوفيق الأعظم، والسداد الأتم، أن يحرص العبد على حفظ طاعاته لربه عز وجل، فيكون حريصًا أشد الحرص على حفظ طاعته، يجاهد نفسه على السلامة من حقوق الخلق، ويجاهدها على البعد التام عن الوقوع في ظلم المخلوقين، بأي نوع من أنواع الظلم القولية والفعلية، يقول تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)".
وأوضح الدكتور حسين آل الشيخ،، أن من أعظم البوار، وأشد الخسارة، ترك العنان للنفس في ظلمها للآخرين وانتهاك حقوقهم، قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا الظلم، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القيامة)، مبينًا أن أعظم ما يجب على المسلم حفظ حسناته، وصيانة دينه والحفاظ عليه، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَسِينَ).
وأكّد آل الشيخ، أن الإفلاس الحقيقي والخسارة الكبرى، أن توفّق للخيرات والمسارعة للطاعات، وتأتي يوم القيامة حاملًا حقوق الناس متلبسًا بظلمهم فتلك البلية العظمى والخسارة الكبرى، مستشهدًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَدْرُونَ من المُفْلِسُ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فَإِن فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ) رواه مسلم.
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى المبادرة بأداء حقوق العباد، والتحلل منهم، وكف اللسان عن شتم الخلق، وقذفهم، وغيبتهم، والطعن في أعراضهم، محذرًا من الظلم والاعتداء على الخلق، وأكل أموالهم، والتهاون في إرجاعها، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا).
وختم الخطبة، مبينًا أن الواجب على كل مسلم أن يجتهد في براءة ذمته من حقوق الخلق، فقد ورد في الحديث الصحيح أن الجهاد في سبيل الله يكفر الخطايا إلا الدين، وأن التساهل به يورد العبد الموارد المهلكة في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يُريد أداءها أدى الله عنه، ومَن أخذَ يُرِيدُ إتلافها أتْلَفَهُ الله) رواه البخاري.