حدث جوي نادر يؤثر على الدول العربية خلال أيام.. ماذا يحدث في الطقس؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
حدث جوي نادر يترقبه المختصون نهاية الأسبوع الجاري، في ظل التغيرات المناخية الكبرى التي يشهدها عام 2024، وبينما يدق فصل الخريف الأبواب، بدأت الظواهر الجوية الجامحة في الظهور وتؤثر على عدد من الدول العربية.
حدث جوي نادر يؤثر على الدول العربية خلال أيام.. ماذا يحدث في الطقس؟«التمدد النادر الحدوث للفاصل المداري ITCZ هذا الموسم على القارة الإفريقية»، هكذا كشف موقع «Arabiaweather»، عن احتمالية تشكل عاصفة استوائية على اليابسة في حادث نادر بالدول التي تقع غرب أفريقيا، واحتمالية تأثيرها على دول شمال إفريقيا والمغرب العربي لاحقا نهاية الأسبوع الحالي وبداية الأسبوع المقبل.
وبحسب أحدث مخرجات الخرائط الجوية من المحتمل أن تتطور تلك العاصفة الاستوائية في وقت لاحق من نهاية الأسبوع الحالي، وتؤثر على دول غرب أفريقيا النيجر ومالي، حيث أنه من النادر أن تتشكل عاصفة استوائية على اليابسة في أفضل الظروف بسبب ارتفاع الضغط على اليابسة وانخفاض مستوى الرطوبة.
الكشف عن حدث جوي نادر يضرب أفريقيا خلال أيام
«يجب مراقبة مخرجات الخرائط الجوية اولاً بأول خلال الأيام القادمة، حيث أنه من المحتمل بالفعل أن تتطور العاصفة المدارية بفعل تقدم الفاصل المداري أكثر نحو الشمال، واستمراره بضخ الرطوبة الاستوائية نحو مناطق غرب أفريقيا، مما يزيد من الاضطرابات الجوية في تلك المناطق والتيارات الصاعدة التي تغذي طبقات الجو من الرطوبة اللازمة لانخفاض الضغط بشكل يسمح بتطور الحالة الاستوائية إلى مسمى عاصفة استوائية لاحقاً»، هكذا أكد التقرير.
وبحسب التقرير فإن العاصفة الاستوائية فوق اليابسة تؤدي إلى العديد من التقلبات الجوية على رأسها حدوث أمطار غزيرة قد تصل إلى حد الفيضانات والانهيارات أرضية، فضلا عن الرياح القوية، وازدياد احتمالية حدوث الظواهر الجامحة.
التقرير كشف أن دول المغرب العربي، وفي مقدمتها الجزائر والمغرب سيتأثران بسبب تحرك العاصفة الاستوائية النادي فوق اليابسة، ما يؤدي إلى تشكل ضغط جوي منخفض نواحي موريتانيا من شأنه دفع المزيد من الرطوبة نحو دول شمال افريقيا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رياح الطقس حالة الطقس ظاهرة جوية
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث بين الجزائر ودول الساحل؟
تحتل منطقة الساحل الإفريقي، الممتدة من السنغال إلى السودان، مكانة محورية في الحسابات الأمنية والسياسية للجزائر، نظرًا لما تشهده من هشاشة مزمنة وتوترات متصاعدة، وعلى الرغم من الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الجزائر بدول الساحل الخمس (مالي، النيجر، موريتانيا، بوركينا فاسو، وتشاد)، إلا أن العلاقة بين الطرفين تتسم بالتعقيد، نتيجة تداخل المصالح الأمنية، الاقتصادية، والدبلوماسية، في ظل منافسة جيوسياسية متزايدة بالمنطقة.
العلاقات التاريخية والتطورات الحديثة
لطالما شكلت الجزائر جزءًا من الفضاء التجاري والثقافي الرابط بين شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء عبر القوافل والمسارات الصوفية. وبعد استقلال دول الساحل في ستينيات القرن الماضي، دعمت الجزائر حركات التحرر وأرست علاقات سياسية وثيقة معها، غير أن معطيات الألفية الجديدة، خاصة تصاعد التهديدات الإرهابية وتهريب السلاح والمخدرات، أضفت طابعًا أمنيًا ضاغطًا على هذه العلاقات.
