واشنطن– صدر قبل أيام كتاب "ترامب في المنفى" (Trump in Exile)، تحذر فيه الكاتبة الصحفية مريديث ماكغراو، من مخاطر عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إذا فاز بانتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، "حيث سيكون الانتقام هو المحرك الأول له" في فترة حكمه الجديدة.

ومنذ ظهور ترامب على الساحة السياسية الأميركية عام 2015، اقتربت الكاتبة من ترامب سواء خلال فترة حكمه، أو بعد مغادرته البيت الأبيض يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021، ورصدت أنشطته وغطتها.

وجاء الكتاب في 336 صفحة مقسما على 12 فصلا، وسمت الكاتبة كل فصل باسم إحدى أغنيات ترامب المفضلة.

عملت ماكغراو مراسلة سياسية لصحيفة "بوليتيكو" منذ 2019 في البيت الأبيض، وقبل ذلك عملت منتجة ومحررة في شبكة "إيه بي سي نيوز" (ABC News) لأخبار البيت الأبيض. وحصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة تكساس في أوستن، ودرجة الماجستير من كلية الدراسات العليا للصحافة بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك.

وركّزت الكاتبة في كتابها الجديد على مرحلة ما بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض رافضا الاعتراف بهزيمته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن، ومقاطعا حفل التنصيب على عكس عادة وتقليد التسلم والتسليم من رئيس قديم مغادر لرئيس جديد فائز، وذلك عندما بدا مستقبل ترامب غامضا، إلا أنه كان مصمما على العودة والانتقام.

واخترقت الكاتبة ماكغراو الكواليس في منتجع "مار لاغو"، مقر إقامة ترامب الرسمي بولاية فلوريدا، حيث أعاد ترامب تجميع صفوفه بعد هزيمته الانتخابية، وبدء التخطيط لمعركة إعادة الانتخاب للعودة للبيت الأبيض.

رفض ترامب نتائج انتخابات 2020 وقاطع حفل تسليم نقل السلطة إلى بايدن (وكالات) من منفي إلى زعيم

يتعمّق الكتاب كذلك في التعرض لنظريات المؤامرة التي راجت في بعض الدوائر الجمهورية، ويؤمن بها أكثر من نصف الجمهوريين حول سرقة انتخابات 2020 وتزويرها لصالح بايدن.

ويتطرق الكتاب لأنشطة ترامب منذ وصوله لفلوريدا، ومناوراته الإستراتيجية، وخططه لانتخابات 2024، مع تسليط الضوء على سعيه الدؤوب للسلطة. وتوضح ماكغراو عدد الأشخاص الذين قاموا بالحج إلى "مار لاغو" للحصول على موافقة ترامب أو تأييده لهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس 2022، وكيف نجح ترامب في تكرار مزاعمه، وتصوير نفسه على أنه الضحية في كل مناسبة.

وضعت أعمال الشغب في مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، التي قام بها أنصار الرئيس السابق، بقعة سوداء على نهاية فترة حكمه، ودفعت مجلس النواب، صاحب الأغلبية حينذاك، لمحاكمة ترامب سياسيا في محاولة لعزله، انتهت بالفشل.

وبعدما تعرض ترامب لمحاولتي عزل خلال فترة حكمه، حيث كانت الأولى على خلفية طلبه من الرئيس الأوكراني المساعدة في حملته الانتخابية، تصور كثير من المراقبين أن ترامب سيبقى جريحا يداوي آثار هذه الصدمات منهيا حياته السياسة سريعا بعد العودة لفلوريدا.

لكن الأمر لم يكن كذلك. بل تكشف الكاتبة ماكغراو كيف نجح ترامب في العودة والسيطرة بصورة مطلقة على الحزب الجمهوري.

وتؤرخ مريديث ماكغراو هذه الفترة الفريدة، واستخدمت كلمة "منفى" لتشير لانتقال ترامب إلى جنوب فلوريدا حيث أصبح عبئا على الحزب الجمهوري وقياداته التي تصورت أنه انتهى سياسيا.

ومن خلال وجودها داخل المنتجع الفخم، وتنقلها إلى داخل جدرانه وصالاته وغرفه، تشرح ماكغراو كيف أصبح منتجع "مار لاغو" واقعا بديلا لرئيس سابق يؤمن أن انتخابات 2020 سُرقت منه. وكيف انتقل ترامب من وضعية "المنفي المنبوذ" إلى "الزعيم المهيمن" على الحزب الجمهوري.

