واشنطن - الوكالات

كشف موقع (موندويس) الأمريكي، النقاب عن بعض الجوانب التي يتم من خلالها صنع القرار داخل أروقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والطريقة التي يدير بها يحيى السنوار الحركة إثر توليه رئاسة مكتبها السياسي.

وقال الموقع في تقرير، إنه بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران، اختارت الهيئة الاستشارية العليا للحركة (مجلس الشورى)، بسرعة وبالإجماع يحيى السنوار خلفا له.

 

وأضاف التقرير “زعم العديد من المحللين، أن صعود السنوار يشير إلى قطيعة تامة مع سياسات هنية وأعضاء كبار آخرين في المكتب السياسي، لكن هذا التحليل مضلل، وينم عن فهم سطحي ليس فقط لقادة الحركة، بل وللحركة ككل”.

وأشار التقرير إلى أن الافتراض بأن زعامة السنوار تمثل قطيعة مع الماضي، يتبع ميلا في التحليل الغربي إلى النظر إلى القادة الفلسطينيين من خلال ثنائيات غامضة وبسيطة من قبيل “الصقور مقابل الحمائم” أو “المعتدل مقابل المتشدد”، موضحا أن هذه التسميات تخفي أكثر مما تكشف.

ولفت التقرير إلى أن نهج التركيز المبالغ فيه على نفسية يحيى السنوار، يختزل السياسة المعقدة التي يتم بها صنع القرار داخل الحركة، ويفترض أن عملية صنع القرار في حماس تعتمد إلى حد كبير على الشخصية وليس نتاجًا للنقاشات الداخلية القوية والانتخابات والمداولات المعقدة والتشاور والمساءلة المؤسسية، على حد وصف التقرير.

كيف يدير السنوار حركة حماس؟

وأشار التقرير إلى أن “التراكم والتشاور” يشكلان أهمية بالغة لفهم كيفية عمل الحركة وقادتها، إذا إن أي فهم للحركة بشكل عام، ولحكم السنوار في غزة بشكل خاص، لابد وأن يأخذ في الاعتبار هذه المكونات التي لا غنى عنها في الديناميكية المؤسسية المتطورة لحماس وقوتها.

وأشار الموقع إلى أن مصطلح “التراكم” يستخدم عادة لوصف التقدم العسكري والمهارات السياسية التي يجلبها قادة حماس إلى الطاولة للتعامل مع المسائل الصعبة المتعلقة بالحكم تحت الحصار، ولحظات العزلة الإقليمية، وكذلك لحظات بناء التحالفات الإقليمية.

أما “التشاور” فيعد وفقا للتقرير، أفضل الممارسات والهياكل داخل حماس، إذ إن للحركة هيئات استشارية على مستويات مختلفة تعمل كهياكل مساءلة واستشارية للقيادة السياسية. ويتم انتخاب الأعضاء وهم يشملون الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والشتات والسجون.

مجلس الشورى العام

وتعين الهيئة الاستشارية العليا (مجلس الشورى العام) أعضاء في هيئة مستقلة تنسق وتشرف على انتخابات المكتب السياسي لضمان الشفافية. وفي حين أن المعلومات المحدودة حول هذه الهياكل تجد طريقها إلى الجمهور، فإن سيناريو طارئا مثل اغتيال إسماعيل هنية كشف أن مجلس الشورى العام استطاع أن يعين خليفة له في ظروف استثنائية، حيث تم اختيار السنوار بالإجماع.

وبحسب الموقع، لا تقتصر ممارسة وهيكلية التشاور على الجناح السياسي لحماس، فالجناح العسكري للحركة (كتائب القسام) لديه أيضًا إجراءات للتشاور. وقد لعب السنوار دور المنسق بين الجناحين العسكري والسياسي بعد انضمامه إلى المكتب السياسي.

وبموجب هذه الديناميكية نفسها، عندما يتخذ زعيم مثل السنوار أو هنية قرارًا رئيسيًا، فإنه لا يصل إليه من خلال التشاور مع شخصيات من ذوي الخبرة فحسب، بل إنه مسؤول أمام الدوائر الانتخابية داخل الحركة.

الاستعداد للمعركة

وباعتبارهما رئيسان للقيادة في غزة والمكتب السياسي، عمل السنوار وهنية معًا وظهرا غالبًا في اجتماعات عامة مع مختلف الدوائر الانتخابية للتجمع حول المصالحة الوطنية.

