سرايا - قبل عدّة سنوات، أحدث وزير الماليّة الإسرائيليّة، الفاشيّ بتساليئيل سموتريتش، ضجّةً عنصريّةً في كيان الاحتلال، عندما طلب من الطاقم الطبيّ في أحد مستشفيات مركز الدولة العبريّة نقل زوجته التي ولدت إلى غرفةٍ أخرى، لأنّ شريكتها في المكان كانت امرأةً عربيّةً فلسطينيّةً من أراضي الـ 48، ولم يُخفِ وقتذاك أنّ السبب في الطلب يعود لخلفيةٍ عنصريّةٍ.



ولكنْ يبدو واضحًا للجميع أنّ ما حدث آنذاك كان بمثابة مقدّمةٍ لما تُقبِل عليه إسرائيل، فالوزيرة أوريت ستروك، من حزب (الصهيونيّة الدّينيّة) بقيادة سموتريتش، قالت في مقابلةٍ مع الإذاعة العبريّة شبه الرسميّة (كان) إنّه من حقّ الطبيب، والقصد اليهوديّ، رفض تقديم العلاج للعرب لكونهم عربًا، على حدّ قولها.

في السياق رأى المُحلّل المُخضرم روغل ألفر في صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ نتنياهو يُخطِّط من خلال حكومته السادسة، التي انطلقت قبل عشرة أيّامٍ لتدمير جميع مؤسسات الكيان، وتحويل إسرائيل، بدعمٍ من الائتلاف الذي يدعمه، إلى مملكة إسرائيل الأولى القائمة على ديكتاتوريّة الفوقيّة اليهوديّة، فيما حذّر المحلل ناحوم بارنيع من صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة من أنّ المجتمع الصهيونيّ اليهوديّ بات منقسمًا على نفسه وإسرائيل ليس مكانًا للطمأنينة، بحسب تعبيره.

إلى ذلك، قال المؤرخ العسكريّ الإسرائيليّ البروفيسور مارتين فان كارفيلد، وهو مُستجلب من هولندا، إنّ الصراع الصهيونيّ ضدّ الفلسطينيين خاسِر وسيُؤدّي إلى زوال إسرائيل في نهاية الأمر.

وأضاف في مقابلةٍ مطولةٍ مع الصحافي غيورا أيالون نشرت تحت عنوان “إسرائيل ستتفكك” إنّ إسرائيل تنتهج إستراتيجيّة محددة تقوم على الطرد الجماعيّ للشعب الفلسطينيّ، مشدّدًا على أنّه يجب طرد جميع الفلسطينيين.
وتابع كارفيلد، وهو أستاذ التاريخ العسكريّ في الجامعة العبريّة بالقدس المُحتلّة، “نحن نملك عدّة مئات من الصواريخ والرؤوس النوويّة التي يُمكن إطلاقها في كلّ الاتجاهات حتى صوب روما ومعظم العواصم الأوروبيّة هي أهداف لسلاحنا الجويّ”، طبقًا لأقواله.

وفيما يتعلق بنشر معلومات عن ترسانة الأسلحة غيرُ التقليديّة التي تملكها إسرائيل، والتي يمنع الاحتلال نشر أيّ شيءٍ عنها بحجة أنّه قد يضُرّ بالأمن القوميّ للدولة العبريّة، قال كارفيلد للمُحلِّل الأمنيّ يوسي ميلمان، في صحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّ سياسة الضبابيّة في الموضوع النوويّ لن تتغيَّر في عهد رئيس الموساد الحالي، دافيد بارنيع.
وتابع خلال المقابلة، التي أجراها معه موقع (ليكودنيك) قائلاً قبل عاميْن كان هناك 7-8 بالمائة فقط من الإسرائيليين يؤمنون بهذا الحلّ مع الفلسطينيين، وقبل شهرين فقط ارتفعت النسبة بين أوساط الإسرائيليين لتصل إلى 33 بالمائة، واليوم حسب استطلاع معهد (غالوب) وصلت النسبة إلى 55 بالمائة، مؤكِّدًا أنّه “يجب أنْ نستغل أيّ حادثٍ من شأنه أنْ يُوفِّر لنا فرصةً ذهبيّةً لطرد الفلسطينيين، كما حصل في دير ياسين عام 1948 حين قتل 120 عربيًا، وهرب الآخرون”، على حدّ ادعاءاته.

