#سواليف

تتواصل التحذيرات من حدوث #أزمة_مالية_عالمية جديدة في عام 2025، قد تكون مشابهة من حيث الحجم لأزمة عام 2008، وذلك بعدما حذر بنك روسيا من هذا السيناريو، بسبب القفزة السريعة وغير المسبوقة في #أسعار_الفائدة الرئيسية في الدول المتقدمة خلال العامين الماضيين.

وقالت الكاتبة أولغا ساموفالوفا، في مقال نشرته عبر موقع “فزغلياد”: إنه بعد فترة طويلة قاربت الـ15 عاما من المعدلات القريبة من الصفر، هناك أوجه تشابه بين الوضع الحالي وما حدث في عام 2008، واحتمالات بحدوث هذه الأزمة الجديدة، التي قد تؤثر على روسيا أيضا.

وأضافت الكاتبة أن السنوات الأخيرة شهدت تهديدات مستمرة بحدوث #أزمة_اقتصادية عالمية جديدة، ولكن كل عام كانت هذه التوقعات لا تتحقق، وأعطى ذلك انطباعًا بأن #الاقتصاد_العالمي قد نجا هذه المرة من الأزمة، لكن الواقع ليس كذلك تمامًا.

مقالات ذات صلة قرارات مجلس الوزراء 2024/09/01

وذكرت أن احتمال وقوع أزمة مالية عالمية لا يزال قائمًا، حيث يمكن أن تصل ذروتها في منتصف عام 2025، وذلك وفقًا لما أعلنه بنك روسيا في مشروعه المنشور حول “الاتجاهات الأساسية للسياسة النقدية والائتمانية الموحدة للدولة”.

وأضافت الكاتبة أن الزيادة في معدلات السياسة النقدية في العامين 2022-2023 في الدول المتقدمة تُعد واحدة من أسرع الزيادات في التاريخ، وقد جاءت بعد فترة استمرت قرابة الـ15 عامًا من معدلات الفائدة القريبة من الصفر في البنوك المركزية لهذه الدول.
وأوضحت أن المستوى المرتفع لمعدلات الفائدة وتراكم الاختلالات في الأسواق المالية للدول المتقدمة قد يؤديان إلى أزمة مالية عالمية، تقارن في حجمها بأزمة عامي 2007-2008، وهو أحد السيناريوهات المحتملة التي أشار إليها البنك المركزي.

وأشارت الكاتبة إلى أن احتمال حدوث أزمة مالية كبرى عالميًا الآن مرتفع بشكل غير مسبوق، حيث يقدر بنحو 16-20 بالمئة. ويرى سيرغي غريشونين، المدير الإداري لخدمة التصنيف في الوكالة الوطنية للتصنيف، أن المشاكل الهيكلية قد تكون بمثابة الزناد الذي يفجر الجروح المالية غير الملتئمة من الماضي، ما يؤدي إلى عاصفة عالمية.

وأكد أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن هذه الأزمة تتمتع بطبيعة فريدة، ما يجعل من الصعب التنبؤ بتداعياتها، ولكن من الواضح أنها قد تدفع العالم نحو ركود جديد يستمر لعقد من الزمن.

وأوضحت الكاتبة أن سيرغي غريشونين يعتقد أن الأزمة العالمية القادمة، إذا حدثت، فستكون بطبيعة مختلفة تمامًا عن أزمة عام 2008. وأضاف أن “المقارنة” بأزمة 2008 التي يشير إليها بنك روسيا ترتبط بالأساس بالحجم وليس بالطبيعة، فالأزمة العالمية القادمة ستكون هيكلية مالية بطبيعتها.

وأشار غريشونين إلى أنه من جهة، هناك تراكم كبير للمشاكل الهيكلية في العالم، بدءًا من التغيرات التكنولوجية، وتزايد مخاطر الاستدامة، والمخاطر الجيوسياسية، وتفاقم التفاوت الاقتصادي. ومن جهة أخرى، تعيق الفائدة المرتفعة، والحماية التجارية، والجغرافيا السياسية تدفق رؤوس الأموال بحرية، وهو ما يمنع حل هذه المشاكل الهيكلية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار غريشونين إلى أن العديد من المشاكل التي نشأت منذ أزمة 2008 ما زالت قائمة، مثل تزايد “الأصول السيئة”، ومحاولات إخفائها من خلال التوريق، والانتشار المفرط للأدوات المشتقة، وتحول الأسواق المالية إلى كازينو، حيث لم تعد أسعار الأصول تعكس الوضع المالي الحقيقي للشركات.

