شبكة انباء العراق:
2025-04-26@10:43:14 GMT

القطاعات البشرية والخرافات!!

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

بقلم : تيمور الشرهاني ..

تعيش العديد من القطاعات البشرية في زمن ماضٍ بعيد، مبتعدة عن واقعها المعاصر هذه الجماعات عادة ما تفضل العودة إلى الخرافات والأساطير هاربة من التحديات الحديثة وإن التعايش مع الوهم يصبح أكثر جاذبية عندما يشعر الأفراد بالضياع أو الإحباط في حاضرهم ونتيجة لذلك، تنشأ قناعات مُضللة تغذيها أساطير عتيقة وتصورات غير واقعية هذا الهروب من الحاضر يُمكن أن يؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وتدهور الصحة العقلية.


حيث تُشير القطاعات البشرية التي تعيش في وهم الماضي إلى الجماعات التي تُفضل الحياة وفقاً لتصورات تقليدية أو خرافية. يجعلها ذلك تتجاهل الحقائق المعاصرة والمعلومات الدقيقة المتاحة وتشمل هذه الجماعات المجتمعات التي تعتمد على الأساطير كجزء من هويتها الثقافية ففي كثير من الأحيان، يكون الأفراد في هذه الجماعات أقل انفتاحاً على الأفكار الجديدة والتطورات العلمية كما أن هذه العزلة تجعلهم عرضة للاعتقادات الخاطئة بالتالي، تصبح الخرافات عاملاً مهماً في تنظيم حياتهم اليومية.
وعلى النحو ذاته فأن الكثير من هذه الجماعات تنجذب إلى الخرافات لأسباب متعددة، منها البحث عن الأمان والراحة النفسية. في ظل الضغوط الحديثة يجد الأفراد في هذه الخرافات ملاذاً لهم كما أن تلك الجماعات قد تنشأ في بيئات فقيرة تعليمياً مما يجعلهم أكثر تقبلاً للفكر الخرافي بالإضافة إلى ذلك، يلعب الانتماء الاجتماعي دوراً مهماً، حيث تعزز المعتقدات المشتركة الروابط بين الأفراد في بعض الأحيان، فتصبح الخرافات هي الضمانة لحفظ الهوية الثقافية في النهاية، هذه العوامل تسهم في تعزيز التمسك بالخرافات على حساب الواقع.
لذا يُمكن أن يكون للعزوف عن الحاضر آثار نفسية خطيرة على الأفراد فإن الهروب المُستمر إلى الخرافة قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب وفي العديد من الحالات يصبح الشخص غير قادر على التفاعل مع الواقع بشكل صحي كما تزداد مشاعر العزلة انفراداً بينما يتقوقع الفرد في عالمه الوهمي فلابد من الإشارة إلى أن التعايش مع الأوهام يقلل من القدرة على استكشاف الفرص الجديدة لدى الاغلب كل هذه الآثار تتراكم بمرور الوقت مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية.
لا سيما تتداخل الخرافات بشكل كبير مع الواقع الاجتماعي للجماعات البشرية هنا يُمكن أن تؤثر هذه المعتقدات الخرافية على كيفية تصرف الأفراد في مختلف جوانب حياتهم مثل العمل والتعليم وفي بعض الأحيان تصبح الأساطير هي المحركات الاجتماعية التي تُشغل العلاقات بين الأفراد كما تساهم المجتمعات الخرافية في تقوية الفجوات الطبقية والامتيازات الحقيقية. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للخرافات أن تؤدي إلى عدم المساواة عند اتخاذ القرارات المجتمعية. لذا، فإن التعرف على هذه العلاقة أمرٌ مهم للحد من تأثير الخرافات على الواقع الاجتماعي.
كما تتبنى الجماعات التي تعيش في الماضى الأفكار الأسطورية مما يسبب مخاطراً جدية هذه الأفكار يمكن أن تؤدي إلى التطرف والمعتقدات المتطرفة مما يُهدد الأمن العام. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي إلى العنف والتوترات الاجتماعية كما أن العزوف عن العلوم والعقلانية يمكن أن يضع حواجز أمام التقدم المجتمعي فينبغي أن يكون هناك وعي كامل بعواقب هذه المعتقدات على الأجيال القادمة لذلك، يُعزز ذلك الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه المخاطر.
فلابد من مواجهة تفشي الخرافات بين الجماعات فمن الضروري تعزيز برامج التوعية والتثقيف وتوفير المعلومات الدقيقة والموثوقة لكي يتمكن الأفراد من التحليل النقدي للمواقف بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام وسائل الإعلام الحديثة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد. كما يلعب المجتمع المحلي دوراً محوريًا في تعزيز القيم الإيجابية من خلال النقاشات المجتمعية مما يُعزز من تقوية الوعي الجماعي وفهم أهمية التكيّف مع العصر الحديث ويجعل هذه الاستراتيجيات فعّالة، وأن تكون هناك جهود متكاملة من جميع فئات المجتمع.
كما إن تداخل الخرافات مع الحاضر ليس مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هو تحدٍ يواجه مجتمعات كثيرة. إن فهم الأسباب والآثار المرتبطة بهذه الظاهرة هو الخطوة الأولى تجاه التصحيح. تعزيز الوعي والتثقيف يساعدان على تقليص تأثير هذه المعتقدات على الحياة اليومية ونظرا لذلك أن نعمل جميعًا معًا لتحقيق مجتمع مبني على المعرفة والعقلانية. بتكاتف الجهود، يمكننا تخطي قيود الخرافات والتوجه نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بالإضافة إلى ذلک هذه الجماعات الأفراد فی مکن أن

إقرأ أيضاً:

لفتيت: الجماعات تعيش تحولاً رقمياً و المباراة آلية وحيدة لولوج الوظائف

زنقة 20 | الرباط

أكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أن الوزارة تولي أهمية كبيرة للموارد البشرية بالجماعات الترابية وتنمية قدراتها وكفاءاتها، ولهذه الغاية عملت على اعتماد استراتيجية متعددة الأهداف.

