هل تكون غزوة كورسك النسخة الأوكرانية لمعركة غيتيسبيرغ؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
في 1863، خطرَت للجنرال الكونفدرالي الأمريكي روبرت إ. لي فكرة جريئة، أراد أن يتحرك غرباً نحو بنسلفانيا، ويُوهن معنويات قوات الشمال الأمريكية، وربما تسديد ضربةً لواشنطن العاصمة. غير أن هجومه تعثّرَ وصدَّه خصومه في نهاية المطاف في معركة غيتسبرغ التي أمست تُعرَف بـ "ذروة" الكونفدرالية.
القول إن بوتين سينهار وسيلجأ إلى التفاوض مع أوكرانيا محض خيال.
وقال الكاتب في مقال بموقع "ناشونال إنترست": "قبل التوغل، لم تكن الحرب تصبُّ بأي حال من الأحوال في صالح أوكرانيا. ففي حين أن أوكرانيا حققت نجاحات كبيرة في بداية الصراع، وأبرزها معركة كييف، وهجوم خاركيف المضاد في أواخر 2022، شهدت سنة 2023 تحوُّلاً في ميزان الحرب كاد يشبه الجمود".
The National Interest:
➡️ In 1863, Confederate General Robert E. Lee had a daring idea: move into western Pennsylvania, weaken northern morale, and potentially even strike Washington, D.C. But the attack stalled, ultimately being repulsed at the Battle of Gettysburg, which… pic.twitter.com/mPXKYGf4PK
غير أن سنة 2024 شهدَ تحقيق روسيا لمكاسب محدودة ولكن بثباتٍ وروية. في 2024، كانت تلك المكاسب محدودة، إذ قيست الإنجازات الروسية بالكيلومترات كل مرة، غير أنها كانت تمثل نجاحاً موضوعياً.
تذمر وسخطولذلك بدأ الحلفاء الأقوياء في الغرب بمن فيهم الديمقراطيون البارزون المؤيديون لأوكرانيا بشدة، يتذمرون وتعلو أصواتهم سخطاً من الحاجة إلى إقرار السلام، وأعلنوا عن خيبة أملهم بعد غياب بادرة واحدة للمفاوضات بعد.
أسكتَ هجوم كورسك تلك الأصوات الساخطة، إذ بدا أن أوكرانيا أمست في طريقها إلى تحقيق انتصارات، ولن يرفع أي حليف صوته ضدها الآن. ويُزعم أن أوكرانيا تريد استغلال الأراضي التي استولت عليها ورقة مساومة لاستعادة أراضيها.
ويتكهن المحللون بأن أيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما كانت معدودة. فقد التزم الصمت بعد الهجوم. ويفترض هؤلاء أن شيئاً ما يُحاك في أروقة الكرملين، أو هكذا تفيد الشائعات.
الهجوم لا يضر بوتين
ورغم ذلك، يقول الكاتب، من الصعب قبول فكرة أن الهجوم يضر بوتين بأي شكل من الأشكال. لم تستولِ أوكرانيا على مدينة كورسك، وإنما استولت على بعض البقاع الريفية من تلك المقاطعة. وأكبر بلدة استولت عليها هي بلدة سودزا التي تقطنها ما يزيد قليلاً على 6 آلاف نسمة.
The #Kursk Incursion Might Be #Ukraine’s 'Gettysburg' Offensive. https://t.co/YQzutrbOMC #UkraineWar
— Carles Dijous (AAlb) (@carlesdijous) August 30, 2024وكانت أكثر البقاع التي استولت عليها حقولاً خاوية. وحتى لو تمكنت من الاستيلاء على كورسك ذاتها، وهو احتمال مُستبعد ، إن لم يكن مستحيلاً، حسب الكاتب، فهي بلدة تقطنها أقل من 500 ألف نسمة، وليست أولوية ضمن خطط الكرملين.
ولذلك لا تمثل هذه الواقعة أي تهديد لبوتين. في 2023، وصل الجنرال المارق يفغيني بريغوجين إلى إقليم موسكو، ولم يتأثر بوتين. ولن يتأثر بهذا الهجوم بكل تأكيد. صحيح أن الهجوم تطوُّر محرج، ولكن بوتين، لن ينزعج منه.
وأضاف الكاتب أن القول إن بوتين سينهار وسيلجأ إلى التفاوض مع أوكرانيا محض خيال. فالكرملين في حاجة إلى التروي في هذه الإجراءات. وفي روسيا كثير من الفقراء الذين يمكن تجنيدهم قسراً، في حين أن أوكرانيا كاد معينها من الرجال ينفد. سيتمهل الأوكرانيون ببساطةٍ شديدة، وسيستعيدون أرضهم شبراً شبراً على مهل، ويزجُّون بأكبر عدد ممكن من الجنود في المعركة كلما اقتضى الحال.
وضع أسوأ
وتابع الكاتب "بعد أن يُسدَل الستار على الحرب، سيبدو الوضع أسوأ لأوكرانيا مما كان عليه في البداية. ستفقد أوكرانيا الرجال واستنفدت السلاح ولم تحقق مكاسب حقيقية. وفي الأثناء، ستواصل روسيا الاستحواذ على مهلٍ على الأراضي الأوكرانية في الجنوب على عادتها دوماً. بدا غزو الجنرال لي للشمال خطوةً عبقرية أيضاً. لو أخبرت الكونفدراليين في أوائل 1863 أن جيشهم سيصل إلى بنسلفانيا في وقت لاحق من تلك السنة، لهللوا. لكن لكان الصمت خيَّم عليهم على الأرجح إذا علموا أن تقدُّمهم هذا هو ذروة ما يستطعيون إنجازه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية أن أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
المبعوث الخاص لترامب: أوكرانيا لا يمكن أن تكون جزءاً من الناتو
أوكرانيا – أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، إن أوكرانيا “لا يمكن أن تكون جزءاً” من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
جاء ذلك في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، امس الاثنين، تحدث فيها عن السلام المحتمل في أوكرانيا واحتمالات انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي.
وأكد كيلوغ أن مسألة عضوية أوكرانيا في الناتو “أمر غير وارد”، قائلا: “الناتو خارج نطاق النقاش. لن تكونوا جزءاً منه”.
وأوضح كيلوغ أن الإدارة الأمريكية تُجري مفاوضات متعددة تتعلق بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار إلى أن هناك العديد من القضايا التي ينبغي على الولايات المتحدة الانخراط فيها على الصعيد العالمي، مضيفاً أن الحرب الطويلة بين روسيا وأوكرانيا “قد تُتيح فرصة ما”، دون تفاصيل عن ذلك.
وفي 18 مارس/ آذار، بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في اتصال استغرق نحو ساعتين ونصف.
وعقب الاتصال، أعلن ترامب على منصة “تروث سوشيال” أنه اتفق مع بوتين، على وقف فوري لاستهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية في كل من أوكرانيا وروسيا.
من جانبه أفاد الكرملين في بيان، أن بوتين رحب بمقترح ترامب بشأن امتناع كييف وموسكو عن استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوما.
كما شهدت مدينة جدة السعودية، في مارس الماضي محادثات أمريكية أوكرانية لبحث التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو، وذلك برئاسة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.
الأناضول