القدس في أغسطس.. الأقصى يتعرض لأخطر الانتهاكات
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
القدس المحتلة – لم يختلف شهر أغسطس/آب الماضي عن سابقيه من حيث الانتهاكات المتصاعدة في المدينة المقدسة خاصة على صعيد المس الخطير بالوضع القائم في المسجد الأقصى، واستمرار جرائم الهدم وإشهار سلاح الاعتقال الإداري والإبعاد والحبس المنزلي.
وسُجل خلال الشهر الماضي استشهاد ثلاثة شبان أحدهم عند حاجز النفق جنوبي القدس، وينحدر الشاب من مخيم الدهيشة ويحمل هوية الضفة الغربية، واحتُجز جثمانه وجثمان الفتى شادي شيحة الذي أُعدم في بلدة عناتا.
في حين تمكن المواطنون من تشييع الشهيد الثالث الذي استشهد في منطقة وادي رحال في بيت لحم بعد إصابته برصاص جندي إسرائيلي أثناء هجوم المستوطنين على المنطقة.
استباحة الأقصى
التطورات الأبرز في شهر أغسطس/آب الماضي سُجلت في المسجد الأقصى المبارك الذي شهدت ساحاته انتهاكات خطيرة، وقعت معظمها في ذكرى "خراب الهيكل" وما بعدها، إذ باتت الجماعات المتطرفة تتغنى بأن ما يحدث هو "نقطة تحول تاريخية دراماتيكية لم يشهدها المكان المقدس منذ ألف عام على الأقل".
ومن التطورات التي وثقتها الجزيرة نت قبيل حلول هذه الذكرى، تنظيم جماعات الهيكل بالتعاون مع بلدية الاحتلال مؤتمرا "لتحفيز إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى"، ونُظم المؤتمر في قاعة يطلق عليها اسم "هيكل سليمان" غربي البلدة القديمة.
كما اقتحم جنود من لواء "الإسكندروني" ساحات المسجد بزيّهم العسكري بعد عودتهم من المعارك في قطاع غزة، ونظمت الجماعات المتطرفة جولة لأطفال يهود في الأقصى، ووزعت عليهم في نهايتها هدايا طبعت عليها صورة الهيكل.
وفي إطار الاستفزازات، التقط مجموعة من الحاخامات صورة جماعية لهم أمام قبة الصخرة المشرفة في نهاية جولتهم الاقتحامية، وكان أحدهم يرتدي شال الصلاة التوراتي الذي يرتديه اليهود أثناء صلواتهم في الكُنس.
نشاط جماعات الهيكل
ونشط قادة وأنصار جماعات الهيكل المتطرفة قُبيل حلول ذكرى "خراب الهيكل" في تشجيع المستوطنين على اقتحام الأقصى، ومن بين هؤلاء أساف فريد الذي كتب "هل أنت خائف من أن يُحدث العرب فوضى؟ من المهم أن تعرف أن جبل الهيكل هو المكان الأكثر هدوءا هذا العام، وعلى أي حال تبالغ الشرطة في قواتها على جبل الهيكل في التاسع من (أغسطس) آب بشكل كبير.. هل أنت خائف من هجوم إيراني؟ جبل المعبد هو أكثر الأماكن أمانا وإذا ضرب صاروخ إيراني قبة الصخرة فربما لن تكون آسفا جدا".
وفي الليلتين اللتين سبقتا حلول هذه الذكرى نُظمت مسيرات ليلية رفعت فيها الأعلام الإسرائيلية للمطالبة بفرض السيادة على المسجد الأقصى. ومع حلول الذكرى اقتحم المسجد الأقصى في الفترتين الصباحية والمسائية 2958 متطرفا ومتطرفة رفعوا خلال جولاتهم الأعلام الإسرائيلية، وأدوا طقس "السجود الملحمي" (الانبطاح أرضا) بشكل جماعي، وغنوا ورقصوا وصلوا، وكان من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وتغنت الجماعات المتطرفة بعد اقتحام "خراب الهيكل" بحرية العبادة اليهودية داخل أولى القبلتين، وقال أحد نشطاء جماعات الهيكل الصحفي أرنون سيغال "منذ التاسع من (أغسطس) آب يصلي اليهود في جبل الهيكل بحرية ودون اعتقالهم".
