بوابة الوفد:
2024-09-15@00:38:31 GMT

حكم قراءة "صحيح البخاري" بنية قضاء الحوائج

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

في ذكرى وفاة الإمام البخاري، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 سبتمبر عام 870م، وأهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، وصاحب "صحيح البخاري"، وهناك من يعقد  مجلسًا لقراءة "صحيح الإمام البخاري" بنية قضاء الحوائج وتيسير الأمور وتفريج الكروب، فما حكم ذلك؟
 

في ذكرى رحيله.. الرد على من زعم أن الإمام البخاري ليس فقيهًا في ذكرى رحيله.

. الإفتاء توضح منزلة البخاري في علم الحديث
حكم قراءة "صحيح البخاري" بنية قضاء الحوائج

قالت دار الإفتاء المصرية أن "صحيح الإمام البخاري" هو أصحُّ كتاب بعد كتاب الله تعالى، ولذلك اعتنى به المسلمون أعظمَ عناية؛ وقد سنَّ علماءُ الأمة بذلك سُنة حسنة يشملها قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَنَّ في الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أجْرُهَا وَأجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَن يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ في الْإِسْلَامِ سُنَّةً سيِّئةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» رواه مسلم.

أقوال العلماء في قراءة صحيح البخاري 

وقد نصَّ العلماء والعارفون على أن قراءة "صحيح الإمام البخاري" رحمه الله تعالى سببٌ من أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء: وقد قال الإمام القدوة الحافظ أبو محمد :[كان الإمام البخاري رحمه الله تعالى من الصالحين، وكان مجابَ الدعوة، ودعا لقارئه، وقد قال لي من لَقِيتُه من القُضَاة الذين كانت لهم المعرفة والرحلة، عمن لَقِيَ من السادة المُقَرِّ لهم بالفضل: إن كتابَه ما قُرِئَ في وقت شدَّة إلا فُرِّجَتْ، ولا رُكِبَ به في مركب فغرقت قط].

قال الإمام الصفدي: [ولما جاءت التتار ورد مرسوم السلطان إلى مصر بجمع العلماء وقراءة "البخاري"، فقرأوا "البخاري" إلى أن بقي ميعاد أخروه ليختم يوم الجمعة، فلما كان يوم الجمعة رُئي الشيخ تقي الدين في الجامع فقال: ما فعلتم ببخاريكم؟ فقالوا: بقي ميعاد ليكمل اليوم، فقال: انفصل الحال من أمس العصر وبات المسلمون على كذا، فقالوا: نخبر عنك؟ قال: نعم، فجاء الخبر بعد أيام بذلك، وذلك في سنة ثمانين وستمئة على حمص، ومقدم التتار منكوتمر] .

وقال الحافظ ابن كثير: [وتواترت الأخبارُ بوقوع الوباء في أطراف البلاد، فذُكِرَ عن بلاد القرم أمر هائل، وموتان فيهم كثير، ثم ذُكِرَ أنه انتقل إلى بلاد الفرنج، حتى قيل: إن أهل قبرص مات أكثرُهم، أو ما يقارب ذلك، وكذا وقع بغزة أمرٌ عظيمٌ في أوائلِ هذه السنة، وقد جاءت مطالعة نائب غزة إلى نائب دمشق: أنه مات من يوم عاشوراء إلى مثله من شهر صفر نحوٌ من بضعة عشر ألفًا، وقُرِئَ البخاريُّ في يوم الجمعة بعد الصلاة سابع ربيع الأول في هذه السنة، وحضر القضاةُ وجماعةٌ من الناس، وقرأت بعد ذلك المقرئون، ودعا الناس برفع الوباء عن البلاد] اهـ.

وقال العلامة المقريزي :[وفيه استجَدَّ السلطانُ عنده بالقصر من قلعة الجبل قراءةَ كتابِ "صحيح البخاري" في كل يوم من أيام شهر رمضان بحضرة جماعة القضاة ومشايخ العلم تبركًا بقراءته؛ لِمَا نزل بالناس من الغلاء، فاستمرَّ ذلك، وتناوب قراءتَه: شهابُ الدين أحمد بن العرياني، وزينُ الدين عبد الرحيم العراقي؛ لمعرفتهما علمَ الحديث، فكان كلُّ واحدٍ يقرأ يومًا].

وعلى ذلك جرى علماءُ الأزهر الشريف عبر القرون؛ حتى اعتنى العلامة الجبرتي في خططه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" بنقل كثير من الحوادثِ والوقائعِ التي اجتمع فيها علماء الأزهر لقراءة "صحيح البخاري" لدفع الوباء، والغلاء، والنصر على الأعداء، وخسوف القمر، وغير ذلك.

 

وانتهت دار الإفتاء إلى أنه يجوز قراءة صحيح البخاري على نية قضاء الحوائج وتيسير الأمور وتفريج الكروب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صحيح البخاري البخاري أهل السنة والجماعة الإمام البخاری صحیح البخاری

إقرأ أيضاً:

قانون الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية

#قانون_الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية

بقلم: #جهاد_مساعده

بداية، لا بد من تعريف قانون الأنذال، والذي يمكن وصفه بأنه نمط من السلوكات والمواقف التي يتبناها الأفراد أو الجماعات بهدف التقليل من شأن الآخرين وإقصائهم. أما قانون الأُصَلاء، فهو يتمثل بالمواقف التي تعكس القيم النبيلة، مثل الاحترام، التعاون، والالتزام بقيم الشرف، والتسامح، حتى في حالات الاختلاف أو التنافس.

