الغارديان تروي تجربة الطفلة ملاك المرعبة مع جنود الاحتلال بطولكرم
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
قالت صحيفة غارديان إن إسرائيل متهمة باستخدام فتاة تبلغ من العمر (10 سنوات) درعا بشريا أثناء تنفيذها هجومها المدمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في سياق توغل حاصرت خلاله القوات الإسرائيلية قائد لواء نور شمس محمد جابر، المعروف باسم أبو شجاع، حيث قتلته مع 4 من مقاتليه.
وافتتحت الصحيفة تقريرا -بقلم جوليان بورغر وسفيان طه- بالتجربة التي عاشتها ملاك شهاب (10 سنوات)، عندما نزع جنود الاحتلال كمامة كلبهم ووجهوه إليها مباشرة، بعد أن أخرجوا النساء و4 من الأطفال إلى الشارع واحتفظوا بها.
توسلت الفتاة للجنود أن يتركوها مع والدتها، لكن الجنود لم يكن لديهم سوى عبارة واحدة باللغة العربية المهذبة "افتحوا الأبواب"، وبحسب رواية ملاك، دفعها الجنود إلى كل باب من أبواب منزل عمتها، وظلوا مرابطين خلفها على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على من قد يكون بالداخل.
ونفى الجيش الإسرائيلي مزاعم عائلة شهاب هذه، وقال متحدث باسمه إن "مثل هذه الأحداث تتعارض مع مدونة قواعد السلوك في جيش الدفاع الإسرائيلي، ووفقا لتحقيق أولي، فإن هذه القصة ملفقة ولم تحدث"، علما أن مزاعم مماثلة قد وردت خلال غزو سابق في نور شمس في أبريل/نيسان الماضي، ونفاها الجيش أيضا، كما توضح الصحيفة.
الأكثر رعبا
كانت هذه التجربة الأكثر رعبا التي عاشتها ملاك في الغارة الإسرائيلية، ولكنها لم تكن الأولى في حياتها القصيرة، لأن مخيم نور شمس الواقع بمدينة طولكرم بالضفة الغربية معروف بنزعته النضالية، وله قوة مسلحة خاصة به، وهي لواء نور شمس.
كانت الغارات على المخيم، وعلى مخيم جنين ومخيم الفارعة، تكرارا شرسا لنمط مستمر على مدى عقود، ففي كل مرة يأتي الجنود بحثا عن النشطاء، ويخلفون وراءهم دمارا ومدنيين مصابين بصدمات نفسية قبل الانسحاب، ثم يتم تنظيف الفوضى، في عملية يسميها بعض الجنرالات والخبراء الإسرائيليين، "جز العشب".
وفي سياق التوغل الذي جرى الأسبوع الماضي -كما تقول الصحيفة- حاصرت القوات الإسرائيلية قائد لواء نور شمس محمد جابر (26 عاما) المعروف باسم أبو شجاع، وقتلته مع 4 من مقاتليه، وقالت إنهم كانوا ينوون شن هجمات على الإسرائيليين.
وكان الضرر الذي لحق بمخيم نور شمس دراماتيكيا، ففي قلب المخيم، بدت على أغلب المنازل علامات الضرر، وتحولت الطرق إلى مسارات مليئة بالحصى بفعل جرافات جيش الاحتلال التي تأتي لإزالة أي قنابل مزروعة على جانب الطريق.
وفي كل مرة -كما تقول الصحيفة- يتعرض المزيد من الأطفال في نور شمس للعنف، وفي الغارة السابقة قبل 9 أشهر، أغمي على ملاك من الدخان الناجم عن انفجار خارج منزل العائلة، لذا أرسلها والدها هذه المرة هي ووالدتها وإخوتها إلى منزل شقيقته، لكنه لم يكن أكثر أمانا كما يبدو، وعندما سُئلت عن شعورها بعد 3 أيام، قالت ملاك "خائفة ولكن غاضبة أيضا".
صبورون لكننا أيضا متعبون
وبحلول يوم الجمعة، أعاد المخبز المحلي فتح أبوابه، ويتذكر الخباز كيف تم جمع الذكور من عائلته صغارا وكبارا، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وتم نقلهم مقيدين إلى مستودع في أحد طرفي المخيم، حيث تم استجوابهم عن مكان وجود اللواء ومخابئ أسلحته، وقال الخباز مشيرا إلى ابنه "لم تكن هناك رحمة حتى مع الأطفال. لماذا يأخذون صبيا يبلغ من العمر 13 أو 14 عاما من منزله ويضربونه ضربا مبرحا ويكسرون هاتفه؟".
