كونتي: «ميركاتو» نابولي «محبط»!
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
روما (د ب أ)
أعرب أنطونيو كونتي المدير الفني لنابولي، عن عدم رضاه بشأن انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، في وقت يعاني فيه فريقه من مخاطر الإصابات بين صفوفه، عقب الفوز على بارما 2-1 بالدوري الإيطالي.
وتقدم يواني بوني بهدف لبارما من ضربة جزاء في الدقيقة 19، في المقابل لم يظهر نجوم نابولي خفيتشا كفاراتسخيليا وماتيو بوليتانو وجياكومو راسبادوري بمستوى جيد، لينتهي الشوط الأول بتقدم الضيوف.
وكانت أحداث الشوط الثاني ساخنة ومثيرة، حيث كانت نقطة التحول في مشاركة الوافد الجديد روميلو لوكاكو المنضم من تشيلسي الإنجليزي بدلاً من راسبادوري في الدقيقة 62.
وزادت المهمة صعوبة على بارما بعد طرد حارس مرماه زينو سوزوكي، نتيجة عرقلة دافيد نيريز المنفرد بالمرمى في الدقيقة 75، ليتحول ديل براتو إلى حارس، بعدما استنفد فابيو بيكيا مدرب بارما كل تبديلاته.
واحتسب الحكم ضربة جزاء ضد بارما، بعد عرقلة السويدي بونتوس ألمكفيست لدافيد نيريز، ولكن تقنية حكم الفيديو المساعد تدخلت بإلغاء هذا القرار في الدقيقة 88.
واستفاد أنطونيو كونتي مدرب نابولي من البدلاء بالشكل الأمثل، في توقيت قاتل حيث مرر ليوناردو سبينازولا كرة إلى لوكاكو، ليسدد المهاجم البلجيكي بقوة من داخل منطقة الجزاء، ليسجل التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وبعدها بأربع دقائق لعب نيريز كرة عرضية من الجهة اليمنى انقض عليها لاعب الوسط الكاميروني أندريه زامبو إنجيسا برأسية قوية ليتقدم نابولي بهدف ثانٍ.
وبهذا الفوز الثمين رفع نابولي رصيده إلى ست نقاط في المركز الرابع، بينما تجمد رصيد بارما عند أربع نقاط في المركز التاسع. وقال كونتي في تصريحات صحفية: «نأخذ النقاط الثلاث واضعين في اعتبارنا أن علينا العمل بعد هذا العبث في فترة الانتقالات». وأضاف: «المدربون عليهم أن يدربوا اللاعبين الذين في طريقهم للرحيل، وانتظار لاعبين لم يسبق لهم العمل معهم، ودون معرفة حالتهم لدى وصولهم».
وأشار كونتي: «لم يكن لدينا أي لاعب خط وسط على مقاعد البدلاء، بعد رحيل جينارو إيكارينو وكولي ساكو على سبيل الإعارة، توجب علينا أن ندعو لعدم حدوث مشكلة لستانيسلاف لوبوتكا وانجويسا».
وقال: «أتمنى أن تتغير الأمور في المستقبل، في ظل استعداد الجميع لتغيير الأنماط واللوائح، ولم نجلب لاعبين للبناء عليهم في الفريق ولكن لسد الفجوات، وأنا سعيد بالعمل الذي قام به النادي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإيطالي نابولي أنطونيو كونتي بارما لوكاكو
إقرأ أيضاً:
المسارعة إلى الخيرات من أعظم العبادات
إن المسارعة إلى الخيرات من أخلاق سيد الخلق سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الأبرار، وربما يأتيك الخير لأنك تمنيته للغير، وإن إطعام الطعام من أعظم أبواب الخير، ومن الأقوال الشائعة: "لقمة في فم جائع خير من بناء جامع"، وخاصة في وقت الأزمات الاقتصادية وصعوبة المعيشة على الفقراء.
ونحن عندما تطرق أسماعنا كلمة "عبادة" فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام والزكاة، وغيرها من العبادات، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلا أن هناك عبادات أصبحت خفية ـ ربما لغفلة الناس عنها - وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة "جبر الخواطر".
إن جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس، وعظمة قلب، وسلامة صدر، ورجاحة عقل، يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاصا أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها، لذا يقول الإمام سفيان الثوري: "ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم".
ومما يعطي هذا العبادة جمالاً أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو اسم الله "الجبار" وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس فهو سبحانه الذِي يجبر الفقر بالغنى، والمرض بالصحة، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق. وطلب الجبر من الله كان من دعاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني". (سنن الترمذي).
وجبر الخواطر هى عبادة يسيرة، ليس شرطا أن تبذل فيها مالا، أو جهدا، فيمكن أن تتحقق بابتسامة، بمسحة على رأس يتيم، بتواضع مع الغير ورفع الحرج عنهم،.. وهكذا "جبر الخواطر" من أعظم العبادات، لذا كان من ثواب فاعلها أن يكافئه الله عز وجل بجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر.
وقد حثنا الإسلام على التنافسِ في الخيرات والتسابق إلى فعلِ الطاعات والقربات، وقد تضافرت نصوص كثيرة مِن القرآن والسنة في هذ الشأن، قال تعالي: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 133)، وقالَ سبحانَهُ: " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الحديد: 21)، ومدحَ الله تعالى أنبياءه بهذه الصفة الحميدة فقالَ: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (الأنبياء:90) وقال بعد ما مدح المتصفين بالأعمال الصالحة مِن عباده الصالحين: "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" (المؤمنون: 61)، وأمرنا بذلك فقال: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة 148)، وقال: "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" (المطففين: 26). وقال: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الواقعة: 10 - 12).
قال ابن القيمِ - رحمه الله -: السَّابِقُونَ في الدُّنْيا إلى الخَيْراتِ هُمْ السَّابِقُونَ يومَ القَيامةِ إلى الجنَّاتِ"، فسارع أخى الكريم إلى الخيرات وبادر إلى الطاعات: "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (المزمل: 20).
والنبي صل الله عليه وسلم ربى أصحابه على المنافسة والمسابقة إلى الخيرات، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا".
أسألك سبحانك أن تجعلنا من المسارعين إلى الخيرات فى الدنيا ومن السابقين إلى الجنات فى الآخرة.. اللهم آمين.