لفتيت، وجوابا عن سؤال كتابي لرئيس الفريق التقدمي بمجلس النواب، حول أوضاع موظفات وموظفي الجماعات الترابية ، قال ان الداخلية عملت على إرساء حكامة جيدة في تدبير الموارد البشرية ، و مواكبة الجماعات الترابية لتأهيل إدارتها من أجل التعيين في المناصب العليا، وذلك وفق شروط نظامية محددة على غرار ما هو معمول به على صعيد القطاعات الوزارية.

كما تطرق لفتيت، إلى التوقيع على اتفاقية شراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتمكين بعض موظفي الجماعات الترابية من التكوين في المهن الصحية بالمعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.

وتلبية للحاجيات المعبر عنها من قبل الجماعات الترابية في مجال التكوين المستمر، ذكر لفتيت، أن الوزارة عملت على إعداد برامج تكوينية وتحسيسية، شملت مواكبة الجماعات الترابية في مجال أجرأة القوانين والمراسيم المتعلقة بها ، و تنفيذ البرنامج السنوي المتعلق بتحسين أداء الجماعات ، المواكبة في مجال الرقمنة والتحول الرقمي ، دعم منظومة التكوين على المستوى الترابي ، تنفيذ البرنامج التكويني الخاص بالمديرية العامة للجماعات الترابية.

و أشار الوزير أيضا إلى اعتماد الرقمنة والتقنيات الحديثة كآلية ضرورية لتنفيذ وتنظيم مختلف التدخلات و المشاركين وتحسين التواصل بغية تزويد المستفيدين بالأدوات والتقنيات الضرورية للتدبير الأمثل للمصالح الجماعية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين.

وفي إطار الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية الممثلة لقطاع الجماعات الترابية، يضيف لفتيت ، تم توقيع بروتوكول بتاريخ 25 دجنبر 2019، بهدف تحسين وضعية موظفي الجماعات الترابية تم الاتفاق من خلاله على مراجعة وضعية الأعوان المؤقتين سابقا، والحاصلين على شهادة الإجازة قبل فاتح يناير 2011 على غرار ما تم بالنسبة للموظفين التابعين للقطاعات الوزارية الأخرى، حيث تمت تسوية 857 حالة وذلك بناء على ترخيص استثنائي للسيد رئيس الحكومة بكلفة مالية مقدرة بحوالي 440 مليون درهم.

و أكد أنه تم تعميم مسطرة المباراة كالية وحيدة لولوج الوظائف العمومية، طبقا لمقتضيات الفصل 31 من الدستور والفصل 22 من الظهير الشريف رقم 1.58.008 الصادر في 24 فبراير 1958 بمثابة النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، وذلك بهدف احترام مبادئ المساواة والاستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين.

و ذكر لفتيت ، أن الوزارة، تبقى منفتحة على إيجاد الحلول الملائمة لتسوية باقي الوضعيات على غرار ما يتم العمل به القطاعات الوزارية الأخرى، وفق ما تسمح به القوانين والنصوص التنظيمية الجاري بها العمل، وحسب حاجيات الجماعات الترابية في مختلف التخصصات.

ومن أجل تثمين الوظيفة العمومية الترابية وتمكين الجماعات الترابية من استقطاب الكفاءات اللازمة للقيام بمهامها على الوجه المطلوب، أشار لفتيت، إلى أنه تم إعداد مشروع قانون بمثابة النظام الأساسي الخاص بموظفات وموظفي الجماعات الترابية، يتضمن مجموعة من الحقوق والضمانات، من بينها نظام التعويضات الخاصة ببعض الفئات سيتم تنزيلها بمقتضى مجموعة من النصوص التنظيمية والتطبيقية والذي عقدت بشأنه سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي النقابات الأكثر تمثيلية بقطاع الجماعات الترابية من أجل التوافق عليه قبل عرضه على مسطرة التشريع.

وقد تم الاعتماد عند صياغته بحسب لفتيت ، على مبدأ المماثلة بغرض الاحتفاظ بنفس الحقوق والواجبات والضمانات على غرار ما هو مطبق بالنسبة لموظفي الدولة وفق مقتضيات النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية والنصوص الصادرة لتطبيقه، مع مراعاة خصوصية إدارات الجماعات الترابية.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح الأسباب التي تدفع الأفراد إلى اللجوء للذكاء الاصطناعي .. فيديو
  • الأخلاق الرقميه
  • لفتيت: الجماعات تعيش تحولاً رقمياً و المباراة آلية وحيدة لولوج الوظائف
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • استشارية :لقاح الحزام الناري يحمي الأفراد البالغين 50 عاماً من الإصابة..فيديو
  • باحث: حظر جماعة الإخوان في الأردن جاء بعد إجراءات كثيرة .. فيديو
  • التسارع نحو العنف.. الجماعات النازية الجديدة وتكتيكات داعش على الإنترنت
  • محلل سياسي أردني: جماعة الإخوان مارست سياسة التضليل والتغرير بالشباب
  • ماهر فرغلى يكشف تفاصيل حظر الأردن للتيار الحمساوى داخل جماعة الإخوان
  • إضراب وطني يشل قطاع الجماعات الترابية والتدبير المفوض لليوم الثاني