وأكدت الكاتبة أن هناك رأيًا بأن الأزمة في الواقع لم تنته بعد. حيث أشار أوليغ أورلوف، المستشار المالي وخبير التخطيط المالي، إلى أن “العملية الحالية والأزمة يمكن وصفهما في إطار عام كجزء من أزمة تمتد لمئة عام ضمن دورة كبرى؛ حيث يمكن اعتبار عامي 2007 و2008 بمثابة مقدمة للأزمة. لم يشهد تاريخ البشرية أزمة بهذا العمق من قبل. وبدأت ذروة هذه الدورة في أواخر عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى نهايتها بحلول نهاية عام 2025، ثم تبدأ بالتراجع”.

وبين أورلوف أنه يرى أن احتمال حدوث أزمة في منتصف عام 2025 كبير جدًا. وأشار إلى أن الاختلالات الحالية في الأسواق المالية، ومستوى الديون المرتفع، واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة تخلق بيئة مواتية لحدوث أزمة.

وأضاف أن المخاطر الجيوسياسية وحالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. ولكنه نبه أيضًا إلى أن هذه العمليات تتسم بالطابع الديناميكي ويمكن أن تتغير في الوقت الفعلي.

وأشار أورلوف إلى أنه عند مقارنة الوضع الحالي بالمقدمات التي أدت إلى أزمة عام 2008، يمكن ملاحظة بعض الاختلافات وكذلك بعض أوجه التشابه.
وأشارت الكاتبة إلى أن فلاديمير تشيرنوف، المحلل في شركة Freedom Finance Global، يرى أن “الوضع في سوق العمل الأمريكي هذا العام والسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال العامين الماضيين يشبهان الوضع في عام 2008”. ومع ذلك؛ أضاف أن الاختلاف الرئيسي يكمن في أن “دوامة الأزمة” في عام 2008 بدأت بسبب الانخفاض الحاد في مبيعات سوق العقارات في الولايات المتحدة.

وأوضح تشيرنوف أن “الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2008 بدأت على خلفية تراجع حجم مبيعات العقارات في الولايات المتحدة منذ عام 2006، وذلك بسبب الزيادة الحادة في معدلات الفائدة على القروض. ثم تطورت هذه الأزمة إلى أزمة قروض الرهن العقاري عالية المخاطر، ما أدى إلى إفلاس بعض أكبر البنوك الأمريكية. وتسبب ذلك في عمليات بيع واسعة في الأسواق المالية وتدفق رؤوس الأموال الاستثمارية خارجها”.

وذكرت الكاتبة أنه في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على انخفاض حاد في مبيعات العقارات في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يشير فلاديمير تشيرنوف إلى وجود علامات تدل على احتمال كبير لما يُسمى “هبوطًا اقتصاديًا حادًا” أو ركودًا في الاقتصاد الأمريكي، وذلك على خلفية التراجع المفاجئ في سوق العمل بالولايات المتحدة في تموز/ يوليو.

وأوضح تشيرنوف أن عدد الوظائف الجديدة التي تم إنشاؤها في تموز/ يوليو 2024 انخفض بنحو 30 بالمئة مقارنة بالأشهر السابقة، ووصل معدل البطالة إلى 4.3 بالمئة، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وهو ما يُعتبر ظاهرة أزمة.

وأضاف الخبير أنه “في عام 2008، واجهت الولايات المتحدة أيضًا مشكلات كبيرة في سوق العمل، حيث بلغت البطالة آنذاك أعلى مستوياتها منذ 16 عامًا، ما أدى إلى انخفاض النشاط الاقتصادي”.

ولفت تشيرنوف إلى أن الوضع الحالي مع سعر الفائدة الرئيسي مشابه لما حدث في 2008؛ حيث رفعت الولايات المتحدة بشكل حاد سعر الفائدة الرئيسي لمدة عامين (وهو ما أدى إلى انخفاض مبيعات العقارات)، ثم بدأت في عام 2008 بتخفيضها بسرعة للتخفيف من آثار الأزمة. الآن، تمر الولايات المتحدة بدورة رفع أسعار الفائدة، والجميع ينتظر متى سيبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفضها.