شخص خطير

كما تتطرق ماكغراو أيضا إلى ولادة مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، وهي شركة مطروحة للتداول العام في بورصة نيويورك. وأشارت إلى أن ترامب حصل على أفضل ما في الصفقة. وبعد اجتماع في يناير/كانون الثاني 2021، اتفق الطرفان على أن "ترامب سيمتلك حصة 90%"، وأن "رأس المال الوحيد الذي سيستثمره ترامب سيكون اسمه".

وتضيف "مثل الكثيرين تعاملوا مع ترامب قبله، لن يستغرق شركاؤه الجدد وقتا طويلا لاكتشاف أنهم عقدوا صفقة مع الشيطان، حيث كل الفوائد تذهب في اتجاه واحد".

ونجح ترامب في العودة للهيمنة على الحزب الجمهوري بعد إزاحته لكل منافسيه السياسيين، وعلى رأسهم حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس، ونيكي هيلي حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، وذلك رغم مواجهته لوائح اتهامات وإدانات من العيار الثقيل فدراليا وعلى مستوى الولايات (ولايتي نيويورك وجورجيا).

ومن خلال خبرتها في الصحافة، رصدت ماكغراو كيف نجح ترامب في جهود جمع التبرعات، وتوضح كيف أنها غالبا ما تفيده ماليا أكثر مما تقدمه ماكينة الحزب البيروقراطية.

ورأت الكاتبة أن ترامب شخص خطير، ومن المؤكد أنه غير لائق ليكون رئيسا مرة أخرى. وتناشد بضرورة أن يولي الشعب الأميركي اهتماما وثيقا بإنقاذ "ديمقراطيته العريقة". وتقول الكاتبة محذرة "صدق أو لا تصدق، سيتلاشى ترامب في النهاية من دائرة الضوء الجمهوري، لكن هل ستبقى ديمقراطيتنا؟".

وتقول الكاتبة في مقدمة الكتاب إن هناك شيئين أرادت أن تغطيهما بصورة أساسية في الكتاب:

أولا: لماذا كرس كثير من الساسة الأذكياء أنفسهم لمحاولة قلب الحقائق وتكرار ادعاءات ترامب؟ وتخلص إلى أنهم ببساطة تعرضوا للتخويف من قبل ترامب، وتهديدهم بالقضاء عليهم سياسيا. ثانيا: ما الذي آمن به ترامب حقا بشأن نتيجة الانتخابات؟ ومن الواضح أن غروره تطلب منه رفض نتائجها والاحتجاج عليها، لكن في أعماقه هل أدرك ترامب حقا أنه خسر الانتخابات؟ وتعد هذه النقطة مهمة جدا وحاسمة لانتخابات 2024، وإذا كان ترامب يعتقد حقا أنه فاز بانتخابات 2020، فمن شأن ذلك أن يميّزه على أنه شخص مختل غير متزن بشكل خطير.

من ناحية أخرى، إذا أدرك ترامب الخسارة، ولكن طبيعته وخلفيته كملياردير ورجل أعمال لا يعرف الفشل، فسيضع علامة استفهام كبيرة على مصير انتخابات 2024 حال تكرار خسارته.

كانت لدى ترامب شكوك بشأن اختياره فانس نائبا له على بطاقة الحزب الجمهوري (الفرنسية) اختيار "سيئ"

تذكر الكاتبة ماكغراو بمهارات ترامب المحدودة في التدقيق، وفي حكمه على الأشخاص، وترى أن اختياره للنائب جي دي فانس، هو الأخير فقط في سلسلة من الأخطاء الشخصية التي سبق وقام بها ترامب، حيث إن السيناتور فانس من ولاية أوهايو لا يحظى بشعبية كبيرة.

وترى ماكغراو أن صداقة فانس لنجل ترامب سهلت اختياره، رغم أنه كانت لديه شكوك حوله، ولم يكن الوحيد في ذلك، إذ شعر كبار أعضاء الحزب الجمهوري بالقلق من اختيار فانس. وتجاهل ترامب أن فانس سبق وقارنه بهتلر، كما قال فانس ذات مرة إنه "يكره" الشرطة. وكان لديه استثمار من 6 أرقام في منصة "رامبل" (Rumble) وهي منصة فيديو على الإنترنت تعرض كثيرا من الدعاية الروسية والصور النازية.

وتقول ماكغراو إن "أحد المعايير ذات الأهمية الكبيرة لترامب هو المظهر الجسدي وكيف يبدو الشخص من بعيد، وهما شيئان كان يخبر الناس كثيرا أنه يحبهما في فانس".