وفي مقال نشر له يوم 30 أغسطس/آب الماضي، كتب "ينجح بن غفير في الوقت الراهن فيما فشل فيه الحاخام غورين (أول حاخام صلى ونفخ في البوق داخل الأقصى)، العبادة اليهودية التي تجتاح جبل الهيكل منذ التاسع من (أغسطس) آب (ذكرى خراب الهيكل) هي نقطة تحول تاريخية دراماتيكية لم يشهدها المكان المقدس منذ ألف عام على الأقل".
وتُوجت الانتهاكات بقرار حكومي جاء من خلال وزارة التراث التي يتولى حقيبتها عميحاي إلياهو، بأن اقتحامات المستوطنين للأقصى والجولات الإرشادية للمستوطنين بداخله ستمولها الوزارة بميزانية تبلغ 550 ألف دولار أميركي.
ملاحقة المصلين
وفي الوقت الذي اقتحم فيه المسجد 7704 من المتطرفين على مدى شهر أغسطس/آب الماضي، ضيّقت شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب على المصلين الوافدين إلى المسجد، وسُلم على مدى الشهر 33 أمر إبعاد عن المسجد الأقصى، وكان على رأس المبعدين خطيب المسجد الشيخ عكرمة صبري.
وعلى صعيد انتهاك الحريات، رصدت الجزيرة نت 110 حالات اعتقال في محافظة القدس، ومن بين المعتقلين 10 نساء و6 قاصرين. وأصدرت محاكم الاحتلال 21 أمر اعتقال إداري خلال أغسطس/آب الماضي بين أوامر جديدة أو تمديد لهذه العقوبة بحق أسرى من محافظة القدس.
وفي إطار الهدم، نُفذت 49 هدما في محافظة القدس بينها 10 عمليات هدم ذاتي قسري، وتركزت أكبر عمليات الهدم في بلدة الطور التي هُدم فيها خلال ساعات 16 منشأة، في حين نُفذت 8 عمليات هدم خلال شهر أغسطس/آب الماضي في أحياء بلدة سلوان المجاورة للأقصى التي استولى المستوطنون فيها أيضا على بناية لعائلة شحادة تتكون من 5 شقق سكنية بحي "بطن الهوى" بادعاء ملكيتها لليهود قبل عام 1948.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جماعات الهیکل المسجد الأقصى خراب الهیکل جبل الهیکل
إقرأ أيضاً:
غزة والضفة.. مقتل عشرات الفلسطينيين واقتحامات للمسجد الأقصى والهدنة عالقة!
قتل أكثر من 52 فلسطينيا وأصيب 203 آخرين خلال الساعات الماضية في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، كما قتل 10 أفراد من أسرة واحدة، بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما قتل مدير الدفاع المدني بمخيم النصيرات نضال أبو حجير، والصحفي أحمد بكر اللوح في قصف إسرائيلي لنقطة الدفاع المدني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لترتفع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 45.028 قتيلا و106.962 إصابة.
من جهته، قال مدير عام الصحة بغزة، إن “الجيش الإسرائيلي اعتقل 350 من كوادر القطاع الطبي في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 وقتل 3 منهم داخل السجون الإسرائيلية”.
فيما أعلنت الأمم المتحدة، “أن النساء والأطفال شكلوا قرابة 70% من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل2024”.
قيادي بـ”حماس”: الحركة قدمت موقفا متقدما للوصول إلى التهدئة بغزة
كشف قيادي في حركة “حماس”، “عن آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى، معلنا أن الحركة قدمت موقفا متقدما للوصول إلى التهدئة”.
وقال القيادي لقناة “الشرق”ك إن “اتفاق التهدئة في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى إذا لم يقم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بعرقلته”، لافتا إلى أن “المطلوب ضغط أمريكي على نتنياهو كي يتم التوافق على اتفاق التهدئة بغزة”.
وأكد أن “الحركة وافقت على وقف تدريجي للحرب وهو موقف متقدم للوصول لاتفاق تهدئة”، مشددا على أن “الحركة لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق الى وقف دائم للحرب بغزة”.
وفي وقت سابق، نقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن التوصل إلى اتفاق جديد مع “حماس على تبادل الأسرى قد يكون ممكنا “في غضون شهر”، معتبرة أن ذلك “هدفا غير مستبعد”.
كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن هناك “تقدما كبيرا” في المفاوضات، مبينا أن تفاصيل الصفقة المحتملة تبقى حاليا بعيدة عن الأضواء لـ”تجنب تدخلات سياسية قد تعرقلها”.
وقال المسؤول إن “رئيسي الموساد والشاباك أبلغا الكابينيت بوجود استعداد غير مسبوق من قبل حركة حماس للتوصل إلى صفقة”، معتبرا أن التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع قليلة”.
ضابط إسرائيلي: لن نصل إلى آخر صاروخ لدى “حماس” حتى لو حاربناها 20 عاما
صرح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، للقناة 12 العبرية، “بأن إسرائيل لن تنجح بالوصول إلى آخر صاروخ تملكه حركة “حماس”، حتى لو ظلت تحاربها 20 عاما في قطاع غزة”.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، “إن وزير الأمن الغذائي وعضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي آفي ديختر صرح بأن جيش بلاده سيبقى في غزة لسنوات عديدة، ويقاتل العناصر الجديدة لحركة “حماس” وقد يكون مسؤولا عن توصيل المساعدات الإنسانية هناك”.
وأضافت الصحيفة أن “هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي كشف جنود احتياط خدموا مؤخرا في غزة عن وجود بنية تحتية عسكرية جديدة بنتها إسرائيل تشمل معسكرات وطرقا جديدة واسعة في شمال ووسط غزة”.
وذكرت أن “التصريحات تشير إلى بقاء القوات الإسرائيلية داخل غزة لفترة طويلة، مع عدم وجود خطة فورية لأي إدارة أخرى لحكم 2.3 مليون شخص في المنطقة والبدء في إعادة الإعمار هناك”.
وقال ديختر: “نحن لسنا في البداية مرة أخرى لكننا بالتأكيد لسنا في بداية النهاية لأنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به”، مضيفا “أعتقد أننا سنبقى في غزة لفترة طويلة، ومعظم الناس يدركون أن إسرائيل ستظل لسنوات تدخل وتخرج وربما تبقى على طول ممر نتساريم”.
وأضاف الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، أن “حماس لا تزال تمتلك بعض القدرات العسكرية لأن إسرائيل لم تصل إلى كل مكان في غزة”، مشيرا إلى أن “نحن نعلم أن حماس جندت المزيد من الناس، لديها قدرات أقل ولكن لديها أشخاص جدد”.
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية
اقتحم عشرات المستوطنين أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى وأدّوا فيها طقوسا تلمودية، بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وأفادت مصادر وشهود عيان، بأن “عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية”.
وانتشرت “الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى، وأعاقت تنقل المواطنين في باحاته”.
هذ “ويتعرض المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة، لاقتحامات من المستوطنين، فيما تواصل القوات حصارها، من خلال تقييد دخول المصلين المسلمين إليه، وعبر تشديد إجراءاتها عند أبوابه، وعرقلة دخولهم”.
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 16 فلسطينيا
شنت القوات الإسرائيلية منذ أمس وحتى صباح اليوم الاثنين، “حملة مداهمات واعتقالات جديدة طالت عدة مدن ومحافظات بالضفة الغربية، وأسفرت عن اعتقال 16 فلسطينيا”.
وأشار نادي الأسير الفلسطيني في بيان رسمي، “إلى أن حملة الاعتقالات توزعت على محافظات طولكرم والخليل ونابلس ورام الله وبيت لحم وجنين، لافتا إلى أن من بين المعقلين أسرى سابقين”.
ووفقا للبيان فقد “رافق المداهمات عمليات اعتداء على المواطنين وتخريب وتدمير واسعة في منازلهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني والتي تصاعدت مؤخرا تحديدا في محافظة الخليل”.
ولفت البيان إلى أن “عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023 بلغت أكثر من 12 ألفا و100 مواطن من الضفة والقدس.
كما أشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية “تواصل اعتقال المدنيين من غزة وتحديدا من الشمال، وتنفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، وترفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم”.
وأكد أن “المؤسسات المختصة ومنذ بدء الحرب على غزة لم تتمكن من حصر حالات الاعتقال في القطاع والتي تقدر بالآلاف”.