وبالنسبة لهما، لم تكن المصالحة الوطنية هي الشاغل الأول المتمثل في إصلاح العلاقات مع حركة “فتح” وتوحيد الجسم السياسي الفلسطيني فحسب، بل كانت تعني أيضًا سد الفجوات السياسية الأخرى، فضلاً عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية في غزة. كان كل هذا من أجل الاستعداد للمعركة القادمة، وتجميع القوة العسكرية اللازمة والدعم الشعبي والوحدة السياسية.

يحيى السنوار في تجمع خطابي له بغزة (رويترز)

وفي خطاب له قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال السنوار “في غضون فترة محدودة من الأشهر، والتي أقدر أنها لن تتجاوز عامًا واحدًا، سنجبر الاحتلال على مواجهة خيارين، إما أن نجبره على تنفيذ القانون الدولي واحترام القرارات الدولية والانسحاب من الضفة الغربية والقدس وتفكيك المستوطنات وإطلاق سراح الأسرى وضمان عودة اللاجئين وتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس؛ أو نضع هذا الاحتلال في حالة من التناقض والتصادم مع النظام الدولي بأكمله، ونعزله بشكل متطرف وقوي، وننهي اندماجه في المنطقة والعالم أجمع، ونعالج حالة الانهيار التي حدثت على جميع جبهات المقاومة على مدى السنوات الماضية”.

هل “حماس” بالفعل حركة مؤسسات؟

وأشار التقرير إلى أن شخصية يحيى السنوار “تم تضخيمها” في وسائل الإعلام الغربية وحتى العربية. وأوضح أن هذه المناقشات حول حماس في كثير من الأحيان كانت تستند إلى الشائعات والتلميحات والمزاعم غير المؤكدة التي تميل إلى تسليط الضوء على الخلافات بين قطاعات من قيادتها، ووصف القادة على غرار “المعتدلين” الذين يفضلون الدبلوماسية والمفاوضات مقابل “الصقور المتشددين”.

وتابع التقرير، أنه على مر السنين، أثبتت حماس قدرتها على الاستفادة من الخلفيات المتنوعة لقادتها لتعزيز قدرتها عبر الجبهات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والشعبية.

وأكد التقرير أنه انطلاقا من مبادئ التشاور والتراكم، فإن حماس هي في نفس الوقت حركة أفقية وحركة مؤسسات، وأن هذه المؤسسات مثل (مجلس الشورى) ساعدت الحركة على رؤية نفسها خلال لحظات عدم اليقين، مثل اغتيال إسماعيل هنية، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو أحدث مثال على إظهار حماس مستويات غير مسبوقة من الديناميكية والمرونة المؤسسية مقارنة بتاريخ بناء المؤسسات بين الفصائل الفلسطينية.

هل القضاء على السنوار سيقضي على حماس؟

ونوه التقرير إلى أنه في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والإبادة الجماعية التي تلتها في غزة، أثيرت المزيد من الأسئلة حول حماس بشكل عام، وشخصية يحيى السنوار بشكل خاص، حيث لا يزال كثيرون يشيرون إلى السنوار باعتباره العقل المدبر للعملية، ويصرون على رواية مفادها أنه إذا كان السنوار هو حماس وحماس هي السنوار، فإن القضاء على أحدهما سينهي الآخر.

وأضاف “في واقع الأمر، ربما لا يشكل ما نعتقد أننا نعرفه عن التخطيط والتنفيذ للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أكثر من قطرة في محيط. ولكن الأدلة المتاحة للجمهور تخبرنا بأن يحيى السنوار، مثل أسلافه، كان صريحا وواضحا تماما بشأن الاتجاه الذي تتجه إليه الحركة. وقد صُدمت القوى الكبرى لأنها قللت من شأن الحركة وتجاهلتها، وليس لأنها خُدِعَت”.

كتائب القسام خلال معركة طوفان الأقصى

وتابع “ما ينبغي للمحللين أن يعرفوه هو أن حماس حركة مؤسسات، ومثلها كمثل أي حركة جماهيرية أخرى، تجمع بين تيارات وتوجهات سياسية مختلفة قد تختلف حول التكتيكات، ولكن ليس الاستراتيجية”.

واختتم الموقع تقريره بالقول إنه لا يوجد دليل موثوق يشير إلى أن السنوار استحوذ على هيكل الحركة بالكامل وركز السلطة حوله، مؤكدا في الوقت ذاته، أن هناك الكثير من الأدلة على أن السنوار ليس مجرد نتاج للحركة، بل شخص أمضى عقودًا في بنائها، ومن غير المرجح أن يتجاهل الأشخاص الذين نشأ معهم سياسياً والعمليات التي ساعد في تأسيسها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المکتب السیاسی التقریر إلى أن یحیى السنوار مجلس الشورى

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي يسلط الضوء على القاذفة الشبحية B-2 ونوع الذخائر التي استهدفت تحصينات الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)

سلط معهد أمريكي الضوء على أهمية نشر القاذفة الشبحية   B-2في اليمن ونوعية حجم الذخائر التي قصفت أهدافا محصنة لجماعة الحوثي في البلاد وكيف يمكن لها أن تساعد في تعزيز الرسائل الأميركية إلى إيران.

