هل تزيد أمريكا من ضرباتها لوقف هجمات الحوثي بالبحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
رغم تصاعد هجمات الحوثي ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضد السفن التجارية منذ مطلع أغسطس، أظهرت القوات الأمريكية انخفاضا نسبيا في معدل الضربات الاستباقية وعمليات الاعتراض.
وفي وقت سابق أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تدمير نظام صاروخي حوثي مدعوم من إيران وطائرة دون طيار في منطقة خاضعة للانقلابيين وذلك يوم أمس في ضربات تكتمت المليشيات عن وقوعها.
وخلال هذا الشهر، لم ترق الاستجابة الأمريكية إلى مستوى الخطر الذي صعده الحوثيون لا سيما منذ استئنافهم رسميا في 4 أغسطس الهجمات على سفن الشحن وذلك بعد نحو 14 يوما من التوقف والشلل على وقع الضربات الانتقامية لإسرائيل على ميناء الحديدة ومحيطه في 20 يوليو الماضي.
وأطلق الحوثيون بشكل شبه يومي الصواريخ المضادة للسفن والطائرات دون طيار بعضها أصابت ناقلات وأخرى وهي الأكثر لم تحقق أهدافها وذلك بجانب تسييرهم زوارق مسلحة للمضايقة والاشتباك.
وخلال الـ26 يوما الماضية، أعلنت مليشيات الحوثي مسؤوليتها عن استهداف قرابة 8 سفن تجارية في خليج عدن والبحر الأحمر كان أبرزها الهجوم الصاروخي في 21 أغسطس الذي أصاب ناقلة سونيون النفطية.
كما أعقبه الحوثيون بهجوم مسلح للناقلة بعد اخلاء فرقاطة فرنسية لطاقمها وعمدوا لزرع عبوات وتفجيرها عن بعد لتصوير مقطع دعائي من شأن بثه أن يفاقم ويثير الذعر في الشحن التجاري بهدف دفع مزيد الشركات لتجنب العبور من أحد أهم الممرات في العالم.
وتظهر الإحصائية خلال شهري أغسطس ويوليو أن الطائرات المسيرة كانت أكثر سلاح استخدمته مليشيات الحوثي لتهديد الملاحة، إذ كان هناك 42 طائرة دون طيار من أصل 91 قطعة أو هدف دُمر بمناطق الحوثي أو اُعترض فوق البحر.
كما أن عمليات الاعتراض الأمريكية للطائرات دون طيار التي أُطلقت باتجاه السفن أو للصواريخ كانت غالبا فوق البحر الأحمر مقارنة بتلك التي كانت فوق خليج عدن على مدار أيام شهر أغسطس، في مؤشر إلى أن الجماعة ركزت في الموجة الأخيرة على البحر الأحمر أكثر من أي مسرح آخر لتحقيق دمجا مزدوجا لأسلحتها معا.
أما بالنسبة للضربات على المواقع العسكرية النشطة للحوثيين تفاديا واستباقا لإطلاق أي صواريخ أو مسيرات، فطال معظمها الحديدة وصنعاء وحجة وتعز واعترفت المليشيات بشكل منفصل بتعرض الـ4 المحافظات لنحو 17 غارة منها 13 ضربة في الحديدة وتكتمت عن أخرى.
ودمرت الضربات الأمريكية خلال أغسطس نحو 11 طائرة دون طيار وما لا يقل عن 8 صواريخ بينها مجنحة وباليستية مضادة للسفن وكروز، بالإضافة لـ4 زوارق مسيرة ومنصتي إطلاق ومنظومتين دفاع جوي ورادار واحد و3 محطات تحكم أرضية، وفقا لتوزيع الإحصائية.
ومقارنة بشهر يوليو، فتركزت الضربات الأمريكية على محافظات الحديدة وحجة وتعز بالإضافة إلى صعدة، معقل الحوثيين الأم، فيما توزعت الأهداف المدمرة على 31 مسيرة، و18 زورق مسيّر، و4 رادارات، و3 منصات إطلاق صواريخ، وصاروخين مع منصتي إطلاقهما.
