معهد الشرق الأوسط: بالإمكان تقاسم إدارة المركزي انتقاليا بين الكبير وشكري
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
ليبيا – أكد تقرير تحليلي لـ”معهد الشرق الأوسط” للأبحاث والدراسات بالولايات المتحدة أن الشعب الليبي وحده من سيدفع ثمن الصراع على المصرف المركزي.
التقرير الذي تابعته وترجمت أبرز ما جاء فيه من رؤى تحليلية صحيفة المرصد نبه لمخاطر محاولات السيطرة على المصرف المركزي على البلاد بأكملها فالأخيرة باتت مهددة سلامتها وأمنها اقتصادها، محذرًا من تعريض حياة ملايين الليبيين المعتمدين على هذه المؤسسة المالية للخطر.
وبحسب التقرير يعتمد هؤلاء على المصرف المركزي لضمان دفع مرتباتهم وتمويل خطابات الاعتماد المستندية الأساسية لتزويدهم بمليارات الدولارات سنويا من الوقود المستورد وزيت الطهي والغذاء فهم على موعد إذا مع مواجهة نقص فوري في كل ذلك فالطوابير الطويلة باتت واضحة بالقرب من المحطات.
ووصف التقرير المصرف المركزي بـ”قلب” يحافظ على تدفق دماء عائدات النفط في شريان حياة الاقتصاد الليبي ما يعني أن أي نوبات قلبية تحدث بالغة الخطورة، مشيرًا لحفاظ محافظه الصديق الكبير على مدار 12 عامًا على استقلالية هذه المؤسسة المالية والثروة السيادية للبلاد رغم اتهامات الفساد.
واقترح التقرير حلولًا للأزمة الحالية بمنأى عن الخيار العسكري من بينها تقاسم الكبير السيادة على المصرف المركزي مع محمد الشكري على أساس انتقالي مع تعيين مجلس إدارة مؤقت جديد يمثل أعضاؤه مجموعة واسعة من الدوائر السياسية في انتظار الانتخابات الرئاسية والتشرعية.
وتابع التقرير إن المطلوب أيضًا إنشاء هيكل حوكمة كامل مصمم لإحباط أي شخص يقوم بالاستيلاء على السلطة،لا مشيرًا إلى أن تقاسم الثروة في ليبيا قد يؤدي لتسوية أكثر الخلافات خطورة بين المعنيين من ذوي الموقع الجيد والحافز المناسب وتجنب تحقق الاستحقاقات الانتخابية.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: على المصرف المرکزی
إقرأ أيضاً:
خبير فرنسي: نظام عالمي جديد ينطلق من الشرق الأوسط ويقصي أوروبا
في مقاله المنشور بصحيفة لوموند يستعرض المؤرخ والأكاديمي والخبير السياسي الفرنسي جان بيير فيليو تغيرات المشهد الدولي من قلب العاصمة الأوكرانية كييف، وكيف يتقرر مصير أوكرانيا في المملكة العربية السعودية وبغياب الأوروبيين.
ويشير الكاتب -في عموده بالصحيفة- إلى أن السعودية أصبحت مركزا دبلوماسيا في الأزمة الأوكرانية بعد أن اختارت الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب تجديد الحوار على مستوى رفيع مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين دون مشاركة أوكرانيا ولا الاتحاد الأوروبي، وبعد أن أجبرت واشنطن كييف على قبول وقف إطلاق نار مؤقت بشروط ملزمة تجعلها في موقف ضعف واضح أمام روسيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أربعون يوما في الغابة.. القصة الحقيقية لأطفال كولومبيا الأربعةlist 2 of 2هل يهدد ترامب مستقبل تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي؟end of listويرد المؤرخ الفرنسي هذا الدور المركزي الذي تمتعت به المملكة العربية السعودية إلى استثماراتها الضخمة في الولايات المتحدة وشراكتها الإستراتيجية مع بوتين في إدارة سوق النفط العالمية، وذلك ما وصفه الكاتب بـ"المنطق التبادلي" الذي جعل أوكرانيا مجرد ورقة مساومة بين القوى الكبرى.
وفي هذا السياق، يشير الكاتب إلى تصاعد التوتر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإدارة الأميركية على خلفية الضغط المتزايد على كييف، مما اضطرها إلى تقديم تنازلات كبيرة، مثل السماح لأميركا باستغلال مواردها المعدنية مقابل استعادة الدعم العسكري والمخابراتي الذي علقته واشنطن.
إعلانبالمقابل، استخدمت روسيا هذا الموقف للتفاوض على شروط هدنة "مؤقتة" اعتبرها فيليو أقرب إلى استراحة لالتقاط الأنفاس وتجميع القوات الروسية، مقارنا الوضع في أوكرانيا مع تجارب له في غزة، إذ تشير الحالة إلى صعوبة الانتقال من هدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
تشكيلة دولية جديدةويذكّر الكاتب بالهدنة التي أعلنت بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطر يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل استمرت في فرض حصار خانق على القطاع بدعم من واشنطن، مما أدى إلى شلل الجهود الإنسانية، في مؤشر يدل على التعامل مع النزاعات الإقليمية باعتبارها مجرد "إدارة أزمات" قصيرة الأمد، على حد تعبيره.
ويرى فيليو أن الاتحاد الأوروبي مستبعد بشكل واضح من هذه الديناميكيات الدولية الجديدة بعد أن أصبحت العلاقات الشرق أوسطية الروسية الأميركية هي المحرك الرئيسي لإعادة تشكيل النظام الدولي.
وفي هذا الصدد، يشير إلى مساعي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لبناء قنوات تفاوض تشمل موسكو والرياض، بما يهيئ الأرضية لقمة مرتقبة بين ترامب وبوتين في السعودية.
ويخلص الكاتب إلى أنه يتم الآن إرساء تشكيلة دولية جديدة تنتشر من الشرق الأوسط إلى مختلف أنحاء القارة الأوروبية، ويستبعد منها الاتحاد الأوروبي بالكامل، مما قد يمهد لكارثة إنسانية وسياسية "كبيرة"، إذ حذر الرئيس الأميركي من احتمال وقوع "مجزرة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية".
ويختم فيليو مقاله برؤية سوداوية للواقع العالمي، إذ تحولت النزاعات الكبرى إلى صفقات تديرها القوى الكبرى في الشرق الأوسط، في حين تُترك الدول الصغيرة مثل أوكرانيا لمواجهة مصيرها وحدها، وهو ما يشير إلى نظام عالمي جديد يتجاوز الحدود الجغرافية مقصيا الأطراف الأوروبية، مما يعكس هشاشة الوضع الدولي وتزايد عدم التوازن في العلاقات العالمية، حسب رأيه.
إعلان