وجهت خطاباً لمجلس الأمن حول سد النهضة.. القاهرة: مستعدون لاتخاذ كافة الخطوات للدفاع
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
القاهرة - وجهت مصر، الأحد 1سبتمبر2024، خطابا إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إثر التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، حول المرحلة الخامسة من ملء "سد النهضة".
وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في الخطاب: "رفض مصر القاطع للسياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي، والتي تُشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، والبيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر/ أيلول 2021"، وفق وكالة سبتونيك الروسية.
وتابع منوها بأن "تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، حول حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي، تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلا للدولة المصرية، وتمثّل استمرارا للنهج الإثيوبي المثير للقلاقل مع جيرانها، والمهدد لاستقرار الإقليم، الذي تطمح أغلب دوله لتعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، بدلا من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب تربطها وشائج الأخوة والمصير المشترك".
وأوضح الخطاب المصري لمجلس الأمن كذلك أن "انتهاء مسارات المفاوضات بشأن "سد النهضة"، بعد 13 عاما من التفاوض بنوايا مصرية صادقة، جاء بعدما وضح للجميع أن أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور، بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل لحل، مع سعيها لإضفاء الشرعية على سياساتها الأحادية المناقضة للقانون الدولي، والتستر خلف ادعاءات لا أساس لها، أن تلك السياسات تنطلق من حق الشعوب في التنمية".
وأضاف مُشددا على أن "مصر لطالما كانت في طليعة الدول الداعمة للتنمية بدول حوض النيل، وأن التنمية تتحقق للجميع في حالة الالتزام بالممارسات التعاونية المنعكسة في القانون الدولي وعدم الإضرار بالغير وتعزيز الترابط الإقليمي".
كما شدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في خطابه لمجلس الأمن، على أن "السياسات الإثيوبية غير القانونية سيكون لها آثارها السلبية الخطيرة على دولتي المصب مصر والسودان، وبالرغم من أن ارتفاع مستوي فيضان النيل في السنوات الأخيرة، وكذلك الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية، قد أسهما في التعامل مع الآثار السلبية للتصرفات الأحادية لـ"سد النهضة" في السنوات الماضية، إلا أن مصر تظل متابعة عن كثب للتطورات ومستعدة لاتخاذ كافة التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه".
وختم بيان وزارة الخارجية المصرية، بالإشارة إلى أن "اللجنة العُليا لمياه النيل كانت قد اجتمعت برئاسة رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي، وأكدت حق مصر في الدفاع عن أمنها المائي، واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك على مختلف الأصعدة".
وواصل البيان أن "اللجنة تناولت كذلك سبل تعزيز التعاون في حوض النيل، على ضوء اقتناع مصر بضرورة تضافر الجهود لاستقطاب التمويل لتنفيذ المشروعات التنموية بدول حوض النيل الشقيقة، وفقا للممارسات التعاونية المتفق عليها دوليا، بما من شأنه تكريس الرخاء والازدهار للجميع، وتجنّب الانجراف لآفاق التوتر وتقاسم الفقر، التي يمكن أن تنتج عن السياسات الإثيوبية غير التعاونية".
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أعلن في لقاء متلفز، بتاريخ 25 أغسطس/ آب الماضي، أن بناء "سد النهضة" الإثيوبي سيكتمل بناؤه بعد موسم الأمطار القادم.
ووفقا لأحمد، فإن "السد يحتوي حاليا على 60 مليار متر مكعب من المياه، ومن المتوقع أن يصل إلى 71 مليارا بحلول شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وفقا لصحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.
كما صرح رئيس الوزراء الإثيوبي، أنه "من المتوقع الانتهاء من غالبية أعمال بناء "سد النهضة" بحلول ديسمبر، مما يسمح بتشغيل ثلاث توربينات إضافية، ليصل إجمالي عدد التوربينات العاملة إلى 7".
وكانت مصر، قد أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، انتهاء مسار التفاوض مع إثيوبيا، حول سد "النهضة" دون نتيجة، مؤكدة الاحتفاظ بحقها للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضه للضرر.
يشار إلى أن عدم التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث (مصر، إثيوبيا، السودان) أدى إلى زيادة التوتر السياسي فيما بينها، وإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، الذي عقد جلستين حول الموضوع، دون اتخاذ قرار بشأنه.
وبدأت إثيوبيا في تشييد سد "النهضة" على نهر النيل الأزرق، عام 2011، بهدف توليد الكهرباء.
وتخشى مصر أن يلحق السد ضررا بحصتها من المياه، والتي تحصل على أغلبها من النيل الأزرق، فيما تتزايد مخاوف السودان من تضرر منشآته المائية، وتناقص حصته من المياه.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإثیوبی لمجلس الأمن سد النهضة
إقرأ أيضاً:
جامعة النيل تستضيف اللواء سمير فرج في ندوة حول الأمن القومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضاف صالون "النيل" – المنبثق عن جامعة النيل اللواء أ.ح/ سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، في لقاء موسع وندوة تثقيفية متخصصة تحت عنوان: "الأمن القومي المصري.. تحديات ومقومات".