وأوضحت الكاتبة أن فلاديمير تشيرنوف يرى أن احتمال حدوث أزمة في عام 2025 موجود، لكنه ليس كبيرًا. فقد خفضت أكبر البنوك الأمريكية تقديراتها لاحتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة من 25 بالمئة إلى 10-15 بالمئة، وهم ينتظرون البيانات النهائية لسوق العمل في الولايات المتحدة لشهر آب/أغسطس، التي ستصدر يوم الجمعة المقبل.

وأضاف تشيرنوف: “إن مخاطر الركود في الولايات المتحدة قد انخفضت بشكل ملحوظ إذا اعتمدنا على البيانات الأولية لسوق العمل. ومن المتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي قريبًا، حيث تقدر احتمالية بدء هذا العملية في اجتماع سبتمبر بنسبة 100 بالمئة. ووفقًا لأداة FedWatch، فإن 65.5 بالمئة من المتداولين يتوقعون خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في أيلول/ سبتمبر، بينما يتوقع الـ35 بالمئة المتبقون خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس”.

ووفق الكاتبة، فإنه إذا تحقق السيناريو السلبي واندلعت أزمة مشابهة في حجمها لأزمة عام 2008، فإن ذلك سيعني انهيار الاقتصاد العالمي بأسره، وانهيارات في الأسواق المالية وأسواق السلع الأساسية، وإفلاسات جماعية للشركات.
ونوهت الكاتبة إلى أن أوليغ أورلوف حذر من أنه “إذا اندلعت الأزمة في منتصف عام 2025، فقد تكون العواقب خطيرة لكل من الاقتصاد العالمي وروسيا. يمكننا توقع انخفاض حجم التجارة، وتراجع أسعار السلع الأساسية، وتدهور الظروف المحيطة بالأعمال التجارية. بالنسبة للمواطنين العاديين، يعني ذلك ارتفاع معدل البطالة، وانخفاض الدخل، وزيادة أسعار السلع والخدمات، وحتى احتمال حدوث تضخم مفرط. بشكل عام، قد يتطلب هذا من روسيا تخصيص موارد كبيرة لتخفيف آثار الأزمة”.

واختتمت الكاتبة مقالها بتحذير تشيرنوف من أن “الأسعار العالمية للسلع الأساسية ستنخفض، ما سيؤدي إلى انخفاض حاد في إيرادات الميزانية الروسية من صادرات الطاقة وزيادة عجز الخزانة الروسية. وسيكون من الضروري سد هذا العجز إما بزيادة حجم الاقتراض الداخلي أو بتقليص بنود الإنفاق في الميزانية، على الأرجح عن طريق تقليل النفقات على المشاريع الاجتماعية والبنية التحتية”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف أزمة مالية عالمية أسعار الفائدة أزمة اقتصادية الاقتصاد العالمي الاحتیاطی الفیدرالی فی الولایات المتحدة فی الأسواق المالیة الاقتصاد العالمی الفائدة الرئیسی احتمال حدوث الکاتبة أن أزمة مالیة حدوث أزمة أن احتمال سوق العمل فی عام 2008 أزمة فی عام 2025 إلى أن

إقرأ أيضاً:

أول 100 يوم من حكم ترامب.. رئيس “أمريكا أولا” يقلب النظام العالمي

 

واشنطن/طوكيو/بروكسل (رويترز) –

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربا جمركية عالمية غير مسبوقة وخفض المساعدات الخارجية الأمريكية واستخف بالدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي وتبنى الرواية الروسية حول غزوها لأوكرانيا وتحدث عن ضم جرينلاند واستعادة قناة بنما وجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51.

وفي الأيام المئة الأولى الفوضوية منذ عودة ترامب إلى منصبه، شن الرئيس الأمريكي حملة غير متوقعة في كثير من الأحيان أدت إلى قلب أجزاء من النظام العالمي القائم على القواعد والذي ساعدت واشنطن في بنائه من أنقاض الحرب العالمية الثانية.

