فعلوا بهم الأفاعيل.. سكان أصليون كنديون يسعون للتحقيق بتجارب أميركية مروعة على أبنائهم
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
تسعى مجموعات نسائية من السكان الأصليين في كندا إلى كشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب "مروعة" لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قبل نصف قرن.
وتحاول هؤلاء النسوة منذ عامين وقف مشروع بناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال، تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ضغوط ومطالبات بتعويضات عن العبودية في الولايات المتحدةlist 2 of 2عبر الغناء.. أفغانيات يتحدين قانونا جديداend of list
وقالت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاما من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غرب مونتريال "أخذوا أبناءنا وفعلوا بهم كل ما يخطر في بال. كانوا يجرون اختبارات عليهم".
وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي "إم كي ألترا".
خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.
أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس. وقالت كاهنتينثا "كانوا يريدون محونا".
ورأت هذه الناشطة -وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار- أن هذه الحرب "أهم شيء في حياتها". وقالت "نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية".
في خريف 2022 حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، وهو مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).
وقالت الناشطة كويتييو (52 عاما) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين، لأنه "لا أحد يتحدث نيابة عنا".
في الصيف الماضي أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد 3 مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.
لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة "لم يتم العثور على بقايا بشرية".
وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاق معهم، من خلال اختيار علماء آثار لم يوافقوا على طريقة اختيارهم ولا في منهجية عملهم.
وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات "أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي".
ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح. وقالت كويتييو "على الناس أن يعرفوا التاريخ كي لا يعيد نفسه".
و في السنوات القليلة الماضية، كشف في كندا عن فظائع خطيرة، حيث أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية جُرّدوا فيها من لغتهم وثقافتهم وهويتهم في إطار ما اعتبره تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 "إبادة ثقافية".
وبين عامي 1831 و1996 أُخذ 150 ألفا من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس، وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.
وفي مايو/أيار 2021 هز العثور على مقابر مجهولة الهوية لـ215 طفلا في مدرسة كاملوبس الداخلية في مقاطعة كولومبيا البريطانية، الضمير الوطني إزاء هذا الفصل القاتم من التاريخ الكندي، وتسبب بإطلاق عمليات بحث عن مزيد من المقابر في أنحاء كندا.
وقالت كويتييو "لم يكن الأمر يتعلق بمدارس داخلية فحسب، إنما بمستشفيات ومصحات وكنائس ودور أيتام أيضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات السکان الأصلیین
إقرأ أيضاً:
كندا تحذّر من تداعيات «فرض تعريفات جمركية» وتؤكد استعدادها للردّ
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أن أوتاوا تدرس كافة الخيارات في حال قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع صادرات السلع الكندية.
وقال رئيس الوزراء الكندي يوم الأربعاء: “إننا نستخدم كل الأدوات التي لدينا لحماية الكنديين”.
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إن أوتاوا مستعدة لوقف توريد الكهرباء والطاقة إلى الولايات المتحدة إذا فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية.
بدوره، حذر وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكينس المشرعين الأمريكيين من تداعيات تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا، مشيرا إلى أنها ستؤلم الأمريكيين اقتصاديا
وقال ويلكينسون خلال زيارته لواشنطن هذا الأسبوع إنه يشعر بأنه ملزم بدق ناقوس الخطر بشأن المخاطر التضخمية التي يخلقها رئيس انتُخب إلى حد كبير بناء على وعد بخفض الأسعار.
وأضاف: “هذا يعني أسعارا أعلى للبنزين، وأسعارا أعلى للغذاء، وأسعارا أعلى للغاز الطبيعي المستخدم في تدفئة المنازل. كما يعني أسعارا أعلى للكهرباء. هذا ليس ما وعد به دونالد ترامب في حملته الانتخابية. لقد وعد في الواقع بخفض أسعار الطاقة”.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25% على كندا وكذلك على المكسيك.
كما هدد بفرض تعريفات على الصين وأوروبا، مما أثار حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان هذا مجرد تكتيك تفاوضي أم إعادة هيكلة واسعة النطاق للعلاقات الخارجية الأمريكية.
وتصدر كندا حوالي 60% من نفطها إلى الولايات المتحدة، فضلا عن 85% من كهربائها، وترتبط كندا والمكسيك والولايات المتحدة باتفاقية ثلاثية تهدف إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين هذه الدول.
لكن في 25 نوفمبر الماضي، أعلن ترامب أنه في أول يوم له في منصبه سوف يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من كندا والمكسيك بسبب الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.