في مثل هذا اليوم 1 سبتمبر 870م رحل عن عالمنا الإمام البخاري، أشهر علماء الحديث، وصاحب صحيح البخاري، وأدق الأمة  نقلا عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم حتى أصبح صحيح البخاري من الثوابت والمعتمد عند المسلمين، ولكن من حين لأخر تتناقل وسائل الإعلام هجوم البعض على الإمام وتتهمة بالجهل في الحديث وضعف الأحاديث، لتوضح دار الإفتاء مكانته في علم الحديث.

 

من هو الإمام البخاري 


قالت دار الإفتاء المصرية أن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه، إمامٌ مجتهد، من أكابر أئمة المسلمين المجتهدين في الحديث والفقه، الذابِّين للكذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، علَمٌ من كبار علماء الحديث روايةً ودرايةً، أميرُ أُمَراء صَنْعَة الحَدِيث، وسيدُ المحدثين، إمامُ زمانه، لم يُرَ فيه مثله في علم الحديث والأهلية والفهم فيه، لا يبغضه إلا حاسد، وهذا ما صرَّح وشهد به علماء المسلمين وأئمتهم عبر القرون.

وتابعت دار الإفتاء أن علماء المسلمين  قالوا عنه: إنه في زمانه كعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحابة. وقد امتازت هذه الشهادة بالتنوع الشديد الذي يستحيل معه التواطؤ على الخطأ أو الكذب عادة؛ فقد أثنى عليه شيوخُه وأقرانُه ومعاصروه وتلامذتُه، ثم من جاء بعده، واجتماع كل هذه الطبقات على الشهادة له بالإمامة يجعل ذلك أمرًا قطعيًّا لا مرية فيه، بل إن بعض هؤلاء الأئمة الشاهدين له كانت لهم معه مواقفُ قطيعةٍ وخصومةٍ أدت إلى خروجه من بلده، فلم يمنعهم ذلك من قول الحق والشهادة له بالتفرد والأهلية، وهذا يقطع كل شبهة ويرد كل تشغيب.
 

 الطعن في الإمام البخاري


وأكدت الإفتاء أنه بذلك يكون الطعن في الإمام البخاري خروجًا عن المسلك العلمي، وشذوذًا عن المنهج الإسلامي، وذلك من وجوه عدة: ففيه إهدارٌ لشهادة أهل التخصص على اختلاف أزمانهم وبلدانهم وطبقاتهم؛ فقد ثبتت إمامته وأهليته وإتقانه بشهادة أهل الحديث وجهابذة الرواية قاطبة، وإهدار شهادتهم مخالفٌ لِمَا اتفق عليه العقلاء مِن الرجوع في كل علمٍ وفنٍّ إلى قول أهله، وفيه طعن في أئمة الحديث وجهابذة الرواية الذين قدموا الإمام البخاري على أنفسهم في العلم والفهم والرواية والدراية، وهؤلاء الطاعنون في الإمام البخاري لا هُمْ من أهل التخصص والعلم بالحديث وفنونه وأسانيده ومتونه، ولا هُمْ أحالوا في طعنهم هذا على منهج علمي معياري بديلٍ يمكن الرجوع إليه، كما لا يخفى على أحدٍ أن الطعن في الناقل طعنٌ في المنقول، ولهذا كثف أعداء الإسلام عبر القرون محاولاتهم اليائسة للطعن في نقلة الحديث النبوي ورواة السنة النبوية الشريفة، يريدون التوصل بذلك إلى الطعن في السنة وإسقاط المصدر الثاني للشريعة.


وانتهت دار الإفتاء بالدعاء على  كل جاهل سفيه يطعن في أئمة المسلمين وعلومهم ودينهم، وعلى المسلمين جميعهم أن يتكاتفوا للدفاع عن أئمتهم وعلمائهم ضد هؤلاء المفسدين، وأن يأخذوا على أيدي المغرضين، الذين يتكلمون فيما لا يحسنون، ويهرفون بما لا يعرفون، والله تعالى كفيل بهم، مبطلٌ لكيدهم، وسيذهبون كما ذهب غيرهم، وسيبقى الإمام البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه جبلًا شامخًا، ومنارَ هدًى، وعلامةً فارقة في تاريخ الأمة وعلومها وتراثها؛ مصداقًا لقول الحق جل شأنه وتبارك اسمه: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد: 17].
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإمام البخاري دار الافتاء المصرية صحيح البخاري الطعن في الإمام البخاري علم الحديث الإمام البخاری دار الإفتاء الطعن فی

إقرأ أيضاً:

مرغم: مدرسة الإمام مالك التابعة لدار الإفتاء أحد حصوننا التي عادت للإشراق

وصف القيادي الإخواني الليبي محمد مرغم، عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، مدرسة الإمام مالك التابعة لدار الإفتاء بـ “أحد الحصون التي عادت للإشراق” على حد وصفه.

وقال مرغم، في منشور على فيسبوك، معلقًا على صورة مبني مدرسة الإمام مالك بعد أن أعاد الدبيبة والمفتي المعزول الصادق الغرياني افتتاحها مؤخراً: أحد حصوننا التي تعطلت مدة من الزمن عن العمل، والحمد لله الذي أعادها سيرتها الأولى”. بحسب قوله.

وختم موضحًا؛ “بارك الله في كل من شارك في إعادة هذه المنارة إلى الإشراق”، بحسب كلامه.

الوسوممرغم

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء المصرية توضح حكم الاحتفال بالمولد النبوي
  • هل يجوز الذِّكْرُ بعدد معين؟ الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح حكم الصلاة على النبي ﷺ لتذكر الشيء المنسي
  • «الإفتاء» توضح الفرق بين ليلة ويوم المولد النبوي.. يستحب فيهما الصلاة على المصطفى
  • مجلس حكماء المسلمين يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
  • عالم بالأزهر: ذكرى المولد النبوي من أعظم احتفالات المسلمين
  • قصة حادثة شق صدر الرسول في ذكرى المولد النبوي.. مش مرة واحدة
  • الإفتاء توضح حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء خلال الصلاة
  • مرغم: مدرسة الإمام مالك التابعة لدار الإفتاء أحد حصوننا التي عادت للإشراق
  • ما حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة؟.. «الإفتاء» توضح