سواليف:
2025-01-06@13:24:57 GMT

المقاطعة وتساؤلات مشروعة

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

#المقاطعة وتساؤلات مشروعة

بقلم/ #حمزة_الشوابكة

إن الناظر في حقيقة المقاطعة، وما آلت إليه من تضارب في الهدف والمقصد، وجد نفسه أمام تساؤلات تجعله في حيرة، فما هو الهدف الحقيقي للمقاطعة؟ ومن هو صاحب الفكرة ابتداء؟ وهل حققت المقاطعة ما قُصد منها؟ وهل دفعت مفسدة وجلبت مصلحة؟ كل هذه تساؤلات لا بد وأن توضع تحت مجهر الحكمة، إذ لا بد من إدراك: هل الهدف من المقاطعة هو ما يروج له؟ أم هو وهْم من نسيج أعداء الأمة؟!

بداية لا بد وأن نفكر بعقلانية وحكمة، بعيدا عن ردات فعل عاطفية؛ لا تأتي إلا بمصائب وخيمة، وحلول خطيرة عقيمة، فلو قلنا بأن المقاطعة كانت لإضعاف الداعمين ودعمهم لليهود؛ فهل حققت ذلك؟ ولو قلنا بأن المقاطعة كانت لتقليل خطر العدوان على أهلنا في فلسطين؛ فهل تحقق ذلك؟ ولو قلنا بأن المقاطعة أقل ما يمكن عمله من أجل أهلنا في فلسطين؛ فهل حققت مصلحة في ذلك؟ ولو قلنا بأن المقاطعة اصطياد عصفورين بحجر؛ فهل حققت ذلك؟!

مقالات ذات صلة جلسة مع خفيف الدم 2024/08/31

بعد كل هذا.

. نجد بأن العاقل يدرك أن المقاطعة ومصلحتها؛ وهْم وحق مزعوم أريد به باطل، ودليل ذلك جملة خطيرة تروج لها أيدٍ خبيثة -لتحقيق ما كانت المقاطعة من أجله- وهي: (قاطعوا من لم يقاطع)! فالعاقل والمتزن دينا وعقلاً، يدرك بأن الحقيقة المخفية عن الكثيرين، أن المقاطعة ما كانت ولم تكن ولن تبقى إلا لزيادة الشرخ بين أبناء الأمة.

إن حقيقة المقاطعة ليست إلا لزيادة الفرقة، وزيادة الفجوة الاجتماعية، بل والدينية والعرقية، فهذه حقيقة وواقع لا يمكن لأحد ردها أو تكذيبها، حتى وصل بنا الحال إلى أن يقاطع الجار جاره، والأخ أخاه، والحبيب حبيبه، أجل؛ هذه هي حقيقة دعوى المقاطعة المزعومة، والله لم تكن لإضعاف دعم، ولا لهدم قوة للعدو الغاصب وأعوانه، بل هي ضربات موجعات لجسد الأمة، لزيادة جروحه ونزيفه، كي تزداد الفرقة والكراهية بين أبناء البلد الواحد، بل المنطقة الواحدة، بل والبيت والأسرة الواحدة! فليحذر كل واحد من كثرة فخاخ أعداء الأمة، فلا يغرنكم صورة مقربة مليئة بالزهور والورود، فلو رجعت خطوة إلى الخلف ونظرت جيدا؛ لوجدت طريقا مليئا بالأشواك والحفر، فالمسألة لا تحتاج سوى لشيء من العقلانية والمنطقية، تحت مظلة دين أوجد حلا لكل نازلة أو معضلة، هكذا يجب أن تكون نظرتنا لما يلامس الصالح العام مباشرة، ولو كانت المقاطعة منهجية، وذات تخطيط دولي، لكان الأمر غير ذلك، لكنها ليست إلا فتنة من فتن أعداء الأمة، ودليل ذلك ما صرنا إليه من قطيعة بين الأحبة؛ بدلا من مقاطعة تحقق ما يزعمون تحقيقه، فالله المستعان.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أن المقاطعة

إقرأ أيضاً:

