أعلنت قيادة القوات البحرية الأوكرانية عن ممرات بحرية مؤقتة للسفن التجارية المدنية من وإلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، وسط تأكيد كييف وموسكو على إحباط عدة هجمات بطائرات مسيرات.

ونقلت وكالة رويترز، عن قال فيتالي كوفال حاكم منطقة ريفني بغرب أوكرانيا إن طائرات مسيرة دمرت مستودعا للوقود بالمنطقة في هجوم شنته روسيا الليلة الماضية واستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس وأسفر عن اندلاع حريق هائل.

وأضاف أنه لم تقع إصابات.

وقال في مقطع فيديو نُشر على تطبيق تيلغرام "تعرضت منطقة ريفني الليلة الماضية وصباح اليوم لهجوم مكثف بطائرات مسيرة". وظهر في الفيديو واقفا في ميدان والنيران تشتعل من خلفه.

وأضاف "المستوى الكيميائي والإشعاعي طبيعي. لا نعتزم إجلاء السكان".

يأتي ذلك، بينما أوصت مدينة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا سكانها بإخلاء المدينة إثر تقدم الجيش الروسي الذي يعلن منذ أيام عن تقدمه في هذا الاتجاه.

وقالت إدارة هذه المدينة التي كانت تعدّ 25 ألف نسمة قبل الحرب واستعادتها القوات الأوكرانية من أيدي الروس في سبتمبر/ أيلول الماضي، على تليغرام :"نظراً للوضع الأمني الصعب وتزايد القصف، يمكنكم مغادرة منازلكم الى أماكن أكثر أمانا".


هجوم صاروخي

وفي تطورات متصلة، قال مسؤولون أوكرانيون اليوم الخميس إن شابتين ورجلا قتلوا وأصيب 9 في هجوم صاروخي روسي على مدينة زابوريجيا في وقت متأخر من مساء أمس.

وشاهد مراسل من رويترز في الموقع فرق إغاثة وهي تحمل جثة على محفة. وفتش منقذون الحطام بينما توقفت سيارة إسعاف قرب بنايات ألحق بها الهجوم أضرارا.

وذكر بيان من مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "قتل ثلاثة وأصيب تسعة من بينهم رضيع عمره 11 شهرا.. نتيجة الهجوم على المركز الإقليمي… حصد القصف الروسي أرواح رجل (43 عاما) وشابتين كانتا تبلغان من العمر 19 و21 عاما".

ومن جانبه، نفى ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني اتهام روسيا لكييف بمحاولة مهاجمة مخازن الوقود النووي المستهلك في محطة زاباروجيا.

وكانت وكالة تاس الروسية قالت إن الجيش الأوكراني حاول مهاجمة مواقع تخزين الوقود النووي المستهلك في محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا.

كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت الأراضي الأوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية بثلاثة صواريخ مجنحة ونفذت خمسين غارة جوية.

وأضافت الأركان الأوكرانية أن الجانب الروسي أطلق 59 مقذوفا من راجمات الصواريخ ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وإلحاق أضرار بمنشآت مدنية وأخرى للبنية التحتية.

وأكدت هيئة الأركان أن قواتها صدت هجمات روسية في اتجاهات ومحاور عدة في دونيتسك، بينما تواصل القوات الأوكرانية هجومها في محوري ميليتوبول وبيرديانسك.

زلينسكي: نحن بحاجة لهذا لحماية شعبنا من الإرهاب الروس  (رويترز) حرب المسيرات

وفي وقت سابق فجر اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية -فجر اليوم الخميس- إسقاطها 13 طائرة أوكرانية مسيّرة، 11 منها في شبه جزيرة القرم واثنتان كانتا تحلقان باتجاه العاصمة موسكو.

وقالت الوزارة الروسية في بيان "بالقرب من مدينة سيفاستوبول (في شبه جزيرة القرم)، أصيبت طائرتان مسيّرتان بأنظمة دفاعية مضادة للطائرات كانت في الخدمة، وتم إخضاع 9 طائرات أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطمت في البحر الأسود قبل أن تصل إلى أهدافها".

كما أفاد عمدة موسكو أن قوات الدفاع الجوي دمرت مسيرتين أخريين في أثناء اقترابهما من المدينة، إحداهما في منطقة كالوغا جنوب غرب موسكو والثانية في منطقة أوديتسوفسكي في منطقة العاصمة الروسية.

ومن جانبه، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن شخصا قتل وأصيب 4 آخرون جراء قصف أوكراني على إحدى القرى في المقاطعة.

وقال غلادكوف على تطبيق تليغرام إن "القوات الأوكرانية قصفت غوركوفسكي، وانفجرت 5 قذائف وسط البلدة قرب المدرسة"، مضيفا أن رجلا قتل وأصيب 3 آخرون وامرأة بجروح.

وكان قصف البلدات الروسية القريبة من الحدود أمرا نادر الحدوث منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا فبراير/شباط 2022، لكن هذا القصف تكثّف منذ أشهر، لا سيّما في منطقتي بيلغورود وكورسك.