وقال إليوت أبرامز، السياسي المحافظ الذي عمل في عهد الرئيسين رونالد ريجان وجورج دبليو بوش قبل تعيينه مبعوثا خاصا للولايات المتحدة بشأن إيران وفنزويلا في ولاية ترامب الأولى “ترامب الآن أكثر تطرفا بكثير مما كان عليه قبل ثماني سنوات. لقد فوجئت”.

وأدى جدول أعمال ترامب القائم على سياسة (أمريكا أولا) في ولايته الثانية إلى نفور الأصدقاء واكتساب الخصوم للجرأة، وأثار أيضا تساؤلات عن المدى الذي هو مستعد للذهاب إليه. وأثارت أفعاله، إلى جانب هذا الغموض، قلق بعض الحكومات لدرجة أنها ترد بطرق ربما يصعب التراجع عنها، حتى لو انتُخب رئيس أمريكي أكثر تقليدية في عام 2028.

ويأتي كل هذا في ظل ما يراه منتقدو الرئيس الجمهوري مؤشرات على تراجع الديمقراطية في الداخل، مما أثار مخاوف في الخارج. وتشمل هذه المؤشرات هجمات لفظية على القضاة وحملة ضغط على الجامعات ونقل المهاجرين إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور في إطار حملة ترحيل أوسع نطاقا.

وقال دينيس روس المفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط في إدارات ديمقراطية وجمهورية “ما نشهده هو اضطراب هائل في الشؤون العالمية. لا أحد يعلم في هذه المرحلة كيف يكوّن رأيا حيال ما يحدث أو ما سيأتي لاحقا”.

ويأتي هذا التقييم للتغييرات التي أحدثها ترامب في النظام العالمي من مقابلات أجرتها رويترز مع أكثر من 12 مسؤولا حكوميا حاليا وسابقا ودبلوماسيين أجانب ومحللين مستقلين في واشنطن وعواصم حول العالم.

ويقول كثيرون إنه على الرغم من أن بعض الأضرار التي وقعت بالفعل ربما تكون طويلة الأمد، فإن الوضع قد لا يكون مستحيلا إصلاحه إذا خفف ترامب من سياسته. وتراجع الرئيس بالفعل قضايا منها توقيت الرسوم الجمركية وحجمها.

لكنهم لا يرون فرصة كبيرة لحدوث تحول جذري من قبل ترامب، ويتوقعون بدلا من ذلك أن تقوم دول عديدة بإجراء تغييرات دائمة في علاقاتها مع الولايات المتحدة لحماية نفسها من سياساته المرتبكة.

ولقد بدأت التداعيات بالفعل.

على سبيل المثال، يسعى بعض الحلفاء الأوروبيين إلى تعزيز صناعاتهم الدفاعية لتقليل الاعتماد على الأسلحة الأمريكية. واحتدم الجدل في كوريا الجنوبية بخصوص تطوير ترسانتها النووية. وتزايدت التكهنات بأن تدهور العلاقات قد يدفع شركاء الولايات المتحدة إلى التقارب مع الصين، اقتصاديا على الأقل.

ويرفض البيت الأبيض فكرة أن ترامب أضر بمصداقية الولايات المتحدة، مشيرا بدلا من ذلك إلى الحاجة إلى إزالة آثار ما وصفه بعبارة “القيادة المتهورة” للرئيس السابق جو بايدن على الساحة العالمية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برايان هيوز في بيان “يتخذ الرئيس ترامب إجراءات سريعة لمعالجة التحديات من خلال جلب كل من أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات لإنهاء حربهما، ووقف تدفق الفنتانيل وحماية العاملين الأمريكيين من خلال محاسبة الصين، ودفع إيران إلى طاولة المفاوضات من خلال إعادة العمل بسياسة أقصى الضغوط”.

وأضاف أن ترامب “يجعل الحوثيين يدفعون ثمن إرهابهم… ويؤمن حدودنا الجنوبية التي كانت مفتوحة للغزو لمدة أربع سنوات”.

وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس ونشر في 21 أبريل نيسان، أن أكثر من نصف الأمريكيين، بما في ذلك واحد من كل خمسة جمهوريين، يعتقدون أن ترامب “متحالف بشكل وثيق بشدة” مع روسيا، كما أن الجمهور الأمريكي ليس لديه رغبة كبيرة في البرنامج التوسعي الذي وضعه.