كما دمرت صاروخين أرض - جو (SAM)، فيما اعترضت قوات شريكة للجيش الأمريكي طائرتين مسيّرتين ودمرتها، وفقا لما أورده الجيش الأمريكي في بيانات منفصلة.
◄ 3 محاور بارزة حراك المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ
وفي وقت سابق ركزت مباحثات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال جولته الأخيرة في 3 عواصم على دفع اتفاق الملف الاقتصادي، إلى جانب محوري التهدئة واختطاف الموظفين الأمميين من قبل المليشيات، وهي قضية تشكل إحراجا بالغا للأمم المتحدة بعد تعثر جهودها لإطلاق سراحهم.
كما ركّزت جولة نقاشاته على ضرورة سماح مليشيات الحوثي بإنقاذ ناقلة النفط المتضررة إم/تي سونيون" في البحر الأحمر التي تقل أكثر من 150 ألف طن من النفط".
وبدأت جولة غروندبرغ من الرياض، حيث أجرى مباحثات مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ركّزت على استكشاف سبل تقديم الدعم المنّسق والفعال للأطراف اليمنية بهدف تحقيق التهدئة في جميع أرجاء البلد في ظل التوترات الإقليمية الأوسع نطاقا.
ووفق بيان لمكتب المبعوث الأممي فإن غروندبرغ "عقد اجتماعات مع ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن"، مشددا على "ضرورة اعتماد نهج دولي موحد لدعم العملية السياسية وتحقيق وقف إطلاق النار في اليمن".
ومن الرياض، انتقل إلى مسقط للقاء مسؤولين عمانيين والوفد التفاوضي لمليشيات الحوثي، إذ تناولت المناقشات "قضية الموظفين الأمميين المحتجزين تعسفيًا" وقضية سونيون.
وشدد المبعوث خلال لقاء ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام على "الحاجة الماسة للتهدئة على نطاق أوسع في جميع أنحاء اليمن، فضلًا عن معالجة التحديات المستمرة".
واختتم المبعوث الأممي جولاته في عدن بلقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعدد من كبار المسؤولين لمناقشة التطورات الأخيرة، حيث "تم التركيز على دعم الجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة".
وفي ختام جولته، قال غروندبرغ "من الضروري أن تضع جميع الأطراف مصالح الشعب اليمني في مقدمة أولوياتها، وأن الحوار البناء يبقى هو الأساس لتحقيق التهدئة وتهيئة السبيل نحو السلام.
◄هجوم الحوثي على منشأة صافر
يذكر أن في وقت سابق دفع الهجوم الحوثي على منشأة صافر ملف النفط إلى وجهة المشهد اليمني، كورقة ضغط تستهدف حصول المليشيات على أكبر حصة من الإيرادات لتمويل أنشطتها.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع اليمنية حددت بدقة موقع انطلاق 3 طائرات مسيرة مفخخة للحوثيين لاستهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب يوم الجمعة الماضية 23 أغسطس الجاري، من نقطة واقعة بين بلدتي دحيضة وقرن الصيعري شرق مدينة الحزم في الجوف الخاضعة للمليشيات فإن المليشيات أنكرت ذلك.
وزعمت مليشيات الحوثي أن من نفذ الهجوم كيان مجهول أسمته "أحرار قبائل عبيدة"، وأن العملية "عبارة عن رسائل تحذيريه أولية" وهددت بـ "استهداف الآبار والمنشآت النفطية بصورة مباشرة".
ويعد الهجوم الأخير دلالة جديدة على عبث مليشيات الحوثي التي لن تتورع في تنفيذ مخططاتها بشكل مباشر أو غير مباشر ضمن عقلية المحصلة الصفرية التي تسببت في انكماش الاقتصاد بشكل حاد منذ هجماتها التي تبنتها رسميًا على منشآت تصدير النفط في أكتوبر 2022، مما أدى إلى توقف كامل لتصدير النفط الخام، وأثر على 85% من دخل الحكومة الشرعية.