جانب من القصف الروسي على زباروجيا (رويترز) ممرات ودعم

وفي تطورات متصلة، أعلنت قيادة القوات البحرية الأوكرانية عن ممرات بحرية مؤقتة للسفن التجارية المدنية من وإلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.

واتهمت روسيا بأنها تشكل تهديدا عسكريا كما تشكل خطرا مميتا على هذه الممرات البحرية.

وأوضحت قيادة القوات البحرية الأوكرانية في بيان لها أنه سيتم استخدام هذه الممرات البحرية بشكل رئيسي لإخراج سفن مدنية عالقة في موانئ أوكرانية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفيما يتعلق بدعم كييف قال زيلينسكي إن بلاده تسلمت من ألمانيا منظومات دفاع جوي جديدة من نوع باتريوت.

وأكد أن هذه الخطوة ستقرب أوكرانيا من إنشاء درع جوي كامل لحماية أرواح الأوكرانيين.

وقال زيلينسكي "اليوم هناك أخبار سارة من ألمانيا، وهي بالضبط ما اتفقنا عليه مع أولاف شولتز. هناك منظومات باتريوت إضافية. شكرا جزيلا لك يا أولاف، نحن بحاجة لهذا لحماية شعبنا من الإرهاب الروسي".

يذكر أن برلين أعلنت -في وقت سابق اليوم- أنها قررت شحن قاذفتين أخريين من منظومة باتريوت إلى أوكرانيا.

وقال زيلينسكي "هذا سيقربنا بالتأكيد من إنشاء درع جوي متكامل لأوكرانيا، سيساعد هذا الناس والمدن والقرى".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«بين جدة وموسكو».. هل تشهد الأزمة الأوكرانية هدنة مؤقتة؟

في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، تشهد الدبلوماسية الروسية حركة نشطة تجاه المحادثات التي جرت في جدة، بالإضافة إلى توقعات بوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 30 يومًا بين روسيا وأوكرانيا. كما يترقب العالم إمكانية حدوث مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب.

رد فعل روسيا على محادثات جدة

وأظهرت روسيا اهتمامًا بالغًا بالمحادثات التي جرت في جدة، والتي تُعتبر جزءًا من الجهود الدولية لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية.

وأكدت موسكو أن أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالحها الأمنية الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بضمانات عدم توسع الناتو شرقًا.

وأعربت روسيا عن استعدادها للتفاوض، لكنها شددت على أن أي اتفاق يجب أن يكون متوازنًا ويحترم السيادة الروسية ومصالحها في المنطقة.

توقعات الهدنة 30 يومًا

وهناك توقعات متزايدة بإمكانية التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا بين روسيا وأوكرانيا، وذلك في إطار الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع على الأرض. هذه الهدنة، إذا تم الاتفاق عليها، قد تكون خطوة أولى نحو وقف إطلاق نار دائم، وفتح الباب أمام مفاوضات أكثر شمولاً. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بضمانات الأمن والثقة بين الطرفين.

ترقب لمكالمة بوتين وترامب

ويترقب العالم إمكانية حدوث مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يتمتع بتأثير سياسي كبير في الولايات المتحدة، ويلعب دورًا وسيطًا في تخفيف التوترات بين موسكو وواشنطن. ومع ذلك، فإن أي مكالمة من هذا النوع ستكون محل تحليل دقيق، خاصة في ظل العلاقات المتوترة حاليًا بين روسيا والغرب.

التحديات والمستقبل

ورغم التفاؤل الحذر بشأن إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، بالإضافة إلى المصالح الجيوسياسية المتضاربة للقوى الدولية، تجعل من الصعب التوصل إلى حل سريع. ومع ذلك، فإن أي خطوة نحو وقف إطلاق النار أو تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن ستكون موضع ترحيب من قبل المجتمع الدولي.

اقرأ أيضاًأوكرانيا تؤيد مقترحا أمريكيا بإعلان هدنة 30 يوما في حربها مع روسيا

ترامب: غير قلق بشأن المناورات العسكرية بين روسيا والصين وإيران

روسيا في حالة تأهب.. بوتين يطالب بتشديد الإجراءات ضد تهديدات الاستخبارات الأوكرانية

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية الروسي يزور كوريا الشمالية
  • بوتين يدعو القوات الأوكرانية في منطقة كورسك إلى الاستسلام
  • بوتين يدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في منطقة كورسك الروسية
  • بعد حصارهم.. بوتين يدعو القوات الأوكرانية في كورسك لإلقاء السلاح
  • الجيش الروسي يعلن استعادة السيطرة على بلدة في منطقة كورسك من القوات الأوكرانية
  • كييف تعلن إسقاط 74 من أصل 117 طائرة مسيرة روسية خلال الليل
  • رسالةٌ برسم الخصوم.. مناورات بحرية صينية إيرانية روسية مشتركة في خليج عُمان
  • «بين جدة وموسكو».. هل تشهد الأزمة الأوكرانية هدنة مؤقتة؟
  • الدفاع الروسية: استعدنا السيطرة على 5 بلدات في منطقة كورسك
  • روسيا تعلن طرد القوات الأوكرانية من 5 قرى في كورسك