يأتي ذلك في إطار حرص جامعة النيل، برئاسة الدكتور وائل عقل، على بناء وعي طلابها وتعزيز انتمائهم الوطني، وانطلاقًا من رسالتها المجتمعية في مناقشة مختلف الملفات الحيوية التي تهم مؤسسات الدولة المصرية.
جاءت الندوة تزامنًا مع احتفالات مصر بذكرى تحرير سيناء في الخامس والعشرين من أبريل، وتأكيدًا على أهمية ترسيخ الوعي الوطني وتعزيز قيم الانتماء والاعتزاز بتاريخ الوطن وتضحيات أبنائه.
خلال اللقاء، تناول اللواء سمير فرج، أبرز التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، وأهم المقومات التي تسهم في حمايته، مع التركيز على دور المواطن، ولا سيما الشباب، في دعم استقرار الدولة وبناء مستقبلها. وأكد أن مصر تواجه، ولأول مرة منذ آلاف السنين، تهديدات على حدودها من كل الاتجاهات، ما يجعل من بناء الشخصية الوطنية أولوية قصوى. معتبراً بناء وعي الشباب أول خطوط الدفاع عن الأمن القومي.
سمير فرج: جامعة النيل تمثل شريانًا حيويًا من شرايين الاستثمارفي بداية حديثه، عبّر اللواء فرج عن سعادته بدور جامعة النيل في مجال البحث العلمي ونشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، مؤكدًا أن الجامعة تمثل شريانًا حيويًا من شرايين الاستثمار في العقول والطاقات الشبابية من خلال طلابها وأساتذتها ومشروعاتها البحثية التي تسعى لخدمة الاقتصاد القومي. كما طالب الشباب – باعتبارهم جيل المستقبل – بضرورة التفكير العقلاني وعدم الانسياق وراء الشائعات أو التسرع في ترويج الأخبار الزائفة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
سمير فرج: "بناء وعي الشباب أول خطوط الدفاع عن الأمن القوميوأوضح فرج أن الدولة المصرية تواجه تحديات جسيمة على مختلف الأصعدة، وفي جميع الاتجاهات الحدودية، مشيرًا إلى أن هذا الوضع لم تشهده مصر من قبل، وهو ما يعكس في الوقت ذاته قوة مصر ومكانتها المحورية في المنطقة. واستعرض تداعيات الأزمات الإقليمية، بدءًا من الحرب في غزة، مرورًا بجنوب لبنان، وصولًا إلى التصعيد العالمي الأخير، مؤكدًا أنها جميعًا تمثل تهديدات مباشرة لاستقرار مصر والمنطقة. كما أشاد بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكمته في إدارة المشهد وحماية مقدرات الشعب المصري، مثمنًا جهود القوات المسلحة في تأمين الحدود والتعامل مع التحديات المختلفة، ولا سيما في ظل امتلاك مصر لقوة عسكرية رادعة تحمي أمنها القومي.
وفيما يخص الوضع في الأراضي الفلسطينية، قال اللواء سمير فرج، إن القضية كانت مهددة بالضياع في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، لكن الفصائل الفلسطينية أسهمت في إحيائها وجعلها ضمن أولويات السياسة الدولية.
وأكد اللواء فرج أن مصر خاضت حروبًا وتحديات جسيمة عبر تاريخها، لكنها كانت دومًا تخرج منها أقوى بفضل تماسك شعبها وقوة مؤسساتها. كما أشار إلى أن القيادة السياسية تدير الملفات الأمنية والعسكرية باحترافية عالية، مشددًا على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.
الدكتور وائل عقل: نحرص على ربط طلابنا بقضايا الوطن المصيريةمن جانبه، عبّر الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، عن سعادته باستضافة اللواء سمير فرج، واصفًا إياه بأنه "قيمة وطنية رفيعة وخبرة ثرية تستحق أن تُنقل للأجيال الجديدة".
وقال عقل: "نحرص في الجامعة على أن نكون أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، بل منارة للوعي والفكر، تعمل على تأهيل طلابها ليكونوا جزءًا فاعلًا من حاضر ومستقبل وطنهم. وتأتي هذه الندوة في إطار رؤيتنا لتشكيل وعي طلابنا بقضايا الوطن المصيرية، وفي مقدمتها قضية الأمن القومي.
وأضاف أن الندوة مثلت فرصة مميزة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة للمشاركة في حوار وطني بنّاء، والاستفادة من الرؤية التحليلية العميقة التي قدمها أحد أبرز الرموز العسكرية والفكرية في مصر.
وفي ختام الندوة، أهدى الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، درع الجامعة إلى اللواء أ.ح/ سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، تقديرًا لعطائه الوطني ودوره البارز في خدمة الوطن على المستويين العسكري والاستراتيجي.
IMG-20250423-WA0198 IMG-20250423-WA0200 IMG-20250423-WA0197 IMG-20250423-WA0199 IMG-20250423-WA0195 IMG-20250423-WA0193 IMG-20250423-WA0192 IMG-20250423-WA0194