 

* مخاطر كبيرة

يقول خبراء إن مستقبل النظام العالمي الذي تبلور على مدى العقود الثمانية الماضية في ظل هيمنة الولايات المتحدة إلى حد بعيد أصبح على المحك. وكان هذا النظام قائما على التجارة الحرة وسيادة القانون واحترام السلامة الإقليمية.

ولكن في عهد ترامب، الذي يحتقر المنظمات متعددة الأطراف وينظر في كثير من الأحيان إلى الشؤون العالمية من خلال منظور المطور العقاري السابق، فإن النظام العالمي يتعرض لاهتزازات قوية.

واتهم ترامب شركاءه التجاريين “بنهب” الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمن، وبدأ في تطبيق سياسة رسوم جمركية شاملة أدت إلى اضطراب الأسواق المالية وإضعاف الدولار وإثارة تحذيرات من تباطؤ الناتج الاقتصادي العالمي وزيادة خطر الركود.

ويصف ترامب الرسوم الجمركية بأنها “دواء” ضروري، لكن أهدافه لا تزال غير واضحة حتى مع عمل إدارته على التفاوض على اتفاقات منفصلة مع عشرات الدول.

في الوقت نفسه، خالف ترامب السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، ودخل في جدال حاد في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أواخر فبراير شباط. وتقارب مع موسكو، وأثار مخاوف من أنه سيجبر كييف، المدعومة من حلف شمال الأطلسي، على قبول خسارة أراضيها، بينما يُعطي الأولوية لتحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأثار استخفاف الإدارة بأوروبا وحلف شمال الأطلسي قلقا بالغا، بعدما كانا لفترة طويلة الركيزة الأساسية للأمن عبر الأطلسي لكن ترامب ومساعديه يتهمونهما باستغلال الولايات المتحدة.

وعبر المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في فبراير شباط، عن قلقه إزاء العلاقات الأوروبية مع الولايات المتحدة، وقال إن الوضع سيصبح صعبا إذا حول الذين وضعوا شعار “أمريكا أولا” شعارهم إلى “أمريكا وحدها”.

وأضاف ميرتس “هذا يمثل في الواقع فترة ما قبل وقوع الكارثة بالنسبة لأوروبا”.

وفي ضربة أخرى لصورة واشنطن العالمية، يستخدم ترامب خطابا توسعيا تجنبه الرؤساء المعاصرون لفترة طويلة، وهو ما يقول محللون إن الصين ربما تستخدمه مبررا إذا قررت غزو تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وبأسلوبه الصاخب، يصر ترامب على أن الولايات المتحدة “ستحصل” على جرينلاند، وهي جزيرة دنمركية شبه مستقلة. وأثار غضب كندا بقوله إنه لا مبرر لوجودها، ويجب أن تصبح جزءا من الولايات المتحدة. وهدد بالاستيلاء على قناة بنما، التي سُلمت إلى الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى عام 1999. واقترح أن تسيطر واشنطن على غزة التي مزقتها الحرب، وأن تحول القطاع الفلسطيني إلى منتجع على طراز الريفييرا.

ويقول محللون إن ترامب ربما يسعى إلى إحياء هيكل عالمي على غرار الحرب الباردة، حيث تقسم القوى الكبرى مناطق النفوذ الجغرافية.

ومع ذلك، فإنه لم يقدم أي تفاصيل عن الكيفية التي يمكن بها للولايات المتحدة الاستحواذ على المزيد من الأراضي، ويشير خبراء إلى أنه ربما يتخذ مواقف متطرفة أو مبالغا فيها أدوات للمساومة.

لكن بعض البلدان تأخذه على محمل الجد.

وقالت رئيسة وزراء الدنمرك مته فريدريكسن في مؤتمر صحفي عقد في جرينلاند أوائل أبريل نيسان “عندما تطالبون بالاستيلاء على جزء من أراضي مملكة الدنمرك، ونواجَه بضغوط وتهديدات من أقرب حلفائنا، فما الذي يمكننا أن نصدقه بشأن هذا البلد الذي نعجب به منذ سنوات طويلة؟”

وأضافت “الأمر يتعلق بالنظام العالمي الذي بنيناه معا عبر الأطلسي على مر الأجيال”.

 

* التعامل مع ترامب في ولايته الثانية

بدأت حكومات أخرى أيضا في إعادة صياغة سياستها.

