سواليف:
2025-04-17@22:12:49 GMT

المقاطعة وتساؤلات مشروعة

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

#المقاطعة وتساؤلات مشروعة

بقلم/ #حمزة_الشوابكة

إن الناظر في حقيقة المقاطعة، وما آلت إليه من تضارب في الهدف والمقصد، وجد نفسه أمام تساؤلات تجعله في حيرة، فما هو الهدف الحقيقي للمقاطعة؟ ومن هو صاحب الفكرة ابتداء؟ وهل حققت المقاطعة ما قُصد منها؟ وهل دفعت مفسدة وجلبت مصلحة؟ كل هذه تساؤلات لا بد وأن توضع تحت مجهر الحكمة، إذ لا بد من إدراك: هل الهدف من المقاطعة هو ما يروج له؟ أم هو وهْم من نسيج أعداء الأمة؟!

بداية لا بد وأن نفكر بعقلانية وحكمة، بعيدا عن ردات فعل عاطفية؛ لا تأتي إلا بمصائب وخيمة، وحلول خطيرة عقيمة، فلو قلنا بأن المقاطعة كانت لإضعاف الداعمين ودعمهم لليهود؛ فهل حققت ذلك؟ ولو قلنا بأن المقاطعة كانت لتقليل خطر العدوان على أهلنا في فلسطين؛ فهل تحقق ذلك؟ ولو قلنا بأن المقاطعة أقل ما يمكن عمله من أجل أهلنا في فلسطين؛ فهل حققت مصلحة في ذلك؟ ولو قلنا بأن المقاطعة اصطياد عصفورين بحجر؛ فهل حققت ذلك؟!

مقالات ذات صلة جلسة مع خفيف الدم 2024/08/31

بعد كل هذا.

. نجد بأن العاقل يدرك أن المقاطعة ومصلحتها؛ وهْم وحق مزعوم أريد به باطل، ودليل ذلك جملة خطيرة تروج لها أيدٍ خبيثة -لتحقيق ما كانت المقاطعة من أجله- وهي: (قاطعوا من لم يقاطع)! فالعاقل والمتزن دينا وعقلاً، يدرك بأن الحقيقة المخفية عن الكثيرين، أن المقاطعة ما كانت ولم تكن ولن تبقى إلا لزيادة الشرخ بين أبناء الأمة.

إن حقيقة المقاطعة ليست إلا لزيادة الفرقة، وزيادة الفجوة الاجتماعية، بل والدينية والعرقية، فهذه حقيقة وواقع لا يمكن لأحد ردها أو تكذيبها، حتى وصل بنا الحال إلى أن يقاطع الجار جاره، والأخ أخاه، والحبيب حبيبه، أجل؛ هذه هي حقيقة دعوى المقاطعة المزعومة، والله لم تكن لإضعاف دعم، ولا لهدم قوة للعدو الغاصب وأعوانه، بل هي ضربات موجعات لجسد الأمة، لزيادة جروحه ونزيفه، كي تزداد الفرقة والكراهية بين أبناء البلد الواحد، بل المنطقة الواحدة، بل والبيت والأسرة الواحدة! فليحذر كل واحد من كثرة فخاخ أعداء الأمة، فلا يغرنكم صورة مقربة مليئة بالزهور والورود، فلو رجعت خطوة إلى الخلف ونظرت جيدا؛ لوجدت طريقا مليئا بالأشواك والحفر، فالمسألة لا تحتاج سوى لشيء من العقلانية والمنطقية، تحت مظلة دين أوجد حلا لكل نازلة أو معضلة، هكذا يجب أن تكون نظرتنا لما يلامس الصالح العام مباشرة، ولو كانت المقاطعة منهجية، وذات تخطيط دولي، لكان الأمر غير ذلك، لكنها ليست إلا فتنة من فتن أعداء الأمة، ودليل ذلك ما صرنا إليه من قطيعة بين الأحبة؛ بدلا من مقاطعة تحقق ما يزعمون تحقيقه، فالله المستعان.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أن المقاطعة

إقرأ أيضاً:

هل الأحزاب السودانية ظالمة ام مظلومة؟

قال لي أحدهم إن تجربة أحزابنا السودانية ضعيفة؛ قلت له نعم ولكن كيف تكون أحزابنا السياسية قوية ومعظم تجربتها في معارضة ومناهضة النظم الديكتاتورية الشمولية فلم يترك لها الجيش المؤدلج وقتا للحكم تستمد منه خبرة أو حتى فرصة لتمارس الديمقراطية داخلها وتقييم مؤتمراتها وتجدد كوادرها وقياداتها وبرامجها لذلك فإني اعتبر ما قدمته وما تقدمه من دور معارض بالرغم من كل ما مر بها من تشريد وتنكيل وقمع فإنه لا غبار عليها فهي مواعين الديمقراطية ولن تستقيم الا بممارستها حقبا ودورات عديدة ولنستعرض تاريخ السودان الحديث وما مرت عليه من فترات حكم لنستمد منه العبر ولنحكم بالعدل لهذه الأحزاب بما لها وما عليها.
فمنذ بداية الحكم الذاتي في 1954م واستقلال السودان في 1956م وحتى اليوم مرت 71 عاما منها:-
56 عاما أنظمة عسكرية شمولية دكتاتورية على أربعة فترات منها
-6سنوات انقلاب عبود
-16سنة انقلاب نميري(مايو)
-30سنة انقلاب البشير(الإنقاذ)
-4سنوات انقلاب البرهان_حميدتي
6سنوات من الفترات الانتقالية منها:-
-2سنة الحكم الذاتي(قبل الاستقلال).... ازهري.
-سنة واحدة... جبهة الهيئات (عقب ثورة أكتوبر)... سرالختم الخليفة.
-سنة واحدة... التجمع النقابي (عقب انتفاضة مارس/أبريل)... سوار الدهب والجزولي دفع الله
-2سنة.... قوى إعلان الحرية والتغيير(عقب ثورة ديسمبر)...عبدالله حمدوك
9سنوات حكم ديمقراطي بواسطة الأحزاب على ثلاثة فترات منفصلة لم تهنأ فيها ولو لمرة واحدة باستكمال دورة برلمانية منها:-
-2سنة بعد الاستقلال (حكومة الأزهري وحكومة عبدالله خليل)... الوطني الاتحادي ثم إئتلاف الشعب الديمقراطي والأمة على التوالي.
-4سنوات بعد ثورة أكتوبر (حكومات الصادق ثم المحجوب) إئتلاف الأمة جناح الصادق والحزب الاتحادي الديمقراطي ثم إئتلاف الأمة جناح الهادي والحزب الاتحادي الديمقراطي على التوالي.
-3سنوات بعد انتفاضة أبريل (حكومات الصادق المهدي الثلاثة الإئتلافية من أحزاب الأمة والاتحادي والجبهة الإسلامية).
من خلال قراءة متأنية لتلك الفترات فإن الأحزاب المفترى عليها لم تنل نصيباً من تجربة الحكم إلا لماماً في فترات أعقبت خروجها منهكة من مقارعة الديكتاتوريات باستثناء حزب الجبهة الإسلامية في تشكلاته المختلفة.
هذا طبعاً لا ينفي مسئولية الأحزاب عن مساهمتها بهذا الضعف في تبرير المغامرين من العسكر لإستيلائهم على السلطة وإن كنا نجد لها العذر من شواهد التاريخ المنشور وخلاصة القول فإن الديمقراطية هي بمثابة حياة وتطور للأحزاب مثل الماء للأحياء فإن فقدتها ستؤول إلى موات فهل نعي الدرس بعد هذه الحروب المتتالية والتي توجت بهذه الحرب المدمرة والمستمرة حتى الآن لنصطف حول تلك المواعين الحزبية المتبقية ونتعهدها بالإصلاح ليعود الحكم المدني الديمقراطي راشداً والذي لا مفر منه ام سنستمر في هذا السفه الذي أشعل الحرب و دمر الدولة؟
عبدالمنعم محمد أحمد العوض

samir.alawad@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • اختتام فعاليات حاصر حصارك في الأردن.. أسبوع عالمي للمقاومة والذاكرة الفلسطينية (شاهد)
  • فحص 17.5 مليون مواطن.. ماذا حققت مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي؟
  • إحالة المتهم بالاتجار في النقد الأجنبي بمدينة نصر للمحاكمة
  • حيات: العلاقات مع طاجيكستان حققت نمواً ملحوظاً
  • جامعة كولومبيا تواجه المقاطعة بعد ركوعها أمام ضغوط ترامب
  • جهات التحقيق تستجوب متهم بغسل 120 مليون جنيه حصيلة تجارته بالمخدرات
  • هل الأحزاب السودانية ظالمة ام مظلومة؟
  • استجواب متهمين غسلا 90 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة وأخفوها فى العقارات
  • أمير نجران: المملكة حققت قفزات نوعية في تعزيز أمنها وقدراتها العسكرية
  • العراق يستحدث المحافظة الـ19.. تخصيصات حلبجة تصل لـ375 مليار دينار وتساؤلات حول "الجدوى"