وحين سئل: ألا تخشى أنْ يتّم تصنيف إسرائيل بأنهّا دولة مجرمة إذا ما قامت بطرد الفلسطينيين؟ ردّ قائلاً: “إنّ إسرائيل دولة لا يهمها ماذا يُقال عنها، ويجب تذكر مقولة وزير الأمن الأسبق موشيه ديان حين قال: (إسرائيل يجب أنْ تتصرف دائمًا على أنها كلب مسعور، لأنّها يجب أنْ تكون خطرة بنظر الآخرين، أفضل من أنْ يتّم إيذاؤها”، على حدّ تعبيره.

وكان البروفيسور فان كريفلد، وهو أحد دعاة التهجير الجماعيّ للفلسطينيين (الترانسفير) صرح لإحدى الصحف الإسرائيلية: “نحن نملك عدّة مئات من الصواريخ والرؤوس النوويّة التي يُمكن إطلاقها في كلّ الاتجاهات حتى صوب روما”. وتابع قائلاً إنّ “معظم العواصم الأوروبيّة هي أهداف لسلاحنا الجوي، إنّ قواتنا المسلحة ليست الرقم ثلاثين في العالم بل ربّما الثانية أو الثالثة”، مُشدّدًا على “أنّه لدينا القدرة على أخذ العالم معنا إلى تحت”، مشيرًا إلى أنّه “بإمكاننا الانتقام للهولوكست بإبادة ملايين الألمان والأوروبيين، وأذكر لكم أنْ ذلك سيحدث قبل أنْ تنزل إسرائيل إلى تحت”، أيْ ستزول، على حدّ قوله.

أمّا فيما يتعلّق بالردع النووي فقال: “إنّ إيران لو امتلكت في يومٍ ما أسلحة نووية فإنّ التأثير سيكون نفسه لأنّ الحرب حينئذ لن تكون متعة بل تصير انتحارًا”، وعبّر عن اعتقاده بأنّ الردع النوويّ، الذي هو أجدى نفعًا في كلّ مكانٍ حول العالم، يمكن أنْ ينفع في الشرق الأوسط أيضًا.

وأورد عدّة مؤشرات على تدهور الجيش الإسرائيليّ بدءًا بقيادته وانتهاءً بجنوده، مثل تفشي الغباء والاستهتار بين القادة، والتهرّب الواسع من الخدمة العسكريّة وتفشي تعاطي المخدرات وتهريبها والمتاجرة بها، وبيع أسلحة الجيش لتنظيمات المقاومة الفلسطينية، وتفكك الجيش عمومًا بما يشجع الإسرائيليين على الهجرة إلى أمريكا وأوروبا وأستراليا، واعتماد عمال أجانب مدنيين من رومانيا والفلبين وسواها لحراسة وبناء قواعد ومستودعات ومنشآت عسكرية وأمنية فائقة السرية، من الباطن، مقابل أجور زهيدة، بدلاً من الجنود الإسرائيليين، على حدّ تعبيره.

جدير بالذكر أنّ البروفيسور فان كيرفلد، أصدر كتابًا في العام 2004، ونشر مقتطفات منه على صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) أيدّ فيه إقامة جدار العزل العنصريّ، وقال إنّه “يجب البناء بشكلٍ لا يسمح حتى للعصافير أنْ تدخل إلى إسرائيل”، على حدّ تعبيره.