وقبل أيام قال ترامب "هذا موثق جيدا. فتاريخيا، نائب الرئيس فيما يتعلق بالانتخابات ليس له أي تأثير، لا تأثير تقريبا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على الحزب الجمهوری البیت الأبیض انتخابات 2020 ترامب فی

إقرأ أيضاً:

نائب ترامب في زيارة استفزازية إلى غرينلاند

قام نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس اليوم الجمعة بجولة في قاعدة عسكرية أميركية في غرينلاند، في زيارة تعدّها كل من كوبنهاغن ونوك استفزازية في ظل مساعي الرئيس دونالد ترامب لضم الجزيرة الدانماركية ذات الموقع الإستراتيجي والغنية بالموارد.

ونددت رئيسة الوزراء الدانماركية ميته فريدريكسن بخطط الوفد الأميركي لزيارة الجزيرة القطبية رغم عدم تلقيه دعوة بذلك، معتبرة أن الخطوة تشكل "ضغطا غير مقبول" على غرينلاند والدانمارك. وكان من المقرر في البداية أن تكون الزيارة أوسع لمجتمع غرينلاند.

وأفاد مواطنو غرينلاند الذين يعارض معظمهم مقترح الضم الأميركي، بحسب استطلاع أجري في يناير/كانون الثاني الماضي، بأنهم سيستقبلون الوفد بفتور، مع توقعات بخروج عدد من التظاهرات.

وتقرر في نهاية المطاف أن يكتفي فانس وزوجته أوشا بزيارة قاعدة بيدوفيك للفضاء التي تديرها الولايات المتحدة في شمال غرب الجزيرة، مصحوبين بوزير الطاقة الأميركي كريس رايت.

وأقلعت الطائرة التي تقلّ جاي دي فانس وزوجته مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ووزير الطاقة كريس رايت، من واشنطن بعيد الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (10,00 بتوقيت غرينتش)، بحسب صحفيين مرافقين لهم.

إعلان

ومن المقرر أن يجتمع الوفد مع أعضاء "قوة الفضاء الأميركية" و"الاطلاع على ما يجري في ما يتعلق بأمن" غرينلاند، بحسب ما أفاد فانس في تسجيل مصور.

وشدد ترامب الأربعاء الماضي على أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الجزيرة الشاسعة الواقعة في المنطقة القطبية الشمالية من أجل أمنها القومي والدولي، وسبق أن رفض استبعاد السيطرة عليها بالقوة، قائلا "علينا الحصول عليها".

من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس قناعته بأن خطط ترامب "جدية"، وقال إن "الاعتقاد بأن هذا مجرد كلام مبالغ فيه من قبل الإدارة الأميركية الجديدة هو خطأ كبير. إنه ليس كذلك إطلاقا".

وشدد مسؤولون دانماركيون ومن غرينلاند، بدعم من الاتحاد الأوروبي، على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسيطر على الجزيرة.

حليف جيد

وأثار نائب الرئيس الأميركي حفيظة الدانماركيين مطلع فبراير/شباط عندما قال إن الدانمارك "لا تقوم بواجبها (في حماية غرينلاند) ولا تتصرف كحليف جيد".

وسارعت فريدريكسن للرد بأن الدانمارك لطالما كانت حليفا وفيا للولايات المتحدة، إذ قاتلت إلى جانب الأميركيين على مدى "عقود طويلة جدا" بما في ذلك في العراق وأفغانستان.

وتعد قاعدة بيتوفيك جزءا رئيسيا من البنى التحتية الأميركية للدفاع الصاروخي إذ يضعها موقعها في المنطقة القطبية الشمالية على أقصر طريق للصواريخ التي يتم إطلاقها من روسيا باتجاه الولايات المتحدة.

وكانت القاعدة المعروفة بـ"قاعدة توله الجوية" حتى عام 2023 عبارة عن منصة تحذير من أي هجمات محتملة من الاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة، كما أنها موقع إستراتيجي للمراقبة الجوية والبحرية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، تتهم واشنطن الدانمارك بإهماله.

مقالات مشابهة

  • غرينلاند وغطرسة القوة
  • بالأسماء.. ننشر الهيكل التنظيمي الجديد للشعب الجمهوري بالمنيا
  • فضيحة البيت الأبيض.. القصة الكاملة لـ"سيجنال جيت"
  • ترامب: جرينلاند ستكون أمريكية 100%
  • «الشعب الجمهوري» في قنا يُواصل تنفيذ مبادرة إفطار 10000 صائم |صور
  • «الشعب الجمهوري» ببندر جرجا يُكرم حفظة القرآن والفائزين في دوري كرة القدم
  • ختام الدورة الرمضانية لحزب الشعب الجمهوري بنجع حمادي
  • بورسعيد .. الشعب الجمهوري يكرم الأمهات المثاليات وحفظة القرآن الكريم
  • نائب الرئيس الأميركي يزور غرينلاند
  • نائب ترامب في زيارة استفزازية إلى غرينلاند