الجفاف يُقلد داعش ويُهدد العراق بالنزوح ويصوب نحو ديالى: كارثة مؤجلة والمستقبل أسوأ
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
بغداد اليوم- ديالى
يبدو أن خطر النزوح لم ينتهي منه العراق بعد، رغم كسره لشوكة تنظيم داعش الإرهابي، فعاد ليُهدده مجددًا لكن من بوابة الجفاف هذه المرّة عبر محافظة ديالى بالتزامن مع انحسار مياه الأنهر القادمة من ايران بنسبة تصل الى 90 بالمئة. فحوّل الزراعة إلى أبرز المتضررين رغم انتعاش أغلب سدودها بكميات مناسبة من المياه بفضل فصل الشتاء الماضي.
"الجفاف" أهون والمستقبل أسوأ
يكشف الرئيس الأسبق للجنة الزراعة والمياه النيابية النائب فرات التميمي عن انحسار مياه الأنهر القادمة من ايران بنسبة 90%. وأبرز الأسباب وفقًا لحديث خاص لـ"بغداد اليوم" هي بناء السدود، وحفر جداول تغيّر مجرى بعضها في العمق "سبق وانني حذرت من ما يحصل قبل 6 سنوات".
وبحسب وصف التميمي فإن الجفاف الآن "أهون" بكثير مما يتوقعه أن يحدث مستقبلاً. ويبرر "اننا أمام متغيرات مناخية عاصفة، وربما سيول الموسم الشتوي أخرت الكارثة بعض الوقت، لكنها قادمة لا محال في ظل انحسار امدادت المياه من ايران وتركيا دفعة واحدة".
بعد دحر داعش.. خطر النزوح يعود
وجعل الجفاف مصير نحو 30 الف أسرة على المحك، بحسب رئيس لجنة الزراعة في مجلس ديالى السابق حقي الجبوري. ووصف في حديثه لـ"بغداد اليوم" الجفاف بـ"تسونامي" يوازي 10 أضعاف خطر الارهاب وداعش لأنه اذ حصل سنشهد موجات نزوح غير مسبوقة في التاريخ.
ويقول أن "الجفاف ما هو إلا تراكمات لضعف الدولة العراقية التي دفعت دول الجوار لبناء سدود وتغيير مجرى أنهر من دون انصاف بغداد ولو بالحد الأدنى من حقوق حسن الجوار". معلقًا بالقول "ديالى هي الاكثر تضررًا على مستوى المحافظات لأنها تعتمد بنسبة 80% على أنهر قادمة من ايران وهي في انحسار مستمر وبمعدلات مثيرة للقلق".
كارثة مؤجلة
ورغم أن مدير مفوضية حقوق الانسان صلاح مهدي يؤكد عدم لم تسجيل أية حالات نزوح قسري بسبب الجفاف لكنّه يشير إلى انتقال بعض الأسر من الريف الى المدينة للبحث عن فرصة عمل جيدة".
وفي حديثه لـ"بغداد اليوم"، يقول مهدي أن"تقييمنا للوضع قلق وموجة الجفاف بالفعل تضرب مناطق واسعة في 15 مقاطعة زراعية، لكنها متفاوتة واذا ما كان موسم الشتاء غزيرًا بالأمطار ستؤجل الكارثة إلى مرحلة زمنية أخرى لكن الموضوع يبقى قائم وجدي".
الأسماك والأغنام والجاموس
بدوره، يرى الخبير الاقتصادي مهدي دواي انه "لا يمكن تقدير حجم الخسائر الاقتصادية لأزمة الجفاف حاليًا، لكنه يقدّرها بمئات الملايين من الدنانير شهريًا لاسيما مع عدم قدرة الكثيرين على زراعة أراضيهم وهي خسارة مالية كبيرة".
ولا يؤثر الجفاف على قطاع الزراعة فحسب- وفقًا للمتحدث الاقتصادي- ويضيف لـ"بغداد اليوم" بل يضرب قطاعات أخرى ومنها تربية الأسماك والماشية والأغنام والجاموس، أي كل مجالات الحياة ستتأثر ناهيك عن احتمالية النزوح اذا ما تجاوزت الأزمة حدود طاقة الأفراد على التحمل".
تحذير أممي
ومن جهته، عدّ مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوبي العراق الذي انهى زيارة له يشيران إلى أن " عصر الغليان العالمي قد بدأ بالفعل".
وقال تورك في كلمة له بعد زيارة الى العراق استغرقت أربعة أيام اجتمع خلالها بكبار المسؤولين إنه "تحت حرارة تبلغ 50 درجة مئوية وفي وسط الحقول القاحلة والجرداء في جنوب العراق أطلعني زعماء وممثلو المجتمع المحلي على صور لأشجار النخيل المورقة التي كانت - قبل 30 عاماً لا غير- تصطف على جانبي أجزاء من شط العرب الممر المائي الجاف حالياً".
وأضاف "بعد أن وقفت تحت الحر القائظ وسط تلك المناظر الطبيعية المشوهة وتنفست الهواء الملوث من جراء انتشار العديد من مشاعل إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط في المنطقة، كان من الواضح بالنسبة لي أن عصر الغليان العالمي قد بدأ بالفعل".
وحذر المفوض الاممي من أن "هذه حالة طوارئ مناخية وقد حان الوقت لأن يتم التعامل معها على هذا الأساس ليس فقط في العراق بل في العالم ككل وان ما يحدث عراقيًا هو نافذة على مستقبل قادم الآن إلى أجزاء أخرى من العالم - إذا واصلنا الإخفاق في تحمل مسؤوليتنا عن اتخاذ إجراءات للوقاية من تغير المناخ وتخفيف آثاره".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم من ایران
إقرأ أيضاً:
القوات العراقية تقتل عنصرين من تنظيم داعش في كركوك
أعلنت خلية الإعلام الأمني في قيادت العمليات المشتركة قتل عنصرين من عناصر تنظيم داعش في منطقة "وادي زغيتون ضمن قاطع عمليات كركوك".
وقالت الخلية في بيان، الجمعة، إن العملية تمت بالتنسيق بين الاستخبارات العسكرية وخلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة .
وذكر البيان أن العملية نفذتها القوات الجوية العراقية بواسطة "طائرات (F-16) التي وجهت ضربات جوية لهؤلاء الإرهابيين اليوم، الجمعة 22 نوفمبر".
وأكد البيان أن القوات العراقية ستستمر بملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابي لحين "استئصال الإرهاب" من البلاد.
وأعلنت بغداد في أواخر العام 2017 دحر تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا قبل ذلك بثلاثة أعوام. غير أن بعض خلاياه لا تزال تنشط في مناطق عدة وتشنّ هجمات تستهدف القوات الأمنية خصوصا في مناطق نائية خارج المدن.
في مطلع أكتوبر، أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل أربعة جنود عراقيين وإصابة ثلاثة آخرين في كمين نفذه عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في كركوك.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014 إقامة "دولة الخلافة" بعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا المجاورة. لكن "دولته" انهارت بعد أقلّ من ثلاث سنوات بفعل العمليات العسكرية ضده في البلدين. وهزم التنظيم المتطرف في سوريا في العام 2019 أمام المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة في يوليو، أن عدد عناصر التنظيم في العراق وسوريا يراوح راهنا "بين 1500 و3000 مقاتل".
وأكد التقرير أن التنظيم "لا يزال قادرا على شنّ هجمات متفرقة ومؤثّرة وهو ينفّذ عمليات ضمن مجموعات صغيرة لا تتجاوز خمسة أفراد في مناطق وعرة".