وأعد الاتحاد الأوروبي – الذي زعم ترامب دون دليل أنه تشكل “لإزعاج” الولايات المتحدة – مجموعة من الرسوم الجمركية المضادة لفرضها إذا فشلت المفاوضات.

وتبحث دول مثل ألمانيا وفرنسا إنفاق المزيد على جيوشها، وهو ما طالب به ترامب، ولكن هذا ربما يعني أيضا الاستثمار بشكل أكبر في صناعاتها الدفاعية وشراء أسلحة أقل من الولايات المتحدة.

وفي ظل توتر علاقة الصداقة التاريخية مع الولايات المتحدة، تسعى كندا إلى تعزيز روابطها الاقتصادية والأمنية مع أوروبا. ويأتي ذلك على خلفية الانتخابات الوطنية الكندية المقررة غدا الاثنين، والتي يهيمن عليها استياء الناخبين من تصرفات ترامب التي أثارت نعرة قومية وغذت انطباعات بأن واشنطن لم تعد شريكا موثوقا به.

وأبدت كوريا الجنوبية انزعاجها أيضا من سياسات ترامب، بما في ذلك تهديداته بسحب القوات الأمريكية. لكن سول تعهدت بمحاولة العمل مع الرئيس الأمريكي والحفاظ على التحالف الذي تعتبره مهما في مواجهة تهديد كوريا الشمالية المسلحة نوويا.

وتشعر اليابان، حليفة الولايات المتحدة، كذلك بالقلق. فقد فوجئت بحجم رسوم ترامب الجمركية، وقال مسؤول حكومي ياباني كبير مقرب من رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا إن طوكيو “تسعى جاهدة للرد”.

والسؤال الرئيسي هنا هو هل ستحمي بعض الحكومات نفسها بهدوء من الرهانات الخاسرة من خلال إقامة علاقات تجارية أوثق مع الصين، الهدف الأول لرسوم ترامب الجمركية.

ففي أوائل أبريل نيسان، التقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث بالرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، وقالت الصين في الآونة الأخيرة إنها تبادلت وجهات النظر مع الاتحاد الأوروبي بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي.

وطرحت بكين نفسها حلا للدول التي تشعر بالتهديد من نهج ترامب التجاري، على الرغم من سجلها في الممارسات التي تتسم بالجشع في بعض الأحيان على المستوى الدولي، وتحاول أيضا ملء الفراغ الذي خلفته قراراته بتخفيض حجم المساعدات الإنسانية.

وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي المخضرم السابق في إدارات جمهورية وديمقراطية، إن الأوان لم يفت بعد بالنسبة لترامب لتغيير مساره في السياسة الخارجية، خاصة إذا بدأ يشعر بالضغط من رفاقه الجمهوريين الذين يشعرون بالقلق إزاء المخاطر الاقتصادية بينما يسعون للاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

وإذا استمر ترامب على مساره، فربما يحاول الرئيس المقبل إعادة ترسيخ دور واشنطن كضامن للنظام العالمي، ولكن العقبات قد تكون هائلة.

وقال ميلر، وهو الآن زميل كبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن “ما يحدث لم يتجاوز بعد نقطة اللاعودة. لكن حجم الضرر الذي يلحق الآن بعلاقاتنا مع أصدقائنا، ومدى استفادة الخصوم منه، أمر لا يمكن حصره على الأرجح”.

 

