لو حاسس إنك دايمًا في صراع مع نفسك.. الحل في 3 خطوات(فيديو)
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، ومدير مكتب الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، أن أكتر فخ يقع فيه الناس هو جلد الذات، والفهم الخاطئ لقوله تعالى:"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا"، على أن تزكية النفس يعني صراعها، وأنه قد افلح من صارعها، فيبدأ الإنسان في صراع نفسه.
صراع الإنسان مع نفسه
وتابع الورداني خلال فيديو على صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك أن صراع الإنسان مع نفسه، يجعله منشغل بنفسه طوال الوقت، فيتحول الأمر من تذكية النفس إلى أن النفس هى من تُديره، وهذا خارج الحكمة من خلق الله للنفس، فالله عزوجل لم يخلقها للنشغل بها، ولكن خلق الله النفس البشرية لتُحركنا للأمام.
وأكد الورداني أن علاقة الإنسان الوحيدة، هى علاقة مع الله، بعيدًا عن أي أمر أخر بما في ذلك النفس، ولذلك تزكية النفس لا تكون بإعطائها كل الوقت لمراقبتها والتخلص من ألاعيبها، لأنك في الطريق التزكية تذهب إلى الله، والله عزوجل يقول :إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ"، ويقول في الحديث القدسي:"وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة"
وأضاف الورداني، أنه بناءً على ذلك فالنفس البشرية لم يخلقها الله لننشغل بها عن الخالق، ولكن لنطور علاقتنا بمولانا عزوجل، ويجب أن يفرق الإنسان بين الضمير والنفس حتى لا يقع في فخ “الضمير"، لأن النفس غير الضمير.
ووضح أمين الفتوى أن الضمير هو صوت يأخذك ويُعيدك للقيم ويقدمك خطوات للأمام، فقال: “ لما تلاقي كل ما تتقدم لقدام انت لسه عندك رغبة للتقدم، وشايف الباب اتفتح وشوفت نور ربنا، هو ده الضمير، وهو من صفة الرجالة والمسؤول المحرك في الإقبال على الله".
وأكد الورداني أن الضمير غير مسؤول عن المشاعر، فشعور الإنسان بالهزيمة، وأن نفسه البشرية قد هزمته بألاعيبها، هو صوت الهوى والنفس وليس صوت الضمير، وهذا قد يأخذ الإنسان إلى قوله تعالى: “أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"، فيقع في فخ جلد الذات، ويظل تركيزه مُنصب على نفسه.
3 خطوات للخروج من صراع النفس إلى الإقبال على الله
وانتهى الورادني إلى 3 خطوات يمكن من خلالها الإنسان أن يخرج من فخ الصراح مع نفسه البشرية إلى الإقبال على الله:
1- لا تقف.. عليك ألا تتوقف عن خطواتك في طريق الله مهما كانت صغيره
2- كل لحظة عليك بأخذ خطوة في إتجاه الله عز وجل وإن كانت الإبتسام لتشعر بنعمة الله عليك
3- لا تترك ذكر الله أبدًا، وهكذا تبدأ نفسك في التضائل، يوظهر ضمير الحي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النفس صراع الورداني صراع النفس الإقبال على الله
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: من منافع الصيام ترويض الألسنة وتطهيرها من المنكر
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال خطيب المسجد النبوي: إنَّ جمالَ المناسَبةِ وَجَلالَها، وَثِيقُ الصِّلَةِ بحُسنِ استِقبَالِها، وكَمَالِ السّرور وَغَامِرِ السَّعادةِ بها، وإنَّ مِن أجملِ المناسَبَاتِ وأَجلِّها في حَياةِ المسلم، مُناسبةَ هَذَا الشَّهرِ المبارَك رَمضَان، الذي أكرَمَ الله الأمّةَ بِه، وَجَعلَ صيامَه وقِيامَه واستِباقَ الخَيراتِ فيه: مِن أعظَمِ أبوابِ الجنَّة دَارِ السلام، ومِن أَرجَى أَسبابِ الرِّضا والرِّضوان، وقَد أَظَلّهم زَمانُ هذا الشَّهرِ العظيمِ، أن يُحسِنوا استِقبَالَه، ويُكرِمُوا وِفادَتَه، بالتّشميرُ عن سَواعِدِ الجدّ في استِبَاقِ الخَيراتِ، وعَقد العزمِ على اغتِنامِ فُرصَتِه، بإلزَامِ النفسِ سُلوكَ الجادّةِ، وبالسَّيرِ عَلَى نَهج الصَّفوةِ من عبادِ الله، المقتدين بخير خلقِ الله، محمّد بن عبدالله، صلوات الله وسلامه عليه، في صيامِه وقيامِه، وسائر طاعاتِه، وفي إخلاصه العملَ لله ابتغاءَ رِضوان الله".