وفي الختام، وَجَبَ التأكيد أنّ طروحات اليمين الفاشيّ في دولة الاحتلال، ليست وليدة اليوم أوْ أمس، إنّما تعود جذورها إلى تأسيس الحركة الصهيونيّة وتحقيق حلمها بإقامة مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

 

إقرأ أيضاً : أطباء بلا حدود: حجم وشدة التوغل "الإسرائيلي" بجنين مفزعإقرأ أيضاً : لبيد: نتنياهو وحكومة "الموت" قررا عدم إنقاذ المختطفينإقرأ أيضاً : إقامة 8 بؤر استيطانية جديدة بالضفة خلال شهر آب

 

 


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: العبری ة على حد

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي:مبادرة السلام الصينية البرازيلية مدمرة..وسياسيون روس يطالبون بوتين بـالنووي

عواصم " وكالات ": قال أحد صقور السياسة الخارجية الروسية المؤثرين اليوم إن على موسكو أن تعلن بوضوح استعدادها لاستخدام أسلحة نووية ضد الدول التي "تدعم عدوان حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا".

ويضغط سيرجي كاراجانوف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليتبنى موقفا نوويا أشد صرامة تجاه الغرب.

وذكر كاراجانوف في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت أن روسيا قد تشن ضربة نووية محدودة على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي بدون إشعال حرب نووية شاملة.

وأضاف أن الولايات المتحدة تكذب عندما تقول إنها تضمن الحماية النووية لحلفائها.

وأردف يقول إن الهدف الرئيسي للعقيدة النووية الروسية "يجب أن يضمن تأكد جميع الأعداء الحاليين والمستقبليين من أن روسيا مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية".

وفي تعليقات نشرت بعد أسابيع من سيطرة أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك الروسية، قال كاراجانوف "حان وقت الإعلان عن أننا نملك الحق في الرد على أي ضربات كبيرة على أراضينا بضربة نووية. وهذا ينطبق أيضا على أي استيلاء على أراضينا".

ويتابع خبراء الأمن في الغرب عن كثب تصريحات كاراجانوف كمؤشر على ما الذي تفكر فيه روسيا بشأن السياسة الخارجية والدفاعية والنووية.

ولا تمثل آراء كاراجانوف السياسة الرسمية لروسيا، لكن الكرملين يمنحه فرصا متكررة للتعبير عنه في منتديات مؤثرة ويعرضها مباشرة على بوتين.

رئيس أوكرانيا:مبادرة السلام "مدمرة"

من جهة اخرى، رفض الرئيس فولوديمير زيلينسكي مبادرة السلام الصينية البرازيلية للحرب في أوكرانيا ووصفها بأنها "مدمرة"، وعبر عن امتعاضه من عدم مشاركة كييف في العملية.

ودعت الصين والبرازيل في مايو أيار إلى عقد مؤتمر سلام دولي تعترف به كل من روسيا وأوكرانيا، ويتضمن مشاركة متساوية لجميع الأطراف، وخوض ما اسمتاه مناقشة عادلة لجميع خطط السلام.

وقال زيلينسكي في مقابلة نشرتها منصة متروبوليس الإعلامية البرازيلية "الاقتراح الصيني البرازيلي... مدمر، إنه مجرد بيان سياسي".

وأضاف "كيف يمكنك أن تقترح وتقول ‘هذه مبادرتنا’ دون أن تطلب أي شيء منا؟"

وأوضح زيلينسكي أن المبادرة تفتقر إلى احترام أوكرانيا وسلامة أراضيها، وفقا لمقطع فيديو نشرته منصة متروبوليس، مضيفا أنه يتعين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتخذ خطوات لإظهار أنه يريد إنهاء الحرب.

وقال الرئيس الأوكراني إنه عرض مناقشة المقترحات مع الصين والبرازيل.

وذكرت رويترز في يونيو حزيران أن الصين كانت تحاول حشد الدول النامية للانضمام إلى المبادرة المؤلفة من ست نقاط، والتي صدرت قبل قمة بقيادة أوكرانيا في سويسرا.