وعلى الطريق خارج المخيم، كانت الجرافات تزيل الأسفلت الممزق والحطام، في حين كانت شاحنات الإسمنت وشاحنات الصرف الصحي تزحف في كلا الاتجاهين، وكانت شركة الهاتف قد أنشأت كشكا تحت مظلة للإشراف على إصلاح الخطوط.
وقالت أم رائد (72 عاما)، وهي تجلس في شارع مليء بالمنازل المدمرة والمحترقة "لقد عشت الحرب عام 1967 وانتفاضتين لكنني لم أر شيئا كهذا من قبل. ماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن صبورون لكننا أيضا متعبون للغاية".
أما بالنسبة لهيثم، فإن اللوم يعود إلى ما هو أبعد من إسرائيل بكثير، إلى البريطانيين الذين وعدوا اليهود بأرض لم يكن من حقهم أن يعطوها لهم، وقد حذر قائلا إن "مأساتنا تقع على عاتقكم. إن هذه الدماء على أيدي البريطانيين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات نور شمس
إقرأ أيضاً:
الغارديان: فضيحة دردشة سيغنال تكشف عن إفلات مسؤولي ترامب من العقاب
قالت صحيفة "الغارديان" إن فضيحة دردشة سيغنال أنها كشفت عن عدم صدق منتظم داخل الإدارة الأمريكية، فلم تقتصر الحادثة سيئة على الكشف عن تفاصيل حساسة تتعلق بالعمليات العسكرية في اليمن، بل تكشف أيضا عن نمط من الغش المؤسسي داخل إدارة ترامب، وما يترتب على ذلك من عواقب قانونية.
ويكشف هذا التسريب، كما تشير الصحيفة، عن نظام من المساءلة الفاشلة، حيث يمكن لكبار المسؤولين إفشاء أسرار عسكرية بدون خوف من العقاب.
ورغم الانتهاكات المحتملة لبروتوكولات السرية وقوانين حفظ السجلات الفدرالية ووعود الأمن التشغيلي، يبدو أن القادة لن يواجهوا أي عواقب قانونية جسيمة.
وقد أكدت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت ووزير الدفاع بيت هيغسيث موقف الإدارة القائل بأن أيا من الرسائل في دردشة سيغنال لم تكن سرية، مدعيين أنها كانت بمثابة "تحديث للفريق" لم يذكر أسماء مصادر أو أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية.
إلا أن بريان فينوكين، المدعي العام السابق بوزارة الخارجية والذي يتمتع بخبرة واسعة في مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية، بما في ذلك المداولات وتقديم المشورة بشأن الضربات العسكرية الأمريكية السابقة ضد الحوثيين في اليمن، قال إن خصوصية المعلومات المتعلقة بأنواع الطائرات تشير إلى أنها سرية.
وقال فينوكين: "لو اطلعت على هذا النوع من المعلومات مسبقا، والتي أُشركت فيها عملية خاصة، فمن خبرتي تعتبر سرية".
وأضاف: "لا أستطيع ضمان صحة المعلومات التي شاركها هيغسيث، ولكن من واقع خبرتي، فإن هذه التفاصيل السابقة للعملية ستكون سرية".
وقال إن إرشادات وزارة الدفاع الخاصة بها تقترح أن هذا النوع من الخطط التفصيلية على دردشة سيغنال ستعامل عادة على مستوى "السرية"، فيما ستصل التحديات الدورية إلى مستوى عالي من التصنيف الأمني. وقد تضمنت المعلومات التي شاركها هيغسيث ملخصا للتفاصيل العملياتية المتعلقة بضرب أهداف الحوثيين في اليمن، مثل مواعيد إطلاق مقاتلات إف-18 والوقت المتوقع لإسقاط القنابل الأولى وتوقيت إطلاق صواريخ توماهوك البحرية.
