محللون سياسيون: عمليتا الخليل ضربة قاصمة لمنظومة الاحتلال الاستخباراتية
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
#سواليف
لم تكد المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية تستوعب العملية النوعية التي وقعت فجر أمس في منطقة ” #غوش_عتصيون” الاستيطانية، التي نفذها الشابان زهدي أبو عفيفة ومحمد مرقة (20 عاماً)، حتى ضربت #المقاومة من جديد، بعد أن تمكن مقاومون من #قتل ثلاثة #ضباط يتبعون #الشرطة العسكرية الإسرائيلية باطلاق النار على مركبتهم جنوب مدينة #الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
ويصف الكاتب أحمد الطناني العملية بأنها “مهمة جدًا من حيث التوقيت والمكان، وهي تنقل كل الحسابات الأمنية الإسرائيلية في الضفة إلى طور جديد، كما تؤكد أن المزيد من الضغط العسكري والأمني لن يفضي إلا إلى المزيد من المقاومة، وما يسعى الاحتلال إلى تحييده في شمال الضفة بالعدوان الغاشم على جنين وطولكرم وقلقيلية، حرك القدرات الكامنة في جنوب الضفة”.
وأضاف الطناني قائلا: “تكشف الأشهر الأخيرة وجود تغيير نوعي في طريقة عمل المقاومة وتشكيلاتها في الضفة الغربية، خصوصا من حيث قوة التنظيم والصلابة الأمنية والتطور التكتيكي، حيث نجح عدد من العمليات بدون وجود إشارات ساخنة لدى الاحتلال حول نوايا تنفيذ عمليات في هذه المناطق، وهذا يعكس التطور الذي ذكرناه. كما أن الإعلانات المركزية التي تصدر عن الأجنحة العسكرية حول الفعل المقاوم تؤكد حجم البنية المنظمة التي أصبحت فاعلة على الأرض”.
مقالات ذات صلة المستقلة للانتخاب: منع استخدام الهاتف الخلوي أثناء التصويت 2024/09/01ويرى الطناني أن “التطورات المتلاحقة مهمة ونجاح العمليات يُسهم في تعزيز ثقة المقاومين بنفسهم وبجدوى فعلهم، ويكسر المزيد من الحواجز أمام انطلاق المزيد من الهجمات”.
من جانبه أشار المختص في الشؤون الإسرائيلية عمر نصر الدين، إلى أن عمليتي الخليل تأتيان رداً من الفصائل الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي بأن سياسة التفرّد في بعض المناطق، والقيام بعمليات عسكرية فيها، لا يعني أن الفصائل تنتظر أن يفرغ الاحتلال من هذه المناطق لينتقل إلى أماكن أخرى، وهذا تكريس لفكرة أن الحالة الوطنية النضالية متكاملة، وإن اختلفت الأدوات والمقدرات وفق الظروف الأمنية، وبالتالي فشل سياسة “خلق النماذج”، بمعنى جعل بعض مناطق الضفة الغربية تعيش وسط اعتداءات إسرائيلية قليلة، مقارنة بمناطق أخرى تعيش حالة ضنك بفعل تفاعلها مع الحالة النضالية، وذلك يعني أن الرسالة التي حملتها عملية الخليل للإسرائيليين هي “أن سياسة الاجتثاث والقمع والتدمير لن تؤدي إلى تضيق الحالة النضالية، بقدر ما ستؤدي إلى توسيعها”.
ووفق نصر الدين،” تحمل العملية رسالة أخرى، هي أن مناطق الضفة لم تستسلم للواقع الأمني المفروض، بقدر ما كانت حالة الهدوء تشير إلى محاولات ترميم هادئة للتنظيمات المقاومة، والشاهد على ذلك قدرة الفصائل على الانتقال تدريجياً وبصورة منظمة إلى حالة فاعلة في مختلف مناطق الضفة. كما توحي عملية الخليل وأنشطة المقاومة في مختلف مناطق الضفة، إلى قدرة التنظيمات على الحشد بعيداً عن النمط الكلاسيكي المعتاد، ما يعني استثمارها بالفلسطينيين عبر الوصول إليهم من الناحية الإعلامية مثلاً، من دون أن تكون هناك حاجة إلى التنشئة التنظيمية كما كانت في مرحلتي الانتفاضة الأولى والثانية، وذلك يشير إلى أن الاعتقاد الإسرائيلي لم يكن صائباً عندما ظنّ أن تغييبه لبؤر التنشئة السياسية والتربية الحركية، سيكون مبعثاً للطمأنينة، بل بات يشكل تحدياً أكبر له”.
ويشير إلى أن “البنية الديمغرافية للخليل أكبر من غيرها، بالتالي يتوقع أن تخرج منها عمليات بشكل كبير، إضافة إلى قربها جغرافياً من القدس، واحتكاك مجتمع المستوطنين مع سكّان محافظة الخليل أكبر من غيرهم في مناطق أخرى، بالتالي عرقلة حياة المستوطنين في المحافظة مختلف عن أي مكان آخر بحكم القرب الجغرافي، عدا عن عامل آخر غير ظاهر، هو الحضور الفصائلي المكثف في الخليل بحكم البنية الاجتماعية للمدينة، وذلك قد يخيف إسرائيل بأن تشهد المدينة عملية ترميم فصائلي، تحديداً التنظيمات الإسلامية”.