 

وقال "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في تحليل ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن "الأهمية الاستراتيجية لضربة دقيقة على اليمن باستخدام زوج من الأصول الوطنية الأميركية بقيمة 2.2 مليار دولار أميركي توضح التزام واشنطن القوي بمكافحة التهديدات للأمن الدولي".

 

وأشار إلى الطائرة B-2 تتمتع بعدد من السمات المحددة التي تؤكد على أهمية نشرها في اليمن. لافتا إلى أن التصميم المتقدم في التخفي والقدرة على البقاء يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استهداف وتدمير الطائرة B-2، مما يسمح للقاذفة باختراق المجال الجوي المحمي بشدة وتوجيه ضربات دقيقة على أهداف محصنة.

 

وتطرق التحليل إلى الأسلحة الموجهة بدقة التي يمكن أن تحملها الطائرة B-2 لهذا النوع من المهام وقال: قنبلتان خارقتان للذخائر الضخمة من طراز GBU-57A/B، يبلغ وزن كل منهما 13.6 طن، وقادرة على اختراق 60 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 200 قدم من الأرض؛ وقنبلتان من طراز GBU-28/B أو GBU-37/B بوزن 2.2 طن، قادرتان على اختراق أكثر من 20 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 100 قدم من الأرض؛ أوما يصل إلى ستة عشر قنبلة من طراز GBU-31 بوزن 907 كجم، كل منها قادرة على اختراق أكثر من 6 أقدام من الخرسانة المسلحة.

 

وتشير التقارير إلى أن القاذفات المستخدمة في مهمة اليمن استخدمت قنابل اختراقية من طراز GBU-31 فقط، وهو ما كان ينبغي أن يكون سلاحاً مناسباً نظراً للطبيعة غير المتينة للكهوف الجيرية والرملية حول صنعاء وصعدة التي يستخدمها الحوثيون لتخزين الأسلحة. كما تفيد التقارير بأن نحو عشرين قنبلة اختراقية فقط في الخدمة، مما يجعلها أصولاً ثمينة للغاية في مخزون B-2.

 

وأكد التحليل أنه لا يوجد أي دولة أخرى في العالم لديها ما يعادل بشكل مباشر مزيج B-2 من التخفي والمدى والقدرة على الحمولة. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد دولة تقترب في دعم مثل هذا الأصل لوجستيًا على مثل هذه المسافات الكبيرة.

 

وقال "يبدو أن الطائرة المشاركة في الضربة على اليمن انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري. يبلغ مدى B-2 غير المزود بالوقود حوالي 11000 كيلومتر، واعتمادًا على الطريق، فإن اليمن ستكون رحلة حوالي 14000 كيلومتر في كل اتجاه.

 

وتابع المعهد الأمريكي "كانت هناك حاجة إلى عمليات إعادة تزويد بالوقود جواً متعددة حتى تصل الرحلة إلى وجهتها وتعود إلى الوطن. أيضًا، في حين أن المجال الجوي اليمني ليس محميًا بشكل كبير، فإن استخدام B-2 لا يزال يتطلب مستوى معينًا من السرية لحماية الإجراءات التشغيلية".


مقالات مشابهة

  • مسئول أمريكي يحذر الدول التي ستحاول اعتقال نتنياهو
  • التقرير الطبي يكشف حقيقة احتياج سعد الصغير للترامادول أمام المحكمة.. غدًا
  • تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة
  • بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
  • عاجل| تقرير الطب الشرعي يكشف سبب وفاة الملحن محمد رحيم
  • معهد أمريكي يسلط الضوء على القاذفة الشبحية B-2 ونوع الذخائر التي استهدفت تحصينات الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • مفاجأة بشأن رأي غرفة الفار في «لقطة» يحيى عطية الله أمام الاتحاد.. عاجل
  • حركة حماس: مجازر الاحتلال في غزة استخفاف مهين بالإنسانية والأعراف والقوانين الدولية
  • متى سيُوقف نتنياهو حرب لبنان؟ تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • تقرير أمريكي يبين أهمية التعداد السكاني في العراق: سيعيد تشكيل هذه الخارطة