محلل سياسي يمني لـ" الفجر": الحوثي والإخوان وجهان لعملة واحدة.. ويستخدمان نفس الأساليب القمعية مع الصحفيين كاتب سياسي يمني يُجيب لـ "الفجر".. كيف يعمل الحوثي على تدمير المؤسسات التعليمية وتجنيد الأطفال؟المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ميليشيات الحوثي الإرهابية الشحات غريب اليمن اخبار ايران اخبار اليمن ملیشیات الحوثی المبعوث الأممی البحر الأحمر سیاسی یمنی الحوثی على دون طیار
إقرأ أيضاً:
إعادة تفعيل سياسة الضغط الأقصى.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية للصين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتوقع العديد من التحليلات أن تكون الآثار الاقتصادية لسياسة "الضغط الأقصى" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع كبيرة للغاية، حيث أعلن عن هدفه في تقليص صادرات إيران من النفط إلى الصفر.
ووقع ترامب توجيهًا يعيد تفعيل سياسة "الضغط الأقصى" من ولايته الأولى، محذرًا من "عواقب كارثية" إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
ويعتبر هدفه في القضاء على صادرات النفط الإيرانية أمرًا مقلقًا بشكل خاص بالنسبة لطهران، حيث سيؤدي إلى القضاء على نحو نصف إيرادات الحكومة في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية استمرت سبع سنوات.
في أول خطوة لها، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس عقوبات على شبكة دولية، مدعية أنها سهلت شحن النفط الإيراني إلى الصين.
وفي خطوة منسقة، أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية عن فرض عقوبات على شبكات متورطة في شحن النفط الإيراني إلى الصين.
وتغطي هذه الإجراءات العديد من البلدان، بما في ذلك الصين والهند والإمارات العربية المتحدة، وتؤثر على عدة سفن مرتبطة بصادرات النفط الإيرانية.
ورغم أن تنفيذ هذا القرار بالكامل قد يكون له تأثير كبير على صادرات النفط الإيرانية، إلا أنه يوجد شكوك حول ما إذا كان سيؤدي فعلاً إلى تقليص صادرات النفط إلى الصفر أو إلى المستويات التي كانت عليها في عام 2020، آخر عام في ولاية ترامب السابقة.
ففي عام 2017، قبل فرض العقوبات الأمريكية، كانت إيران تصدر نحو 2.5 مليون برميل يوميًا. وبحلول عام 2020، انخفضت هذه الكمية بشكل كبير إلى حوالي 350,000 برميل يوميًا.
ومع تولي جو بايدن منصب الرئيس في عام 2021، بدأت صادرات النفط الإيراني في التعافي، حيث بلغت ذروتها عند حوالي 1.9 مليون برميل يوميًا في صيف 2024.
بعد ذلك، ومع فرض إدارة بايدن عقوبات على عشرات الناقلات التي كانت متورطة في تهريب النفط الإيراني، انخفضت الصادرات بمقدار 500,000 برميل يوميًا في الربع الأخير من 2024.
ومع ذلك، في يناير من هذا العام، ارتفعت الصادرات مرة أخرى إلى 1.6 مليون برميل يوميًا.
وأفادت شركة Tanker Trackers المتخصصة في تتبع السفن لشبكة إيران إنترناشيونال أن التقلبات الأخيرة في صادرات النفط الإيرانية هي أمر طبيعي، مشيرة إلى أن مثل هذه التغييرات شائعة.
وقالت الشركة: "لقد شهدنا انخفاضًا مشابهًا خلال الأشهر الأخيرة من ولاية بايدن، تلاه انتعاش. لا يوجد شيء غير عادي في ذلك. المتوسط السنوي لصادرات النفط الخام خلال العام الماضي كان 1.572 مليون برميل يوميًا، ومنذ يناير، وصل إلى 1.567 مليون برميل يوميًا. لذلك، من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات".
وفيما يتعلق بتحديات إيران اللوجستية، أوضح Tanker Trackers: "هناك سياسات، وهناك لوجستيات. نحن غير مقتنعين بعد أن صادرات النفط الإيرانية ستنخفض إلى المستويات التي شهدناها في مايو 2019 (439,000 برميل يوميًا)، خاصة لأن الأسطول العالمي غير القانوني، الذي يعرف بـ "الأسطول المظلم"، لم يكن متاحًا على نطاق واسع في ذلك الوقت، كما هو الحال اليوم".
