عربي21:
2024-09-15@00:06:28 GMT

ضرورة أن تستعيد الحركات الإسلامية جاذبيتها للشباب

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

جرى نقاش بيني وبين بعض الأصدقاء حول مقال سابق بعنوان" هل فقدت الحركات الإسلامية التقليدية جاذبيتها للشباب؟!"، فهم لا يرون ذلك، والحقيقة أنني أراها حقيقة واضحة وضوح الشمس، مقارنة بعقد السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، والذي تابعته لحظة بلحظة، ورأيت فيه إقبالا جارفا من الشباب، للالتحام بالحركات الإسلامية بشتى تياراتها، والارتماء في أحضان التيار الوليد الذي كان يبشر بمستقبل واعد، ويحمل رؤية نقدية حادة للواقع القائم، ووعودا بحلول لكل المشكلات عبر هوية الأمة ودينامياتها، المفعمة بجهاد الأجيال الأولى ونضال المجددين وقرون الإحياء.



المهم في ذلك هو ما كان لدى هذا التيار الوليد من قدرة على التعبير عن أصالة الإسلام، وصفاء المنبع، واحترامه للماضي المشرق، واستلهام العبر والعظات، التي تساعد أمتنا على بناء مشرق جديد، يليق بأمتنا، وينافس الحضارات الأخرى، ويكون قادرا على مواجهة تحديات العصر. ولهذا فقد سرى هذا التيار في مجتمعاتنا كما لم يسر تيار من قبل، وتفاعلت معه الشعوب كما لم تتفاعل من قبل منذ عدة قرون.

وقناعتي بفقد هذه الميزة التي ميزت الحركات الإسلامية على مدى العقود الماضية، ليست من باب البكاء على اللبن المسكوب، وإنما هي من باب المراجعة الضرورية في كل حقبة أو دورة زمنية للتقييم والتقويم، فلا توجد حركة بشرية معصومة من الخطأ، مهما كانت منطلقاتها،يقيني بأن استعادة قدرة الحركات الإسلامية على جذب الشباب، إنما هي ضرورة اجتماعية وفكرية وسياسية واستراتيجية، ومن غير المتصور أن يجد الشباب ضالتهم التي تشبع حاجاتهم وتلبي تطلعاتهم في مكان آخر ولا توجد قوة سياسية أو حضارية تظل في الصعود على الدوام، مهما بلغت قوتها، وإنما تعمل فيها السنن فعلها، ويجرى بها التاريخ في مجراه الأوسع.

كما دفعني لذلك، يقيني بأن استعادة قدرة الحركات الإسلامية على جذب الشباب، إنما هي ضرورة اجتماعية وفكرية وسياسية واستراتيجية، ومن غير المتصور أن يجد الشباب ضالتهم التي تشبع حاجاتهم وتلبي تطلعاتهم في مكان آخر.. كما أني على ثقة تامة بقدرة الحركات الإسلامية على استعادة ما فقدته، وقدرتها على أن تطور من ذاتها، لتتفادى هذا الخطأ الكبير وتتلافي هذا العيب الخطير، ولتستعيد قوتها وحيويتها، فليس هناك شك في أن قوة وحيوية الحركات الإسلامية كانت ولا زالت من قوة حاضنتها، وأن أحد أهم عناصر قوة حاضنتها، إنما في كونها مصدرا للشباب ومحفزا له على الالتحاق بمسارات التيار الإسلامي.

كما أني أرى أن كل التحولات الجارية والمتوقعة على مدى العقد القادم، إنما تجعل الحركات الإسلامية هي الملاذ الاجتماعي الآمن، فضلا عن الملاذ الفكري والسياسي والاستراتيجي، ويجب أن تكون كذلك من باب المسئولية التاريخية، الملقاة على كل القوى الحية في منطقتنا، تلك القوى التي تريد أن تقف في الصفوف الأولى للدفاع عن أمتها، في أهم اللحظات والمحطات التاريخية.

العمل بين الجماهير والالتحام بمشكلاتها وتطلعاتها، والتأكيد على ضرورة أن تكون مسارات العمل الجديدة مرتبطة بالقدرات وعينها مصوبة نحو الأهداف، فينبغي تجاوز هدف الحضور لمجرد الحضور، فهذه مرحلة قد انتهت ولم تصلح في عصر تزاحمت فيه المشاريع والاستراتيجيات والتحالفات
كما أن قناعاتي بأن أهم شروط قدرة التيار الإسلامي على الانتصار لأمته في هذه المرحلة التاريخية، لن يكون بالتخندق داخل الحركات والتنظيمات، والعزلة عن حركة الشارع وهموم الناس، وتباين الأفكار الحاملة، وإنما بالانسياح في المجتمعات، والسباحة داخل قلب وعقل كل التيارات، لبناء تيار شعبي واسع، يلبي شروط هذه المرحلة الدقيقة والحرجة في آن.

كما يجب أن يكون ذلك من خلال العمل بين الجماهير والالتحام بمشكلاتها وتطلعاتها، والتأكيد على ضرورة أن تكون مسارات العمل الجديدة مرتبطة بالقدرات وعينها مصوبة نحو الأهداف، فينبغي تجاوز هدف الحضور لمجرد الحضور، فهذه مرحلة قد انتهت ولم تصلح في عصر تزاحمت فيه المشاريع والاستراتيجيات والتحالفات التي تعمل كلها ضد مصالح أمتنا وعدم استعادة حضورها وفاعليتها بأي شكل كان!

