تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام البخاري، وقد رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 سبتمبر عام 870م، والبخاري أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، ورغم ذلك فهو أحد أكثرهم جدلًا حتى الآن، حيث يظهر كل فترة من يُشكك في علم الإمام البخاري وصحة أحاديث كتابة “صحيح البخاري"، ومن يقول أنه راوٍ وليس فقيهًا.

هاجم القرآن وأمر بحرق البخاري.

. تصريحات إسلام البحيري بعد القبض عليه في ذكرى رحيل شيخ الأزهر محمد الفحام.. مسيرته في 5 نقاط
الإمام الفقيه البخاري 
 

وقد قالت دار الإفتاء في الرد على هذة الإفتراءات أن الإمام الفقيه اللغويُّ المجتهد أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري  صاحب "الصحيح"، رحمه الله تعالى ورضي عنه هو زَيْنُ هذه الأمة، وكان إمامًا حافظًا فقيهًا واعيًا، وقد أجمع علماء المسلمين وأئمتهم وفقهاؤهم عبر القرون على إمامته وتقدمه.

 

أفقه خلق الله في عصره

وأكدت دار الإفتاء على أنه كما كان البخاري إمامًا في الحديث، فقد كان إمامًا في الفقه واللغة والتاريخ، وكان موصوفًا بالموسوعية التي لم تتأتَّ لغيره من المحدثين، حتى نُعِتَ بأنه كان آيةً من آيات الله وأمةً وحدَه، وأنه لم يكن في الدنيا مثله، فوصفه شيخُه محمد بن بشار بُندَار بالسيادة على الفقهاء وأنه أفقه خلق الله في عصره؛ فلَمَّا قدم الإمام البخاري البصرة قال محمد بن بشار: دخل اليوم سيد الفقهاء.

 

وتابعت دار الإفتاء أن أعداء الإسلام قد كثفوا عبر القرون محاولاتهم اليائسة للطعن في نقلَةِ الحديث النبوي ورواة السنة النبوية الشريفة، يريدون التوصل بذلك إلى الطعن في السنة وإسقاط المصدر الثاني للشريعة، وفي الطعن في الإمام البخاري إمامِ أهل الصنعة الحديثية: طعنٌ في المعيار الذي انطلق منه أئمة أهل الحديث واعتمدوه، وبَنَوْا عليه هذه الشهادة في بيان علم الإمام البخاري وإمامته، وعلو شأنه ومكانته، وهذا طعنٌ في المنظومة العلمية الحديثية التي صرح الأئمة بتقدمه فيها.

حكم الطعن على إمامة البخاري

وأضافت الإفتاء أنه بناءً على ذلك: فالإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى، إمام مجتهد من أكابر أئمة المسلمين في الفقه، ولا يخفى أن الطعن في علمه وإمامته نوع من الفسق المسقط لعدالة صاحبه وشهادته؛ لأن فيه مخالفة لما عليه إجماع المسلمين في قديم الدهر وحديثه، بل فيه اتهام للأمة كلها بالجهل والضلالة، وتسفيه لعلماء المسلمين عبر القرون حيث اتفقت كلمتهم على إمامته وتفوقه.

وصية دار الإفتاء 

وأوصت دار الإفتاء في نهاية حديثها  المسلمين أن يتكاتفوا للدفاع عن أئمتهم وعلمائهم ضد هؤلاء المفسدين، وأن يأخذوا على أيدي المغرضين، الذين يتكلمون فيما لا يحسنون، ويهرفون بما لا يعرفون، والله تعالى كفيل بهم، مبطلٌ لكيدهم، وسيذهبون كما ذهب غيرهم، وسيبقى الإمام البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه جبلًا شامخًا ومنار هدًى وعلامة فارقة في تاريخ الأمة وعلومها وتراثها؛ مصداقًا لقول الحق جل شأنه وتبارك اسمه: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد: 17].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإمام البخاري البخاري دار الإفتاء علماء الحديث أهل السنة والجماعة الإمام البخاری دار الإفتاء الله تعالى محمد بن إمام ا

إقرأ أيضاً:

أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله

أكد الشيخ أحمد البهي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإمام علي زين العابدين هو أحد رموز أهل البيت الأطهار، وأحد الشخصيات التي تمثل نموذجًا فريدًا في العبادة والخشوع، مشيرًا إلى أن لقبه "زين العابدين" جاء نتيجة كثرة سجوده وعبادته لله تعالى.  

وأضاف خلال تصريحات تليفزيونيه أن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كان مثالًا في الصبر والتقوى، حتى قال عنه ابنه الإمام محمد الباقر: "ما انتهى من صلاة مفروضة إلا وسجد، ولا دفع الله عنه كربًا إلا وسجد، ولا جاءته نعمة إلا وسجد"، وقد أحصى بعض العلماء عدد سجداته في اليوم والليلة فوجدوها تفوق الألف سجدة.  

وأوضح الشيخ البهي أن الإمام زين العابدين جمع بين شرف النسب والعلم والولاية، حيث كان حفيدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه من بنات ملوك الفرس، وقد وصفه البعض بقولهم: "وإن غلامًا بين كسرى وهاشم… لأكرم من نيطت عليه التمائم".  

وأشار إلى أن حب المسلمين له نابع من حبهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أن المصريين أطلقوا على أحد الأحياء اسم "زنهم" نسبة إلى الإمام علي زين العابدين، حيث يوجد مسجده المبارك في هذا الحي.  

وأكد أن الإمام قاد سفينة أهل البيت في مرحلة صعبة من التاريخ، وتمكن من نشر علومه بين الناس، حيث اشتملت على الفقه والحديث والمناجاة والتضرع إلى الله، وكان له دور بارز في تعليم الأمة فن الدعاء، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ علم الدعاء على سبيل الإجمال، أما الإمام زين العابدين فعلمه على سبيل التفصيل، وهو ما تجلى في الصحيفة السجادية، التي تعد من أعظم تراث أهل البيت، والتي ما زالت تتوارثها الأجيال حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • معركة الصفين بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان في 3 رمضان
  • أحد مرفع الجبن.. ذكرى "طرد آدم من الفردوس في الفكر الآبائي الأرثوذكسي"
  • أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله
  • مصر في مارس.. وحدة في الصوم بين المسلمين والمسيحيين
  • عمرو وهبي يعلن رحيله عن الزمالك
  • صحفي يوجه انتقادات حادة لسلطات مأرب على خلفية ذكرى استشهاد العميد شعلان
  • أساس بناء الأمم.. مفتي الجمهورية: الحديث عن مكارم الأخلاق ضرورة
  • بتعليق الزينة ..إمام عاشور يحتفل بحلول شهر رمضان برفقه العائلة
  • رئيس الشؤون الدينية يحث المسلمين باستثمار أوقاتهم في الطاعات والعبادات في شهر رمضان
  • الإمام الطيب وأمة واحدة وقيم إنسانية.. أبرز برامج حكماء المسلمين خلال رمضان