وقال بوتين في مايو أيار إنه يؤيد مقترحات السلام الصينية واقترح هذا الشهر أن تلعب الصين والبرازيل، بالإضافة للهند، دور الوسيط في محادثات السلام المحتملة بشأن أوكرانيا.

وفي السياق، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا التنازل عن شبه جزيرة القرم.

وحضر برلمانيون من أكثر من 60 دولة قمة منصة القرم في كييف امس بهدف تأكيد التضامن مع أوكرانيا وتسليط الضوء على الوضع في القرم. وكانت روسيا قد ضمت شبه الجزيرة الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود عام 2014، في انتهاك للقانون الدولي.

وقال زيلينسكي في القمة إن أوكرانيا لن تترك أي شيء، أو أي شخص، في الأسر.

وتابع: "هذا جزء من أخلاقنا. أوكرانيا لا تتاجر بأراضيها ولا تتخلى عن شعبها".

وأوضح: "عندما نعمل مع العالم من أجل نهاية عادلة لهذه الحرب، فإننا نذكره ليس فقط بالأرض التي تحمل الآن، مؤقتا،، ولكن أيضا بمصائر الناس التي لا يمكن تركها مدمرة. نحن في أوكرانيا لا ننسى الكثير من الأشخاص".

وتم إطلاق منصة القرم الدولية في عام 2021 بمبادرة من زيلينسكي.

من جانب آخر ، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الروسية بدأت هجوما مضادا في منطقة كورسك غربي البلاد في محاولة لصد أول توغل عسكري في أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال زيلينسكي، للصحفيين في كييف، اليوم الخميس، إن تصرف الكرملين يتفق مع التخطيط العسكري الأوكراني، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.

ويعد هذا التصريح أول تأكيد رسمي بأن موسكو بدأت عملية لمجابهة التقدم الأوكراني عبر الحدود.

هجوم روسي على بلدة بمنطقة سومي

وعلى الارض ، قال مسؤولون محليون اليوم الخميس إن طائرات روسية مسيرة ألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية للطاقة في بلدة كونوتوب بشمال أوكرانيا في هجوم ليلي أدى إلى إصابة 14 شخصا على الأقل وانقطاع الكهرباء عن البلدة.

وأوضح مسؤولون إقليميون أن 10 انفجارات وقعت في أثناء الهجوم.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس قال رئيس البلدية أرتيم سمينيكين "في الوقت الحالي، يبذل العاملون في مجال الطاقة كل ما في وسعهم لتوفير الكهرباء للمستشفى ونظام إمدادات المياه".

وأضاف أن المستشفيات تواصل عملها.

وتقع كونوتوب في منطقة سومي التي استهدفتها روسيا بكثافة في الأسابيع القليلة الماضية.

واستخدمت أوكرانيا سومي نقطة انطلاق لتوغلها المفاجئ داخل الأراضي الروسية الشهر الماضي في محاولة لقلب موازين المعركة لصالحها في وقت تتقدم فيه القوات الروسية ببطء في شرق أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • غارة إسرائيليّة عنيفة تهزّ البقاع.. هذه آخر المعلومات!
  • أمل الحناوي: عدوان إسرائيل على الفلسطينيين بجاحة لا تكترث لعقاب
  • شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي لمجموعة من الفلسطينيين وسط خان يونس
  • عملية تجويع متعمدة من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين (شاهد)
  • إكسترا نيوز: عملية تجويع متعمدة من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • مراسل «إكسترا نيوز»: هناك عملية تجويع متعمدة من قِبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • ديالى تتوقع إنتاج 150 ألف طن من التمور وتكشف عن طلبات من آسيا وأوروبا
  • زيلينسكي:مبادرة السلام الصينية البرازيلية مدمرة..وسياسيون روس يطالبون بوتين بـالنووي
  • هوكشتاين سيصل إلى المنطقة.. ما هي الرسالة التي يحملها إلى إسرائيل؟
  • مؤرخ سينمائي في وثائقي «سيرة الفن»: «السادات» دعم الفنانين بمعاش استثنائي