وحتى تنجح الحركات الإسلامية في ذلك فلا بد من استعادة جاذبيتها للشباب، العمود الفقري لأي حركة أو تيار ناجح، كما أن ذلك إنما يتطلب استراتيجيات جديدة تعكس فهما عميقا للتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاستراتيجية، التي شهدها العالم في العقود الأخيرة وتأثرت بها أمتنا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشباب الحركات الشباب الاسلام العالم العربي حركات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکات الإسلامیة على کما أن

إقرأ أيضاً:

بيان من التيار بشأن قرارات تسجيل الطلاب السوريين... هذا ما جاء فيه

أصدر المجلس الأعلى للتربية في التيّار الوطنيّ الحرّ البيان التالي:

"يعود المجلس الأعلى للتربية في التيّار الوطنيّ الحرّ إلى الرأي العامّ اللبنانيّ، وإلى المعنيين بالشأن التربويّ كافّة، ليُعرب عن قلقه إزاء التطوّرات الأخيرة المتعلّقة بقرارات وزارة التربية ومجلس الوزراء بشأن شروط التسجيل المدرسيّ، لا سيّما في ظلّ الظروف الاستثنائيّة الّتي يمرّ بها لبنان.
فبعد دراسة معمّقة للتعميم رقم ٢٥ الصادر عن مديرية التعليم المهني في وزارة التربية الذي استند الى قرار مجلس الوزراء رقم 63 المتعلّق بالسماح للطلاب السوريين التسجيل في المؤسسات التعليمية المهنيّة للعام الحالي من دون حيازتهم على إقامة من المراجع الرسمية المختصّة، وبما أن المديريات الأخرى في الوزارة لم تحدد بعد شروط تسجيل السوريين، وقد تلجأ الى إلغاء شرط وجود الإقامة الرسمية مما يشكل خطراً كبيراً على البلد عامة وعلى القطاع التربوي فيه بخاصة، يؤكّد المجلس الأعلى للتربية إن هذا الأمر يتعارض مع القوانين اللبنانية التي ترعى إقامة الأجانب. وإذا كانت الدولة قد سمحت بذلك في السنوات الماضية فيتوجب عليها وضع حدٍ فوريٍ لهذا التسامح لأن البلد لم يعد يحتمل. وقرار مجلس الوزراء نفسه اشترط وجود الإقامة للعام الدراسي القادم ٢٠٢٥- ٢٠٢٦ وسمح عدم وجودها للعام الدراسي الحالي، مما يثير العديد من التساؤلات لان هذا الأمر سيشجع العائلات السورية التي ليس لديها إقامة على البقاء في لبنان بطريقة غير شرعية ، طالما يتوفر لأولادهم تعليم نوعي وتقوم الجهات المانحة بدعمهم. فكيف تفرض الدولة شروط عدة على التلميذ اللبناني وتعفي التلميذ غير اللبناني منها؟


ومن الواضح أن الحكومة المستقيلة قد قررت اعتماد سياسة التسويف من خلال عدم تطبيق شرط الإقامة هذا العام ووعودها بتطبيقه العام الدراسي المقبل، إلا أن هذا التأجيل لا يضمن عدم تكرار الأمر في السنوات القادمة.

لذلك، نحمّل كامل المسؤولية الى كل من وافق من وزراء الحكومة المستقيلة، ومنهم وزير التربية، على هذا القرار المتهور والغاشم لما له من تأثير كارثي على المجتمع اللبناني عامة والتربوي بخاصة. يعرب المجلس الأعلى للتربية في التيّار الوطنيّ الحرّ عن مخاوفه من أن تؤدّي هذه القرارات إلى توطين مقنّع. فلا يمكن للدولة، سواء عن قصد أو غير قصد، أن تتهاون في الأمور المحظورة قانونًا، ثم تسعى لاحقًا إلى شرعنة هذه الانتهاكات. ختاماً، سيقوم التيّار الوطنيّ الحرّ بكل الإجراءات القانونية لإيقاف هذا القرار غير القانوني ونؤكد على أننا سنبذل كل ما في وسعنا حماية المصلحة الوطنية العليا وللدفاع عن التعليم لأن التربية هي الأساس في بناء الأوطان، ولن نسمح لأحد أن يفضل التلميذ الأجنبي على التلميذ اللبناني".

مقالات مشابهة

  • «الشعبة البرلمانية» تشارك في المؤتمر العالمي للشباب البرلمانيين
  • أزمة التيار العميقة.. داخلية وسياسية
  • بيان من التيار بشأن قرارات تسجيل الطلاب السوريين... هذا ما جاء فيه
  • الشباب السعودي يوضح الحادثة التي تعرض لها فهد المولد في دبي
  • لوموند: دول آسيا الوسطى تستعيد علاقاتها التجارية مع أفغانستان
  • الحركات الإسلامية وفلسطين: قصة تراجع وأمل في النهوض
  • البحيرة تستعيد 781 فدان من أراضي الدولة بوادي النطرون
  • روسيا تعلن استعادة 10 قرى من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك
  • جبر: ضرورة مواجهة التحديات التي تحول دون تمتع المرأة في العالم الإسلامي بحقوقها
  • الحل السلمي المنشود