بالصور: في مركز فتحي عرفات: حملة تطعيم شلل الأطفال تجمع أطفال غزة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
منذ ساعات الصباح الأولى، بألوان ملابسهم الزاهية ووجوههم المتلهفة، اصطف مئات الأطفال على بوابة مركز فتحي عرفات التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وسط دير البلح، ينتظرون بتوتر تلقي لقاح شلل الأطفال.
في استقبالهم، كان هناك "جنود من ملائكة الرحمة" – أطباء، ممرضات، ممرضون، قابلات، وإداريون – الذين تحضروا لهذه اللحظة منذ أسابيع، بابتساماتهم اللطيفة وصبرهم اللامتناهي، قاموا بتهدئة مخاوف الأطفال وقدموا لهم اللقاح بحب وتفهم، في مشهد يفيض بالإنسانية والرعاية، حيث تكاتف المجتمع لضمان مستقبل صحي وآمن لأطفاله.
وسيتم تطعيم الأطفال في مركز فتحي عرفات على مدار ثلاثة أيام، تبدأ من الساعة 7 صباحًا حتى 3 عصرًا، حيث تأتي هذه الجهود في سياق الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال لضمان وصول اللقاح إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في مختلف المناطق.
الجدير بالذكر أن بعض الفرق الميدانية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني كانت تخطط للتنقل بين المخيمات ومراكز النزوح لتقديم التطعيمات للأطفال، ولكن منع إسرائيل لحملات التطعيم في بعض المناطق، مثل المغازي والبريج والمصدر وخان يونس، حال دون تحقيق هذا الهدف.
هذا المنع أدى إلى إعاقة الجهود الرامية للوصول إلى الأطفال في تلك المناطق، وترك العديد منهم دون حماية ضد شلل الأطفال، مما يفاقم المخاوف بشأن تفشي المرض في المناطق الأكثر ضعفاً.
اقبال ممتاز على التطعيم
وقال الدكتور محمد أبو رحمة، مدير العيادات الأولية في جمعية الهلال الأحمر: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال تتم على مرحلتين، تلقى الأطفال اليوم الجرعة الأولى من اللقاح، والتي تهدف إلى تعزيز مناعتهم ضد الفيروس.
ومن المقرر أن يعود الأطفال لتلقي الجرعة الثانية بعد 21 يومًا، حيث يهدف توزيع الجرعات إلى ضمان تعزيز فعالية اللقاح وتحقيق حماية مستدامة للأطفال ضد شلل الأطفال، وتساعد الجرعتان معًا في توفير مناعة أقوى وأطول ضد المرض.
وشدد أبو رحمة على أن اللقاح آمن وفعال مطالباً جميع الأهالي إلى إحضار أطفالهم لتلقي اللقاح، واصفاً الإقبال في اليوم الأول بالممتاز مما يعكس وعي المجتمع بأهمية التطعيم وحرصهم على صحة أطفالهم.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: ضد شلل الأطفال
إقرأ أيضاً:
«اليونيسف»: أطفال لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية
دينا محمود (بيروت، لندن)
أخبار ذات صلة الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام جهود إماراتية لإعادة تشغيل ودعم المخابز والتكيات في غزةأعلن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، جيمس إلدر، أن أكثر من 80 بالمئة من الأطفال الذين قُتلوا خلال الـ 12 شهراً الماضية في لبنان، قُتلوا خلال الأيام الخمسين الأخيرة.
وقال إلدر في منشور على منصة «إكس»، أمس، إن الأطفال في لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية بهذه الحرب.
وأضاف: «أكثر من 80 بالمئة من الأطفال الذين قُتلوا خلال الـ 12 شهراً الماضية في لبنان، قُتلوا في الخمسين يوماً الماضية».
ولفت إلى «وجود تحذيرات واضحة من أن الأسوأ قادم»، مضيفاً: «على أصحاب النفوذ اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لفرض وقف إطلاق النار».
وبعد شهرين تقريباً من بدء التصعيد العسكري الكبير في لبنان، بفعل الهجوم الإسرائيلي ضد «حزب الله»، تتعالى التحذيرات في هذا البلد من أن استمرار المعارك يشكل خطراً داهماً على جيل كامل من صغاره، من جراء ما يلحقه القتال بهم، من جروح جسدية وتشوهات نفسية، فضلاً عن حرمانهم من استكمال مسيرتهم التعليمية.
فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، أدت الغارات الجوية والعمليات العسكرية البرية، إلى مقتل وجرح المئات من الأطفال اللبنانيين، ممن يقول أطباء إنهم يشكلون نسبة لا يُستهان بها من المصابين الذين تستقبلهم المستشفيات.
ويعاني بعض هؤلاء الصغار، من إعاقات وحروق، قد تستمر آثارها مدى الحياة.
وكشف جراحون في مركز طبي تابع للجامعة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت عن أنهم بدؤوا، خلال الأسابيع الماضية، في إجراء جراحات لأطفال مصابين، جاء غالبيتهم من مناطق في شرقي لبنان وجنوبه، وهو ما لم يكن معتاداً من قبل في مركزهم على الإطلاق.
وفي حين يتزايد عدد الأطفال اللبنانيين من ضحايا المعارك الحالية، بفعل تصاعد الهجمات التي تضرب المناطق الآهلة بالسكان في بيروت ومناطق الشرق والجنوب، تشير بيانات الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية إلى أن هذه الفئة من المجتمع باتت تمثل أكثر من ثلث النازحين، ممن يفوق عددهم الإجمالي مليون شخص.
وأدى التصعيد العسكري المتواصل للشهر الثالث على التوالي، وما نجم عنه من دمار واسع النطاق، مصحوباً باستمرار أزمة النزوح وتفاقمها، إلى تعطيل الدراسة في لبنان، إما بسبب الأضرار التي لحقت بالمدارس، أو لكونها تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة، ما يهدد مستقبل مئات الآلاف من التلاميذ والطلاب.
في الوقت ذاته، رصد خبراء في الطب النفسي ومسؤولون عن عدد من مراكز الإيواء في مناطق لبنانية مختلفة، تزايد النزعات العدوانية والمشكلات الصحية والسلوكية ومشاعر القلق، لدى الأطفال الذين يقيمون مع أسرهم في هذه المراكز. وأشار الخبراء إلى أن هذه الظواهر السلبية، ربما ترجع جزئياً، إلى أن هدم منازل هؤلاء الصغار من جراء الحرب أفقدهم الشعور بالأمان في الأماكن التي كانوا يشعرون أنهم ينعمون فيها بالأمن والحماية أكثر من غيرها.
ونقل الخبراء عن آباء يقيمون في مراكز الإيواء قولهم، إن بعض أبنائهم أصبحوا يتلعثمون في الحديث، بينما بدأ البعض الآخر في عصيان أوامرهم، كما أظهر فريق ثالث من الأطفال علامات مبكرة على المعاناة من اضطرابات عقلية، وذلك وسط مخاوف من استمرار جانب من هذه المشكلات، بعد انتهاء مرحلة الطفولة.
وفي تصريحات، نشرتها وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء، قال أطباء يتولون علاج بعض الأطفال الجرحى في لبنان، إن الوضع الراهن يُخلِّف جيلاً من الصغار، المُثخنين بجروح جسدية ونفسية وعاطفية، خاصة وأن تعافي كثير منهم من إصاباتهم، ربما يستغرق وقتاً طويلاً.