عبد الرحمن الصادق و تغيرات جوهرية في الأمة

زين العابدين صالح عبد الرحمن

في 17 نوفمبر 2024م، كتبت مقالا بعنوان " " حزب الأمة تغيير موقف أم انقسام" عن زيارة عبد الرحمن الصادق المهدي إلي قبة الإمام متناولا الكلمة التي ألقاها على جموع من الأنصار كانوا في استقباله، و هي كلمة سياسية رغم أن الرجل كان قد قدم نفسه بأنه نائب رئيس لجنة "الحل و العقد" في كيان الانصار، لكن الكلمة كانت تعد مدخلا للشأن السياسي.. كتبت في المقال ما قاله عبد الرحمن و تعليقا عليه ( نعاهد أئمة الأنصار، الصادق، الهادي، الصديق، عبد الرحمن، إلى لدن الإمام المهدي بمواصلة المسيرة في حماية الدين والوطن" و العهد إشارة إلي جمع الكلم، اي الدعوة موجهة لكل التيارات في حزب الأمة التي كانت في محور و الده، و حتى التي خرجت عليه، باعتبار أن الحرب وضعت حزب الأمة في مواجهة مع التاريخ، خاصة أنها تزيد اشتعالا في مناطق نفوذ حزب الأمة، و الحزب من مفترض تكون له اليد الكلمة الفصل في وقفها و استمرارها، هذا هو التحدي الذي يواجه الحزب خاصة هناك قيادات من حزب الأمة تقف إلي جانب الميليشيا( كان عبد الرحمن واضحا أنه يريد الدخول إلي العمل السياسي بصورة واضحة تنذر أن الرجل تيقن من الأزمة التي سوف تعرض الحزب الهزة كبيرة..
الغريب في الأمر: أن عددا من قيادات الحزب كانوا قد علقوا على المقال، و ايضا عدد من قيادات سياسية من آل المهدي كانوا مختلفين مع الإمام الصادق في حياته بالقول " أن عبد الرحمن ليس له وزن في الحزب و لا قاعدة اجتماعية تؤيده، و الذي يقوم به لعبة ساذجة مدفوعا إليها دفعا" في المقال اتعمد أن لا أشير للرتبة العسكرية لعبد الرحمن الصادق المهدي باعتبار أن القضية متعلقة بالشأن السياسي الذي يريد دخول حلبته السياسية بقوة.. كان قد جاء عبد الرحمن المهدي في زيارة للقاهرة التقى فيها بعدد من أعضاء أسرة المهدي و أعضاء الحزب إلي جانب لقاء كان مع الحزب الاتحادي الأصل، و الأجهزة المصرية.. في اللقاء مع الحزب الاتحادي الأصل كنت قد علقت على البيان الذي صدر و سألت قيادة الحزبالاتحادي الأصل.. هل أنتم تريدون دعم عبد الرحمن سياسيا في الصراع الذي سوف يدور داخل حزب الأمة؟ باعتبار أن البيان الصادر يؤكد ذلك.. و البيان يبين عدم تركيز و غشامة سياسية من قبل القيادة السياسية للأصل.. باعتبار ليس لديهم قرني استشعار يتبينوا الهدف الذي يرمي إليه عبد الرحمن الصادق..
اتخذ عبد الرحمن المهدي من مشاركته في المؤتمر الصحفي لقوات الأورطة منبر يقدم فيه رؤية مدخله للعمل السياسي الدعوة للتوحد للتوحد خلف القوات المسلحة، و أيضا دعوة الذين يحملون السلاح للإنخراط في صفوف جيش الوطن. و قال ( نريد دولة بلا فبلية، و دون جهوية، و بلا كراهية، نريد دولة تسع الجميع بلا إقصاء و مع المجهود العسكري نريد مجهودا مدنيا يعمل على توحيد الصف الوطني، و يجب العمل سويا على تصحيح المسار، و عزل أولياء الطاغوت فالحصة وطن) أشارات عبد الرحمن واضحة جدا أنه يريد أن يتخذ مسارا مخالفا لقيادة حزب الأمة التي أظهرت تأييدها الكامل للميليشيا و أيضا موافقتها على تكوين حكومة في المناطق التي تحتلها الميليشيا.. جاءت الموافقة على لسان رئيس الحزب برمة ناصر في اللقاء الذي كانت قد أجرته معه جريدة التغيير التي تعتبر لسان حال تحالف " تقدم" و عندما جاء عبد الرحمن للقاهرة كان يحمل رؤية مغايرة تماما..
أن الإستراتيجية التي ينطلق منها عبد الرحمن المهدي هو كيفية إعادة النظر في المسرح السياسي الذي سيطرت عليه قوى سياسية ريديكالية لا تملك مشروعا سياسيا غير مخلفات يسار راجعة إلي فترة " الحرب الباردة" و عبد الرحمن يريد العود إلي منصة التأسيس الأولي التي كانت بعد مرحلة الاستقلال التي كان يسيطر عليها الحزبيين التقليدين " الاتحادي و الأمة" و لكن مع دخول عضو جديد " القوات المسلحة" التي استطاعت أن تكسب قاعدة تأييد شعبية واسعة هذا التأييد الشعبي مع دخول أحزاب ذات قواعد اجتماعية عريضة هي التي تضمن استقرار البلاد السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و تضمن التحول الديمقراطي من خلال تأييد قطاع واسع يمثل 90% من الشعب السوداني و هذا الذي يلمح إليه عبد الرحمن المهدي في حديثه و من خلال منصات العسكريين..
أن التحالف الجديد الذي يدعو إليه عبد الرحمن المهدي و قيادات أتحادية لا يقصي أية قوى سياسية و لكن يجب أن تكون القوى السياسية مؤمنة بعملية التحول الديمقراطي دون إثارة أية إشارات أو رمزيات تشير للإقصاء.. فالدعوة هي العودة للجماهير الشعبية باعتبارها هي أهم أداة في التغيير عبر القناعات الوطنية و الوعي السياسي و ليست الشعارات الجوفاء الفارغة المضامين.. الفكرة بالفعل تحتاج إلي حوار وطني واسع لكي يوصل الكل لتوافق وطني.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بالتعاون مع “نزاهة”.. أمانة الشرقية تحقق نسبة 97% بمشروع تقييم وتحسين الحوكمة والالتزام
  • تجديد حبس 5 متهمين غسلوا 80 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة 15 يوما
  • برلمانية: المبادرات الرئاسية حققت نقلة نوعية في تقليل البطالة وتعزيز التنمية
  • ‏أمة خارج العصر
  • المشدد 7 سنوات لمتهم بحيازة حشيش ومقاومة الشرطة بالشرقية
  • عبد الرحمن الصادق و تغيرات جوهرية في الأمة
  • غسلوا 60 مليون جنيه.. تفاصيل التحقيقات مع 4 متهمين بالنصب على المواطنين
  • الفنان محمد سعد: بـ"الدشاش" حققت رغبة الجمهور.. خطوة للعمل الجاد
  • المشكلة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي وتساؤلات الفلسفة ومقارباتها
  • القبض على 4 سماسرة غسلوا 60 مليون جنيه أرباح النصب على المواطنين بتأجير الشاليهات