العمليتان -وفق المراقبين- تؤكدان فشل رؤية الاحتلال، التي اعتقد من خلالها أنه أطبق سيطرته الكاملة على الخليل، ذات المنظومة العشائرية والعائلية من جهة، واقتصادية تجارية من جهة أخرى، ترى ضرورة الحفاظ على الأمن والهدوء والاستقرار، انسجاماً مع مصالحها وفق ما يريده الاحتلال، غير أن هذا كلّه فشل، ما دام أنّ هناك عمليّة نفّذت بشكل دقيق وقوي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غوش عتصيون المقاومة قتل ضباط الشرطة الخليل مناطق الضفة المزید من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يصعد عدوانه على جنين وطولكرم وحماس تدعو لتصعيد المقاومة
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية عدوانها على جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، كما اعتقلت العشرات في مختلف محافظات الضفة، في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تصعيد المقاومة بوجه الاحتلال.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه وسع العملية الأمنية لإحباط ما سماه "الإرهاب في شمال الضفة"، لتشمل خمس قرى جديدة.
وأضاف البيان، أن قوات الكتيبة القتالية التابعة للواء "بيسلاح" بدأت عملياتها في قرية طمون، جنوب طوباس، وأنها عثرت على وسائل قتالية ومخازن ذخيرة.
بدورها، ذكرت مصادر للجزيرة أن مقاومين فلسطينيين فجروا عبوة ناسفة في قوة لجيش الاحتلال بمخيم الفارعة جنوبي طوباس بالضفة الغربية.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني المنصرم، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها أدت إلى استشهاد 25 فلسطينيا، حتى صباح الأحد، قبل أن يوسع عدوانه الاثنين الماضي ليشمل مدينة طولكرم (شمال)، التي استشهد فيها 3 فلسطينيين.
تفجير المنازلوفي مخيم جنين، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 أحياء سكنية، وفَجّرت مبانيَ في حارة الدمج، والحواشين، ومنطقة شارع مهيوب، ومحيط مسجد الأسير.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الاحتلال ادخلت شحنات كبيرة من المتفجرات إلى المخيم من أجل نسف المنازل، بعدما أجبرت سكانه على النزوح خلال الأيام الماضية.
إعلان
يأتي ذلك ضمن العملية المستمرة التي تدخل يومها الرابع عشر على التوالي في جنين، حيث يواصل الاحتلال، إلى جانب عملية النسف، تجريف المنازل، وشق طرق جديدة داخل المخيم، وتحويل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية، بالتزامن مع انتشار كبير للجيش في جميع مناطق جنين.
وقد تعرض مستشفى جنين الحكومي لأضرار نتيجة عملية التفجير التي نفذها الاحتلال في مخيم جنين.
وقالت سرايا القدس– كتيبة جنين إن مقاتليها في سرية السيلة الحارثية غربي جنين، فجروا عبوة ناسفة موجهة في آلية عسكرية إسرائيلية.
من جهتها، نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الشهيد القسامي نور الدين شاكر السعدي، الذي قالت إنه ارتقى خلال قصف الاحتلال للحي الشرقي في مخيم جنين.
في هذه الاثناء قال مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بجنين محمود سعدي إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تعيق تشييع 8 شهداء من مخيم جنين".
جرائم بطولكرمفي غضون ذلك يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية في مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم السابع على التوالي، وسط انتشار واسع لقوات الجيش في مناطق متفرقة من المدينة ومخيم طولكرم.
وأظهرت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة تحركات جيش الاحتلال في شوارع المدينة واعتداء الآليات العسكرية على عربات بيع الخضار في سوق المدينة.
ووفقاً لمصادر محلية للجزيرة فإن قوات الجيش أجبرت المواطنين في المخيم على النزوح وإخلاء منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
بعثرت محتوياتها دون سبب.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير عربات خضار لباعة متجولين في #طولكرم#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/6J8KYz372J
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 2, 2025
في مخيم العروب شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية .. استشهد فلسطيني، وأصيب أربعة، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص خلال مواجهات في المخيم.
إعلانفي الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينيا بينهم أسرى سابقون، خلال 24 ساعة الماضية، حسبما أكد نادي الأسير الفلسطيني.
وأوضح نادي الأسير أن "عمليات الاعتقال تترافق مع تحقيقات ميدانية، واعتداءات وتهديدات بحق المواطنين وعائلاتهم إلى جانب تنفيذ عمليات تنكيل، وتدمير للبنية التحتية وتخريب لمنازل المواطنين".
وأكدت وسائل إعلام فلسطينية أن الاعتقالات شملت بلدات السيلة الحارثية غرب جنين، وحي كفر عقب ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وقرية كفر مالك شمال شرق رام الله، وبلدة الفندق شرق قلقيلية، ومدينة حلحول وبلدة صوريف شمال الخليل، وبلدة اللبن الشرقية جنوبي مدينة نابلس.
تصعيد المقاومةوفي سياق متصل، قالت حركة حماس إن استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين ونسف المنازل، لن يحطم إرادة الشعب الفلسطيني، بل سيزيد من صلابة المقاومين.
وأضافت حماس في بيان، أن التفجيرات الضخمة في جنين، ونسف المنازل، دليل على استمرار حرب الإبادة في حق الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية.
كما قال البيان إن الاحتلال يصر على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها في قطاع غزة، في ظل استمرار الصمت الدولي وغياب محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة.
وأكدت حماس في بيانها أن الجرائم المتصاعدة تستدعي مزيدا من تصعيد المقاومة للتصدي للاحتلال.
بدورها، وصفت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية بالـ"إجرامية"، محذرة من أن "نية الإبادة الجماعية واضحة في الطريقة التي تستهدف فيها إسرائيل الفلسطينيين".
ودعت المسؤولة الأممية عبر حسابها بمنصة إكس، الأحد، المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف عمليات التدمير، التي قالت إنها "توسعت لتشمل جميع الأراضي المحتلة وليس غزة فحسب".
وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إعلان