وأشير هنا أن مصطلح “اللاأحد” في هذا المقال يرمز إلى الفرد أو المجموعة التي تتبنى قانون الأنذال.

مقالات ذات صلة الأردنيون يكرّمون العرموطي على طريقتهم الخاصة 2024/09/13

بعد نشر نتائج الانتخابات النيابية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات من نوعية “قانون الأصيل” و”قانون الأنذال”، حيث يعمد ” اللاأحد “ إلى تصنيف الآخرين وفقًا لمفاهيم ضيقة وشخصية. هذه العبارات أصبحت تتداول بشكل واسع، حتى أنها بدأت تؤثر في النقاشات العامة وتوجهات البعض نحو تقييم الآخرين بناءً على أهواء وتفضيلات شخصية.

هذا الانتشار الواسع استدعى ضرورة تحليل البُعد النفسي لمطلقي هذه العبارات وقراءتها قراءة نقدية، لفهم ما وراءها من دوافع ومواقف، وتحديد تأثيرها على القيم الاجتماعية والأخلاقية. هل هي مجرد تعبير عن الغيرة والتنافس؟ أم أنها انعكاس لنقص في منظومة القيم التي يجب أن تحكم تصرفاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين؟

في زمن الانتخابات، لا تقتصر هذه المشكلة على بعض المرشحين فقط، بل تشمل مجموعة “اللاأحد”  من الذين يتفوهون بعبارات مليئة بالعجرفة، مثل قولهم “في قانون الأنذال ما أحب فلان يصير أحسن مني..! وفي قانون الأصيل عسى الفارس من عربنا… !”.

حين يتفوه ” اللاأحد” بعبارات مثل “عسى الفارس من عربنا”، يظهر تفكيرًا ضيقًا وتعصبًا قبليًا، هؤلاء لا يهتمون بمصلحة الوطن، بل برغباتهم الشخصية، وكأنهم يملكون الحق في تحديد من هو “الفارس” ومن هو “النذل”. هذا التفكير يعكس عدم الفهم لجوهر العملية الديمقراطية.

هؤلاء مجموعة “اللاأحد” الذين يعتبرون أنفسهم “أصيلين” قد يكونون في الواقع هم عكس ذلك. فالأصالة ليست مجرد لقب أو صفة يمكن أن يمنحها الفرد لنفسه بناءً على نظرته الخاصة، بل هي سلوكيات ومواقف تعكس قيمًا مثل التواضع، الاحترام، والتعاون.

عندما يدعي المدعو “بلا أحد” أنه أصيل ويحاول التقليل من شأن الآخرين، فهو بذلك يعكس صفات النذالة. فالأصالة لا تُقاس بالتفاخر أو محاولة إظهار التفوق على الآخرين، بل في كيفية التعامل معهم بحب واحترام، حتى عند الاختلاف.

ومجموعة ” اللاأحد “ يفتقدون في الحقيقة إلى منظومة القيم التي تشكل جوهر الأخلاق. فالأصالة الحقيقية لا تتعلق بالتباهي أو تهميش الآخرين، بل هي مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة مثل التواضع، الاحترام. عندما يرون أنفسهم أفضل من الآخرين، فإنهم يكشفون عن فراغ أخلاقي وضعف في فهم القيم الإنسانية والدينية.

إن فقدان منظومة القيم يعني غياب المبادئ الأساسية التي تحكم سلوك الأفراد وتجعلهم قادرين على التصرف بمسؤولية واحترام تجاه الآخرين. هؤلاء “اللاأحد” يفتقدون إلى المبادئ التي تجعلهم يدركون أن الاختلاف في الآراء لا يقلل من قيمة الإنسان، وأن التفوق الحقيقي لا يكمن في احتقار الآخرين، بل في القدرة على فهمهم والتعامل معهم بإنصاف واحترام.

في النهاية، من يفتقر لمنظومة القيم يعيش في عالم ضيق، يحركه الحقد والأنانية، غير مدركين أن الأصالة الحقيقية تُبنى على أسس من الكرامة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • قصف تركي يستهدف منزلاً في قضاء ماوت بالسليمانية
  • هل تاريخ مولد النبي صحيح؟.. دار الإفتاء تجيب على السؤال المحير
  • إحياء اليوم الوطني للإمام غدا
  • قراءة في صور وجوه المرشحين
  • إسرائيل تستهدف مبنى من 3 طوابق في قضاء النبطية بجنوب لبنان
  • قانون الأنذال والأُصَلاء: قراءة تحليلية
  • الإفتاء توضح حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء خلال الصلاة
  • حريق كبير في خراج بلدة حصارات في قضاء جبيل
  • عدم تجاوبنا مع دعوة بري غير صحيح.. جعجع: محور الممانعة يعطل في كل مرة الانتخابات
  • ‫نصائح ذهبية لقياس ضغط الدم بشكل صحيح