من جهة أخرى، قالت منظمة "التحالف ضد إيران النووية" (UANI)، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، بالتعاون مع شركات تتبع السفن، إنها حددت نحو 400 سفينة متورطة في تهريب النفط الإيراني، والتي تعرف جماعيًا بـ "الأسطول المظلم". ومع ذلك، لم يتم فرض عقوبات على نصف هذه السفن.
تحاول هذه الناقلات تهريب النفط الإيراني بشكل سري عن طريق إيقاف أنظمتها الآلية لتحديد الهوية (AIS).
حاليًا، تُعد الصين الزبون الوحيد تقريبًا للنفط الإيراني. ومع ذلك، لا تشتري الصين النفط مباشرة من إيران.
بل يُباع النفط الإيراني من خلال وسطاء ويتم تغيير وثائق الملكية، حيث يُعاد تصنيعه كنفط من العراق والإمارات العربية المتحدة وعمان، وخاصة من ماليزيا، قبل أن يُباع إلى مصافي الصين المستقلة الصغيرة.
وأشارت Tanker Trackers إلى أن الصين قد أكدت مرارًا وتكرارًا أن استيراد النفط يعد مسألة أمن قومي، بغض النظر عن المصدر.
في غضون ذلك، قالت شركة Wood Mackenzie للاستشارات الطاقية لشبكة إيران إنترناشيونال إن الانخفاض الأخير في صادرات النفط الخام الإيراني يعود إلى مزيج من العقوبات المشددة على الناقلات التي فرضها الرئيس السابق بايدن، وإعلان ميناء شاندونج في الصين بأنه لن يُسمح للسفن الخاضعة للعقوبات بتفريغ شحناتها إلى العملاء المستقلين في مصافي النفط.
وأضافت Wood Mackenzie أنه في ضوء العقوبات الأمريكية الأخيرة على الصين والرسوم الانتقامية التي فرضتها بكين، لا نتوقع أن تلتزم الصين بسياسة "الضغط الأقصى" التي يفرضها ترامب على إيران.
من جهته، قال المحلل الكبير للسلع هميون فالكشاهي من شركة Kpler المختصة في استخبارات السلع لشبكة إيران إنترناشيونال إن صادرات النفط الإيراني اليومية كانت في الشهر الماضي حوالي 1.66 مليون برميل يوميًا.
ومع ذلك، توقع أن تنخفض الصادرات إلى حوالي 500,000 برميل يوميًا في الأشهر المقبلة نتيجة لإعادة تفعيل سياسة "الضغط الأقصى" لترامب. وأضاف أن مدى هذا الانخفاض يعتمد على تعاون بكين مع العقوبات الأمريكية.
وتقوم الصين والولايات المتحدة بتجارة سلع وخدمات سنوية تقدر بحوالي 750 مليار دولار، مع تفضيل واضح لصالح الصين. ومع ذلك، أمر ترامب مؤخرًا بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، مما دفع بكين إلى تهديد بالانتقام.
في حين أكدت الصين مرارًا وتكرارًا أنها لا تعترف بالعقوبات الأمريكية الأحادية ضد إيران، فإن حظرها الأخير على السفن الخاضعة للعقوبات من الرسو في موانئها يشير إلى أنها تأخذ عقوبات واشنطن على محمل الجد.
تتجاوز حصة إيران من واردات الصين من النفط 10%، بقيمة سنوية تبلغ حوالي 40 مليار دولار. كما تُعد الصين أكبر مشتري للسلع الإيرانية الخاضعة للعقوبات، بما في ذلك المعادن والمنتجات البتروكيماوية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم شحن جزء كبير من المنتجات النفطية المكررة الإيرانية، مثل زيت الوقود (المازوت) والغاز النفطي المسال (LPG)، إلى الصين.
وتظهر بيانات الجمارك الإيرانية أنه، باستثناء النفط الخام، قامت إيران بتصدير سلع إلى الصين بقيمة 12.3 مليار دولار واستوردت منها سلعًا بقيمة 14.4 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من السنة الإيرانية الحالية (التي بدأت في 21 مارس 2024).