وأشار الشيخ أسامة إلى إنَّ منافعَ الصيام وجميلَ آثاره، لتربو على الحصر، وتجلّ عن العدّ، غيرَ أن الأثر البيِّن لهذه الفريضة المباركة، في ترويض الألسنة الجامحة، وتقويمها وتطهيرها من منكر القول ومقبوح الحديث، لتتحقَّق بها صفةُ المؤمن الكامل، التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، مبينًا أن هذا الأثرَ التربويَّ البارز هو من أظهر ما تجب العناية به، بتوجيه الأنظار إليه، وكمالِ الحرص عليه، فذلك شأن أولي النهى، وديدنُ أولي الألباب، ونهجُ أولي الأبصار، فآفاتُ اللسان وأوضارُه، هي من أعظم ما يُخشى ضررُه، وتُحذر عاقبته، إذ بها يعظم الخطب، ويُحْدق الخطر، ويعمُّ البلاء، وتستحكم العلل، ويعزّ الدواء، فيعسر البرء، وقد يتبدَّد الأملُ بعد ذلك في الشفاء، وحسبكم في بيان ذلك.
وأكد أن على المسلم الصائم ابتغاءَ وجهِ ربه الأعلى، وأملًا في الظفر بموعود الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"، إن عليه أن يذكر على الدوام أن سِبابَ المسلم فسوق، وإن على المسلم أن يذكر أيضًا، أن تلوُّثَ الألسنة بأرجاس هذا السوء في حال الصيام أعظمُ قبحًا، وأشدُّ نكرًا، وآكد حرمة، ولذا جاء التوجيهُ النبوي الكريم بالتحذير من ذلك بقوله صلوات الله وسلامه عليه: "الصيام جنة، فإذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم"، كما أن على المسلم الصائم أن يذكِّر نفسَه بذلك، ليقمعَ به سورةَ الشر في أقطارها، ويذكِّر أخاه أيضًا لعلَّه أن تمسَّه رحمةٌ من ربِّه، فيقلع عما أراد من سوء، ويُحجم عما أوضع فيها من عدوان، والحث على كبح جِمَاح النفس، بكفِّها عن مقابلة ألسنة السوء بمثلها، ومن لجم اللسان عن التردِّي في وَهدة الجهل والسفَه والمخاصمة، المورِثة للعداوة والبغضاء وفساد ذات البين؛ ما لا مزيدَ عليه.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام على أن فريضة الصيام فرصةٌ كبرى لاعتياد مجاهدة النفس وكف الألسن عن السوء، واعتماد هذه التزكية، يأخذ بها المسلم نفسَه في أيام هذا الشهر ولياليه، ويحثّ إخوانَه على الأخذ بها، رفيقًا بهم غيرَ معنِّفٍ لهم، لتكون عدةً وزادًا لهم في مستقبل الأيام، وآيةً بينة على بلوغ الصوم غايتَه في تحقيق التقوى، لأنَّ الصيامَ من أعظم أسبابِ التقوَى، كما أخبرَ سبحانه عَن ذلك بقوله: ﱣيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَﱢ، مبينًا إن الصيام -كما قال بعض أهل العلم- هو الطريق الأعظم للوصول إلى هذه الغاية، التي فيها سعادة العبد في دينه ودنياه وآخرته، فالصائم يتقرَّب إلى الله بترك المشتَهَيات، تقديمًا لمحبّة ربِّه على محبّة نفسه، و لهذا اختصَّه الله من بين الأعمال، فأضافه إلى نفسه.
وذكر أن الصوم يُنبِّه في الصائم ما كمَنَ من عواطِف الخير، وملَكَات التكمُّل، ويتَّجِه به نحو مسلَكٍ تقبحُ فيه نفسُه الأمَّارةُ بالسوء، وتُلجَمُ فيه خِلالُ الشرِّ، ومظاهِرُ الإثم، ودوافِع الرَّذيلة، فلا يصخَب، ولا يشتُم، ولا يُمارِي، إن هِيضَ جناحُه، أونِيلَ منه، أو تُعدِّيَ عليه، وإن الصبر، وقوة العزيمة، والتضحية في سبيل القيام بالواجِب، والشفقة، والعطف، والمُواساة، والشعور بحاجة المُضطر، وغير ذلك من خِلال الخير وخِصال الحمد، من روافِد الصوم، بل هي عِمادُه ونقطةُ الارتِكاز فيه، وبمُزايَلتها ينأَى الصائمُ كثيرًا عن الهدف الأسمَى في التزكية والتطهير، ويكونُ صومُه آليًّا، وعبارةً عن طقوسٍ تُؤدَّى، ومظاهِر شكليَّة، لا تُوصِل إلى الغاية، ولا يكون لها الأثر في التقويم والصَّقلِ، وإن الوسيلةَ لتحقيق الفرحَتين اللتَين جاءَت بهما البِشارةُ النبوية الكريمة، من نبي الله-صلوات الله وسلامه عليه- بقوله: "للصائم فرحَتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاء ربِّه"، هما نتيجةُ الجهد والكَدح والمُصابَرة، ومُغالَبَة مُيول النفس في سبيل أداء هذه الشعيرة، وأخذ النفسِ بها، والقيام بما تفرِضُه من التِزاماتٍ وتكمُّلاتٍ، وما يجبُ أن يُجانِبَه الصومُ فيها من هنَاتٍ، وما يحذَرُه من فلَتَاتٍ وشطَحَاتٍ، فالسعيد من عقد العزم على اغتنامه، والمغبون من أدرك رمضان ولم يغفر له،