يمن مونيتور29 أبريل، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام واشنطن: الغارات الجوية على الحوثيين مستمرة لتقويض قدراتهم العسكرية ووقف تهديد الملاحة الحكومة اليمنية: الحوثيون يحوّلون جزيرة كمران إلى سجن جماعي ويصعّدون حملة الاعتقالات مقالات ذات صلة الحكومة اليمنية: الحوثيون يحوّلون جزيرة كمران إلى سجن جماعي ويصعّدون حملة الاعتقالات 29 أبريل، 2025 واشنطن: الغارات الجوية على الحوثيين مستمرة لتقويض قدراتهم العسكرية ووقف تهديد الملاحة 29 أبريل، 2025 غارات أمريكية “عنيفة” على صنعاء وصعدة 29 أبريل، 2025 الأهلي السعودي يفوز على الهلال ويبلغ نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة 29 أبريل، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولي حادث سير لموكب نتنياهو في القدس المحتلة 29 أبريل، 2025 الأخبار الرئيسية الحكومة اليمنية: الحوثيون يحوّلون جزيرة كمران إلى سجن جماعي ويصعّدون حملة الاعتقالات 29 أبريل، 2025 أول 100 يوم من حكم ترامب.. رئيس “أمريكا أولا” يقلب النظام العالمي 29 أبريل، 2025 واشنطن: الغارات الجوية على الحوثيين مستمرة لتقويض قدراتهم العسكرية ووقف تهديد الملاحة 29 أبريل، 2025 غارات أمريكية “عنيفة” على صنعاء وصعدة 29 أبريل، 2025 الأهلي السعودي يفوز على الهلال ويبلغ نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة 29 أبريل، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك حادث سير لموكب نتنياهو في القدس المحتلة 29 أبريل، 2025 أمنستي: الهجمات على النظام العالمي لحقوق الإنسان تسارعت منذ عودة ترامب للسلطة 29 أبريل، 2025 ارتفاع قتلى انفجار ميناء بندر عباس الإيراني إلى 70 29 أبريل، 2025 نتنياهو: أعدنا الإيرانيين 10 سنوات إلى الوراء 29 أبريل، 2025 غزة.. كاميرا جندي من جنود الاحتلال تسقط في الشجاعية وتكشف جرائمه 27 أبريل، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 21 ℃ 22º - 20º 35% 0.69 كيلومتر/ساعة 22℃ الثلاثاء 27℃ الأربعاء 27℃ الخميس 29℃ الجمعة 28℃ السبت تصفح إيضاً الحكومة اليمنية: الحوثيون يحوّلون جزيرة كمران إلى سجن جماعي ويصعّدون حملة الاعتقالات 29 أبريل، 2025 أول 100 يوم من حكم ترامب.. رئيس “أمريكا أولا” يقلب النظام العالمي 29 أبريل، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬968 غير مصنف 24٬210 الأخبار الرئيسية 16٬258 عربي ودولي 7٬685 غزة 10 اخترنا لكم 7٬330 رياضة 2٬542 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬372 كتابات خاصة 2٬158 منوعات 2٬104 مجتمع 1٬919 تراجم وتحليلات 1٬933 ترجمة خاصة 170 تحليل 22 تقارير 1٬684 آراء ومواقف 1٬594 ميديا 1٬517 صحافة 1٬500 حقوق وحريات 1٬400 فكر وثقافة 945 تفاعل 845 فنون 501 الأرصاد 449 بورتريه 68 صورة وخبر 39 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن أخر التعليقات أحمد ياسين علي أحمد

رسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...

jameel hazaa

يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...

ابوسلمان المريسي

نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...

ابوسليمان المريسي

نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...

زينب حميد

التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...

مقالات مشابهة

  • “حادثة خطيرة” في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس منها
  • ترامب: ندرس وضع قانون ضرائب الأفضل في تاريخ الولايات المتحدة
  • تحذيرات طبية من غلي الشاي بالحليب.. يخفي أضرارًا صحية خطيرة
  • “ظاهرة علمية فريدة”.. أشجار تتنبأ بكسوف الشمس قبل حدوثه!
  • شاهد بالفيديو.. في لقطة فريدة من نوعها.. فتاة سودانية تهدي صديقها طقم “جلابية” و”ساعة” ماركة ومبلغ 20 ألف جنيه مصري بعد مروره بأزمة نفسية نتيجة انفصاله عن حبيبته وساخرون: (دي مراحل الشلب الأولى)
  • موتسيبي: كأس أمم إفريقيا للرجال (المغرب-2025) ستكون “أفضل” احتفال بكرة القدم الإفريقية
  • الرئاسي: اللافي اقترح على “تيته” إحياء مسار برلين للخروج من الأزمة السياسية
  • الصين تنشر فيديو عن الحرب التجارية وتصف الولايات المتحدة بـ”نمر من ورق”
  • تحذيرات من اغتيال الاحتلال للأسير عبد الله البرغوثي.. حالته خطيرة
  • أول 100 يوم من حكم ترامب.. رئيس “أمريكا أولا” يقلب النظام العالمي