وتم إرسال تحديث هيغسيث قبل تنفيذ العملية، والذي يشير إلى الإهتمام بأمن العملية، ويؤكد إدراكه لحساسية الأمر. وبناء على قواعد التصنيف السري فإن المعلومات حول "تاريخ ووقت بدء المهمة/العملية"، و"الخطوط الزمنية/الجداول الزمنية"، و"مفهوم العمليات بما في ذلك ترتيب المعركة، وظروف التنفيذ، ومواقع التشغيل، والموارد المطلوبة، والمناورات التكتيكية، والانتشار" تعتبر داخلة ضمن التصنيف السري.
وتضمنت المحادثة أيضا رسالة من مايك والتز، مستشار الأمن القومي، الذي شارك تحديثا في الوقت الفعلي، جاء فيه : "الهدف الأول، كبير مسؤولي الصواريخ لديهم، كان لدينا هوية إيجابية له وهو يدخل إلى مبنى صديقته وقد انهار الآن"، وهو تحديث كان كاف للكشف عن القدرات والأصول التي تمتلكها الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال فينوكين إن المجالات الأساسية المثيرة للقلق القانوني ستكون قانون التجسس، الذي يستخدم عادة لاستهداف المبلغين عن المخالفات وقانون السجلات الفدرالية، الذي يلزم الوكالات الفدرالية الحفاظ على الوثائق وقانون السجلات الرئاسية، الذي يتطلب من الرئيس حفظ جميع سجلاته لنقلها إلى الأرشيف الوطني بعد انتهاء ولايته.
وأوضح أن "السؤال الأهم هو: من سمح فعليا بماذا فيما يتعلق باليمن؟" مجيبا: "ليس واضحا ما هو القرار الذي اتخذه ترامب. لا نعرف ما الذي سمح به ترامب". وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض إنه بينما يستخدم الكثيرون في الحكومة تطبيق سيغنال للسهولة، إلا أنه لا يمكن النظر لهذه الحادثة إلا بكونها "عملية هواة شاملة"، وأن إفراط هيغسيث في مشاركة المعلومات كان سيؤدي إلى إلغاء إدارات سابقة تصريحه الأمني.
وقال المسؤول: "لكنت فقدت تصريحي الأمني" و" أعني، أن هؤلاء لن يفقدوا تصاريحهم الأمنية، لأنه لا يوجد من يهتم بأي شيء بعد الآن، ولكن لو فعلت هذا، لخضعت للتحقيق، ولفقدت تصريحي الأمني".
وتتجاوز شبكة المغالطات المحتملة نفي البيت الأبيض الرسمي لاحتواء المحادثة على أي معلومات سرية. وحاول والتز، الذي تظهر لقطات على الشاشة أنه هو من أقام المجموعة ودعا إليها الأعضاء، النأي بنفسه عن الحادثة، مدعيا" "لم ألتق قط ولا أعرف ولم أتواصل قط" مع جيفري غولدبيرغ، رئيس تحرير مجلة "أتلانتك"، وهو تصريح كذبته المجلة التي تحدث تقريرها عن وجود تواصل سابق بينهما.
وكشفت الحادثة عن استخدام أعداد كبيرة من المسؤولين الأمريكيين تطبيق سيغنال للتواصل عبر مجموعات دردشة، بدلا من اللجوء إلى قنوات اتصالات حكومية يعرفون بها، وهو ما يثير العديد من الأسئلة الإضافية حول التعامل مع المعلومات.
ويواجه المسؤولون تحقيقا محتملا من قبل المفتش العام لوزارة الدفاع، قد يحرج إدارة ترامب، بعد أن طلب كبار أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، من الجمهوريين والديمقراطيين مراجعة في رسالة نادرة مشتركةٍ بين الحزبين يوم الأربعاء.
ومع ذلك لا يبدو أن أيا من المسؤولين سيواجه تحقيقا بموجب قانون التجسس الذي يجرم الكشف غير المناسب عن "معلومات الدفاع الوطني" بغض النظر عن تصنيفها، ويعود ذلك جزئيا إلى أن وزارة العدل في عهد ترامب لن تقوم على الأرجح بمقاضاة مسؤولي حكومتها.
وقال ترامب في مناسبة ترشيح سفراء الولايات المتحدة في البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن القضية لا تدخل في صلاحية مكتب التحقيقات الفدرالي، أف بي آي، للتحقيق. وقد اقترح بعض عملاء أف بي آي أن هذا قد يكون صحيحا لأن المسألة لا تتعلق بالتجسس لصالح عدو خارجي.