وكالة الإقتصاد نيوز:
2025-03-18@05:04:17 GMT

العراق... دراما الفساد وخطرها على المجتمع

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

العراق... دراما الفساد وخطرها على المجتمع

اياد العنبر

تتشابه كثيرا فضائح الفساد في العراق مع حكايات الدراما التلفزيونية، إذ يعتمد كلاهما الحبكة في الرواية التي تجعل المشاهد يتابع الأحداث وتطوراتها بشغف وينتظر نهاياتها. هكذا نحن في العراق نتعايش ونتفاعل مع أخبار الفساد وشخصياته وتفاصيله، وهو لا يغيب يوما عن أحداث نشرات الأخبار ومواضيع البرامج السياسية الحوارية.

وفضلا عن ذلك، أصبحنا نتعايش معه في كل تفاصيل حياتنا اليومية، من سوء الخدمات، وتردي الواقع الصحي، وروتين التعامل اليومي بين المواطن ودوائر الدولة ومؤسساتها.

آخر مسلسل درامي من فضائح الفساد، هو عودة قضية "سرقة القرن" إلى الواجهة، والتي بدأت حكاية عودتها مع تحديد 14 أغسطس/آب، موعدا لمحاكمة المتهم الرئيس في القضية وهو نور زهير، الذي تخلف فيه عن الحضور لتتأجل المحاكمة إلى يوم 27 من الشهر. نور زهير بطل قصة دراما سرقة الأمانات الضريبية التي باتت تعرف بـ"سرقة القرن"، اختار الحضور في لقاء تلفزيوني مع قناة "الشرقية" العراقية، ليتحدث عن "مظلوميته" وعن نفيه وجود سرقة أو فساد، ووصف الموضوع بأنه "أكذوبة". لكنه لم ينكر الرشاوى التي قدمها لسياسيين وإعلاميين وموظفين في الدولة، ليؤكد لنا أن هذا الروتين في العراق هو أساس الفساد.

ويريد بطل مسلسل "سرقة القرن"، أن يبقي عيون العراقيين مشدودة تجاه مراقبة أخباره، بعد أن تداول أخبارا عن تعرضه لحادث سير في بيروت، وننشغل بتأويلات "الحادثة"، لا سيما مع قرب موعد المحاكمة. حتى تبين عدم وجود حادث، وأنه مفتعل للهروب من موعد المحاكمة حسب متابعات صحافية.

المفارقة، أننا أصبحنا منشغلين بمتابعة أخبار الفساد، حتى تعودنا على سماع سرقات وصفقات فساد بملايين ومليارات الدولارات. ونحن نعيش في بلد، يعتاش فيه ملايين المواطنين على إعانات الرعاية الاجتماعية، وهذه الأرقام المرعبة تقارب ميزانية دول مثل الأردن وسوريا ولبنان.

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان أكثر صراحة ووضوحا عندما صرح في بداية تسنمه المنصب، بالقول إن "أي حديث عن مكافحة الفساد عبث وضحك على الذقون" إذا لم يكن هناك محاسبة واستراد للأموال من المتورطين في فضيحة "سرقة القرن". ويبدو أن تصريح رئيس الوزراء هو الأكثر مصداقية، لأنه لحد الآن لا يوجد حسم لأي ملف من ملفات الفساد، ولا ملاحقة لأي من المتورطين.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار سرقة القرن

إقرأ أيضاً:

الإصلاح المر .. عراق ما قبل وبعد ..!

بقلم : حسين الذكر ..

منذ بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921 وبعد قرن من الزمان كانت التربية منهج ملازم للتعليم واحيانا يسبقه في المدارس وبقية مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية والمجتمعية فضلا عن الحرص الشديد لوزارات المعارف والتربية على ترسيخ مباديء اخلاقية تعد أساس لبناء المجتمع المتمدن .. فكل من عاش تلك المراحل حتى وقت متأخر يتذكر دروس اخلاقية ونصوص دينية تحث على آداب الطريق ونتذكر القول النبوي الشريف : ( اماطة الأذى عن الطريق ) الذي لا تقتصر فلسفته البنائية لازاحة الأذى بل يُعد منهج تربية مجتمعية وأسس صحيحة لبناء الدولة ..
في عالم اليوم يعد الاهتمام الحكومي بالنظام المروري هوية حضارية ومعيار للثقافة والوعي ودليل على مركزية الدولة وقوتها والتزام الموطن فضلا عما يعنيه من جمال البيئة وتنظيم قوى المجتمع واستقراره بما يدل على تفهم وايمان المواطن بدولته ونظامه السياسي والاجتماعي والأخلاقي ..
مناطقنا الشعبية العراقية تمثل ثمانون بالمائة من المجتمع – وهنا لا نتحدث عن المرور في المنطقة الخضراء – فللسلطة طرقها وآلياتها وخصوصياتها وامتيازاتها لكن نعني تلك المناطق التي هي اول المضحين وآخر المستفيدين وقد تركت عرضة للعبث من قبل ( التكاتك والدلفري والدراجات والرونسايد والتجاوز على الرصيف …) بصورة غير مسبوقة بتاريخ العراق واحالتنا للعيش بما يشبه الجحيم واعادنا الى عهود الظلام والفوضى واليأس . سيما وان المخالفات قائمة ليل نهار وامام عين السلطات بلا خشية او ادنى ردع او اعتبار للدولة والمجتمع … بل لا يوجد ادنى احترام للذات جعل من التعدي على الصالح العام والتجاوز على الرصيف والعبث بالبيئة مسلمات بل ملازمات للواقع حتى غدت إنجازا ومصدر قوة للمتجاوزين بمختلف عناوينهم . وتلك مفارقة ازمة أخلاقية تربوية سياسية عامة يحتاج إعادة النظر فيها بعيدا عما يسمى بالإصلاح السياسي عصي الإصلاح في العراق ..
فقد فرضت قوى الاحتلال الأمريكي على العراقيين نظام المكونات وثبتته دستوريا بصورة لا يمكن معها – اطلاقا – إيجاد أي حلول إصلاحية تمتلك قدرة التغيير او تفضي لبناء دولة مؤسسات .. فنظام المكونات عبارة عن رحم بلاء تتمخض فيه وتتوالد منه قوى حزبية وكتلوية وعشائرية و وجماعاتية وشخصية كارتونية او ظرفية … فضلا عن كونه مليء بالمطبات والاجندات الداخلية والخارجية مع سيوف حادة جاهزة مسلطة على الشعب ونخبه التي ستبقى بعيدة جدا عن حلم الإصلاح ..

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي عن دراما رمضان: أوعوا ترعوا الغم والهزل فقط
  • (المليشيا وتقدم).. المحاكمة غيابيا!!
  • زيباري:لدينا ارتباطات “قوية جداً” مع أمريكا وما تطلبه حكومة الإقليم من بغداد ينفذ
  • الرئيس السيسي: المجتمع عانى 3 سنوات بعد المشاكل التي واجهت الشرطة في 2011
  • خطر يهدد المجتمع!!
  • رئيس الوزراء يُتابع مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جهود تعزيز التحول الرقمي
  • التنمر السياسي في العراق: السلطة والمجتمع
  • الكويت تسلّم العراق اثنين من المتهمين بـ سرقة القرن
  • الإصلاح المر .. عراق ما قبل وبعد ..!
  • طرابلس... توقيف أحد المتورطين بعد إشكال في الميناء