الأمن ومكافحة الإرهاب محور الشراكةباتت منطقة الساحل تمثل مصدر تهديد مباشر للجزائر، خاصة مع بروز جماعات مثل "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"داعش في الصحراء الكبرى". وقد قادت الجزائر عام 2010 تأسيس "لجنة الأركان العملياتية المشتركة" (CEMOC) بتمنراست لتنسيق الجهود الأمنية مع مالي والنيجر وموريتانيا، مع الالتزام بعدم التدخل العسكري المباشر خارج حدودها وفقًا لعقيدتها الدفاعية التقليدية.
ورغم تعدد المبادرات الأمنية، بقي الوضع في الساحل هشًا، مما دفع الجزائر إلى المزج بين الدعم الأمني والتحركات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء حلول سياسية مستدامة.
دبلوماسية الوساطة: دور محوري رغم التحدياتبرزت الجزائر كوسيط رئيسي خلال أزمة شمال مالي (2012-2015)، حيث قادت مفاوضات معقدة أفضت إلى "اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة". ورغم التوقيع، إلا أن التنفيذ بقي متعثرًا بسبب هشاشة مؤسسات الدولة المالية وتغيرات المشهد الميداني، في ظل تدخلات قوى دولية أخرى.
مع ذلك، تتمسك الجزائر بموقعها كوسيط محايد، مستندة إلى شبكة علاقاتها التاريخية ورصيدها الدبلوماسي في القارة الإفريقية.
اقتصاد متواضع وتحديات بنيويةفي الجانب الاقتصادي، تبقى العلاقات بين الجزائر ودول الساحل محدودة نسبيًا مقارنة بالإمكانات المتاحة. ورغم مبادرات كالطريق العابر للصحراء ومشاريع ربط الطاقة، إلا أن ضعف البنية التحتية وانعدام الاستقرار حال دون تحقيق شراكة اقتصادية فاعلة.
الهجرة غير النظامية: مصدر قلق إضافيتحولت الجزائر إلى بلد عبور وإقامة للآلاف من المهاجرين القادمين من دول الساحل، ما فرض عليها تحديات أمنية واجتماعية متزايدة. ورغم تعزيز الرقابة الحدودية وحملات الترحيل، ترى الجزائر أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في الساحل يمثل الحل الجذري لمعضلة الهجرة.
منافسة إقليمية ودولية متصاعدةلم تعد الجزائر الفاعل الوحيد في الساحل، حيث دخلت قوى دولية وإقليمية مثل فرنسا، روسيا، تركيا، والمغرب على خط التنافس، مما فرض معادلات جديدة على تحركات الجزائر الإقليمية، وسط محاولات للحفاظ على توازن دقيق بين حماية مصالحها وتجنب الاصطفاف في صراعات محورية.
انعكاسات التدهور الأمني على الجزائريشكل تدهور الوضع في الساحل تهديدًا مباشرًا للجزائر، بدءًا من خطر التسلل الإرهابي، مرورًا بتصاعد الهجرة غير النظامية، وصولًا إلى تنامي أنشطة التهريب العابر للحدود. كل ذلك يدفع الجزائر إلى تخصيص موارد إضافية لتأمين حدودها الجنوبية وتعزيز قدراتها الدفاعية.
هل تندلع حرب بين الجزائر ودول الساحل؟رغم التوترات، تستبعد التحليلات الاستراتيجية نشوب حرب مباشرة بين الجزائر ودول الساحل. العقيدة الدبلوماسية الجزائرية التي ترتكز على احترام السيادة وعدم التدخل العسكري، إضافة إلى هشاشة الجيوش النظامية بدول الساحل، تجعل سيناريو المواجهة العسكرية الشاملة ضعيف الاحتمال.
ومع ذلك، تبقى الجزائر يقظة تجاه سيناريوهات تصعيد محدودة قد تفرض تحركات عسكرية موضعية، لا سيما في حال سيطرة جماعات إرهابية على معابر حدودية، أو صعود حكومات معادية لها، أو تدخل قوى أجنبية معادية في الجوار المباشر.
تحديات وفرص المستقبلبين تهديدات الإرهاب، والهجرة، والاضطرابات السياسية، تلوح أمام الجزائر فرصة لتعزيز دورها الإقليمي عبر تبني دبلوماسية اقتصادية فاعلة، والاستثمار في مشاريع تنموية تربط الساحل بالاقتصاد الجزائري، مع الاستمرار في دعم الحلول السياسية للأزمات المحلية.
الرهان الأكبر يكمن في قدرة الجزائر على تحويل موقعها الجغرافي ووزنها الدبلوماسي إلى أدوات لصياغة مستقبل أكثر استقرارًا لمنطقة الساحل، بعيدًا عن كلفة الحروب والصراعات المباشرة.